المنشورات
المخابرات السوفياتية تتغلغل في نخاع المانيا
لقد احترف الاتحاد السوفياتي أسلوب التغلغل في نخاع الدول الغربية أو ما يسمى بدول العالم الحر، كما في شرايينها وأعصابها، في الوقت الذي تجد نفسها فيه عاجزة عن المقاومة.
وعندما كان بعض الدول يدخل عالم العصرنة عن طريق تدريب مهندسين وإقامة مراكز أبحاث لتطوير التكنولوجيا، كان البعض الأخر يجد أن الطريق الاسهل للحصول على تقنيات العصرنة والتطور هوتدريب الجواسيس. وقد تبين أكثر من مرة أن الاتحاد السوفياتي يركز كثيرا على الأسلوب الثاني، بحيث قدم من المانيا الغربية في أواخر شهر سبتمبر 1984، مثالا جديدا على براعة السوفيات في التجسس الصناعي، أثار فضيحة أقامت المانيا ولم تقعدها، عبر أحد عملائهم والمدعو رمانفرد روتش».
وہ مانفرد رونش، هو مواطن الماني شرقي عادي لجا في عام 1954 كغيره من مواطنيه الى المانيا الغربية يوم كان التهافت كبيرا قبل بناء جدار برلين في 1991. وهناك وجد درونش، عملا في شركة «جنکرز، للهندسة استمر عشر سنوات. وفي سنة 1964 انتقل «روتش، الى شركة «مسز شميت أكبر شركات صناعة الطيران في المانيا الغربية. ورويدا رويدا بدا رصيد المهندس النشيط يرتفع حتى وصل به إلى مركز مدير قسم التخطيط والإنماء هناك، استمر درونش، يعمل بإخلاص ويحوز على ثقة المسؤولين وهو فوق كل الشبهات. ودون أن يعلم أحد أن الرجل يمارس عملا إضافيا لصالح المخابرات السوفياتية التي اتصلت به منذ العام 1917. ومن 1997 الى 1984 استمر روتش في خدمة صاحبة الجلالة الى رك. ج. به، ولم يشكك مكتب مكافحة التجسس في بون في رحلات روتش الى النمسا ونزهاته الكثيرة وحيدة في الحدائق العامة إلا في أواخر أيلول/سبتمبر 1989.
وكانت الفضيحة ... وخلال 17 سنة كان روتش ينقل بإخلاص کل المعلومات التقنية والخرائط العسكرية الهامة والصور العلمية الى موسكو في شكل ليس له مثيل في المانيا الغربية
ماذا نقل روتش بالفعل الى السوفيات؟.
على الرغم من الكتمان الشديد الذي تلتزمه السلطات الالمانية حول نشاطات الجاسوس، السوفياتي، من المؤكد أن روتش قد حقق انجازات ضخمة لا رك. ج. ب، يمكن أن تدخله تاريخ التجسس الصناعي بين
الشرق والغرب.
ولمعرفة حجم المعلومات والملفات التي انتقلت الى الاتحاد السوفياتي، يكفي إلقاء نظرة سريعة على نشاطات شركة مسز شميت،. هذه الشركة تعتبر أكبر مؤسسة لصناعة الطيران في المانيا ويعمل فيها نحو 37 ألف شخص وقد بلغ حجم عملياتها في العام 1983 حوالي 5?9 مليار مارك. والخطير هو أن أكبر اهتمامات مسز شميت هي في حقل الطيران الحربي، اذ أنها تساهم في معظم الأسلحة المشتركة الصنع مع الدول الأوروبية الأخرى. وقد انتقلت أيضا الى صناعة الطيران المدني.
لذلك، تبدو أضرار فضيحة روتش للوهلة الأولى موزعة على المستوى الأوروبي. ولذلك أيضا، تبدو اللائحة طويلة جدا، وإذا كان روتش قد حصل على معلومات حول كل ما تتعامل به مسز شميت فيمكن القول أنه لم يعد هناك سر عسكري وتقني متطور في أوروبا إلا ووصل إلى موسكو.
