المنشورات

کوندوليزا رايس:

هي مستشارة الرئيس الأميركي جورج بوش (الابن) لشؤون الأمن القومي. ولها إخلاص مزدوج لعائلة بوش وشركات النفط وصناعة الأسلحة. تعد رايس التي تلقب ب (كوندي) أول إمرأة يتم تعيينها في منصب مستشار مجلس الأمن القومي. وتقول رايس عن نفسها إها جمهورية حتى العظم، ومحافظة جدا في السياسة الخارجية". وكانت خلال عشرين سنة خلت من المؤيدين المحسوبين على عائلة بوش وسياستها الخارجية في الطاقة، والتسلح والصناعات المالية، وفي رفض العزلة الأميركية.
نشأت رايس وترعرعت في بيرمينغهام التي كان سكانها في أغلبيتهم الساحقة من السود - آلاباما وتعلمت عزف البيانو ورقص الباليه والتزلج والفرنسية. وأظهرت موهبة خاصة في المدرسة حتى أنها إنتسبت الى جامعة (دينفر) وهي في الخامسة عشرة من عمرها،وتخرجت وهي في التاسعة عشرة بنجاح ونالت بكالوريوس في العلوم السياسية. وفي دينفر كان جوزيف كوربيل والد مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية في عهد کلينتون هو الذي يقوم بتدريسها أبحاثا عن الإتحاد السوفياتي فأصبحت مختصة بالدراسات عن الروس. وبعد ذلك نالت درجة الماجستير من جامعة نوتردام، ثم الدكتوراه من قسم الدراسات السياسية في دينفر. وفي عام 1981 ذهبت الى ستانفورد الدراسة مسائل الحد من الأسلحة، وأصبحت بعد ذلك مدرسة بدرجة بروفسور في العلوم السياسية وعضوا في "مؤسسة هوفر القومية".
وفي عام 1986 إستدعيت للعمل مع رونالد ريغان وإدارته في التخطيط الإستراتيجي النووي في قيادة هيئة الأركان المشتركة وفي "مجلس العلاقات الخارجية". وفي عام 1989 عادت إلى واشنطن لتولى منصب المدير للشؤون السوفياتية والأوروبية الشرقية في "مجلس الأمن القومي". كما عملت في الفترة نفسها مساعدة للرئيس بوش في شؤون الأمن القومي. وحين قدم الرئيس بوش الأب في أحد إجتماعاته مع الرئيس غورباتشوف مساعدته كوندوليزا قال له:"ها هي کوندوليزا التي أطلعتني على كل ما أعرفه عن الإتحاد السوفياتي". وبعد سقوط بوش الأب في الإنتخابات أمام كلينتون تسلمت رايس منصبا كبيرة في مؤسسة هوفر وكانت أصغر عضو في هيئة جامعة ستانفورد وفي الوقت نفسه كانت عضوا في مجلس إدارة مؤسسة
"شيفرون" ر "هولت" و"تشارلس نقاب" وفي شركة "مورغان أنترناشنال الإستشارية" حيث توفرت لها الفرصة بالإلتقاء بمعظم المدراء التنفيذيين الكبار والمتنفذين في تلك المؤسسات والشركات الكبيرة. وفي عام 1995 أكرمتها مؤسسة "شيفرون" التي تختص بصناعة النفط ونقله حين اطلقت على أكبر ناقلة نفط في شركتها إسم "كوندوليزا رايس" وحصلت على مكافأة مالية من الشركة على شكل أسهم فيها بقيمة 200 ألف دولار.
ولقد إختيرت رايس في منصب المستشار للأمن القومي بسبب ولائها لعائلة بوش وإخلاصها وكذلك بسبب موهبتها و خبرها اللامعة في هذا الميدان.
وخلال علاقاتها مع عائلة بوش أقامت صلة خاصة مع السيدة باربرا زوجة بوش الأب. وفي غمرة النشاط في حملة جورج دبليو بوش الإنتخابية كانت هي التي أطلقت عبارة التملق التي يشك بانطباقها على بوش الإبن:"إنه مفكر هائل"!؟ وكانت قد عبرت عن جزء من أفكارها حين ذكرت لفصلية "فورين أفيرز" أن الإدارة الأميركية عليها أن تضع أميركا أولا في كل شيء وقالت: "ينبغي على السياسة الخارجية الأميركية في إدارتها الجمهورية أن تعيد تركيز الولايات المتحدة على مصالحها القومية ورغم أنه ليس من الخطأ القيام بشيء ما يفيد كل البشرية، إلا أن هذا يجب أن يكون في سياق الترتيب الثاني".
ويفضل المحيطون بالسيدة رايس وأتباعها إعادة تنظيم وترتيب الإقتصاد العولمي. ولقد ساهمت هي بنفسها ضمن فريق بتقديم دراسة واسعة حول "النظام العالمي الجديد" في عهد الرئيس بوش الأب. وفي
2000/ 11 / 17 ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن كوندوليزا قالت: "يمكن أن تدعو الضرورة إلى وضع قوات بوليس دولية لتنفيذ مهام حفظ السلام لأنها الآن من مسؤولية الجنود". وهذه الفكرة أو الملاحظة لا يستسيغها أبدا جناح أقصى اليمين في الحزب الجمهوري، ولذلك إعتبر هذا الجناح رايس عميلة أو وكيلة للأمم المتحدة. ويعتبرها اليسار من عهد الحرب الباردة ورجالها الذين لم يدركوا ما حدث من تغييرات في عهد كلينتون السابق.
ومن نقاط ضعفها أنها لا تعرف إلا القليل جدا عن العالم النامي ودول العالم الثالث رغم أنها تحمل كراهية شديدة تجاه کوبا. وتعتبر رايس من الصقور الداعين إلى تنفيذ برنامج الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ رغم أنها شجعت بوش الإبن أثناء حملته الإنتخابية على الإعلان برغبته بتقليص أحادي الجانب في أسلحة الولايات المتحدة النووية.
وتشير التقديرات إلى عدم إحتمال أن تقوم رايس بأية تغييرات كبيرة في سياسة الأمن القومي كما ظهرت خلال هذه الفترة من إدارة بوش. ومع ذلك لا أحد يمكنه توقع كيفية مواجهتها وردها تجاه أي أزمة مقبلة.
مقبلة.






مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید