المنشورات
من هو هذا الجاسوس الخطير الذي هز الولايات المتحدة
وما هي أسرار مهمته الاستخبارية؟.
يعتبر ارودولف ايفانوفيتش ابيل، من أكثر عملاء شبكة الجاسوسية الذرية براعة. وهو الذي عمل دون أن يكشف أمره في نيويورك طوال تسعة أعوام، وبمهارة فائقة لم تتمكن «اف. بي. أي. . F
B . I من اكتشافه، في نفس الوقت الذي كان يعمل فيه اوليم آرثر مورتيمره واجاك سوبل، وغيرهم من العملاء الذين كانوا يعملون باستقلال تام دون أن يعرفوا بعضهم البعض. كانت حياة الكولونيل ابيل في الولايات المتحدة حافلة بالأحداث والمخاطر، فقد ولد هذا الكولونيل في موسكو عام 1902، ودخل الولايات المتحدة من كندا عام 1948 بعد أن درينه دائرة الاستخبارات السرية السوفياتية، حاملا هوية مزيفة باسم مواطن أميرکي بدعي اندرو کايوتيسا وتابع ابيل سيره الى نيويورك وقرر السكن في فندق صغير في منهاتن، فسجل نفسه تحت اسم «مارتين كولينزا
ولاحتراف مهنة معينة، قرر الكولونيل ابيل استعمال هوية أخرى كان القسم الثالث، قد زوده بمستندات حقيقية عن طفل ولد في نيويورك في شهر
يونيو عام 1902، والذي توفي بعد شهرين من ولادته. استعمل الكولونيل ابيل هذه الهوية وأصبح «اميل ر. غولدفوس»، معتبرة أن هذا التخفي كان الأفضل والأكثر أمانة.
وفقا لقوانين معهد غاكزينا التجسسي، لم يستعمل ابيل غرفة الفندق كمعمل للجاسوسية، خوفا من أن يكتشف خادم أوتيل طفيلي آلات التصوير الخاصة وأجهزة التصوير الدقيقة. فرأى أنه من الواجب عليه وجود العذر المقبول لاقتنائه جهازا حينما كان، فانتقي مهنة الفنان المصور، واستاجر ستوديو مؤلف من غرفة واحدة في بروكلين تحت اسم «اميل غولدفوس». عمل الكولونيل - اميل غولدنوس - لمدة تسع سنوات ببراعة فائقة، وتمكن من استلام وإرسال المعلومات المتعلقة بدفاع الولايات المتحدة، من والى موسكو، وهي معلومات تختص بأسلحة قوات الولايات المتحدة المسلحة ومعداتها وترتيباتها، ومعلومات تتعلق ببرنامج الطاقة الذرية، التي كان يحولها إلى رؤسائه في موسكو، وبالإضافة الى ذلك فإنه كان يقوم بعمليات السابوتاج بإرسال المعلومات الى موسكو بالراديو، اذا ما أعلنت الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا السوفياتية.
وخلال نشاطه الجاسوسي في الولايات المتحدة، أرسل الكولونيل ابيل معلومات سرية. حصل عليها من عملائه العديدين - بواسطة جهاز الإرسال والإرسال النقال للموجات القصيرة، وبإرسال الأفلام الميكرونية عن المستندات والمخططات والحسابات العلمية وغيرها من المعلومات السرية. بطريقة طريفة للغاية.
وعندما ألقي القبض عليه عام 1957، وحوكم أمام محكمة بروکلين الفدرالية - تجاه ستوديو التصوير الخاص به. اعترف الكولونيل ابيل أن نطع النقود المعدنية والأقلام وازرار القمصان والبراغي المجوفة .. التي وجدها مکتب الى «اف. بي. آي. . F
B . I في غرفته، كانت أوعية لتخبئة الأفلام الميكرونية وإرسالها إلى موسكو.
أما كيف ألقي القبض على الكولونيل ابيل؟ فالقصة غريبة فعلا لعب فيها عامل الصدفة دورا كبيرا أدى الى اعتقال جاسوس خبير الحق بالولايات المتحدة من الأضرار ما لا يوصف.
فقد كان رجيمي بوزارت، موزع الصحف والبالغ من العمر 14 عاما، بهبط درجات السلم لبناء من أبنية بروكلين، بعد أن جمع ثمن الاشتراكات البعض من زبائنه، وكان يضم قبضة احدى يديه على قطع من النقود الفضية عندما تعثرت قدمه عند احدى الدرجات، وتساقطت القطع النقدية من يديه متدحرجة إلى أسفل السلم.
وكم كانت دهشته كبيرة، عندما وقعت عيناه، عند التقاطها، على احدى هذه القطع التي كانت قد انشطرت الى قسمين مع وجود شيء صغير قد تم إدخاله بين هذين القسمين.
وجلس «جيمي، ليقص على والده ما صادفه، وكانه يروي له قصة من قصص الجاسوسية، أو رواية من روايات الفارس المقنع، ولقد لاحظ بعين الرضى ولأول مرة بأن الرجل العجوز كان أكثر انفعالا منه تجاه هذه القصة. ولقد صرح الوالد امام ابنه رجيمي، بأنه يجب إعلام الشرطة عن هذه الحادثة، وكان راي الصبي مماثلا لرأي والده، فتم تسليم قطعة النقود الى المباحثي فرانك ميللي، والد أحد أصدقائه من الفتيان.
وانقضت أربعة أعوام على هذا الحادث، وفي 7/ 8/ 1957، تم تقديم الكولونيل ابيل الى مجلس القضاء في بروكلين كواحد من أخطر الجواسيس الذين أمكن اعتقالهم في الولايات المتحدة الأميركية، مع العلم أن المباحثي فرانك ميللي، كان قد وضع قطعة النقود في أيدي المباحث السياسية، حيث اكتشف فنيوها وجود فيلم صغير ميکروفيلم، تم اخفاؤه في قلبها، وقد كان يتضمن صور ست خرائط متتابعة. هذا وقد تم إعلام رجيمي بوزارت، بينما كان يستعد لدخول الجامعة بوجوب الإدلاء بشهادته أمام المحكمة المنعقدة لمحاكمة العقيد ابيل.
وكان من الواضح تماما أن المباحث السياسية في الولايات المتحدة الأميركية قد رفضت کشف النقاب عن الأهمية الحقيقية لقطعة النقود، ولكنهم صرحوا بأن اكتشاف تلك القطعة النقدية، ولو أنها لم تمكنهم من التوجه مباشرة الى الجاسوس الروسي، إلا أنها مكنتهم من تكوين فكرة أكثر وضوحا عن شبكة التجسس التي كان يوجهها آبيل، وبداية للبحث الذي انتهى باعتقال ذلك الجاسوس وإصدار الحكم عليه بعد محاكمته بالسجن لمدة ثلاثين عاما، على الرغم من أن القانون يقضي بإعدامه حتى الموت ... وقد كان البحث أمرا من الأمور الصعبة للغاية، اذ كانت التحريات تقتضي تتبع الشعاب والفروع التي تتضمن بدورها المئات من القنوات الواجب اتباعها بغية الوصول الى المصدر الرئيسي. وعموما ما كانت تنتهي تلك الجهود بمراقبة خاطئة ينتج عنها جهود ضائعة.
هذا ويمكن تكوين فكرة هامة عن أهمية الأضرار وفداحتها التي لحقت بالولايات المتحدة الأميركية من نتيجة أعمال آبيل اذا ما استعرضنا اسماء ثلاثة من بين الأشخاص الذين تم اتهامهم في ذات الوقت وفي ذات محضر الاتهام، ولم يكن احد منهم حاضرة خلال جلسات المحكمة لأنهم كانوا دون شك قد عادوا إلى روسيا. وهؤلاء الأشخاص هم:
فيتالي بافولوف،: وهو عضو من أعضاء شبكة الجاسوسية الروسية ومن المقيمين في كندا والذي قام بأعمال نتج عنها اعتقال كلوزفوسن وهيري فولد وروزنبرغ وذلك في عام 1946.
أما الثاني فكان «الكسندر ميکايلوفيتش کوروتکوفه: وهو شخصية هامة في الشرطة السرية السوفياتية.
- والثالث «ميکاييل سيفرن: وهو عضو قديم من الأعضاء العاملين في سكرتارية الأمم المتحدة بنيويورك.
هذا ولم يكن اعتقال العقيد أبيل عام 1957 من قبل رجال المباحث السياسية، ومنظمة الهجرة والجنسية الأميركية بأمر يسير في حد ذاته، اذ وجهت اليه ببساطة بعض الاتهامات بسبب دخوله الى الولايات المتحدة بصورة غير شرعية، واحتجز لفترة في أحد معسكرات الاعتقال في «ماك اكين في تكساس بانتظار إبعاده الى خارج البلاد، إلى أن تم الكشف عن تلك القصة الخادعة بعد مرور اسبوعين من اعتقاله.