من الأكيد أن خرائط طائرة «تورنادو، الحربية ذات الصنع الألماني - البريطاني - الايطالي التي تفتخر بها أسلحة الجو في هذه الدول قد وصلت الى موسكو، وبعدها يعتقد أن الجاسوس السوفياتي قد توصل الى تصوير خرائط وملفات تتعلق بطائرة «ايربوس، الأوروبية وصواريخ «هوت، راميلان، المضادة للدبابات، وصاروخ «رولان، المضاد للطائرات الذي تمكنت أوروبا من بيعه الى الولايات المتحدة. ويخشى أيضا أن يكون روتش قد حصل على خرائط مشروع الطوافة الفرنسية الألمانية المضادة للدبابات اب 20، التي كان من المتوقع أن ينتهي صنعها في بداية التسعينات، وتعتبر مثال فخر الصناعة الحربية الأوروبية. ولا يستبعد بعض المحللين أن تكون موسكو قد حصلت ايضا على خرائط لصاروخ اريان، الذي بدا ينافس كولومبيا في تجارة إطلاق الأقمار الصناعية
من هنا تبدو قضية روتش خطيرة جدا. وهي قد فتحت سجل التجسس الصناعي السوفياتي وتغلغل جواسيس موسكو في المانيا الغربية. فالمانيا ارض خصبة للتجسس السوفياتي بفعل تاريخها، فهي قد ورثت أكبر شبكة جواسيس سوفيات في العالم على أرضها. ويقال بأن موسكو ومخابراتها الشرقية قد تمكنت من إدخال أكثر من 11 ألف جاسوس اليها قبل بناء الجدار، وما زالت تدخل أعدادا منهم بواسطة اللاجئين من المانيا الشرقية. وقد تمكن هؤلاء من تبوؤ مراکز حساسة جدا في الدولة.
والجدير بالذكر أن قصة الجاسوس روتش تأتي قبل أن ينسي الالمان قصة رغونتر غليوم، ضابط المخابرات الألمانية الشرقية الذي تمكن من أن يصبح سكرتيرة خاصة الويلي براندت، قبل أن يتم اكتشافه في العام 1974 ويتسبب بهزة سياسية أدت الى الإطاحة بالمستشار الالماني الذي اعتذر اليه ليونيد بريجنيف نفسه أثناء زيارة براندت الى موسكو بحجة أن رغونتر غليوم كان يتجسس لصالح المانيا الشرقية وليس لصالح الكرملين ...
بم ستتسبب هذه الفضيحة الجديدة؟ الأبعاد الحقيقية لم تبدأ بعد ... الى جانب ذلك، كانت سياسة خروتشيف ترمي إلى الإبقاء على المانيا في حرب الأعصاب ليستطيع أن يفرض عليها رحله للمشكلة الألمانية، عاجلا أم آجلا، لذلك رأي أن تحتفظ المخابرات الروسية بجهاز واسع من الجواسيس المقيمين والعملاء في الرايخ السابق. فالكرملين بحاجة إلى أن يعلم كل ما يجري في المانيا الغربية في الحقلين العسكري والحياة اليومية الروتينية.
يعمل الجواسيس الروس - المدربون تدريبا كاملا في مدرسة براخوفکا، والحائزون على أوراق هوية المانية - يعمل هؤلاء ليس فقط في برلين الغربية بل في القطاعات الاميركية والبريطانية والفرنسية من المانيا الغربية أيضا. والسلطات الالمانية التي تعلم بهذا الأمر، تملك قوة كبيرة من الرجال المدربين على تعقب الجواسيس.
وبالرغم من أن أعدادا كبيرة من الجواسيس الشيوعيين يعتقلون ويقدمون الى المحاكمة، فإن الجهاز الالماني المضاد للجاسوسية نادرة ما يستطيع أن يقبض على الجواسيس الروس. هذا وتعتبر موسكو أن الجاسوسة الماهرة ماريان، هي أهم من عمل لروسيا في المانيا. وصلت «ماريان، إلى
فرانکفورت - آم - ماين، في شهر مايو عام 1958. واسمها الحقيقي «نادييزدا ميخيلوفنا ماكارييفان. ولدت عام 1920 في خاركوفا وهي ابنة زعيم نقابي روسي.
عندما بلغت نادييزدا عامها الثاني والعشرين وكانت تدرس آنذاك الاقتصاد في جامعة موسكو، صنفت على أنها اصالحة للتدريب الخاص). فمرت، كغيرها من الجواسيس، بمراحل التدريب المعتاد وانتهى بها المطاف الى معهد براخوفکا، حيث ألحقت بقسم المانيا ومنحت اسم «ماريان، وكان رقم تسجيلهاج- 473903/ 18. ب. نجحت ماريان نجاحا باهرا في امتحاناتها بعد عشر سنوات من التدريب في براخوفا، فأرسلت الى برلين الشرقية وتسللت من هناك في ابريل 1908 الى القطاع الغربي من العاصمة الألمانية السابقة. كانت أوراق الهوية التي بحوزتها تشير الى انها قادمة من القطاع الأميركي من المانيا الغربية وذاهبة الى برلين الغربية وكانت تدعي أنها قادمة إلى هناك في زيارة.
