المنشورات
المخابرات الألمانية وأسرار عملية القطب الشمالي
كثيرون هم الأشخاص في هذا العالم، الذين كانوا عظماء في حياتهم، ولكن الكثيرين أيضا كانوا عظماء في حياتهم وفي مماتهم على السواء، وكان نابوليون بونابرت في عداد هؤلاء العظماء الذين تفتخر الانسانية ببطولاتهم ومآثرهم. وكم كان مصيبة نابوليون عندما قال بان «جاسوسة واحدة في الموضع المناسب هو بمثابة عشرين ألف جندي في ميدان المعركة. وكذلك كان رأي الملك جورج الخامس الذي ذكر أن الجاسوس هو أعظم الجنود، ويكرهه العدو أشد من غيره لأنه يخشاه أكثر من أي شيء آخر ...
ينطبق هذا القول بشكل كبير على الكابتن «اريك نانتر VANTER من رجال الاستخبارات الألمانية الغستابو، وبطل عملية القطب الشمالي، التي هزت بريطانيا في الحرب العالمية الثانية.
فمن هو اريك فانتره؟ وما هي أسرار عملية والقطب الشمالي»؟.
تعتبر هذه العملية من أبرز الانجازات التي حققتها المخابرات الالمانية خلال الحرب العالمية الثانية، اذ في شتاء عام 1941، كلف جهاز
الغستابوه، الكابتن «اريك نانتر، بالاشراف على النشاط الذي يقوم به الجواسيس التابعون لدول الحلفاء في هولندا المحتلة من القوات الألمانية. وكانت مهمته الأولى تنحصر في كشف مقر القيادة السرية لجماعات المقاومة وأن يحول بينها وبين الاتصال بلندن، وكانت نقطة البداية بالنسبة لهذه المهمة، عندما استطاع الكابتن فانتر، أن يدخل أحد عملائه ضمن خلية تابعة لرجال المقاومة، حيث استطاع هذا العميل أن يزود رئيسه بكثير من الأسرار التي حصل عليها. وأكد في أحد تقاريره الخطيرة أن أحد ضباط اللاسلکي کشف إذاعة برية كانت تبث مبتدئة بالأحرف (ر - ل - م)، وفي ساعة معينة من مساء كل يوم، فتقرر الاستيلاء على هذه المحطة. وخلال ثلاثة أشهر تمكن الألمان من الاستيلاء على المحطة المذكورة، واعتقال مديرها الانكليزي ويدعى والكابتن بويدز، وبعد ساعتين تم اعتقال باقي الأعضاء والمعاونين.، ومعرفة جميع الرموز والشيفرة، وجاءت الأوامر الى الكابتن فانتره بمتابعة الاتصال مع لندن وتضليلها فأوعز الى الكابتن بويدز، بمتابعة الاتصال بلندن، لكنه رفض بإصرار مساعدة ضابط اللاسلكي انيمبس، أيضا وفشلت عدة محاولات لاقناعهما بالعمل باللطف واللين، مما اضطر الالمان الى استعمال التهديد والعنف، وطلبوا منهما الاستعداد لتقديمهما الى المحكمة العسكرية التي ولا شك سوف تحكم بإعدامهما، وكان لهذا التهديد أثره لدى
الكابتن بويدز، فوافق على معاودة الاتصال وقام بإرسال الرسائل الثلاث التي تعود إرسالها يوميا، وتلقى الجواب عليها من لندن، مع رسالة جديدة عن وصول مندوب جديد، وطلب إعداد منطقة الهبوطه ومعه كمية من العتاد، وفي وقت كانت فيه عناصر المخابرات الألمانية على استعداد في كل لحظة لقطع الاتصال مع لندن عند أول بادرة من بويدز ..
ويعد هذا الاتصال لم يستطع المدير الانكليزي أن يكتم أسفه وحزنه على ما قام به، وصرح بأنه لن يقوم بعد ذلك بأي اتصال، وأنه بفضل الموت على أن يرتكب مثل هذه الجريمة بحق مواطنيه.
