المنشورات
عملية كروسيدر وصراع البقاء بين الحلفاء والمحور
لم تشهد البشرية حربا مدمرة وقاسية كتلك التي تعرف بالحرب العالمية الثانية. إلا أن الكثير من عملياتها مثلت نقطة فاصلة في تاريخ هذه الحرب، كما قصرت بالتالي من عمرها الكوارثي. وكان من بين هذه العمليات وأكثرها أهمية عملية كروسيدره، التي كانت منطقة شمالي أفريقية مسرحا لها، وبالتحديد في الصحراء الأفريقية وميناء طبرق، باعتبارها من أكثر المواقع الاستراتيجية أهمية للإستعمار الغربي
كيف حصلت عملية كروسيدره؟ وما هي أسرارها؟.
أحرز البريطانيون في شمال أفريقية خلال عام 1940، انتصارات كاسحة على جيوش ايطالية كانت تتفوق عليهم عددا عدة مرات. وكانت نتيجة ذلك أن هبت المانيا الهتلرية الى نجدة حليفتها ايطاليا الفاشستية، فأرسلت الى الساحة الأفريقية ما سمي وقتئذ بالفيلق الأفريقي، بقيادة الجنرال دوومنا ثم المارشال داروين رزومل»، الذي دفع البريطانيين وردهم على أعقابهم حتى الحدود المصرية. بيد أن مدينة طبرق الليبية بقيت بأيدي البريطانيين، وثبتت صامدة للهجوم المحوري وحصاره.
وبتاريخ 18 نوفمبر 1941، قامت قوات بريطانية والكومنولث، بقيادة الجنرال أوتشنليك، وبإسناد ما يزيد عن 700 دبابة، بالهجوم على القوات الألمانية، فيما عرف بعملية ركروسيدرا
جرت عمليات اکروسيدره في الصحراء الأفريقية، ابتداء من 18تشرين الثاني / نوفمبر وحتى وقت متأخر من شهر ديسمبر 1941. وكانت اگر وسيدر» بجملتها معركة مشوشة متلبكة، استعمل الجيش البريطاني فيها، لأول مرة، قرة مدرعة على مواجهة كبيرة، وقد أحدث قدوم الفيلق الالماني الأفريقي، غير المتوقع، الى شمال أفريقيا عام 1941، قلقة كبيرة وانزعاجأ شديدة لقيادة الحلفاء، وأرغم قواتها على التقهقر من ليبيا والانسحاب الى ما وراء الحدود المصرية. وقد خلفت هذه القوات وراءها حامية محاصرة في ميناء طبرق، على الساحل الليبي. وقد صار الإفراج عن هذه الحامية هدفا أولية لقائد قوات الحلفاء، الجنرال ركلود أوتشنليك، الذي صرف معظم صيف عام 1941 وهو يعد لهجوم كبير مضاد. كان أوتشليك، يدرك أن هجوم استراتيجية مضادة يستدعي لنجاحه كميات كبيرة من المعدات، بما في ذلك الدبابات، وقد استغل كل وقت توفر له للعمل على الوصول بقوات الدبابات الى مستوى مقبول. واستطاع بالفعل أن يجمع 700 دبابة كان منها 339 دبابة نوع «کروز»، من نماذج قديمة وحديثة، و 225 دبابة مشاة نوع ماتيلدا»، وہ 19 دبابة خفيفة أميركية، نوع استيورات،، كانت قد وصلت حديثا الى الشرق الأوسط، لتحل مكان الدبابة الخفيفة والاقل جودة، نوع افيكرس»، وكان من سوء حظ البريطانيين أن هذه الدبابة الأميركية، رغم ميزاتها العديدة، لم تكن متأقلمة صحراوية، وكانت تنقصها اجهزة الاتصال اللاسلكية، ولذلك فقد ارسلت فور وصولها الى الورش الفنية ليجرى عليها برنامج تعديل كان سببا في تأخير الشروع بعملية ركروسيدر، عن موعدها كما كان قد خطط له
