تعرضت فلسطين العربية عبر تاريخها الطويل الى سلسلة طويلة من المؤتمرات الدولية، إلا أن أكبر هذه المؤتمرات وأخطرها كانت تلك المتعلقة بسرقتها واغتصابها من قبل الحركة الصهيونية العالمية في النصف الأول من القرن العشرين، وولادة ما يسمى بدولة اسرائيل، في عام 1948.
وقد لعبت كثير من المؤسسات والمراكز الضخمة، دورها الفعال على هذا الصعيد، وكان من بينها وأهمها بالطبع منظمة الأمم المتحدة، التي يغلب عليه الطابع الصهيوني. ولم يقتصر دورها في هذا المجال على العمل السري فقط، بل تجاوزه الى العلنية بشخص اتريجفي لي، أول أمين عام لهذه المنظمة الدولية، التي يتحتم عليها أن تكون محايدة كل الحياد، ونزيهة" كل النزاهة. ولكن كيف ذلك وهي صنيعة أبالسة الجحيم الذين لا يقطرون إلا الخبث والمكر والدهاء في كل شيء؟ ...
فمن هواتريجفي لي»؟ وماذا كان دوره في المؤامرة على تقسيم فلسطين؟.
العب أول امين عام للامم المتحدة في الواقع. تريجفي لي - دور المهيج والمهرج في مشكلة وتقسيم فلسطين، بينما لم يكن حقيقة رجلا تنقصه الخبرة الكبيرة والإدراك. فقد كان عصامية نشأ وسط نقابات العمال في بلدة النروج، حين كان يعمل نجار مراكب في حوض لبناء السفن هناك، وصار من قادة العمال، وشارك في إنشاء الحزب الاشتراكي النروجي، وتولي منصب وزير الخارجية. فلما قامت الأمم المتحدة، وأرادوا أن يختاروا
مالائي اور
91 شخصية بارزة، ومن بلد يتسم بسياسة الحياد بين الشرق والغرب، ونع الاختبار على تريجفي ليه ... وكان الاتحاد السوفياتي هو الذي رشحه لهذا المنصب الخطير، فلقي الترشيح قبولا لدى الدول الأربع الأخرى: أميركا وبريطانيا وفرنسا والصين، صاحبة الأمر في اختيار الأمين العام ... ثم انقلب الاتحاد السوفياتي عليه فيما بعد، عندما وقف موقفا لا يرضي موسكو في مشكلة حرب کوريا سنة 1950، وكانت النروج قد خرجت عن موقف الحياد منذ أن انضمت إلى حلف الأطلنطى عند انشائه سنة 1949، فأصرت موسكو على إخراجه من منصبه ... ولم بجده نفعا تحمس أمريكا لبقائه حيث اضطر الى الاستقالة، وجلس يكتب مذكراته التي روي في فصول منها موقفه من فضية فلسطين في مرحلتها الأولى. و تركزت القضية في المرحلة الأولى تلك، حول تقسيم فلسطين، فلما أصدرت الجمعية العامة قرار التقسيم ثار العرب في فلسطين وغمرتها موجة من الاضطرابات تحولت الى معارك دامية بين العرب واليهود ... وغضب العرب والمسلمون خارج فلسطين وغمرتهم موجة من السخط على الولايات المتحدة الأميركية التي برزت في الأمم المتحدة حاملة لواء تقسيم فلسطين، ولواء إقامة دولة يهودية على أرضها العربية ... وعندئذ بدأت أميركا تتراجع عن قرار التقسيم. وأخذ المندوب الأميركي في مجلس الأمن يقول ما خلاصته: لقد أصدرت الجمعية العامة قرارا طيبا ولكن تنفيذه غير ممكن الآن .. أن تنفيذه يتطلب قوة عسكرية تفرضه على العرب الثائرين الغاضبين، والأمم المتحدة لا تملك هذه القوة العسكرية، وحتى لو كانت تملكها فليس من الحكمة أن يفرض التقسيم قسرا وقهرة.
ثم راح المندوب الأميركي يقترح إرجاء تنفيذ قرار التقسيم حينا من الزمن حتى تهدأ ثائرة العرب ... وسوف تهدأ حين تخرج بريطانيا من فلسطين وتنهى انتدابها الذي حددت له پوما معينا، هو يوم 15 أيار/ مايو 1948، وعندئذ تهدأ ثائرة الزعماء الفلسطينيين فترة من الوقت؛ وفي
92 خلال هذه الفترة توضع فلسطين تحت وصاية الأمم المتحدة، فتديرها كدولة واحدة غير مقسمة بين العرب واليهود ...
وقد صدر مشروع القرار الأمريكي هذا کوثيقة من وثائق مجلس الأمن الدولي. وعندئذ ثار اليهود على هذا التراجع من جانب امريکا صديقتهم ومؤيدتهم الأولى، وثورتهم هذه أمر طبيعي، لأن تراجع أمريكا ومن ورائها الدول الخاضعة لنفوذها، وهي في ذلك الوقت الأغلبية الكبرى من الدول الأعضاء، قد يضيع على اليهود الغنيمة التي أمسكوا بها على ملا العالم بلا حرب، وبلا عناء كبير ... وقد تضيع الغنيمة الى الابد اذا صار العرب اکبر مما هم الأن قوة وعدة ... فبدلا من أن يعبروا عن موقفهم بالغضب والهيجان، فقد يعبرون عنه بالمقاومة والقتال ... وسوف يجدون من ورائهم دولا غربية عديدة لها أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية في حساب امريکا وغير أمريكا.
كان من الطبيعي أن يثور اليهود اذن، ولكن الغريب أن ينضم الأمين العام للامم المتحدة إلى اليهود في ثورتهم على الحكومة الأمريكية ... التي أرادت وضع فلسطين تحت وصاية الأمم المتحدة، وتحت إدارة المنظمة الدولية التي يتولى هو نفسه رئاسة جهازها الإداري ... بل كان الأمر المنطقي والطبيعي أن يرحب الأمين العام بهذا الاقتراح الذي يعطي الأمم المتحدة قوة ونفوذا واحترام، ويعطي أمينها العام اختصاصا سياسيا وإداريا واسع النطاق
ولماذا ينحمس الأمين العام للدفاع عن قرار التقسيم الذي لم يصدر بإجماع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، انما صوتت عليه نصف الأول فحسب ... بينما صوت النصف الأخر إما ضد قرار التقسيم وإما امتنع عن التصويت؟ ... وحتى بين الدول الخمس والعشرين التي صوتت مع التقسيم كان من بينها من كان مترددة ومضطربا في تصويته حتى اللحظة الأخيرة ... فهناك سبع دول عارضت التقسيم او امتنعت عن التصويت عندما جرى "أول مرة، فلما أعيد التصويت كما تقضي الاجراءات غيرت موقفها وانقلبت الى
93 تاييد التقسيم. وكان هذا التغيير بعد ضغوط تعرض لها عدد من رؤساء الجمهوريات كما حدث في الفيليبين وليبيريا، أو بعد اغراءات مادية تلقاها عدد من ممثلي الدول الصغيرة ومنها کوستاريکا وباراجواي وهايتي ... وان كان بعضهم قد رفض الاغراء، و?د ما أرسل اليه من هدايا ثمينة.
رغم كل ذلك، فقد هب «تريجفي لي، يشارك اليهود في ثورتهم على مشروع وصاية الأمم المتحدة على فلسطين ... فماذا فعل؟ يكفي أن نذكر بعض ما كتبه في مذكراته التي عنونها في سبيل السلام».
لقد أعد استقالته ليعلنها على العالم احتجاجا على أمريكا اذا لم تعدل عن الكلام في موضوع وصاية الأمم المتحدة، واذا لم تمض في تاييد قرار تقسيم فلسطين بكل قوتها ونفوذها ... ثم طلب الى مندوب أمريكا في الأمم المتحدة السناتور «وارين اوستن، أن يعد هو الأخر استقالته احتجاجا على سياسة حكومته ... وطلب اليه أن يتضامنا معا، فيعلن استقالتهما في وقت واحد على ملا العالم.
و هكذا خرج الأمين العام للأمم المتحدة، حتى عن الوقار الذي ينبغي أن يتصف به منصبه الكبير. لقد أراد أن يعد ظاهرة دولية، يسير في مقدمتها، متأبطأ ذراع مندوب أمريكا؛ وبذلك يعطي المؤسسة الصهيونية وتودا تلهب به الرأي العام لا في أمريكا وحدها، بل في العالم كله.