ولكن المخابرات الألمانية عادت إلى التهديد، وأنهمنه أن رفضه التعاون سوف يؤدي بالمندوب الجديد الى الاعدام. أما اذا استمر في ساونتهم فإنه ينقذ من سوف يحضر غيره بعد ذلك، فاضطر إلى الرضوخ ومتابعة الاتصال تحت المراقبة الشديدة. وكانت المخابرات الألمانية تتعجب
من إخلاص بويدز وعدم محاولته الاشارة الى اعتقاله مع شبكته من قبل الالمان. وبتاريخ 27 آذار / مارس وصلت اشارة من لندن تطلب منهم انتظار وصول الطائرة القادمة من لندن وهي تحمل المندوب الجديد والمعدات ..
في الساعة الحادية عشرة ليلا، انتظرت عدة سيارات صغيرة في غابة بالقرب من الموقع المحدد لهبوط الطائرة التي تأخرت ساعتين عن موعدها، وهبطت لمسافة بسيطة عن سطح الأرض في المكان المحدد وألقت خمس مظلات، أربعة منها تحمل صناديق العتاد، والخامسة تحمل المندوب الجديد وهو ضابط لاسلكي، ثم عادت الطائرة من حيث أتت، وبعد دقائق كان الضابط والعتاد في حوزة المخابرات الألمانية. وكلف بؤيدز بالاتصال بلندن للإعلام عن وصول المندوب الجديد والعتاد ..
وهكذا فعل ..
مضت عدة أسابيع بعد وصول المندوب الجديد ضابط اللاسلكي والحالة هادئة. لكن المخابرات الألمانية كانت تخشى أن يكون البريطانيون قد کشفوا الخدعة، ثم علمت المخابرات الألمانية أن قيادة المخابرات الهولندية البريطانية ومركز لندن لا تزال تتصل ببعض الفدائيين وفرق المقاومة. واستمع الاخصائيون الى إذاعات سرية جديدة تبث من منطقة راوترخت، كما عثر على جثة فدائي بريطاني في منطقة «هولتن، كان قد قتل على الصخور عند هبوطه بالمظلة، وعثر في جيوبه على ورقة سرية سجل بها مراکز خمس محطات إذاعة سرية وشيفرة جديدة لكي يذيع لها .. عند ذلك رسم «اريك فانتري خطة لكشف باقي العملاء والاستيلاء على هذه المحطات ... فتركت الجثة على حالها، وشددت المراقبة حولها حتى حضر اثنان من الفدائيين الدفنها، والاستيلاء على ما في الجيوب من الأوراق. فاعتقلا، وعثر معهما على شيفرة ثانية وجديدة. ومن ثم اعتقلت باقي المجموعات. وأخذت المخابرات الألمانية تذيع الى لندن من الشيفرة الخاصة بالمحطة الجديدة، وانطلت الخدعة على الانكليز. وفي نفس اليوم اطمأنت لندن، وأخبرت الالمان عن وصول فوج جديد من الفدائيين مع كمية كبيرة من العتاد والمؤن الى موقع معين .. واعتقل الجميع، لكن لندن أبلغت عن وصولهم سالمين .. واستمر الاتصال، ثم اخبرت لندن أن ضابط الارسال لقي حتفه، وأنه يجري تدريب غيره لكي يحل محله، فوافقت حالا. وهكذا أصبح لدي المخابرات الألمانية ثلاث شيفرات للإتصال بلندن. ثم أخذت المخابرات الالمانية تتخلص من الانكليز واحدة واحدة، بعد أن تزعم للندن بأن الشكوك أخذت تحوم حولهم، فتوافق لندن على تغييرهم في الحال، حتى أصبح اغلب مذيعي المحطات السرية المستولى عليها، من الألمان. وأصبحوا يديرون أجهزة الارسال والاستقبال كاحسن ما يكون ضباط اللاسلكي. وكانت المخابرات الألمانية تخشى في هذه الحالة أن يكون البريطانيون قد قاموا بتسجيل أصوات عملائهم قبل إرسالهم، وبذلك يكتشفون الخدعة الالمانية. ولكن مع الأسف لم يجر شيء من هذا، أما لعدم اهتمام المسؤولين في المخابرات البريطانية بهذه الناحية، أو لعجزهم عن تمييز الأصوات. واستمر الالمان في خداعهم حتى أصبح لديهم بعد شهور، أربعة عشر شيفرة اتصال يقوم بالاتصال بموجبها الضباط الألمان .. وتوالى إرسال المندوبين وكميات كبيرة من العتاد من أسلحة وذخائر واجهزة لاسلكية جديدة ..