كان لدى «رومل، مقابل هذا العدد الكبير من المدرعات البريطانية، 320 دبابة، منها فقط 30 دبابة مسلحة بمدفع من عيار 75 ملم. لكن مثل هذا النقص العددي کان معوضأ ومستورة بشيء هام، وهو أنه كان لدي الألمان عدد كبير من المدافع المضادة العظيمة التأثير والفاعلية، ومن أهمها المدفع المشهور عيار 88 ملم. كما كان الألمان قد وضعوا وطوروا عددا من التكتيكات الفاعلة بغية تحقيق تعاون مثمر متبادل بين الدبابات والمدفعية والمدافع المضادة للدروع. وكان البريطانيون من جهتهم يفتقرون عامة الى مثل هذا التعاون بين الأسلحة، كما كانت إحدى أسلحتهم الرئيسية، وهي مدفعية الميدان، في حالة عظيمة من الشلل والفوضى، على أعقاب إعادة تنظيم أساسي تمت في منتصف مراحل المعركة، وكثيرا ما كانت هذه المدفعية تجد نفسها مبعثرة، فاقدة لأي تنظيم يستطيع أن ينتج مفعول النيران المحتشدة الحيوية لقيام دفاع ناري مجد ضد الدبابات.
اطلق الحلفاء على خطة هذا الهجوم الاستراتيجي المضاد اسم کروسيدره، وكان من أهم أهدافهم الإفراج عن الفرقة 70 المحصورة في طبرق. في حين كان الهدف الكلي العام للهجوم تدمير قوات العدو المدرعة. وكان الجزء الضارب الرئيسي في هذا الهجوم هو الجيش الثامن، المؤلف من الفيلق 30 والفيلق 13 ... وكان يتوقع أن تنجح الفرقة 70 في كسر الحصار المضروب حولها في طبرق، لتضم جهودها الى جهود الفيلقين القويين.
كانت خطة العملية ركروسيدر، في أساسها، بسيطة. كان على الفيلق 13، مبدئيا، أن يمسك الطريق الساحلية، وكذلك المسالك والدروب الموصلة إلى المناطق اللوجستيكية الهامة في المؤخرة. أما الفيلق 30، فكان عليه أن يندفع جنوبا، ومن ثم شمالا باتجاه طبرق. وعلى حامية هذه المدينة المحاصرة أن تقوم، عند حلول الوقت الملائم، بالتحرك لكسر الطرق، على أن تسعى لمفاجأة العدو من خلفه.
بدأت العملية في 18 نوفمبر 1941، بحركة الفيلق 30 .. كان هذا التشكيل بمعظمه مدرعة، وتألف من الفرقة المدرعة السابقة، والجحفل المدرع 14، ولواء الحرس الميكاني 22، وكذلك من فرقة جنوب أفريقية الثانية كاحتياط. وقد تحرك هذا الفيلق حول الأسلاك الحدودية الفاصلة بين مصر وليبيا، مندفعة خلال مناطق التعسكر الايطالية الصحراوية، القديمة والمقفرة، والتي كانت قد استولي عليها في العام الماضي، ومن ثم تحول ليندفع شمالا باتجاه طبرق.