فبينما كان رجال المباحث يعملون على استجواب آبيل في تكساس، كان هناك عدد آخر منهم يعملون على تفتيش الاستوديو، تصر تصويره في الطابق الأخير لأحد الأبنية التي تقع في بروكلين في 202 فيلتون ستريت، وفي الشارع المقابل لبناء مقر الأمم المتحدة.
وكان سكان فيلتون ستريت يعرفون ذلك الرجل باسم اميل ر. غولدفوس. وهو رجل قصير القامة، دمث الأخلاق، لا بجلب اليه أي انتباه، وكانت هوايته الرسم. ولقد كان ذكيا وموهوبة وفنانة كما كان يدعي ويقول: ستكون لدي لوحات جميلة خلال خمسة أعوام، ولم يفاجا رجال المباحث عندما عثروا أثناء تفتيشهم لصالة تصوير الكولونيل على المعدات المتعلقة بحرفته، مثل آلات التصوير، والأنوار العاكسة، ولكنهم أبدوا اهتماما خاصا عندما تم العثور على جهاز للإرسال من القدرة العالية والذي كان يعمل على الموجات القصيرة، وكذلك عندما تم العثور على بعض المعدات الأخرى التي لم يكن لها أية علاقة بعمل المصور البريء. وقد أمكن حصر 129 صنفا مختلفة مما كان يتضمنه استوديو التصوير بدءا من مصابيح الإضاءة التي كان بعضها يعمل على المدخرات، حتى الأجهزة القاطعة للزجاج بالإضافة الى الوثائق المتنوعة، والمنظار المزدوج الكبير، وأفلام السينما، ومجموعة من المعدات التكميلية كالمسامير والأقلام وقطع النقود وازرار الأكمام، وأقراط الأذان، كما كان يمتلك التجهيزات المستخدمة في طبع الوثائق وتصغيرها حتى تصبح بحجم رأس الدبوس، ولقد رفض رجال المباحث ايضا نشر اللائحة المتضمنة للمعدات التي تم اغتنامها من ستوديو التصوير. كانت مهمة الكولونيل أبيل في أعمال التجسس السوفياتية تتلخص في كونه رئيسا مقيمأ من رؤساء الشبكات، ومن المحتمل أيضا بأن لا تكون كل الأنوار المسلطة على أعمال موجة الشبكة قد كشفت بشكل كامل عن كل أدواره، فلقد كان يستخدم جهاز الإرسال على الموجات القصيرة لتلقي كافة الأوامر التي ترسلها اليه موسكو وهو الذي يقوم بنقل تلك الأوامر الى بقية أعضاء الشبكة. كما كان بدوره يبعث بنتائج اتصالاته الى القيادة العامة السوفياتية بشكل رمزي معقد للغاية، كما كان اعوان آبيل يستخدمون عددا من صناديق البريد لإيصال المعلومات اليه. ولقد أمكن اكتشاف هذه الصناديق بفضل وجود بعض الملاحظات التي أمكن العثور عليها عندما تم تفتيش غرفته في الفندق الذي كان يقيم فيه ... وقد كان هناك أيضا الآخرون من العملاء والذين يقيمون على مسافة بعيدة جدا تصل حتى المكسيك. كما كان هناك عدد آخر يقوم ظاهريا بدور له أهميته في أعمال ... الجاسوسية وهم موزعون على الأماكن الهامة مثل ركينكي، والتي تقع في ماساشو، وهي قاعدة جوية، بحرية هامة، وانيوهايد بارك في لوس انجلوس، وهي تقع على مقربة من مصنع لإنتاج المعدات الكهربائية المستخدمة في صناعة الصواريخ ... ولعل المباحثيون في تلك الأثناء لم يتمكنوا من إدراك، السبب الذي دفع آبيل الوضع واحد من المعاونين له في اساليدا الواقعة في كولورادو، وهي ليست إلا مرکزة صغيرة للإصطياف يقع في قلب الجبال الصخرية، أما طريقة نقل الرسائل المختلفة من الوثائق والمستندات المصورة فكانت تتم بواسطة استخدام مختلف الأساليب، كالمسامير، وقطع النقود، والجواهر المجوفة، كما كان يتم تسليم بعض الأفلام الصغيرة - ميکروفيلم - إلى العملاء الموثوقين الذين يحملونها معهم إلى أوروبا الغربية، ويتم نقلها من هناك إلى روسيا، بالإضافة إلى أن بعضها كان يتم إرساله بصورة مباشرة الى الشرق.