والقيادة في لندن لم تنتبه الى هذه الخدعة ولا الى مصير عشرات المندوبين الذين يقعون تباعا بين يدي الألمان .. ومما زاد في عملية الخداع هذه المدة التي وصلت فيما بعد إلى سنتين، أن المخابرات البريطانية لم تكن في حينه بمستوى إرسال مندوبين سريين في أوقات متفاوتة للتأكد من حسن عمل المندوبين السابقين، وإلا كان من الممكن كشف خدعة الالمان هذه منذ فترة طويلة ..
ومع سير العمل وتكرار المهمات ومتابعة خداع الغستابو للمخابرات البريطانية، عهدت لندن في أحد الأيام إلى المسؤولين في محطة " (ر. ل. س) القيام بمهمة خطيرة تتعلق بنسف المحطة اللاسلكية في اکوتوجك، وهذه المحطة كانت تستخدمها البحرية الالمانية للإتصال مع غواصاتها المنتشرة في المحيط الأطلنطي، فأجابت المحطة (المخابرات الالمانية بأن هذه المهمة سوف تكون سهلة وأنهم في طريق التنفيذ. ولكي يكون الأمر طبيعية أبلغت لندن في اليوم التالي بان مهمة نسف محطة اکوتوجك، باءت بالفشل مع الأسف، وأن عناصر المهمة فقد منهم خمسة وجرح اثنان عاونهم رفاتهم بسبب وجود حقل ألغام حول منطقة المحطة وبغية جعل الأمور طبيعية أكثر، أخبرت لندن في الصباح بان اثنين من المفقودين تمكنا من العودة سالمين بعد جهود عظيمة، وأبلغوا عن وفاة رفاتهم الثلاثة وان الألمان قد شددوا الحراسة بعد هذه المحاولة. وردت لندن بانها تأسف للخسائر التي لحقت بالفرقة وطلبت عرض ما تراه مناسبا لتذليل تلك العقبات بسبب إصرارها على نسف المحطة ..
واذا تعمقنا في مضمون مثل هذه الأمور، نجد أن المخابرات وأعمالها هي المخابرات في كل زمان ومكان، لا تتأخر عن القيام باي عمل من شانه استفادة الدولة منه وبالتالي القوات المسلحة، خصوصا في أوقات الحرب. وهذه الواقعة عن الخدعة الالمانية خير دليل على عمل المخابرات. فقد أوعزت المخابرات الألمانية بعد أيام من محاولة نسف محطة ركوتوجك البحرية الى احدى الصحف بنشر خبر يقول بالحرف الواحد:|
أحبطت محاولة غادرة لنسف احدى المحطات اللاسلكية الكبرى قامت بها عناصر إجرامية قتل منها ثلاثة ولاذ الباقون بالفرار. وبعد فحص المواد المتفجرة تبين أن الأعداء البلاد بدا في هذه المحاولة الغادرة، وصح ما توقعه جهاز الغستابو من نشر هذا الخبر، حيث وصلت الصحيفة التي نشرته الى لندن عن طريق احدى الدول المحايدة التي تصلها الصحف الهولندية بطبيعة الحال. وبعد اسبوعين اتصلت لندن بالمحطة (ر. ل. س) وهنأتهم على محاولتهم لتحطيم المحطة، وزادت لندن بأنها قررت منح المدير والكابتن بويدز، وسامة رفيعة تقديرا لجهوده. ويعتبر هذا الوسام بلغة المخابرات من حق المخابرات الألمانية المعروفة بالغستابو» ..