أن الموقع الرئيسي البارز، على مسالك الوصول الى طبرق، هو مرتفع اسيدي رزق،، على بعد 19 كلم من محيط المدينة جنوبا، ومطاره الهام. وقد تحول هذا المرتفع ليصير أكثر المعالم أهمية أثناء ما تبع من عمليات، وليكون، طوال الأيام والأسابيع التي تلت، موضوعا لمرات متعددة من احتلال واستعادة بين طرفي النزاع. غير أن التماسك العام للفيلق 30، أخذ يتفسخ وينكسر منذ أن بدأت الحركة في مراحل العمل المبدئية. فالعناصر الرائدة، بدلا من أن تبقى قوة متضامة، راحت على العكس تنتشر بالتدريج على شكل مروحة عبر الأراضي الصحراوية، جاعلة من اعتراض العدو وتشتيته لمختلف الأرتال مسألة هينة نسبية، كانت الأرتال الحليفة المتقدمة تواجه المرة تلو المرة، بقوات صغيرة المانية أو ايطالية كانت تتسبب في النبطية والتأخير، وتنجح في نشر التلبك والفوضى وتمزيق الأوصال. وكانت الاتصالات بين مختلف الوحدات الحليفة شبه مستحيلة، بسبب سوء الأجهزة اللاسلكية المتوفرة، وانخفاض مستوى التدريب بوجه عام. وهكذا، وعوضا عن زحف مترابط حذر دقيق، فقد تحولت حركات الفيلق 30 باتجاه «سيدي رزق،، تدريجيا، إلى سلسلة من الحركات المشتتة
وقد أمكن، عند وصول الفيلق الى مسافة قريبة من «سيدي رزق»، أن يتحقق شيء من التحشد. ولكن، وبينما كان الحلفاء يعدون لهجوم على هذا المرتفع، فوجئوا أولا بهجوم الماني عنيف. وكان أن تصدع مخطط الحلفاء وتحول هجومهم المتوقع الى سلسلة من العمليات الدفاعية المستعجلة، كانت قطعان الدبابات تلقى في أتونها قطعة بعد أخرى. وكانت المدفعية تنجح أحيانا في انقاذ الموقف هنا وهناك، لكن هذه المدفعية، في أحيان كثيرة، كانت تترك منعزلة لتوفير اسناد ناري في حدود المستطاع. وقد جرت محاولة من حامية طبرق لكسر الحصار، وللإشتراك في المعركة الدائرة، ففشلت المحاولة وأدت الى خسارة 10 دبابة من أصل 109 دبابات كانت في حوزة الحامية قبل المحاولة. وقد خسر أحد الألوية معظم دباباته، ولم يبق لديه منها سوي 38 دبابة. وكان البريطانيون على قاب قوسين من كارثة، إلا أنهم نجوا من ذلك بوصول احد ألويتهم المدرعة الكاملة العدد إلى ميدان القتال في الوقت المناسب.
وكذلك كانت خسائر الالمان ثقيلة. وقد تراجعوا تارکين (سيدي رزق في أيدي الحلفاء، لكن لفترة قصيرة من الزمن. خيم الهدوء على الجبهة لبعض الوقت، وظل كذلك إلى أن عاد الألمان إلى الهجوم بقوة من مستوى فرقة، واستولوا بطريق الصدفة على المقر العام لأحد الألوية المدرعة بكامله. وقد أحدثت هذه الخسارة مزيدا من البلبلة والفوضى في القتال، وانتقل اسيدي رزق، الى أيدي الألمان من جديد. وفي هذه الاشتباكات ظهر بوضوح تفوق الألمان في الجاهزية القتالية والمرونة التكتيكية، مرة بعد مرة، بينما كان الحلفاء يعملون غالبا على معالجة الصعوبات المحلية بمهاجمات متهورة، وقد مني الحلفاء من جراء هذا التكنيك على وجه العموم بخسائر ثقيلة باهظة. إلا أن الفيلق 30، إستطاع بحلول 23 نوفمبر أن بنوصل الى حشد مدرعاته من جديد. ومن المعروف أن القتال في الصحاري عادة صعب وعسير، وفي مثل هذه الأراضي تسود المتناقضات: الحر الشديد والبرد الشديد ... الجفاف ابدأ والغبار بشكل دائم، واستعمال المركبات الآلية في بيئة كهذه يفرض صعوبات بالغة في الاعتناء والصيانة ... حبيبات الرمال تجد طريقها دوما إلى أحسن أجزاء المحرك حماية ووقاية، وتصبح عملية التنظيف، من جراء ذلك، في طليعة الاهتمامات اليومية.