ويقول اتريجفي لي، في مذكراته أن «وارين اوستن، قال له أنه مستاء من موقف حكومته وترددها، لكنه لا يرى من الملائم أن يشترك في مظاهرة علنية ضد حكومته. وعند ذلك تحرك اليهود الصهيونيون على جبهتين إزاء هذا الموقف. جبهة القتال وجبهة السياسة.
أما في جبهة القتال فقد صمم اليهود على أن يضعوا العالم أمام الأمر الواقع بان يستولوا فعلا وبقوة السلاح على المناطق التي خصصت لهم في خريطة تقسيم فلسطين. وراحت قوات الهاجاناه، نواة الجيش الاسرائيلي،
94 تستولي على المدن الفلسطينية واحدة تلو الأخرى ... وأمام أعين الانتداب البريطاني الذي كان ما يزال بجيشه وأسلحته قائمة على فلسطين ... وما زالت قواته نحتل مدنه وثغوره. فاستولت قوات الهاجاناه على طبرية في 18 ابريل، وعلى حيفا في 21 منه، وعلي صفد في 10 أيار/ مايو، وعلى يافا. في 13 منه، كما استولت في أواخر شهر ابريل على قطاع كبير من مدينة القدس.
وبينما كانت قوات الهاجاناه تشن غاراتها على المدن الفلسطينية وتحتلها، كانت الوكالة اليهودية تعمل في المجال السياسي. فلا بأس أن تقوم الدولة العبرية بقوة السلاح التي ترهب العرب حاليا ومستقبلا، وبتأييد الأمم المتحدة، وقرارها الذي ينفع ركيزة سياسية وقانونية لها، حاليا ومستقبلا أيضا.
فماذا فعلت الوكالة اليهودية في المجال السياسي وبالذات في مجال الأمم المتحدة؟. و أن المشكلة التي تواجه تلك المؤسسة الصهيونية الخطيرة تتركز في أن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع في واشنطن قد نشطتا في التنبيه إلى العواقب الوخيمة والمخاطر التي ستواجه آمريکا اذا مضت في الخطة الطائشة التي رسمتها مراكز النفوذ الصهيوني وأشياعها في أمريكا، ودفعتها دفعا إلى تأييد مشروع تقسيم فلسطين وإقامة دولة يهودية في قلب الوطن العربي ... وكان من يشجع الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين على اتخاذ هذا الموقف أن الحكومة البريطانية وبالذات وزير خارجيتها «ارنست بيفنه كان يحذر من عواقب الانحياز الى اليهود على حساب العرب، وكانت بريطانيا حينذاك تحتفظ بنفوذ سياسي في أمريكا أكبر بكثير مما بقي لها فيما بعد ... '
فرات والوكالة اليهودية، أن تقفز فوق رأس وزارة الدفاع، ورأس وزارة الخارجية وتتجه رأسا الى البيت الأبيض، وتنتزع من رئيس الجمهورية الاعتراف اللازم بقيام الدولة اليهودية ...
90 وهكذا نرى أن الرئيس الأمريكي هاري ترومان، في ذلك الوقت، يروي بنفسه ما حدث في فصلين من مذكراته، فيقول بأن الضغط اليهودي اشتد على البيت الأبيض ووصل إلى أقصى المدن في برقيات تنهال عليه كل يوم من آلاف الأفراد، ومئات المنظمات، ومن وفود تاتي حاملة العرائض والشكاوي، بينما أعضاء الكونغرس يقيمون الدنيا ويقعدونها، والصحف تطفح بالدعاية الصهيونية ... وكل هؤلاء يطالبون الرئيس بان يعلن أن الحكومة الأمريكية ما زالت متمسكة بقرار تقسيم فلسطين، وما زالت مؤيدة قيام الدولة اليهودية في فلسطين ... وقد ضاق ترومان، بهذا كله فقرر ألا يقابل أي صهيوني أو أي أحد يريد أن يتحدث اليه في موضوع فلسطين.
