يدرك الكثيرون في بقاع الأرض أن الولايات المتحدة الأميركية أضحت العروبة في أيدي اليهود الصهيونيين الذين تغلغلوا في كل نواحيها كما يتغلغل السرطان في الجسم البشري، على الرغم من كونها مطبخأ لصنع القرارات الدولية التي يتقرر على أساسها مصير البشرية جمعاء.
فما هي أسباب هذا النفوذ؟ وما هي أسراره؟.
فعندما اكتشفت أميركا وفاضت خيراتها على أوروبا، بهر بريق ذهبها أبصار اليهود، وفكروا بوسيلة نؤمن حصتهم من هذا المعبود اليهودي القديم، فاندس غلاة مغامربهم في قوافل المهاجرين بشتى الأساليب والحجج، فوصلوا الى القارة الجديدة حيث انغمس رفاقهم بشتى الأعمال، بينما استهدف اليهود جمع المال واكتنازه دون سواه. وفي زمن قياسي حصلوا منه على أضعاف ما حصل عليه الأخرون.
ولما اندلعت نيران الثورة الاميركية إزداد طمع اليهود، فاستمروا أحداث الثورة على أوسع نطاق؛ فتاجروا بالأسلحة وتجسسوا لحساب الطرفين، فدرت عليهم هذه الأعمال المال الوفير، واحتاج اليهم المتقاتلون، حيث استغل اليهود هذه الفرصة الجديدة وعمدوا الى تمويل الجبهتين بالمال والمعلومات. بغية إطالة أمد الحرب لتزيد فوائد أموالهم التي كانوا يقرضونها للمتخاصمين. وكان المثقفون من الأميركيين يعلمون ما يرمي إليه اليهود ولكنهم فضلوا السكوت عنهم خشية أن ينحازوا لأعدائهم البريطانيين. ولما
111 حصلت أميركا على استقلالها واجتمع مجلسها التاسيسي عام 1789، تطرق المجتمعون الى البحث عن وضع اليهود في بلادهم، فقام بنيامين فرنکلين بطل التحرير الأميركي وأبرز أعضاء المؤتمر، وألقى كلمة تحذيرية في المجتمعين قال فيها: أيها السادة لا تظنوا أن أميركا نجت من الأخطار بمجرد أن نالت استقلالها. فهي ما زالت مهددة بخطر جسيم لا يقل خطورة عن الإستعمار، وهذا الخطر سوف يأتينا من جراء تكاثر عدد اليهود في بلادنا. وسيصيبنا ما أصاب البلاد الأوروبية التي تساهلت مع اليهود وتركتهم پستوطنون في أرضها، إذ أن اليهود بمجرد تمرکزهم في تلك البلاد عمدوا إلى القضاء على تقاليد ومعتقدات أهلها وقتلوا معنويات شبابها بفضل سموم الإباحية واللاأخلاقية التي نفثوها فيهم، ثم أفقدوهم الجرأة على العمل ... فهم يدخلون كل بلد بصورة دخلاء مساكين، وما يلبثون أن يمسكوا بزمام مقدراتها، ومن ثم يتعالون على أهلها وينعمون بخيراتها دون أن يجرأ أحد على صدهم عنها ... إنهم أبالسة الجحيم وخفافيش الليل ومصاصو دماء الشعوب. فلا يمكنهم أن يعيشوا مع بعضهم البعض لأنهم لن يجدوا فيما بينهم من يمتصون دمه. ولهذا يفضلون البقاء مع الشعوب الشريفة التي نجهل أساليبهم الشيطانية، ليثابروا على امتصاص دماء أبنائها ولينهبوا من خيراتها. وللاسباب التي أوضحتها لمجلسكم الموقر أتوسل إليكم أيها السادة أن تسارعوا باتخاذ هذا القرار وتطردوا هذه الطغمة الفاجرة من البلاد قبل فوات الأوان، ضنا بمصلحة الأمة وأجيالها القادمة. وإلا سترون بعد قرن واحد أنهم أخطر مما تفكرون، وستجدونهم وقد سيطروا على الدولة والأمة، ودمروا ما بنيناه بدمائنا، وسلبوا حريتنا، وقضوا على مجتمعنا. وثقوا بأنهم لن يرحموا أحفادنا، بل سيجعلونهم عبيدا في خدمتهم. بينما هم يقبعون خلف مکاتبهم يتندرون بسرور بالغ بغبائنا ويسخرون من جهلنا وغرورنا.
