المنشورات
الغواصات الاميركية وعائلة الجواسيس
يوما بعد يوم، ينقشع الضباب عن «اسطورة، تدعي بانها دام الأساطير،، تلك المسماة بالأمن القومي الأميركي». وقد برع القيمون على هذا الأمن في تصويرها کامبراطورية مليئة بالألغاز والأسرار، في محاولة لتخويف العالم وترهيبه بغية ابقائه في هاجس الخوف والتبعية لدولة كبرى اسمها: «أميركا،. إلا أن ما يجري على الأرض بين فترة وأخرى يكشف هذا الزيف ويحطم تلك الاسطورة رغم كل ادعاءات العظمة والغطرسة والعنجهية. وليست نفسية
عائلة الجواسيس، الأميركية التي اكتشفت خلال شهر يونيو من عام 1985، إلا دليلا ساطعة على الدعاية الكاذبة التي تحيكها أميركا حول قوتها وجبروتها وتفوقها.
فما هو سر عائلة الجواسيس، الأميركية هذه؟ ومن هم أبطالها؟.
ففي صباح يوم صحا الأميركيون على نبا عن جاسوس أميركي اسمه جون روکر، كان حتى العام 1979 يعمل في البحرية الأميركية وتقاعد في ذلك العام، وكان متخصصا في سلاح الغواصات، وتخصصه الدقيق مو الحرب المضادة للغواصات. وقد ألقي القبض عليه فجأة بتهمة پيع اسرار الغواصات الأميركية للسوفيات. وبعد أيام، بدات تكر السبحة.
مايکل ووكرا - ابن جون - ضابط في البحرية، ووجوده على متن حاملة الطائرات انيميتز» المرابطة أمام ميناء حيفا في فلسطين المحتلة في زيارة ودية، ألقي القبض عليه ونقل الى أميركا لمواجهة المحققين ... هو ايضا يمارس الجاسوسية مع والده لحساب السوفيات.
207 - ارثر ووکره - شقيق جون وعم مايكل، القي القبض عليه في منطقة سکنه في ميناء «نور فولك، في ولاية فرجينيا، حيث تقوم أكبر قاعدة للبحرية الأميركية على الاطلاق، وحيث يقوم أكبر حوض امركي لبناء السفن. وبدوره يشغل موقعا مهما: أنه يملك احدى الشركات الصغيرة التي تتعاقد مع
البنتاغون»، ولديه - مثل جون ومايکل - تصريح أمني يفتح أمامه الأبواب المغلقة على اسرار البنتاغونه، خصوصا اسرار البحرية الأميركية وأسرار الغواصات بصورة خاصة.
وهكذا عرف الأميركيون إزاء ذلك، أنهم أمام «كارثة معلوماته، حيث الأبواب المغلقة على أعز أسرار أميركا العسكرية كانت مفتوحة أمام أعين السوفيات وآذانهم وحواسهم البشرية والتكنولوجية على مدى 18 سنة ... وربما أكثر، بواسطة «عائلة ووكر، التي اكتسبت خلال أيام قليلة لقب (عائلة الجواسيس»، قبل أن تبدأ أي محاكمة، وقبل أن تتضح أدلة الإدانة. هذا ما عرفه الأميركيون وهو عام وغامض، على الرغم من كل ما يدل عليه من خطورة، لكن ما عرفته البحرية الأميركية نفسها كان أكثر من كارثة.
فماذا عرفت بحرية الأمريكان التي يفتخر هؤلاء الجواسيس، بانتمائهم لها؟.
و آن سلاح ... الغواصات الاميركية هو الضلع الثالث في مثلث الردع الاستراتيجي الأميركي في مواجهة الاتحاد السوفياتي. بل انه الضلع الأكثر أهمية، لأن الضلعين الأخيرين. قاذفات القنابل الاستراتيجية ب. 52 والصواريخ الموجهة عابرة القارات - مستهدفان للأسلحة السوفياتية المماثلة وغير المماثلة. فهم - على الأقل من الناحية النظرية. يعرفون اين همي القاذفات ب - 52،، واين هي الصواريخ الاستراتيجية. لكن الغواصات هي السلاح الخفي. هي الدرع الأقوى في المثلث ... انها قوة جبارة ليس لها عنوان معروف ... او على الأقل ليس لها عنوان ثابت ومحدد. آنها مخباة في أعماق المحيطات. وكل غواصة منها مسلحة بعدد يترواح بين 16 و 24 من
208 الرؤوس النووية .. والأحدث بين هذه الغواصات الأميركية، / 30/ غواصة من طراز «بوزايدون، واترايدنت، تستطيع وحدها أن تدمر الاتحاد السوفياتي عدة مرات. حسب اعتقاد الاميركان ..
وكانت البحرية الأميركية فخورة بأنها تحرس اسرار غواصاتها بإجراءات أمنية تصل إلى حد الجنون. فإن أمن أميركا كله يعتمد بالمعنى الحقيقي للكلمة على لعبة الغميضة،. طرف بختيء والطرف الأخر يبحث عنه - تلك اللعبة تجري بلا انقطاع بين الغواصات الاميركية في أعماق المحيط وكل وسائل السوفيات للبحث عنها ومعرفة مخابئها. ويعتز رجال البحرية الأميركية كثيرة بما حققته ... التكنولوجيا من دفة سلاح الصمت .. فالغواصات الأميركية لا تكاد تصدر حتى الهمس في حركتها في أعماق المياه.
وفجأة، مع انکشاف دور «عائلة الجواسيس الأميركية، يتبين أن السوفيات كانوا يبحثون عن مخابيء الغواصات الأميركية، لا في قاع المحيط، ولا بواسطة الطائرات أو الغواصات .... انما داخل غرف القيادة والتحكم، ووسط الرسوم السرية التي ترسم كل حركة لهذه الغواصات ... وتصور كيف تختبيء وأين، في كل ساعة من ساعات النهار، وفي كل يوم من أيام الشهر، وكل شهر من شهور السنة ... أكثر من هذا، فإن البحرية الأميركية عرفت أن بإمكان عائلة ووكر، أن تزود السوفيات بالمعلومات الضرورية لتمكينهم هم أنفسهم - أي السوفيات - من اخفاء غواصاتهم عن الأميركيين، لأنهم يعرفون مفاتيح الأساليب التكنولوجية الأميركية لمراقبة وتتبع الغواصات السوفياتية في أنحاء العالم.
أحد خبراء الأمن الامريكيين علق على هذا كله بقوله: والآن أصبحت المهمة أن تمنع تسرب هذه المعلومات، التي عرفها السوفيات، الى الشعب الأمريكي. وبهذا المعنى رد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية، مايکل بيرش، على سؤال لمراسل أمريكي في مؤتمر صحافي في قاعة المراسلين في البنتاغون»، قال فيه: «ربما لا تكون لدى السوفيات دراية
209 بكيفية تقويم المعلومات والوثائق التي حصلوا عليها. كما اننا لا نعرف حتى الأن وعلى وجه التحديد مقدار ما حصلوا عليه. فما الداعي لأن ندخل في تخمينات حول ما يملكون، فنقدم لهم بأنفسنا الطريقة التي يستطيعون بها أن يملاوا فراغات اللغز الباقية؟ اننا نقوم بعمل خطير اذا فعلنا هذا.
ويرد عدد من المراسلين الأميركيين على بيرش: ان أفراد الشعب الأمريكي هم وحدهم الباقون في الظلام بالنسبة الى هذا الموضوع. أما السوفيات فإن الوثائق بين أيديهم.
هذا، والذين سمحوا لأنفسهم بأن يصدروا تقديرات عامة عن هذا الضرر الذي ألحق بالأمن القومي الأميركي من جراء هذه القضية، فقد وأجمعوا على أن نشاط رأسرة ووكر، قد ألحق ضررة جسيما للغاية، وأنه
لا ينبغي اطباق الشفاه تماما حول ما يمكن أن يكون أفراد هذه العائلة قد قدموه للسوفيات ... وإن الضرر جسيم للغاية.
وقد أكد «مايکل بيرش، الناطق الرسمي باسم البنتاغون» - رغم رفضه الدخول في أي تفاصيل - ان آخر تقديرات وزارة الدفاع للضرر الأمني الناتج عن مبيعات الأسرار البحرية للسوفيات تظهر ان المشكلة أشد خطورة مما كان يظن من قبله.
أما السلطات المدنية التي تتولى التحقيقات في القضية وهي «مکتب التحقيقات الفيدرالي، (اف. بي. آي)، فإنها لا تزال تواصل جهودها للكشف عما اذا كانت هناك عناصر أخرى في الشبكة لم يكشف عنها بعد. ويقول المسؤولون في هذا المكتب انهم يعتقدون أن نشاطات اسرة ووكره في بيع أسرار البحرية الأميركية للسوفيات قد شلت مقدرة الغواصات الأميركية على تنظيم دوريات للغواصات تحت الماء، وشلت مقدرة الولايات المتحدة على تعقب الغواصات السوفياتية.
وقد كان من أغرب التفسيرات التي قدمها المتحدث الرسمي باسم
210 البنتاغون، لقضية الجاسوسية الجديدة الخطيرة قوله ران جانبا من المشكلة في كيفية مراقبة المعلومات السرية، يكمن في وجود وثائق سرية كثيرة للغاية، ونسخ كثيرة منها .... ربما تكون المصيبة التي تعرض لها الأمن القومي بسبب آلات النسخ الحديثة (الفوتوكوبي)، وهو تفسير يكشف من اللحظة الأولى عن تبسيط شديد لمشكلة بالغة التعقيد.