واستمرت الاتصالات والاعمال الوهمية، حتى أبلغت لندن أنها بصدد إرسال مندوب جديد يدعى «جامبروز، الى هولندا ومعه فرقة من المواطنين الذين رغبوا في الاشتراك لتحرير وطنهم هولندا. وكانت تعليمات لندن تقول أن هؤلاء المتطوعين سوف يقومون بتأليف فرقة للمقاومة يتألف كل منها من مائة رجل ..
قامت المخابرات الألمانية باعتقال الجميع لدي هبوطهم مع معداتهم. وكان عليها أن تخبر لندن بانباء وصولهم ونشاطهم، فاتصلت بلندن زاعمة أن بعض المخبرين كانوا مدسوسين بين «جامبروزه وفرقته فأوجدوا التفرقة بينهم. ولكن «جامبروز» تابع مهمته بترتيب الفرق بعد أن تخلص من المدسوسين. ولمتابعة الخدعة، طلبت المخابرات الالمانية من لندن إرسال مدربين فنيين للقتال واللاسلكي .. فأرسلت لندن في شهر تشرين الثاني سبعة عشر فنية بينهم خمسة ضباط لاسلكي مع أجهزتهم الجديدة ولكل منها ذبذبة خاصة. اعتقلوا جميعا، وزاد الألمان من خدعتهم حيث أخبروا لندن بانضمام 1000 متطوع هولندي الى فرق المقاومة ويجري تدريبهم حسب التعليمات، وطلبوا إرسال ملابس وأحذية جبلية وكميات من المؤن (علب لحم محفوظ. شاي - تبغ - الى آخره) وكعادة لندن سارعت بتلبية الطلب وإرسال ما زنته عشرة أطنان من هذه الطلبات بواسطة الطائرات ..
نظرة لاستمرار هذه الخدعة لمدة سنتين، كان على جهاز الغستابوه أن يوافي لندن دورية بأنباء وهمية عن تدريب ونشاط الفرق. ونظرا لتعدد محطات الارسال والشيفرة، وخشية كشف الخدعة، نقد أعلمت المحطة الرئيسية (ر. ل. س لندن بأن بعض المحطات سوف تتوقف عن الاتصال لضرورة الأمن. وصدقت لندن وأمرت بوقف معظم هذه المحطات مما تسنى للالمان الاستمرار في خدعتهم، وهم مطمئنون. حتى وصل مندوب انكليزي جديد يدعى (آري) وقد اعتقل فور هبوطه كالعادة فطلب من الألمان أن يسمحوا له بأن يتصل بلندن ليقول لهم جملة اتفق عليها مع المسؤولين هناك وهي قد سافر الاكسبرس في الوقت المحدد، وأكد أن عدم إذاعته هذه الجملة بنفسه يكون دليلا على أنه وقع في أيدي الألمان.
وخشيت المخابرات الألمانية أن يكون العكس هو الصحيح، أي أن معنى هذه الجملة بالذات أنه وقع بالأسر، فوضعته في السجن وأذاعت في الوقت المحدد رسالة الى لندن جاء فيها: «لقد وقعت حادثة مؤسفة ل «آري» وهو ناقد الوعي، وقرر الطبيب الفاحص أنه مصاب بالارتجاج في المخ، وبعد يومين أرسلت الى لندن تحسنت حالة «آري، وهناك أمل في انقاذه، وتتمة اللعبة أرسلت بعد يومين آخرين: أن آري قد توفي فجاة، ومع الأيام طلبت لندن أن يرسل اثنان من المندوبين للتشاور معهم. واسقط في يد المخابرات الالمانية هذه المرة لكنها استمرت بجرأة في الخداع فأخبرت لندن أن بالإمكان إرسال ما تطلبه ولكن طريق العودة غير مأمون بسبب انتشار الحراس في كافة المناطق. فعادت لندن وطلبت تحديد أنسب الأماكن لهبوط طائرة تخطف مندوبة واحدة فقط للتشاور.
