المنشورات
ملحق عام ببعض شخصيات الإدارة الأميركية ورجالات هيئة الأمن القومي الأميركي.
تعزيز قوة أمريكا في ذلك الوقت، وامتنع عن التعليق عن هذه الدعاية المضللة غير الصحيحة، وكان هناك (منظمات إرهابية تمتلك حقا صواريخ باليستية؟ وأثناء حملة بوش الإنتخابية عام 2000 أنشأ غافني موقعا خاصا جديدا في الإنترنت من أجل إقناع الأميركيين بضرورة تبني البرامج لأخطار الصواريخ الباليستية، بل أن غافني حدد الصواريخ التي ستضرب الولايات المتحدة في ذلك الموقع؟
لكن الواقع كان يثبت أن أحدث الصواريخ الإيرانية لا يستطيع الوصول حتى الى آلاف الأميال عن أراضي الولايات المتحدة. لقد كان غافني ورامسفيلد يستخدمان طريقة وضع الطعم وتجربته، ويروجان معلومات مضللة جدا، ويصعب تصديقها من قبل المطلعين. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سينأى رامسفيلد بنفسه عن ذلك الفريق وآرائه المتطرفة الجهنمية؟ أو أنه سيمضي مع هذا الفريق، ويتبنى ذلك البرنامج مهما كانت نفقاته وتقنياته ودبلوماسيته؟ فمثل هذا البرنامج يكلف 100 مليار دولار، ودافع الضرائب الأميركي هو الذي سيتحمل عبء تلك التكاليف إذا ما أخطأ مجلس الشيوخ، ووافق عليه.
تسييس رامسفيلد للعمل المخابراني: كان رامسفيلد قد استغل اللجنة التي يرأسها في السابق من أجل القيام بتسييس المخابرات وتشجيعها على خلق أفكار ومعتقدات معدة بشكل مسبق، وليس على عرض تقييم موضوعي للحقائق والوقائع التي تواجه الولايات. وقد حاول في تقريره حول الأخطار التي تواجهها الولايات المتحدة_دفع (C
I . A) إلى إعطاء تقرير مبالغ به حول ما أنفقه الإتحاد السوفييتي على الصواريخ الباليستية لكي يبرر التوجه نحو برنامج الدفاع الصاروخي الأميركي المضاد. فلجنة رامسفيلد لم تقدم أي تفاصيل أو معلومات جديدة حول صواريخ الإتحاد السوفييتي، بل رضعت سيناريو متطرفا جدا بالإستناد إلى معلومات متوفرة وعادية، وافترضت اللجنة أن دولة مثل كوريا الشمالية تستطيع بمساعدة الصين الحصول على صاروخ باليستي وقديد واشنطن به
وقد عقب محلل أميركي عمل مع لجنة الشؤون العسكرية في الكونغرس هو جوزف سيرينسيون على ما تقوله لجنة رامسفيلد قائلا، إنها تريد مع (C
I . A) إستبدال عبارة (الممكن المتوفر) الواقعية بعبارة المحتمل) والإستناد إليه متجاهلة العوامل الإقتصادية والسياسية التي تردع، أو تعرقل دولة ما من تحقيق ملموس هذا (الممكن أو المتوفر). ألم نجد أن كوريا الشمالية بعد تقاربا مع سيول وموافقتها على مذكرة منع التجارب الصاروخية قد عبرت عن رغبة في مراجعة برامجها النووية والصاروخية التصدير والإنتاج) كجزء من إطار تتفق بشأنه مع الولايات المتحدة؟ والحقيقة أن الولايات المتحدة - كما يرى سيرينسيون لم تعد مهددة بخطر الهجوم الصاروخي عليها إلا بمستوى أقل كثيرة من الخطر الذي تعرضت له قبل عشر سنوات. وما يؤكد هذا الرأي أن روبرت وولبول المختص بالتحليل المخابراتي كان قد أشار في شهادته أمام الكونغرس الى حقيقة أن حدوث هجوم صاروخي على الولايات المتحدة هو الطريقة الأقل إحتمالا، لأن أي دولة لن تختار إطلاق صاروخ للتدمير الشامل على الأراضي الأميركية، لأنها تدرك إن إستخدامها لصاروخ باليستي يحمل (حتمية الرد الذي سيسمح للولايات المتحدة بتحقيق تدمير سريع وواسع لتلك الدولة. وهكذا كان تقرير لجنة رامسفيلد في لبه وجوهره ليس إلا معلما على سيطرة التلفيق السياسي، ولا علاقة له بأي تحليل موضوعي لأخطار تواجهها الولايات المتحدة. ومثلما أدركنا بعد سقوط الإتحاد السوفياتي أن تقديراتنا للقوة السوفياتية كان مبالغة ها كثيرة، فسوف ندرك، ونكتشف قريبا أن لجنة رامسفيلد أفرطت كثيرة في مبالغتها في الخطر الذي تواجهه الولايات المتحدة من الصواريخ الباليستية.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
31 مارس 2024
تعليقات (0)