ولا يقل تبسيطة عن ذلك ما قاله جون هيوز، الناطق الرسمي السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن قضية ووكر تكشف عن أن السوفيات أعطوا الأولوية القصوى للتجسس، وأن هناك جهازا بالغ الدقة في الاتحاد السوفياتي مهمنه الحصول على أكثر المعلومات سرية من الولايات المتحدة أو من الحلفاء الذين تشاركهم أميركا في أسرارها .... ويمضي اهيوز، محذرة من أن السفارة السوفياتية الجديدة في واشنطن ستتيح للسوفيات الحصول على أكوام من المعلومات السرية. وبينما السفارة الأميركية في موسكو تقع في قلب المدينة، محاطة بابنية معوقة للاتصالات، فإن السفارة السوفياتية في واشنطن تقع فوق تل يشرف على العاصمة الأميركية باسرها.
أما جون دونالي، الذي يشغل مركز ومدير مكافحة التجسس وبرامج التحقيقات، فإنه اعتبر أن مهمته الأساسية في مواجهة حالة الهستيريا التي اصيب بها الأميركيون نتيجة ما أذيع عن قضية ورکر، هي تهدئة مشاعر الرأي العام الأمريكي بالتأكيد للناس أن الجواسيس لا يزالون يشكلون أقلية ضئيلة في المجتمع ... وإن الغالبية العظمى - يضيف دوناللي - من رجال قواتنا المسلحة شرفاء ومخلصون. وقد اعترف دوناللي بأن ميزانيات الاجهزة العسكرية الثلاثة المسؤولة عن مكافحة التجسس في الولايات المتحدة قد زادت بنسبة 60 بالمئة خلال السنوات الخمس الأخيرة. وهذه الأجهزة هي: مركز الاستخبارات والأمن في الجيش، ادارة التحقيقات البحرية، ومكتب التحقيقات الخاصة في السلاح الجوي. مع ذلك فإن هذه الزيادة الهائلة في ميزانية مكافحة التجسس لم تحل دون ارتفاع عدد المتهمين
211 بالتجسس (فضلا عن غير المتهمين الى ثلاثة أمثال خلال سنتين فقط. لكن خلف التفسيرات المبسطة إلى حد الخلل لفضيحة الجاسوسية الكبرى .... لا توجد محاولة لفهم سبب ما جرى فهما يصل الى العمق.
لقد كشف انکشاف عائلة الجواسيس، عن انقسامات حادة داخل الحكومة الأميركية تجري منذ وقت طويل حول أفضل السبل للتدقيق في إصدار التراخيص الأمنية التي تسمح لأفراد بعينهم بان يطلعوا على أخطر أسرار أميركا العسكرية وأكثر دقة وتأثيرا على الأمن القومي. وتبين أن جيوشا باكملها من الأفراد - عسكريين ومدنيين، تقنيين ومقاولين - يملكون تراخيص أمنية تفتح لهم ابواب معابد الأسرار المقدسة للتكنولوجيا والخطط العسكرية الأميركية. ثلاثة ملايين ونصف مليون شخص في أميركا يحملون هذه التراخيص من درجات مختلفة ... وأكثر من نصف مليون منهم يستطيعون أن يدلفوا من أبواب الأسرار العليا التي تصنف على أنها على أعلى درجة من السرية». وتبين أن هذه التراخيص يفترض ? طبقا للإجراءات العادية - أن تراجع ويراجع حاملوها مرة كل خمس سنوات. ولم يكن ذلك يتم مع معظم الذين يحملون التراخيص الأمنية ولا يتعرضون لأي مراجعة على مدى السنين. بل ان معظمهم ينقل من موقعه أو وظيفته الى مكان آخر ووظيفة أخرى، ويظل محتفظة بالتصريح الأمني، وكأنه حق مكتسب له لا يجوز تجريده منه
بأكملها من الأفراد - عن
الأسرار المقدسة للتكنولوجي
ا بحملون هذه
ومن المؤكد أن السناتور باتريك ليهي، نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، محق في قوله: «أعتقد أنه قد لحق بنا ضرر جسيم اذا كان السوفيات قد تمكنوا من تتبع نوع الرمز الذي نستخدمه، خصوصا اذا كانت لديهم تسجيلات بكل اتصالاتنا. وأعتقد أننا لم نر حتي الآن إلا الجانب الظاهر من جبل الجليد، لأن السوفيات قادرون على أن يعودوا إلى ما لديهم ويعيدوا تكوين الكثير. ولا أظن أنه سيكون بإمكاننا أبدأ أن نحسب مقدار الدمار الهائل الذي لحق بنا. ومن الواضح من مجريات التحقيق ومن ردود الفعل المختلفة لجهات رسمية وغير رسمية إزاء قضية