وفي وقت مبكر من يوم 23 نوفمبر، نجح الحلفاء بدورهم في وضع اليد على المقر العام للفيلق الالماني الأفريقي، لكن القائد الألماني، الجنرال «کروول، كان متغيبا، وقد تفاعل مع هذا الطاريء بعنف وفاعلية، بالهجوم حالا في منطقة سيدي رزق، ونجح فطرد الحلفاء على الفور من هذه المنطقة، مقوضأ بذلك خطط وآمال قيادة الجيش الثامن. وقد قدرت هذه القيادة حينئذ أن الموقف صار يتطلب استعمال الاحتياط كله في محاولة أخرى للإستيلاء على اسيدي رزقه، وأخذت في الاستعداد لذلك. وقد ساعد رومل على تسريع هذا الاستعداد من جانب الحلفاء، باختياره ذلك الوقت عينه، للقيام بإحدى غاراته التي اختص بها، وتوغل عميقا في مؤخرة الحلفاء، عابئة بانحاء كثيرة من هذه المنطقة، لقد اعتبر البعض تلك الغارة في وقتها حركة ماهرة وتهديدا خطيرة للحلفاء، غير أنها في الواقع كانت خطا تكتيكية كبيرة، لأن رومل ترك وراءه قوات ضخمة من قوات الحلفاء، وسريعة ما احتشدت هذه القوات وباتت جاهزة للهجوم على سيدي رزق،.
وحان الوقت لشن هذا الهجوم، عندما توصل الحلفاء، بحشد من نيران المدفعية هذه المرة، الى احتواء غارة رومل وإيقافها. لكن حدث أن نام الالمان، هذه اللحظة بالذات، بهجوم مضاد بفرقة مدرعة، فقوبل هذا الهجوم، هذه المرة أيضا، بسرية من مدفعية الميدان، استطاعت أن نوقف المهاجمين عند فوهات مدافها تقريبا دافعة في سياق ذلك ثمنا باهظة. إلا أن صمود هذه السرية كان كافيا لضعضعة توازن الألمان؛ فاغتنم الحلفاء هذه
إلى الاشتداد بعد فترة من الخمود والركود.
كل هذه المهاجمات كانت صورة نموذجية عن تكتيك العمل. في ذلك الزمن كانت دبابات الحلفاء تندفع هاجمة، مرة بعد مرة، على دفاعات مضادة للدبابات فتحصدها هذه الدفاعات حصدأ، وتقوم بدور كان أكثر من عملية توازن بين مهاجم ومدافع. ورغم ذلك، فقد أخذ الحلفاء بالتدريج، يتحركون قدمة إلى أن تمكنوا من تحقيق ارتباط مع حامية طبرق. ولمرة أخرى، وقع اسيدي رزق، في أيدي الحلفاء
لكن الحلفاء لم ينعموا بهذا الكسب طويلا. فقد بادر الالمان، بتكتيك نموذجي، الى القيام حالا بهجوم مضاد، فأوقعوا الفوضى في صفوف الحلفاء، واستعادوا اسيدي رزق، من جديد، وبذلك انقطع الارتباط مع طبرق. وتراءى لمرة أخرى أن رومل قد كسب الجولة أيضا. إلا أن هذا كان وهمة. فقد كان لا يزال لدى الحلفاء احتياط يكون جاهزة بعد أن يعيدوا تنظيم أنفسهم، في حين لم يكن لدى رومل أي احتياط بالمرة. وكان هجومه المضاد الأنف الذكر عبارة عن تضليل وتحويل للأنظار أملا بأن يؤدي الى انسحاب خاطيء لقوات خصومه وهم يجتازون مرحلة حيوية حرجة. ولقد أرغم في النهاية على التراجع بدوره، واستطاعت القوات الالمانية والايطالية، في سلسلة من الحركات الحسنة التخطيط، أن تنسحب بانتظام حتى «العدم ومن ثم إلى العقيلة. وقد استمرت هذه الحركة التراجعية حتى تاريخ 6 كانون الثاني / يناير عام 1947، وذلك بالرغم من أن عملية ركروسيدر، كانت قد انتهت قبل ذلك بوقت كبير.
