المنشورات
اوزاكي
كان الساتر الذي اتخذه اوزاکي (وهو مواطن ياباني من اسرة نبيلة) خلال عمله لصالح الاتحاد السوفياتي في الصين هو نفسه الساتر الذي استخدمه في طوكيو وهو العمل الصحفي،، وقد جاء هذا الساتر استمرارة طبيعية للمجالات التي يهتم بها، كما كان يتفق مع ثقافته الواسعة وخبرته التي يعتمد عليها في شؤون اليابان والصين ومعظم دول منطقة جنوب شرقي آسيا الأخرى، وله خمس مؤلفات في العلاقات اليابانية الصينية).
والجدير بالذكر أن الدافع الذي جعله يعمل في خدمة موسكو، هو نفس الدافع الذي وقف وراء تبول سورج لنفس العمل، وهو الايمان بالمبادئ الشيوعية، وتقف الانجازات التي حققها اوزاکي خلال عمله بالشبكة على قمة الأعمال التي حققها جميع أعضائها. بما فيهم سورج نفسه .. إلا أن طبيعة الدور الذي قام به رئيس الشبكة من حيث قيامه بتجنيد اوزاکي وكثير من الأعضاء وتوجيه أعمالهم، والإشراف على وضع كل الخطط الخاصة بتشغيلهم وتمويلهم وحمايتهم، فضلا عن حصوله على معلومات قيمة من السفارة الالمانية وبعض المصادر الأخرى، هي التي ميزت أعماله واعطته هذه الميزة التي فاقت كل ما عرف عن أوزاكي.
تولى اوزاكي مناصب رفيعة في الحكومة اليابانية مكنته من الحصول على معلومات على جانب كبير من الأهمية والخطورة، أفاد بها الشبكة إفادة لا تقدر بثمن. وأهم هذه المناصب التي تولاها ما يلي:
أولا: سكرتير اول مجلس الوزراء الياباني (المستشار الإداري الخاص الرئيس الوزراء وهو أعلى منصب استشاري في اليابان).
ثانيا: مستشار اللجنة الوزارية التي تشرف على العلاقات الصينية اليابانية.
ثالثا: رئيس إدارة مباحث سكك حديد منشوريا الجنوبية. وقد كان ذلك يخوله الاشراف على تقارير المخابرات الواردة من منشوريا، ومعرفة أي قرار ياباني محتمل لغزو سيبيريا.
رابعا: هناك شيئان آخران لا يعتبران مناصب حكومية بالمعنى الشائع، ولكنهما حققا نفس التسهيلات التي أفادت الشبكة وهما اشتراکه بصفة دائمة فيما كان يعرف حينئذ بجماعة الافطار التي تتكون من رئيس الوزراء وكبار رجال الحكومة الذين يتشاورون في أدق الشؤون اليابانية، فضلا عن عضوينه في هيئة تحرير الجريدة اليابانية الواسعة الانتشار.
و فوکولويتش:
اشترك فوکولويتش - وكان ضابطا سابقة في الجيش اليوغوسلافي - مع سورج وأوزاكي في اتخاذ العمل الصحفي سائرة لهم. فقد كان مراس؟ الجريدة فرنسية وأخرى يوغوسلافية. ويتميز الدور الذي قام به في الشبكة بأهمية خاصة حيث تولى شؤون التصوير الفوتوغرافي بكل متعلقاته، فضلا عن حصوله على منصب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية الرسمية «ماناس» في طوكيو، وهو مركز شبه دبلوماسي في السفارة الفرنسية، أتاح له القيام باتصالات واسعة بأعضاء السفارات الفرنسية والبريطانية والاميركية لمعرفة آراء بلادهم تجاه الأحداث السياسية والعسكرية المعاصرة.
وقد ازدادت قيمة هذه الاتصالات بازدياد الثقة التي حظي بها فوکولويتش لديهم، والتي نبعت من اعتقادهم بأن له نفوذا واسعا بين الأوساط المختلفة، بمكنه من الإدلاء بالآراء والتوقعات التي أثبتت الوقائع اللاحقة لها صدقها، والواقع أن هذه الثقة كانت نتيجة لمجهودات الأعضاء الآخرين الذين أمدوه عن عمد ببعض المعلومات الصحيحة التي حصلوا عليها من ملفات الوزارات اليابانية لتدعيم مركزه بينهم وتمكينه بالتالي من الحصول على معلومات ذات قيمة في مقابل تلك التي يدلي بها، عملا بالمثل القائل بأن والعميل الناجح هو الذي يكون نفسه مصدرا للمعلومات.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
31 مارس 2024
تعليقات (0)