المنشورات
سورج
حرص سورج قبل توليه رئاسة الشبكة على مراعاة هذا العامل، وأدرك بالاشتراك مع رؤسائه السوفيات أن الارتباط، الشكلي بالنظام النازي الذي يسود المانيا أمر ضروري لتسهيل مهمته باليابان، خاصة على ضوء التقارب الكبير في العلاقات بين الدولتين. كما أدرك أن العمل الصحفي هو أفضل ساتر يمكن اتخاذه لتحقيق نفس الهدف، وتوقع أن تكون اتصالاته بأعضاء السفارة الالمانية بطوكيو ذات فائدة غير محدودة لأعماله لأنها ستتيح له قدرة كبيرة من المعلومات عن كلا البلدين وإبعاد الشبهات عن حقيقة نشاطه، لذلك فقد بادر بالسفر الى المانيا ونجح في تحقيق كل ما دار في ذهنه من تخطيط حيث قام بما يلي:
أولا: تمكن من الانضمام للحزب النازي بناء على توصية من بعض زملائه القدامي
ثانيا: التحق بقسم الصحافة التابع للحزب بتزكية من بعض الالمان ذوي النفوذ.
ثالثا: نجح في الظهور بين الأوساط النازية الرسمية، وأن يكون معروفة لديها الى الحد الذي كان يدعى فيه الى الحفلات التي يحضرها هتلر، وند كان لذلك أثره فيما بعد من اعتقاد أعضاء السفارة الالمانية بطوكيو والمسؤولين اليابانيين بأنه كان يتمتع بثقة وتأييد الحزب النازي.
رابعا: حصل على وظيفة مراسل لثلاث صحف المانية كبرى في اليابان.
خامسا: دعا كل من وزير الدعاية الالماني (غوبلز) ورئيس قسم الشؤون الخارجية في رئاسة الحزب النازي (بوهل) للحفل الذي أقامه نادي تعينه رئيس الإدارة
الصحافة الالماني له (سورج) قبل سفره الى طوكيو.
واستمر سورج بعد وصوله إلى طوكيو في استغلال الساتر الجيد الذي ارتبط به، وقد ساعد على ذلك الصفات الشخصية الفريدة التي كان يتمتع بها، فأقام صلات عمل وصداقة مع معظم أعضاء السفارة الالمانية، وبصفة خاصة مع السفير والملحق العسكري بحيث أدت الى تعيينه رئيسا لإدارة الاستعلامات بالسفارة وبالتالي معرفة أدق أسرارها سواء عن طريق هذا المنصب او بواسطة السفير الذي كان يتمتع بثقته الكاملة (كان يتناول معه يوميا طعام الإفطار)، وليس هناك أدل على براعة سورج في اخفاء حقيقة نشاطه من قول أحد الملحقين بالسفارة بطوكيو حينئذ أنه كان يتمتع بكل مبررات الثقة فيه وأن جميع الموظفين - بما فيهم الملحق - كانوا يعتقدون أن حقيقة أمره تنطبق على ما كان يتظاهر به.
وبالتالي معرفة أدق أس
المنصب أو بواسطة
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
31 مارس 2024
تعليقات (0)