حققت هذه العملية بعض أهدافها، وهو الإفراج عن مرفأ طبرق وحامية المدينة، لكنها لم تحقق هدفها العام وهو تدمير قوات العدو المدرعة فبقيت هذه القوات سليمة، تنتظر الفرصة المقبلة للحركة شرقا من جديد، لتستولي هذه المرة على طبرق، ولكي تصل حتى موقع العلمين حيث سيكون رومل على بعد بضع كيلو مترات من مدينة الاسكندرية.
وقد اعتبر الحلفاء هذه العملية بمثابة انتصار لهم، وربما كانوا على حق في ذلك، إلا أن هذا النصر كلفهم ثمنا غالية جدا. وند نتجت هذه التكلفة، أو معظمها، عن أخطائهم التي تمثلت خاصة فيما يلي:
1- التشتت بدل التحشد 2 - تهور وطيش في مهاجمات ضعيفة ضد مواقع قرية الدفاع.
3- تغذية لمجموعة من المعارك الصغيرة بمجموعات قتال صغيرة، بدلا من الانتظار حتى سنوح موعد ومكان الضربة الهامة القاصمة. |
وفيما يتعلق بدبابات الحلفاء، فإن ما ظهر منها لم يكن ليحظى بالثناء والتقدير، وكذلك كانت الحال حتى مع النموذج الجديد لدبابة کر وزادره المسلحة بمدفع عيار رطلين، اذ ثبت أن هذه المدرعة عاجزة حيال دبابات مجهزة بأسلحة من عيار أكبر وسرعة أعلى، وأن تدريعها ضعيف الوقاية ضد مثل هذه الأسلحة. ولم يكن حال الدبابة الأمريكية الجديدة استيوارت، بأحسن حال من الدبابة اكر وزادر». وقد ظهر أن الدبابة الأمريكية مفتقرة الى المدى العملياتي، وقد تعرضت مي ودبابات المشاة الخفيفة ماتيلداس وافالنتين، إلى خسائر ثقيلة من قبل المدفع الالماني عيار 88 ملم.
وعلى كل حال، ورغم كل ما حصل، فقد تعلم الحلفاء من أخطائهم، وصاروا بالتالي أحسن استعدادا وأكثر لياقة لخوض المعارك القادمة، معارك كانت هزائم في أول الأمر، لكنها قادت بالتأكيد أخيرة إلى النصر. والفشبل - كما يقال - هو أم النجاح. ومن لا يعمل لا يخطئ
وتبقى العبرة أخيرة، في الاستفادة من كل الدروس والتجارب؛ كما يتحتم تحويل الهزائم الى انتصارات، لأن الحياة في النهاية في صراع على الوجود والبقاء.
المراجع
ا- العقيد محمد صفا اعملية كروسيدره. مجلة الحرس الوطني،.
السعودية)، السنة السادسة. العدد الثالث والثلاثون. ذو القعدة
1400 ه/ اغسطس / آب 1980. ص 54 - 57. 2 - رمضان لاوند رالحرب العالمية الثانية، عرض مصوره. دار العلم
للملايين، بيروت. الطبعة التاسعة. يناير 1982. ص 138 -
144
3- العميد الركن محمد فيصل عبد المنعم ارومل .. مطلوب حي او ميتا.
مجلة الحرس الوطني، (السعودية). السنة السادسة. العدد الخامس والثلاثون. محرم 1406 ه/ اكتوبر - تشرين أول 1980. ص 73 - 77.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
1 أبريل 2024
تعليقات (0)