وجاء الى واشنطن رئيس الوكالة اليهودية، حاييم وايزمان، الذي نجح في انتزاع وعد بلفور من بريطانيا قبل هذا بثلاثين سنة ... وطلب مقابلة ترومان فرفض البيت الأبيض، لأن الرئيس لا يريد أن يقابل أحدا من الصهيونيين ...
ثم يقول الرومان، في مذكراته أن صديقه القديم وايدي جاكسون،، الذي كان شريكه في محل خردوات في مدينة شيكاغو، جاء يوما لزيارته ... وتحدث اليه حديث الأصدقاء القدماء قائلا: «ماذا جرى لك يا هاري؟ أنت الرجل المتواضع الإنسان، كيف ترفض مقابلة رجل مسن مريض هو حاييم وايزمان الذي ينتظر في واشنطن منذ شهرين ملتمسا مقابلتك فلا يحظى بها ... أنا لا أطلب منك أن تقبل أو ترفض ما يقوله وايزمان، فهذا متروك لك، وأنا لست رجل سياسة، وإنما أطلب اليك من الناحية الانسانية أن تسمح لهذا الرجل المسن أن يقابلك وأن تستمع اليه ....
ويقول ترومان أنه يحب صديقه القديم جاكسون، ويعهد فيه الاخلاص والأمانة، ويكبر فيه قناعته بما قسمه له الله، فلم يطلب في يوم ما شيئا لنفسه من صديقه الذي صار رئيسا للجمهورية ... ولهذا رأى أن يقابل وايزمان ويمضي معه ساعتين، قدم له وايزمان بعدها كتاب التوراة، عربونا لتحالفهما،
99 وقد أسر له ترومان بما سيفعل قريبا.
وجاء اليوم الذي حددته بريطانيا لإنهاء انتدابها على فلسطين ... ففي 10 مايو 1948 في منتصف الليل، عندما دقت الساعة الثانية عشرة مساء بتوقيت فلسطين، انتهى الانتداب البريطاني، وفي الساعة الثانية عشرة والدقيقة الواحدة، أعلنت الوكالة اليهودية قيام الدولة اليهودية في فلسطين وسمنها اسرائيل ...
في الساعة الثانية عشرة والدقيقة الحادية عشرة، أي بعد قيام اسرائيل: بعشر دقائق تماما ... أعلن البيت الأبيض اعترافه بدولة اسرائيل.
وكان مندوب أميركا حتى هذه اللحظة ما زال يتكلم في مجلس الأمن عن تاجيل تنفيذ قرار التقسيم، ووضع فلسطين الموحدة تحت وصاية الأمم المتحدة ... فربت أحد مساعديه على كتفه، وهمس في أذنه أن البيت الأبيض أعلن الآن اعتراف آمريکا بالتقسيم وبدولة اسرائيل ... وعرف سفير امريكا في هذه اللحظة ما كان يعرفه وايزمان منذ لقائه بترومان منذ شهور.
ويقول ترومان في مذكراته: اني أعلم أن وزارة الخارجية بالإجماع، ووزارة الدفاع بالإجماع، كانتا ضد المضي في قرار التقسيم ... ولكنني لست بالرئيس الضعيف الذي يصغي الى كلام هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بأنهم خبراء ومتخصصون ... ولهذا قررت أن أضرب بكلامهم عرض الحائط، وأن أعلن اعتراف آمريکا باسرائيل اعترافا واقعية ... وألا أسمح لروسيا أن تسبق أميركا الى هذا ... وقد كان، فكانت روسيا في الدولة الثالثة التي اعترفت باسرائيل، ولكن اعترافها كان اعترافا قانونيا وهو في القانون الدولي، أقوى من الاعتراف الواقعي ... أما الدولة الثانية فكانت رغواتيمالا، التي احتج مندوبها اغرائيا غرانا دوس، الذي أطلق اسمه على شارع في تل أبيب، فقد صعد الى منصة الأمم المتحدة واحتج على واشنطن، لأنها غدرت به، وأسرعت الى اعلان اعترافها، وحرمت غواتيمالا، شرط أن تكون أول دولة تعترف بدولة اسرائيل،. انتهى الانتداب البريطاني وأنزلت انكلترا علمها الذي ارتفع فوق فلسطين أكثر من ثلاثين سنة، وبدأت تسحب قواتها ... وصار العرب في فلسطين وهم يكادون لا يملكون شيئا من السلاح، يواجهون قوات الهاجاناه بمدافعها ودباباتها وما بدا يصل اليها من طائرات ... فكان لابد من نجدتهم فقررت بعض الدول العربية أن تسارع الى النجدة، وأرسل وزير خارجية مصر برقية الى الأمين العام، كما أرسل أمين عام جامعة الدول العربية، عبد الرحمن عزام، برقية أخرى، يبلغانه أن الجيوش العربية ند زحفت الى فلسطين تلبية لنداء إخوانهم العرب الذي غزت القوات الصهيونية وطنهم العربي.