لقد كانت القواعد الأساسية التي يستخدمها أبيل من الأشياء التي يعرفها تمام رجال المباحث السياسية الأميركية، ولكن معرفة أولئك الأشخاص الذين يزاولون أعمال الجاسوسية تلك وتحديدهم كان على ما يبدو هو الشيء الرئيسي الذي له أهميته الخاصة للكشف عن تلك الأعمال، لا سيما وأن .. الأميركيين كثيرا ما كانوا يخدعون في تحرياتهم كما حدث في فقد بيرل روج، حيث كانوا يضلون الطريق لمعرفة الشخص المقصود. ومن خلال أعماله التجسسية، أثبت الكولونيل آبيل بأنه كان عميلا من اغرب الجواسيس وأخطرهم، كما أنه من الصعب بدون شك، تقدير اهمية الأضرار الفادحة التي ألحقها بالولايات المتحدة الأميركية نتيجة لنشاطه السري الخطير.
لقد كان الكولونيل آبيل مصورة فوتوغرافية، وخبيرة في الاختزال والتسجيل، ومهندسة فذا في الكهرباء، ورسامة رائعة، وفنانة، كما كان قد بدا أخيرة في أبحاث مجال الفضاء. وبالإضافة إلى كل ذلك فقد كان يتقن كلا من اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والايطالية اضافة الى لغته الأصلية.
وكان من معاوني الكولونيل آبيل جاسوس خطير أيضا يدعي ارينو هايهانن، ولقبه «ماكي، وهو سوفياتي من مواليد قرية راسكيسلري، الواقعة بالقرب من ليننغراد، وقد أصبح خبيرا في المخابرات السوفياتية في عام 1943. وكان يلتقي بالكولونيل في أحد محطات المترو اذا كان هناك ضرورة للقائهما. أما اذا أراد اعطاء معلومات كان يتركها في مخابيء سرية في مكان مجوف تحت أحد السلالم في بروسکيت بارك
وفي لحظة من اليأس والخوف قرر «رينو هايهاتن، انتهاء عمله مع المخابرات الروسية باي شكل، فسافر إلى باريس وأخذ يتردد إلى أحد مقاهي الرصيف، في سان جرمان. وتوطدت الصداقة بينه وبين أحد الكرسونات، وكان لبقة، فأفضى له رهايهانن، بأنه يود التعرف على أي مسؤول بالسفارة الأميركية، فرحب الكرسون بذلك، لأنه نفسه كان من عملاء المخابرات الأميركية، فعرفه حالا على شخص يدعى «جون، وهو مسؤول المخابرات المركزية الأميركية في السفارة الأميركية في باريس. ولم تمض دقائق حتى كان الاثنان وجون، ورماکي، يتحادثان في المقهى، وقد صرح هذا الأخير الى جون، بأنه ضابط في هيئة المخابرات الروسية وزوجته موجودة في أميركا، ولا يريد العودة الى الاتحاد السوفياتي. وفي مكتب المخابرات الملحق بالسفارة الأميركية أنضي ماکي، بكل شيء، حتى خطر لأحد رجال المخابرات الأميركية وكان قد حضر فورا من واشنطن لحضور التحفيق بناء الطلب السفارة المستعجل ... أن يعرض عليه الفيلم الذي عثر عليه داخل قطعة العملة المعدنية في بروكلين منذ أربع سنوات، فقام «ماكي» حالا بفك رموز الفيلم وقراءته وتسجيل ما حوى ... وصرح رهايهانن، أن هذه الرسالة موجهة اليه بالذات وفيها أنهم - أي رؤساءه - في المخابرات سلموا زوجته مبلغا من المال ولكنه لم يعرف كيف تسربت قطعة النقود الى بائع الصحف.
وبعد مراقبة دقيقة فرضت على منزل المصور «غولدنوس»، وهو الكولونيل آبيل، تمكن رجال المباحث الأميركية من إلقاء القبض عليه. وكان درينو هايهانن، الشاهد الرئيسي في جلسات محاكمة رئيسه الكولونيل
إلا أن روسيا وسفيرها في واشنطن تظاهروا بنجاهلهم لإعتقال آبيل. وعلى اعتبار أن هذا الأخير جاسوس محترف فلقد تقبل ذلك الاهمال المتعمد ورضي بذلك المصير الذي ينتظر كل جاسوس عندما يقع في قبضة الأسر.