اختارت موسکو برلين الغربية كبداية لرحلة ماريان لأنها تريد منها إنشاء شبكة جاسوسية في القطاع الأميركي من المدينة بعد أن تركز شبكتها في فرانکفورت. امرتها موسكو أن تسكن لمدة بضعة أسابيع في برلين الغربية لمساعدتها على أن تعتاد على ظروف الحياة هناك. وقد منعت ماريان كغيرها من الجواسيس الجدد، من أن تتعاطى أي نشاط جاسوسي خلال مرحلة
التأقلم.
لكن ماريان نشطت خلال اقامتها في برلين الغربية، فدرست قطاعات الحلفاء في المدينة. وكتبت تقول في تقاريرها أنها شعرت وكانها في وطنها من لحظة وصولها». ووضعت الجاسوسة الماهرة المتدربة في براخوفكا الخطط لاستعمال المطاعم والأمكنة الأخرى لمقابلة الذين سيصبحون فيما بعد مساعدين لها. و كانت شقراء ومثيرة للغاية، وسرعان ما وجدت أن معظم الرجال يلاحقونها ويدعونها للخروج معهم. فقررت منذ أيام إقامتها الأولى في برلين الغربية أن تستغل مجالها للتعرف على الرجال المهمين
وصلت ماريان، الى فرانكفورت وأقامت في شقة حديثة في بناية بنيت بعد الحرب. ثم فتحت مکتبأ للاعمال السكرتيرية معتبرة هذه الوظيفة تغطية رائعة تستطيع بواسطتها استلام البريد والاجتماع بالمساعدين. وقد تعاطت التصوير حتى لا تثير الشبهات حول آلات التصوير الموجودة عندها.
بعد أن أوجدت ماريان تغطية كاملة لها، شرعت بالعمل. كانت قد درست بتمعن حياة الرجال الألمان على اللائحة التي زودتها بها موسكو والتي تحوي أسماء رجال صالحين للعمل. فاختارت منهم الرجال الذين كانوا على علاقة سابقة بالحركة النازية وينكرون ذلك، ففي هؤلاء تتوفر جميع مؤهلات المخبرين أو ضباط الارتباط.
أثبتت مرحلة التأقلم التي قامت بها ماريان، صحة ما تعلمته في براخوفکا، وهو أن المال يشتري كل شيء في المانيا بعد الحرب. فقررت استعمال اسلوبي التهديد وتقديم المبالغ الطائلة من المال فحصلت على نتائج من الدرجة الأولى.
لقد نجحت خطط ماريان، فبعد بضعة أسابيع من مجيئها استطاعت أن نجد المخبر الأول. كان هذا الرجل موظفا في مؤسسة أبحاث لإنتاج الأسلحة السرية وكانت ماريان تحمل رقمه الهاتفي، فاتصلت به في مكتبه وقالت أنه من مصلحته أن يأتي لمقابلتها في مكتبها. وكانت مقنعة للغاية فجعلت الرجل المتخوف من مقابلة غريبة يرضى في النهاية أن يقابلها.
جاء الرجل في الموعد المحدد وصعق عندما طلبت منه ماريان - دون مقدمات - أن يزودها بالوثائق والمعلومات وبجميع ما تحتويه القائمة السرية في المؤسسة التي يعمل فيها، وأضافت أنها مستعدة لدفع مبلغ محترم من المال القاء ذلك، ولكن عندما قال لها الرجل غاضبة أنه كوطني الماني يرفض أن يزودها بشيء وهددها بتسليمها للشرطة، دعته ماريان الى رفع سماعة الهاتف والاتصال بالشرطة وأضافت أنها ستقدم الاثباتات الدامغة للشرطة الألمانية والسلطات الاميركية على أنه يعيش ويعمل في فرانكفورت مستعملا أوراق هوية ميت وأنه مطلوب بتهمة جرائم حرب.
حاول الرجل في باديء الأمر أن ينفي التهم وهددها بان يقيم دعوي بحقها بتهمة القدح والذم، لكنه رضخ أخيرا عندما ذكرت له تفاصيل عن حياته الخاصة وادعت أن المستمسكات كلها بين أيدي أصدقائها الذين يستطيعون التعرف عليه بسهولة لأنهم عملوا معه في شرطة هتلر السرية.
أرسلت ماريان تقريرا مفصلا بالشيفرة الى رؤسائها في موسكو عن المساعد الجديد، كان يحوي خبرة يقول أن المخبر الجديد تعهد بأن يأتيها في اليوم الثاني بوثيقة هامة ليجري تصويرها. وبالفعل فإن صورة الوثيقة السرية حول الصواريخ الموجهة أرسلت بعد يومين في الطريق غير المباشرة الى موسكو. كانت مخبأة في فرشاة حملها رسول لا شكوك حوله الى برلين الغربية حيث أرسلت من هناك إلى المانيا الشرقية.