لقد أحدثت برقيات الدول العربية دويا أعلى من دوي دخول بعض القوات العربية الى بعض أطراف فلسطين .... أو هكذا حولت الدعاية اليهودية هذه العمليات العسكرية المحدودة الى عدوان خطير يهدد العالم كله بالفوضى وبالخراب ... وكان على رأس هذه الدعاية «تريجفي لي، الأمين العام للأمم المتحدة ... الذي وجه خطابا الى كل من سفراء الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن يطلب فيه أن تقوم دولهم بعمل حاسم اسوقف هذا العدوان العربي الخطير، جاء فيه:
عزيزي السفير
أعده واجبا علي أن أذكر بكل التأكيد أن هذه هي أول مرة منذ وضع ميثاق الأمم المتحدة تصرح فيه دول أعضاء في الأمم المتحدة، تصريحا رسمية علنية بأنها تقوم بعمل مسلح خارج حدود آرضها. وأكثر من هذا أن يقع هذا التدخل المسلح في اقليم توليه الأمم المتحدة اهتماما خاصا ...
ان اجتماع مجلس الأمن يوم 15 أيار/مايو، وعدم اتخاذ الاجراء السريع والحاسم، ينطوي على خطر كبير يهدد الأمم المتحدة ... وإن فشل مجلس الأمن في أن يعمل في هذه الظروف الحرجة لن يؤدي إلا إلى أفدح الأضرار التي تصيب هيبة الأمم المتحدة، وتقضي على الآمال المعلقة على
98 فاعليتها في المستقبل لحفظ السلام في أي مكان في العالم. انني أحث حكوماتكم بكل حزم، على أن تفكر في مدى الخطورة البالغة التي وصل اليها الموقف الذي تواجهه الأن الأمم المتحدة، وعلى ضرورة القيام بعمل سريع في هذه اللحظة الحرجة.
هذه فقرات من الخطاب الدرامي الذي أرسله «ترجفي لي، مصورة فيه تحرك بعض الدول العربية لكي تنجد العرب المغلوبين على أمرهم في فلسطين بأنه أول عدوان مسلح يشهده العالم منذ انتهت الحرب العالمية الثانية، وأنه لو نجح هذا العدوان لانتهت الأمم المتحدة وانتهت معها سيادة القانون الدولي
ومنذ ذلك الوقت، وعلى مدى أكثر من عقدين طويلين من الزمن، سارت الأمم المتحدة في الطريق الذي تمناه رتريجفي لي، أول أمين عام للمنظمة الدولية، والذي كان مصدرة أساسية من مصادر التأييد والدعم للحركة الصهيونية في تلك المرحلة الحاسمة
وما زال العالم يمثل شاهد زور، على أكبر جريمة في القرن العشرين، تلك المتعلقة بشعب ووطن وأمة تختصرها كلمة عربية واحدة اسمها فلسطين،.
المراجع
1- عبد الحميد الكاتب (10 مايو 1948 بوم لن ينساه العرب)، مجلة
العربي، (الكويتية). العدد 298. سبتمبر 1983. ص 44 - 50. 2 - س. ناجي والمفسدون في الأرض،، منشورات العربي للإعلان والنشر
والطباعة دمشق. الطبعة الثانية 1973، ص 329. 3- د. زاهية قدورة تاريخ العرب الحديث. دار النهضة العربية. بيروت.
الطبعة الأولى 1970. ص 244. 4 - الموسوعة السياسية، بإشراف د. عبد الوهاب كيالي وكامل زهيري.
منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت. الطبعة الأولى 1974. ص 102.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
تعليقات (0)