212 عائلة الجواسيس، أن الجميع يتناول القضية وكانها قصة بوليسية: البحث عن الجاني وأدلة الجريمة والضرر الواقع على المجني عليه، ولا محاولة بعد ذلك لطرح السؤال الأكثر أهمية: لماذا يفرخ المجتمع الأمريكي مثل هذا النوع من البشر، وما هي العوامل التي تؤدي إلى نتاج عائلة جواسيس مثل عائلة ورکر، تبيع الأسرار العسكرية لبلادها الى بلد آخر؟ وما هي العلاقة بين سلوك خبير البحرية الذي تحول إلى جاسوس .... وسلوك الجنرال الذي تحول الى رئيس مجلس إدارة، يكبد والبنتاغون، مليارات الدولارات في عقود الصناعة الأسلحة لا تكلف شركته إلا أقل من ربع ما تحصل عليه الميزانية العسكرية؟ أن قضية «عائلة ووكر، وأحدة من أخطر قضايا الجاسوسية في أميركا خلال أكثر من نصف قرن ... لكنها بالتأكيد ليست الأوني ولا الأخيرة ... وإن ظاهرة عائلة الجواسيس ليست جديدة، وليست رعائلة ووكره أول عائلة أميركية تضبط متورطة في التجسس. أشهر عائلة جواسيس سابقة في التاريخ الأميركي الحديث كانت عائلة دروزنبرغ، - الزوج جوليوس والزوجة ايتيل - اللذين أعدما في العام 1901 بتهمة إفشاء أسرار نووية للسوفيات.
وكما أن فردا من عائلة ووكر هو الذي أفشى سرها (الزوجة)، فإن فردا من عائلة روزنبرغ أيضا هو الذي أفشى سرها (شقيق الزوجة)، وكان متورطة هو الآخر في التجسس، وساوم السلطات على ما لديه من معلومات عن نشاط أسرته في مقابل الا بعدم
يضاف الى هذا كله، أن مفاجأة مثيرة للدهشة، اكتشفها المسؤولون الأميركيون، حدثت في خضم الذهول الذي أثارته ملابسات قضية عائلة الجواسيس الأميركية. اذ تبين أن وجون ووكر، العضو الرئيسي في هذه الشبكة، شديد الحماسية لمنظمة «کوکلوکس کلان، الارهابية البيضاء المعادية للسود، والتي تمثل أقصى اليمين المتطرف في أميركا، وأنه كان يجند أعضاء جدد للمنظمة، وأن بينه وبين العراب الأكبر، للمنظمة في العام 1980 ربيل
213 ويلکسون، مراسلات تتعلق بنشاطه في تجنيد العناصر الصالحة لمنظمة
کوکلوکس کلان،، وقد قيل على الفور أنه كان يحاول بذلك التغطية على نشاطاته في التجسس لحساب الدولة الشيوعية الأولى، العدو الأول في نظر هذه المنظمة. لكن ويلکسون نفسه يقول: (كان ووكر في نظري وطنية الى درجة هائلة. كان زميلا من طرازي أنا ... وإني لأتذكر في مناسبات عديدة كيف كنا نجلس سويا نلعن الشيوعيين معا.
ومهما قيل أخيرة في «عائلة الجواسيس، الأميركية، ومهما ألصق بها من نعوت واتهامات، تبقى نواة أساسية لعائلة كبرى في الانسانية. ولا يمكن أن يكون عملها التجسسي هذا إلا في خدمة الانسانية ذاتها جمعاء ...
فالولايات المتحدة الأميركية في عدوة الشعوب رقم (1) وهدفها القضاء على الانسان والانسانية أينما كان تكريسا لعنصريتها وتحقيقا الاستراتيجيتها التسلطية التدميرية ... وقلما تبغي من اختراعاتها واكتشافاتها العملاقة تطورة وتقدمة للبشرية، بقدر ما يكمن هدفها في إبادة البشر وسحق الشعوب الضعيفة بألتها التدميرية، والسيطرة على العالم ...
انها في الواقع نازية النصف الثاني من القرن العشرين وفاشيته ودكتاتوريته ... ومن ... استطاع من بني البشر فضح سر من اسرار هذه السياسة الإبادية، يحقق فعلا انتماءه الحقيقي لعالم الانسان ويوفر على البشرية الكثير من الآلام والمآسي.
وكالة فريدة من نعمة لك من اي من است و در مدل
214
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
31 مارس 2024
تعليقات (0)