المنشورات

رسالة مؤرخة في 24 تشرين الأول 1990 بعث بها نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية العراقي الى الأمين العام للأمم المتحدة.

يشرفني أن أحيل اليكم رسالة وجهها المدير العام لفرع أمن الدولة في 22 تشرين الثاني 1989 إلى وزير داخلية النظام الكويتي السابق. إن هذه الوثيقة الخطيرة تبين المؤامرة القائمة بين تلك الحكومة وحكومة الولايات المتحدة لزعزعة الوضع العراقي. لقد سبق لي أن تطرقت إلى هذه المؤامرة في رسالة مؤرخة في 4 أيلول 1990 بعثت بها إلى وزارء خارجية شتي دول العالم. لقد شرحت في تلك الرسالة الخلفية التاريخية لهذه المسألة والأعمال التآمرية التي قام بها قادة الكويت ضد العراق، الشرح التالي:
" يجب الخلوص إذن إلى أن قادة النظام السابق كانوا ينوون مواصلة مؤامراتهم لتدمير إقتصاد العراق وزعزعة منظومته السياسية. ولا يمكن تصور أن نظامة كالنظام الذي كان يحكم في الكويت يمكن له أن يخوض في مؤامرة هذا المدى على بلد له ما للعراق من حجم وقوة دون أن
يحظى بتأييد وحماية قوة عظمى. إن هذه القوة هي الولايات المتحدة الأميركية ".
وقد أبديت أيضا في رسالتي الملاحظات التالية:
" إنطلاقا من عرضي التاريخي ومن وصفي للأحداث يبدو جليا أن الخلاف كان لا يتعلق فقط بالمسائل العادية الخاصة بالإقتصاد والحدود. فقد شهدنا عددا من الخلافات من هذا النوع في السنين العشرين الأخيرة، ساعين دائما إلى أفضل العلاقات الممكنة مع قادة الكويت السابقين رغم مسلكهم الوضيع وموقفهم الخسيس حيال العراق. الواقع أن هناك مؤامرة منظمة، ساهم فيها قادة الكويت السابقون عمدة بدعم من الولايات المتحدة، بغية زعزعة إقتصاد العراق وإضعاف قدراته الدفاعية في وجه مخططات إسرائيل الإمبريالية والاعتداءات على العالم العربي. لذا كان يفترض بالمؤامرة أن تقوض المنظومة السياسية العراقية وتعزز هيمنة الولايات المتحدة على المنطقة ولا سيما على الموارد النفطية. الواقع أن ذلك كان إعلانا للحرب على العراق، كما أعلنه الرئيس صدام حسين في مؤتمر قمة بغداد وكما أشرت إليه في رسالتي إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية ".
إن هذه الوثيقة تثبت بوضوح لا لبس معه أن وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية وأجهزة إستخبار حكومة الكويت السابقة كانتا متواطنتين للتآمر على أمن العراق القومي وسلامة أراضيه وإقتصاده الوطني.
حبذا لو تفضلتم بتوزيع هذه الرسالة وملحقها باعتبارهما وثيقتين رسميتين لمجلس الأمن.
طارق عزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء
وزير الخارجية للجمهورية العراقية
بغداد في 24 تشرين الأول 1990
 






مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید