المنشورات
بول وولفوويتز:
هو نائب وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، وله سجل حافل بدعم أسوأ الأنظمة القمعية والدكتاتورية في العالم.
يحتل البروفسور وولفوريتز، الذي عينه بوش نائبا لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد، منصب عميد كلية العلاقات الدولية في معهد جون هوبكينز للدراسات الدولية المتطورة في واشنطن. وكان قد تسلم منذ عام 1973 وحتى 1977 عددا من المناصب في وكالة نزع الأسلحة والحد من إنتشارها، وعمل مديرة المحادثات الحد من الأسلحة الإستراتيجية. ومنذ عام 1977 وحتى 1980 أصبح مديرا للتخطيط السياسي في وزارة الخارجية في عهد کارتر ونائبا لوزير الدفاع. ومنذ عام 1982 حتى 1989 عمل مساعدا لوزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهاديء. ومنذ عام 1986 حتى عام 1989 عين سفيرة للولايات المتحدة في أندونيسيا. وفي عهد جورج بوش الأب مساعدة الوزير الدفاع ديك تشيني للشؤون السياسية، وهو منصب يجعله مسؤولا عن وضع الإستراتيجية والخطط السياسية التي تستأنس بها وزارة الدفاع وتقوم بدراسة تبنيها.
وفي منصبه الحالي كنائب لوزير الدفاع، سيقوم بإدارة يومية لوزارة الدفاع، وسيعمل على ترتيب وإعداد ما يراه حول برنامج الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الذي يؤيده بشدة، وسيتابع موضوع كوريا الشمالية التي يعتبرها دولة متمردة يجب مواجهتها والتعامل معها ببرنامج الصواريخ المضادة. كما سيتابع موضوع العراق وسيحاول تنفيذ أفكاره الداعية الى تسليح المعارضة العراقية، وستكون الصين من مسؤولية أعماله المباشرة أيضا.
ويقول المراقبون المختصون أن رولفوويتز يعتبر الصين أكبر منافس إستراتيجي وأكبر خطر متوقع ضد الولايات المتحدة كما سيقوم وولفوويتز بدور كبير ومهم من خلال منصبه هذا بتشكيل وترتيب إئتلافات وتحالفات عسكرية. وهذه المهمة كان قد اختص بما في سنوات الحرب الباردة. وكان ريتشارد هولبروك أحد كبار مستشاري نائب الرئيس الديموقراطي آل غور، الذي توقع أن يتسلم إما هو وإما رولفوويتز مثل هذا المنصب، قد أبلغ عدد من الحضور في السنة الماضية أن نشاطات وولفوويتز الحديثة تدل على سياسة خارجية جديدة.
ومن المحطات التاريخية التي تعطي صورة عن طبيعة وولفوويتز الذي يعتبر من أخطر الصقور في الإدارة الأميركية ما قام به عام 1975 في أندونيسيا. في هذا الصدد يقول هولبروك: "بول وأنا كنا على إتصال في كثير من الأحيان من أجل إبعاد مسألة "تيمور الشرقية عن الحملة الإنتخابية، لأن ذلك سيلحق الضرر بواشنطن وأندونيسيا ". ففي ذلك الوقت قامت أندونيسيا بغزو تيمور الشرقية بعد إنهيار الدولة البرتغالية التي كانت تستعمرها منذ وقت طويل. وجرى الغزو الأندونيسي بأسلحة أميركية ودعم أميركي قوي. وأصبحت أندونيسيا تحت رعاية أميركية خصوصا خلال سنوات حكم فورد - كيسنجر، و کارتر وريغان وبوش و کلينتون، الذي ظهر له فيما بعد أن أندونيسيا أصبحت عبئا خصوصا بعد إفتضاح ما تقوم به في تيمور الشرقية.
ويشهد سجل رولفوريتز على إتباع سياسة الحرب الباردة في مختلف مناطق آسيا وهو من كان يضع الخطط السياسية لوزير الدفاع ديك تشيني نائب الرئيس الحالي. ولقد تسببت خططه السياسية في سيئول والفيليبيين بازدياد مظاهر العداء والكراهية ضد الولايات المتحدة حتى سقط رئيس كوريا الجنوبية وتبعه مارکوس في الفيليبين. وهو شهر بالدفاع عن الرؤساء الذين لا يتمتعون بشعبية في بلادهم. وفي إحدى الشهادات التي قدمها للكونغرس حول ضرورة الدفاع عن نظام حكم سوهارتو الفاسد قال إن دعم سوهارتو والوقوف الى جانبه سيعززان حقوق الإنسان والديموقراطية في أندونيسيا. وبعد ثلاث سنوات، أي في عام 2000، سقط سوهارتو بسبب قمعه لحقوق الإنسان وللفساد المستشري في حكمه.
والطريف أن سقوط سوهارتو الصديق الحميم لوولفوويتز وكذلك سقوط الجنرال المستبد ويرانتو معه، لم يحرج كشيرة رولفوريتز. فحين سأله أحد الصحفيين، هل تعتقد أن ويرانتو هو إصلاحي ريزيد الإصلاح في أندونيسيا؟ قال:"لقد أصبح من التاريخ والماضي، الآن، بغض النظر عما إذا كان إصلاحية أو ضد الإصلاح".وحاول رولفوويتز الدفاع عن ويرانتو، أداته في تنفيذ السياسة الأميركية في أندونيسيا والجنرال الذي إحتل تيمور الشرقية وقام بمجازر فيها.
ويقول تيم شوروك، الذي إستشهدنا بمصادره في الحديث عن وولفوويتز:"إن جهود وولفوويتز للدفاع عن أعتى ?کام آسيا وتبييض صورهم مثل تشون، في كوريا الجنوبية، ومار كوس في الفيليبين، وسوهارتو وكذلك ويرانتو في أندونيسيا تدل على إفلاس السياسة الخارجية الأميركية بدءا من رونالد ريغان، وإنتهاءا بجورج بوش. وعلى الأميركيين الذين يهمهم ما تقوم به واشنطن في الخارج بإسمهم، مراقبة كل خطوة يقوم بها وولفوريتزر بدءا من كوريا الشمالية حتى العراق وكولومبيا".
وربما من حسن حظ شارون أن يكون رئيس حكومة إسرائيل في عهد أصبح فيه وولفوويتز نائبا لوزير الدفاع، و خصوصا وأن الإثنين يحملان سجلا من أخطر المغامرات العسكرية والتآمرية كل بحسب حجمه وحجم ما يتوفر له من قوة عسكرية وقرار.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
31 مارس 2024
تعليقات (0)