اعتمدت ماريان على المخبر الجديد منذ أيام عمله الأولى واعتبرته احسن مخبر عندها، خلال الأشهر الست الأولى من إقامة ماريان في فرانكفورت، استطاعت أن تنشئ شبكة واسعة من المخبرين وضباط الارتباط والعملاء المكلفين بالمهام الخاصة.
فقد كان جهاز الإرسال اللاسلكي المتنقل الذي تملكه يعمل باستمرار وكذلك المكتب، حيث كان يجري تصوير الوثائق والمستندات. وكما كان المكتب يستلم أيضا التعليمات المكتوبة بالشيفرة، أصبح مكتب أعمال السكرتارية عاملا مساعدا لماريان حيث كان عملاؤها يصورون المستندات الهامة وكأنهم يؤدون واجبات السكرتير النشيط. رغم أن ماريان ركزت عملها على تحصيل المعلومات عن الدولة الالمانية الغربية والصناعات فيها، إلا أن شبكتها امتدت إلى الأوساط الأميركية في المانيا. وقد أكدت القيادة العامة للمخابرات الروسية أن المعلومات المستقاة من المراجع الأميركية في المانيا الغربية ذات أهمية قصوى لأنها مكملة للأخبار المستقاة من المراجع الالمانية الغربية ذاتها، ...
اصبحت ماريان على استعداد لتوسيع نشاطها بحيث يشمل برلين الغربية. فأقامت هناك وفتحت مكتبة للأعمال السكرتيرية في شقة محترمة. كان العمل في برلين الغربية أسهل منه في فرانكفورت. فهناك تستطيع ماريان الاعتماد على العديد من العملاء المدربين الذين يأتون يوميا من القطاع الشيوعي في برلين الشرقية للعمل في المنطقة الغربية. ويستطيع هؤلاء العملاء المكلفون بالمهام الخاصة أن يجازفوا، لأنه من السهل عليهم أن يعودوا في الحالات الطارئة الى المنطقة الأمينة.
استمر عمل ماريان في المانيا الغربية حتى أول أسبوع من شهر آذار / مارس عام 1961. بعد ذلك الحين لم تذكر التقارير في موسكو شيئا عنها ..
والواقع أن هذين الجاسوسين السوفياتين في المانيا الغربية لم يكونا إلا حلقة أساسية من سلسلة تمثل جيش روسيا أحمر في عاصمة الحربين العالميتين.
وقد برهن السوفيات عن عمق واسع في الرؤيا، وعن نظرة ثاقبة المخاطر إشعال حرب عالمية ثالثة، تشعل شرارتها أيضا المانيا.
وكان لابد من فرز هذا الجيش القائم بذاته لتلافي الكوارث المزمع وقوعها على يد تلك الدولة التي احترفت عملية إشعال الحروب العالمية، وتحميل البشرية بأجمعها كثيرا من الويلات والمأسي والآلام. وما زالت آثار الحربين العالمينين - الأولى والثانية. ترتسم في مخيلة الملايين من البشر الذين عانوا الأمرين منها، وفي الوقت الذي كانت فيه الجاسوسية بمثابة حرب أدمغة لا حرب سلاح ونار، فإن جاسوسية الاتحاد السوفياتي في المانيا الغربية هي حرب على الحرب بحد ذاتها، من أجل انقاذ البشرية من خطر محتمل تسعى اليه دول العالم الحر عبر المانيا نفسها.
وما أروع التغلغل في نخاع محترف الحروب، وأعصابه، موقفة ابرة بوصلته الإجرامية، بهدف التأثير على العقل الأطلسي برمته وتعطيله عن التفكير في قضية إبادة الجنس البشري، وبشكل أكثر وحشية وبربرية من تلك التي عرفتها مدينتا هيروشيما وناغازاكي اليابانيتان في نهاية الحرب العالمية الثانية.
واذا كانت دول حلف شمالي الأطلسي جديرة بإشعال الحروب العالمية، فليس هناك أجدر من الاتحاد السوفياتي في حمل لواء السلام والدفاع عن كل الشعوب الموضوعة على اللائحة السوداء للإمبريالية العالمية. من بقاع العالم. لذلك فقد جهدت في سبيل تفکيکه وانهياره، ونجحت أخيرة في الوصول الى الهدف والمبتغى.
المراجع
ا- مجلة الوطن العربي، الباريسية. العدد 399. الجمعة من 5 الى 11
تشرين أول/ اکتوبر 1989، ص 42. 2 - ج، برنارد هاتون مدرسة الجواسيس، ترجمة غسان درويش. المؤسسة
الوطنية للطباعة والنشر، بيروت 1993. ص 188 - 194. 3 - د. حمدي مصطفي (حرب الجاسوسية دار الوثبة. دمشق. دون تاريخ.
ص 45 - 50.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
1 أبريل 2024
تعليقات (0)