أيها السادة! لا تظنوا أن اليهود سيقبلون يوما الإنصهار في بوتقتكم، والإندماج في مجتمعكم، فهم من طينة غير طينتنا، ويختلفون عنا في كل شيء، وأخيرا أهيب بكم أن تقولوا كلمتكم الأخيرة وتقروا طرد اليهود من
112 البلاد. وإن أبيتم فثقوا أن الأجيال القادمة ستلاحقكم بلعناتها وهي تئن تحت أقدام اليهود.
ولكن المجلس التأسيسي رد هذا المشروع ولم يقره، في الوقت الذي انتصر فيه اليهود وظلوا مقيمين في أميركا بأمان. ولقد برهنت الأيام على أن فرنكلين كان على حق في كل ما قاله، وأن نبوءته كانت صادقة تماما، ومؤكدة مدى إخلاصه لقومه وبلده، وإن واقع أميركا اليوم ينبيء بأن اليهود هم سادتها دون ريب، وليس فيها من يجرؤ على رفع اصبعه في وجههم، والعالم أجمع يشهد بأن أميركا هي قلعة الصهيونية الحصينة ومركز الراسمالية اليهودية. وعلى سبيل المثال نذكر أن السيد فرنكلين روزفلت الذي حكم أميركا أثناء الحرب العالمية الثانية لم يكن في الأصل إلا يهوديا انحدر من عائلة يهودية هجرت اسبانيا عام 1920 وتشرد أفرادها في الأقطار الأوروبية حقبة من الزمن، ثم انتهى بهم المطاف إلى أميركا. كما أن زوجته أيضا يهودية معروفة تدعى سارة دولانو، عرفت طيلة حياتها بالعمل لصالح اليهود. أما روزفلت فقد دلل مرارة على تمسكه بعنصريته وتحيزه لليهود والصهيونية. هذا وقد قدم له اليهود في مدينة نيويورك وساما من الذهب نقشت على أحد وجهيه صورة روزفلت وعلى وجهه الثاني النجمة السداسية، وقد كتبت في منتصفها باللغة العبرانية الجملة التالية: الرفاه والحكمة لفرنكلين روزفلت نبينا الجديد الذي سيعيدنا إلى الأرض الموعودة في ظل خاتم سليمان بن داوود. وذلك اعترافا بفضله وإشارة لما وعدهم به.
كان روزفلت لا يعتمد في إدارة شؤون أميركا إلا على اليهود. ولقد أحاط نفسه بزمرة منهم أمثال فيليکس فرانکفورتر وکوردل هول المهود صهر المالي اليهودي الشهير كوهين لوب ومستشاره الخاص صموئيل روزنمان والقاضي برانديس والمستشار الثاني صموئيل انترماير وبرنار باروخ صاحب كتاب الدولة اليهودية، وهنري مورغنترو وکيل خزانته وجيس ستراوس ولير فولمان رئيس رابطة اصحاب العمل في القصر الجمهوري، ولاغوارديا محافظ نيويورك السابق، ومئات آخرين من اشهر رجالات اليهود في أميركا. وكانوا
113 جميعا يعملون في تخطيط شؤون الدولة وكانها دولتهم. أما مهمة روزفلت فكانت تنحصر في إقرار وتوقيع ما يشرعه هؤلاء اليهود والإشراف على تنفيذه.
والنفوذ اليهودي في أميركا لا يقتصر على التحكم في شؤون الدولة فحسب، بل يتعداه الى السيطرة التامة على معظم أحزاب البلاد، بالإضافة إلى السيطرة على صناعة السينما التي تعتبر خامس الصناعات الأميركية. وبالرغم من أن عددهم في أميركا لا يربو على العشرة ملايين، فإنهم رفعوا روزفلت في الماضي إلى سدة الرئاسة .. وهم الذين ساندوا ترومان الماسوني على الفوز بعد أن قدم ولاءه لوايزمن الذي زار في حينه أميركا، ولقد أهداه نسخة من والتوراة، إشارة لتحالفهما. كما أن اليهود كانوا خلف فوز ايزنهاور وإيصاله الى سدة الحكم بعد أن شاهد الناس خلال هذه الانتخابات رجال الدين اليهود يتجولون في شوارع نيويورك ويدعون الناس لمؤازرة أيزنهاور.