وأجابت المخابرات الألمانية باستحالة ذلك لأن أنسب مندوب لديهم قتل في غارة المانية على اروتردام، فالغت لندن طلبها وارسلت فريقة جديدة من المندوبين بإشراف رغولف غروب، فاعتقل الفريق، واتضح أن مهمته الأولى هي البحث عن طريق آمنة لمساعدة الراغبين في العودة الى انكلترا. وتشاء الصدف أن يقع طياران انکليزيان بين يدي المخابرات الألمانية ويرضيان بالتعاون معهما فأبلغت لندن بأنها هيات طريقة آمنة حتى باريس، وهي سوف ترسل رسولين للتشاور حسب طلب لندن من قبل، وكان الرسولان هما الطياران ... أرسلا حسب الاتفاق ... وبعد أسبوعين ارسلت لندن تهنيء بوصول الرسولين سالمين، وتشكر جميع الفرق على نشاطها في سبيل تحطيم العدو، وبعد ذلك أخذت المخابرات الألمانية تخدم الحلفاء خدمات حقيقية غير ضارة استرمالا في خداعهم. فكانوا يتعهدون بعض الطيارين الذين تسقط طائراتهم في سهول وهضاب هولندا وبلجيكا، ويوصلونهم عبر طرق وعرة الى الحدود الاسبانية باعتبار من أوصلهم انهم من رجال المقاومة، وكانوا يذيعون هذه الخدمات عبر محطات الارسال ذاکرين أسماء ورتب الذين ساعدوهم وأنقذوهم من الموت المحقق ..
ومع الأيام خشيت المخابرات الالمانية من افتضاح أمرها لدى الحلفاء بسبب عدم توافق المعلومات التي تحصل عليها من الدول المحايدة عن أعمال التخريب المزعومة التي ترسلها لهم، فعمدت إلى افتعال حوادث تخريب امصغرة، فكانت تضع أكوام الورق والأقمشة والمتفجرات الفاسدة قرب محطات السكك الحديدية، وتضرم فيها النار، ويرتفع اللهب عشرات الأمتار.
وتنشر هذه الحوادث في اليوم التالي في الصحف ... ومن ثم في لندن. كما قامت المخابرات الألمانية لنفس الغرض بنسف سفينة المانية في وضح النهار (وكانت هذه السفينة نائلة قديمة محطمة لا تصلح لشيء) وقد وصل خبر نسفها الى لندن نهنات والمخابرات الألمانية، باعتبارها من أعمال فرق المقاومة ...
واستمرت عملية الخداع هذه سنتين قامت بها ونفذتها المخابرات الالمانية بواسطة الكابتن اريك فانتر، وباتقان تام دون أخطاء حتى تاريخ 31 آب / أغسطس 1943، حيث تمكن اثنان من المندوبين المعتقلين من الفرار ليلا، وعرف الألمان أنهما في طريقهما إلى لندن، وسوف يكشفان كل شيء فأسرعوا للإبراق الى لندن مع اقتراح فانتره بوقف هذه العملية واجيب على
طلبه، وسميت هذه العملية من أولها لأخرها عملية القطب الشمالي، وأوعز الى العشر محطات التي تعمل بنفس الوقت بشيفرات مختلفة ومعتمدة من لندن بإذاعة هذه البرقية: الى المخابرات البريطانية، نشعر الآن أنكم تحاولون أن تديروا المعركة السرية في هولندا بدون ماونتنا ... ونحن نأسف لذلك. .. فقد بذلنا كل ما بوسعنا لخدعتكم .. وكنا وكلاؤكم الأمناء طيلة هذه المدة في هذا البلد، ونؤكد لكم أنه ما فکرتم في إرسال مندوبين جدد لزيارة هذا البلد أو العمل به فإننا سوف نستقبلهم ونرعاهم ونرحب بهم اجمل ترحيب .. الإمضاء: والمخابرات الألمانية ...
وأصيبت المخابرات البريطانية بالذهول لعظمة هذه الصدفة .. ولم يعد اللندم نفع في مثل الحالات ... وما فات مات ....
المراجع
أ. د. حمدي مصطفى احرب الجاسوسية، دار الوثبة. دمشق. دون
تاريخ، ص 5 و 84. 2 - سعيد الجزائري والمخابرات والعالم، مكتبة النوري. دمشق. الطبعة
الثانية. ص 321 - 328
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
1 أبريل 2024
تعليقات (0)