وعندما تم إعلام أبيل بأنه يستطيع انتقاء محام للدفاع عنه، طلب السماح له بالإتصال بالسيد جون آبت، والذي كان لفترة طويلة مستشارة للإشتراكيين الأميركيين، وقد اعتذر هذا المحامي عن الترافع في تلك الدعوى بالذات والتي لها صفة خاصة بحجة أنه منشغل جدا ولا يوجد لديه من الوقت ما يمكنه من العمل في سبيل موکل جديد. عندئذ استنجد آبيل بنقابة المحامين في بروكلين التي عملت على تعيين محام هو «جيمس ب. دونوفان، الذي كان واحدا من أعضاء وزارة الإعلام أثناء محاکمات انورمبرغ» بعد الحرب العالمية الثانية.
ولقد لعبت شهادة رهايهانن، بديهيا الدور الرئيسي في محاكمة آبيل، ولكن مجلس المحلفين والذي كان يتكون من تسعة رجال وثلاث نساء ربما كان قد تأثر بصورة خاصة بتلك الشهادة غير المنتظرة.
وقد صرح آبيل ردا على شهادة مايهاتن بأنه تعرف عليه بواسطة الرقيب الأميركي اروي رودس، المولولد عام 1917 فني اويلتون في ولاية أوكلاهوما، وهو من وزارة الدفاع في الولايات المتحدة وموظف سابق تابع للملحق السوفياتي في كانون الثاني / يناير 1902، في موسكو، التي غادرها في يونيو 1953. وبقي يتعاون مع الجواسيس الروس بعد أن عاد الى الولايات المتحدة ملتحقا بمدرسة اتصالات الجيش وهو قسم موجود في مدينة سانت لويس في كاليفورنيا، ودرب هناك على وظيفة عامل ميکانيکي. وند كان الرقيب اروي رودس، صاحب ثلاث كاراجات تديرها شقيقته في ارد بنك، في نيوجرسي. كما كان والده السيد و. أ. رودس، يقطن الولايات المتحدة. وكذلك شقيقه حيث يعمل كمهندس في مختبر ذري في كامب جيورجيا مع (عديل) والده. هذا وقد حكم على الرقيب دروي رودس) بالسجن لمدة خمسة أعوام لقيامه بتسليم اسرار هامة الى روسيا عندما كان يعمل كفني في السفارة الأميركية في موسكو.
ولقد استمع الكولونيل آبيل بصمت وهدوء الى الحكم الذي صدر عليه في 15 تشرين الثاني / نوفمبر 1907 والذي نطق به رئيس المحكمة القاضي مورتيمار بييرز، وبموجبه اقتضى سجنه لمدة ثلاثين عاما، على الرغم من أن القانون الخاص باعمال الجاسوسية والتخريب والذي صدر في عام 1954 يسمح بتطبيق عقوبة الإعدام حتى الموت.
إلا أن الكولونيل أبيل لم يمض في سجنه أكثر من خمس سنوات، حيث أن الاتحاد السوفياتي كان قد عمل على استرجاعه مقابل تحرير فرنسيس غاري باورز، جاسوس الفضاء الأميركي وقائد طائرة .. التجسس ايو 2 U 2 ، الذي تم اسقاطه في عام 1960 فوق الأراضي الروسية، وقد تمت عملية التبادل تلك في برلين في العاشر من شباط / فبراير عام 1992.
وأخيرة، نستطيع القول بأن الأمانة في الاتحاد السوفياتي تعتبر من الأقانيم المقدسة انطلاقا من قدسية الإنسان وعظمة قيمته، وليس كما يعتبره المعسكر الغربي والنازية والفاشية، رقماني تطبع بشري لا قيمة له إلا ايصال الطغاة الى سدة الحكم ..
المراجع
1 - ج. برنارد هاتون مدرسة الجواسيس، ترجمة غسان درويش، المؤسسة
الوطنية للطباعة والنشر، بيروت. يونيو 1993. ص 259 - 293. 2 - کيرت سينجر اعلام الجاسوسية العالمية، ترجمة بسام العسلي، دار
اليقظة العربية. بيروت 1990. ص 317 - 328 3 - سعيد الجزائري والمخابرات والعالم .. ص 190. 4 - 1. ه. کوکريدج أغرب جاسوسية في التاريخ، ترجمة وديع سعيد. دار
الكاتب العربي. بيروت. دون تاريخ. .. أحمد هاني الجاسوسية بين الوقاية والعلاج، الشركة المتحدة للنشر والتوزيع. القاهرة 1974. ص 01 - و 10 و 78. 6 - اندرو تولى حقيقة الجاسوسية الأميركية. ترجمة فؤاد ايوب. دار
دمشق. دون تاريخ، ص 298 - 314.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
31 مارس 2024
تعليقات (0)