وعندما سئل الصناعي الأميركي الكبير السيد هنري فورد عن سر توسع النفوذ اليهودي في بلاده، أجاب بأن المسؤول الأول عن توسع نفوذ اليهود في بلادنا هو طراز الحكم فيها (يعني الحكم الديمقراطي). هذا الحكم الذي يتساوى في ظله جميع المواطنين، بصرف النظر عن أصلهم. ويحق لكل فرد أن يكتب ويقول ويعمل كما يحلو له. وهذه الحرية المطلقة استثمرها اليهود على أحسن وجه، فاختاروا العمل الجماعي ضمن مفاهيم التعاون والتآخي فيما بينهم، فتكتلوا منذ البداية وتعاونوا فيما بينهم منذ الساعة التي حطوا فيها رحالهم بهذه البلاد. بينما تمسك الآخرون بفرديتهم، وعمل كل منهم بمفرده دون معين. ولذا نجمع اليهود أكثر من سواهم بفضل اتحادهم الذي يتمسكون به لمجابهة الشعوب الأخرى لأنهم يعرفون أن جميع الشعوب تكرههم وتحقد عليهم، بسبب ما افتعلوه من الكوارث منذ فجر التاريخ، وما اصطنعوه من ماس في كل من فرنسا والمانيا، وما ارتكبوه مؤخرا من الجرائم في روسيا والبلقان. ولذا فهم يخافون من نقمة الناس عليهم. وهذا الخوف هو الذي يرغمهم على التعاون الوثيق فيما بينهم، وبالتالي يحضهم على تجنب الآخرين
114 وعدم الثقة بهم.
انطلاقا من هذا النفوذ والسيطرة اليهودية في أميركا، فقد صمم الصهونيون على إزالة كل من يعترض طريقهم مهما سما مركزه أو عظم شأنه وللتدليل على ذلك فإننا نذكر مقتل السناتور «ماك ارثي، أمين سر لجنة الدفاع الأميركية الذي اشتهر بمناواة اليهود لما كان يعرفه عن جرائمهم وخياناتهم. وكان يفضح أسرارهم ويعلنها للمواطنين بقصد تقليص نفوذهم. فجزع اليهود من موقفه المعادي لهم وقرروا فيما بينهم القضاء عليه.
وفي أحد أيام يونيو عام 1957 وجد ماك ارثي، مقتولا في فراشه في المستشفى الذي دخله على أثر وعكة خفيفة ألمت به. ولدى التحقيق لم يعرف سبب الوفاة. وطويت قضيته، مع أن الجميع كان يعرف أن ماك ارثي اغتيل بيد اليهود.: والمتتبع للأحداث التي سبقت مقتل «ماك ارثي،، ولما نشرته الصحافة وعنه قبل وبعد مقتله، لا يسعه إلا أن يعترف بأنه ذهب ضحية غدر اليهود. وهذه الأحداث وما نشرته الصحافة عنه تتلخص بما يلي:
في أعقاب احدي حملات رماك ارثي، على اليهود، عقد زعماؤهم اجتماعا ضم كلا من «فريد کير شفاي، ودفيكتور برنستين، صاحبي صحيفة الأمة) واليونيل سيمون، صاحب صحيفة (المعرض)، ومدير صحيفة (الصوت اليهودي) بكاليفورنيا. ومدير صحيفة (الشعب) في لوس انجلوس المدعو آل ريتشموند وشريکه وهاري کرامر»، و «ماير، صاحب صحيفة (بريد واشنطن) وأصحاب الصحيفة الرسمية لجمعية بني بريت اليهودية الشهيرة (البولتان) وصاحب صحيفة (الحياة) اليهودية. ورفاکس اسكوبي، صاحب صحيفة المخبر)، والمليونير اليهودي أرتور سوليز بيرجير، وشريکه رجوليوس ادلر صاحبي جريدة (نيويورك تايمز) وعشرات الزعماء الآخرين. وبعد تداول أمر السيد ماك ارثي، قرروا فيما بينهم محاربته حتى النهاية. وعلى الأثر بدات المقالات النارية في الصحافة اليهودية تنهال على ماك ارثي،. كما شرع
110 بعض زعماء اليهود بتوجيه الانذارات اليه. ولقد كتبت الصحيفة اليهودية (بني برايت ميساجير) في احدى اعدادها تقول: السنا من محبي التكهنات ولكن سلوك «ماك ارثي، وأعماله توحي لنا بأن نهايته ستكون سيئة جدا، ولربما مات بصورة تدهش العالم، كما مات النائب دهري لونغ، الذي كان يسير على غراره.
كما صرح الزعيم الصهيوني المعروف «فوستر، بان على ماك ارثي أن يبتعد عن الميدان السياسي متطوعا وإلا أبعد عنه فسرة. واذا عجز الأخرون عن اقناعه، فسأضطر لتنظيف الساحة السياسية منه نهائيا. ولكن لم تلن قناة ماك ارثي الصلبة أمام تهديدات اليهود، وثابر على محاربتهم واتهامهم بالخيانة، ولقد كتبت صحيفة (لوك) في عددها الصادر في 17 نوفمبر 1900 تقول أن جميع الأسماء التي يقدمها ماك ارثي إلى مجلس الأعيان. والتي يتهم أصحابها بالخيانة هم جلهم من اليهود. وفي أعقاب هذه المقالة، اشتد الصراع بين ماك ارثي واليهود ودام الى اليوم الثالث من يونيو 1907 الذي فوجيء العالم فيه ينعي «ماك ارثي، اليه من قبل جريدة (مانشستر يونيون ليدر) ببعض الكلمات المقتضبة اختتمتها بقولها: قتل ماك ارثي، في المستشفى وانتهى الأمره.
وفي 12 يونيو 1907 علقت صحيفة (نيويورك سانداي نيوز) على مقتل «ارثي، وقالت أن الرجال الشجعان أمثال ماك ارثي يرهبون اليهود، ولذا يتعرضون لسخطهم. وعندما تتأكد دوائرهم السرية الخاصة من تفاقم خطر هؤلاء الرجال يسارع اليهود الى القضاء عليهم وإزاحتهم عن الطريق مهما كلفهم الأمر.
ومع كل هذا ظلت السلطات المسؤولة تتجاهل الموضوع رغم أنها كانت تعلم أن السيد جورج برن، سبق وأن نشر عام 1954 أسماء ثلاثمائة جمعية، ومئات من رجالات اليهود في صحف نيويورك، واتهمهم بالتآمر على حياة ماك ارثي. كما انها تد اطلعت على ما نشرته جريدة (دايلي سن)
119 اليهودية التي تصدر في لوس اناكاس محددة اسم الجمعية التي عملت على إزاحة ماك ارثي عن مسرح السياسة الأميركية، كما انها استمعت الى شهادة السناتور جورج ممثل جورجيا وزميله فيرکيزون نائب مقاطعة ميشيغان اللدين شهدا بأن بريد ماك ارثي، كان يفتح يوميا من قبل رجال المنظمات اليهودية وبصورة منتظمة، ولكن هذه التصريحات والشهادات ظلت في نظر السلطات وكانها لم تكن. وطويت قضية ماك ارثي، وكانها من أتفه القضايا، رغم منصبه كأمين سر لجنة الدفاع الأميركية. والأغرب من ذلك نرى بأن التاريخ يعيد نفسه في أيامنا هذه. وتظهر لنا السلطات الاميركية بنفس المظهر ونفس العجز أمام السيطرة اليهودية، وذلك في قضية مقتل الرئيس جون كينيدي الذي اغتاله اليهودي «أوزوولد، الذي فوجئنا بمقتله بدوره، وطويت القضية، وكان أوزوولد كان المسؤول الوحيد عن هذه الجريمة التي هزت مشاعر الناس، بينما العالم أجمع يعلم أن أياد عريقة في الاجرام كانت وراء أوزرولد دأبت على العمل في الخفاء دون أن تترك وراءها من الأثار إلا القليل جدا. ولكن هذا القليل كان دائما وأبدا يكفي ليشير اليها في النهاية ولكن بعد فوات
الأوان.
ومسالة اتقان اليهود اخفاء آثار جرائمهم في أميركا هي في غنى عن البيان، ولا تحتاج الى نقاش، وذلك بفضل ما يملكونه من الجمعيات السرية التي يدفعونها للقيام بأعمال القتل والاغتيال. ولقد اشتهرت من بينها جمعية القبالقوة التي تقوم في أميركا مقام جمعية الهسکالاء اليهودية التي تعمل في البلاد الاشتراكية
ألم يتعرض الرئيس الأميركي ابراهام لنكولن لعملية اغتيال من قبل اليهود أيضا عندما شكل خطرا داهما على أهدافهم ومصالحهم باعتباره محرر العبيد وهم الذين يريدون البشر كلهم عبيدا لهم؟.
وسجل التاريخ مليء بأمثاله. إلا أن الحق هو المنتصر أخيرة. والظلم الى زوال.
117
المراجع
ا. س. ناجي والمفسدون في الأرض، منشورات العربي للإعلان والنشر والطباعة، دمشق. الطبعة الثانية. 1973. ص 322 - 330. 2 - اتيلهان رالاسلام وبني اسرائيل، ص 121 - 123 وص 49 - 50. 3- فؤاد صروف «روزفلت، مطبعة المعارف ومكتبتها بمصر. الطبعة الأولى.
مارس/ آذار 1943. 4 - الموسوعة السياسية، بإشراف عبد الوهاب كيالي وکامل زهيري. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1979. ص 4
59 - 590. و .. 268
P , Hepess «Le dernier bal du grand soir» Page
118
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
تعليقات (0)