المنشورات

حرب الأذهان بين المخابرات المصرية والمخابرات الاسرائيلية

ما أعظم الانسان الذي يفخر بانتمائه لوطن يحمل هويته وحبه المتغلغل في الدم والشرايين، كما يحمل إيمانه القوي بقدسية الدفاع عنه حتى آخر رمق.
وقليلون جدا في هذا العصر، هم الذين يضعون والكرامة الوطنية، في سلم الأولويات على حساب مصالحهم الشخصية، في وقت كثر فيه ضعفاء النفوس أمام اغراءات العدو الصهيوني الذي برع في استخدامها بكل دقة وفن. ومهما حاول هذا العدو أن يظهر نفسه بمظهر الانسان الذي لا يقهره فإنه مجبر على الاعتراف بقزمينه وضعفه أمام الأقوياء في نفوسهم بإيمانهم. ولم يكن نموذج المناضل العربي المصري أحمد محمد عبد الرحمن، الذي خدع العدو الصهيوني مدة ثماني سنوات، إلا أحد هذه النماذج التي تؤكد عبقرية الانسان العربي الواعي وذكاءه الخارق في وجه كل الأساطير التي يفبركها العقل الإجرامي الصهيوني، ليظهر انفونه أمام
الخصوم.
فما هي قصة المناضل المصري الشريف أحمد عبد الرحمن مع المخابرات الاسرائيلية؟ وما هي أسرار خداعه لهذا العدو التاريخي؟.
بعد حرب حزيران 1997، والدمار الذي أصاب مدن القنال من جراء القصف الوحشي باطنان القنابل للمدن المصرية الواقعة على قناة السويس،خاصة وأن هذه المدن لا تحوي أهداف عسكرية، نتج عنه هروب جماعي للسكان الذين بقوا على قيد الحياة، باتجاه القاهرة. وكان المناضل احمد عبد الرحمن أحد هؤلاء الذين تركوا منازلهم وهربوا إلى العاصمة، مع زوجته وولديه: حمادة ومها، ليبدأ حياة جديدة فيها. ولد في 8/ 6 / 1939، وهو من سكان السويس - حي الغريب. كان يعمل قبل هجرته موظفة في شركة سمبل للسياحة في السويس. وحين وصل الى القاهرة استقر مؤقتا لدى أقرباء له شاركوه المنزل والمأكل والمشرب. ولم يستطع أن يجد عملا بناسه، وهو المواطن الذي يرغب. كما يقولون - أن يكسب خبزه بعرق جبينه، فقرر السفر الى اليونان، وودع زوجته وأولاده بعد أن أوصى بهم أقرباءهم، ثم سافر إلى أثينا، حيث تمكن من ايجاد عمل على الباخرة «آرتا، التي تتجول في موانيء أوروبا، حتى وصلت الى ميناء «بريستون لانكشير، في انكلترا، فوقفت لإفراغ ما فيها من البضائع للتجار البريطانيين. ولما انتهى أحمد من عمله نزل الى المدينة لإرسال بطاقة بريدية الى زوجته. وبعد ذلك جلس في أحد مقاهي الرصيف لشرب الشاي الانكليزي، فتعرف على فتاة جميلة جدة، ادعت أنها انكليزية وابنة ميلونير. وربطت بينهما علاقة عاطفية بعد أن تمكن من الحصول على اجازة من الباخرة التي يعمل عليها القضاء الليل في أحد الفنادق معها. ثم سافر في اليوم التالي، وكانت صديقته التي زعمت أن اسمها «جوجو، واقفة على رصيف الميناء لوداعه. ثم بدات تلاحقه من ميناء الى ميناء، وأحيانا تتقل بالطائرة لتلقاه في البلاد التي يتواجد فيها. كما كانت ترسل له الخطابات الغرامية. وعرضت عليه ترك العمل في البحر وستجد له العمل المناسب. وعند ذلك بدا يشك في نواياها ورفض عرضها قائلا انه يفضل البقاء في البحر.
وصلت الباخرة «أرتا، إلى ميناء رکيل کانال في المانيا الغربية، ونزل منها كالعادة بعد انتهاء عمله للتجول في المدينة، فتعرف على اثنين اذعيا أنهما من رجال الأعمال. أحدهما يدعى «جاك، والأخر وأبراهام،، وحاولا التقرب منه، ووجها الدعوة له لقضاء الليل في المدينة. فوافق وهو الواثق من نفسه. وأثناء السهرة كررا نفس طلب صديفته وجرجرة (حيث تأكد أنها يهودية) - والتي اختفت من على المسرح بعد أن ارشدتهما اليه - بضرورة ترك العمل على الباخرة وسيجدا له العمل المناسب. وأخبره جاك أن والده مليونير، وسيتوسط له للعمل معه ويترك المركب. وفي اليوم التالي تظاهر جاك بأن والده وافق على أن يعمل أحمد لديهم بعد جهد كبير، وعليه أن يترك العمل حالا.
ولكن أحمد الصادق مع نفسه، أجابهما: كيف لي أن أترك العمل مع كابتن يحترمني ويساعدني؟ فقالا له: افتعل مشاجرة في الباخرة. فاجابهم بأنه ليس من أخلاقه المشاجرة. ولكي يضعاه تحت الأمر الواقع أحضرا له رسالة باللغة العربية ضمن مظروف عليه طابع مصري، مرسلة إليه من والدته المريضة جدا حتى يوافق الكابتن على تركه العمل. وفعلا نجحت حيلة جاك وزميله، ووافق القبطان على محاسبة أحمد، الذي قبض جميع ما ادخره من رواتب طيلة الأشهر الماضية، وأعطاه فوق ذلك مبلغ /100/ دولار مكافأة له، وطلب منه أن يلتحق بهم عندما يطمئن على والدته. ودعه وتوجه الى الفندق. نحضر جاك وابراهام واصطحباه معهما للسهر احتفالا بهذه المناسبة. وفي أثناء السهرة أعلمه جاك بأن والده (المليونير المزعوم) قد وافق أن يكون احمد دركية لشركته في القاهرة، وأن عمله سيكون الاستعلام عن المراكب الغارقة في قناة السويس، وحجم الغاطس، وطول المركب وعرضه وهذه في الحقيقة معلومات وهمية وبسيطة تستعمل لجر الرجل العميل ليستهين بالعمل المكلف به) وسلم مبلغ /500 دولار، دفة على الحساب، وبطاقة الطائرة أيضا وعنوانهما في المانيا لإرسال الرسائل والبرقيات بعد استقراره بالقاهرة.
ودع جاك وابراهام عميلهما الجديد أحمد في المطار، وتمنيا له سفرة سعيدة، وهما يعتقدان أنه أصبح عميلا لهما بين ليلة وضحاها، لا سيما وقد وعداه بإعادة المياه إلى مجاريها بينه وبين اصديقته جوجو، حين يفكر بزيارتهما الى المانيا.
وحين هبطت الطائرة في مطار القاهرة الدولي وخرج منها، لم يصتي نفسه بعودته هكذا، وبهذه السرعة. فيروي قصته قائلا:
عدت الى بلدي مصر ورأسي يكاد ينفجر. لم أنم ليلة وصولي إلى القاهرة، حيث ضممت ولدي حمادة ومها، وأنا أبكي بدموع لم تنزل. رأيت فيهما أطفال بلدي الصغار الذين فتكت بهم القنابل الاسرائيلية في وحشية وهمجية ... ورايت في أمي وزوجتي مصر العزيزة بكل شموخها واصالتها ... رأيت في أهلي جميعأ ذكريات بلدي السويس وتذكرت جاك وابراهام ... ماذا يريدان مني؟ هل يظنان بهذه السذاجة - وأنا ابن السويس - أن يمررا علي ألاعيبهما هكذا ببساطة؟ هل تخيلا لحظة واحدة أنني بلعت والطعم؟ لقد قرات كثيرة عن طرق اصطيادهم للمصريين في الخارج، فرات كثيرة عن أسلحتهم المعهودة - المال - الجنس - إيجاد العمل واستثمار حالات الضياع ... لكنني لن أضيع ما دامت تلتصق أقدامي بارضي الحبيبة، وما دمت أتذكر أخوتي وأصدقائي وجيراني الذين صرعوا برصاصهم، وما دام يتحرك في كياني كبرياء مصر، فلن أكون لهم ولن أخون بلدي مثل بعض ضعفاء النفوس الذين انتهوا على حبل المشنقة.
ويتابع المناضل أحمد عبد الرحمن كلامه بقوله: نمت في الفجر ساعات قليلة وقد عزمت على أمر ما. وفي الساعة العاشرة خرجت من المنزل وتوجهت إلى مبنى المخابرات المصرية ... لم أتردد وأنا أدخله. وفي مکتب اللواء ع. في. ارتميت على المقعد امامه وشرحت له كل شيء ... شرحت له القصة كاملة من لحظة مغادرتي مصر حتى عودتي ... لم أخبيء أي تفصيلات. كنت أتكلم وكأنما أزيح عن صدري کابوس مخيفة جثم على أنفاسي ... وبعد أن انتهيت استرحت، وبعد ذلك عرض على رجال المخابرات صورة للعديد من عملاء المخابرات الإسرائيلية في أوروبا،تعرفت على صورتي جاك وابراهام.
على أثر اجتماع ضم كبار ضباط المخابرات المصرية جرت الموافقة على استمرار أحمد عبد الرحمن بتمثيل دور العميل، حيث ارسل لهما رسائل تتضمن معلومات مدروسة وضعت بإشراف المخابرات، حتى وصلته رسالة يطلب فيها جاك حضوره الى ايطاليا. وأيضا سمحت له المخابرات بالسفر، فسافر إلى جنوى، وارسل من فندقه برفية الى جاك على العنوان الموجود معه. فجاءه الجواب من جاك بأنه موجود في نابولي، فسافر اليه. وتم اللقاء بينهما حيث أعطاه أحمد المعلومات التي حملها معه. وهنا كشف جاك النقاب عن شخصيته وطلب من أحمد التعاون مباشرة مع المخابرات الاسرائيلية وتزويدها بالمعلومات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، واعطاه اسما رمزية هو (جورج سايکو)، وأخبره بأن المخابرات الاسرائيلية سوف تحميه. وقام بتدريبه على جميع المعلومات وطريفة إرسالها. وأعطاء مبلغ ألف دولار، وطلب اليه العودة للقاهرة لتنفيذ التعليمات الجديدة. عاد احمد الى القاهرة وأعلم المخابرات بما جرى معه. والجدير ذكره أن المخابرات المصرية أرسلت ضابطا برتبة رائد بدون علم أحمد، ليكون على اطلاع باتصاله بالمخابرات الاسرائيلية في ايطاليا. ولما رجع أحمد الى القاهرة كان ضابط المخابرات المصرية ينبعه كظله.
وثقت المخابرات المصرية بأحمد، وسلمته معلومات جديدة ليرسلها الى المخابرات الاسرائيلية، وبذلك استطاع أحمد أن يحوز على ثقة الموساد التامة، حيث تكررت زياراته الى أوروبا لتسليم المعلومات التي لا يمكن ارسالها بريدية، وقد سلمته المخابرات الاسرائيلية جهاز اتصال حديث ليبث عليه الرسائل الضرورية، إلى أن جاءته برقية بطلبه للقاء في روما، حيث تسلم جواز سفر اسرائيلي باسم يعقوب منصور، وسافر الى تل أبيب على احد
طائرات شركة العال الاسرائيلية، حيث التقى بمجموعة من ضباط المخابرات الاسرائيلية الذين رحبوا به ترحيبا حارة، وأنزل في فيلا فخمة في بئر السبع تحوي جميع متع الحياة - ومنها النساء - وجرى تدريبه أثناء ذلك على كيفية التصوير السري وتحميض الأفلام وقراءة الميكروفيلم. وقضى هناك /22/ يوما ثم عاد إلى القاهرة عن طريق روما، حيث التقى برجال المخابرات المصرية، وشرح لهم ما جرى معه وما درب عليه. وأيضا أعطي معلومات مدروسة ليرسلها لإسرائيل. وبعد مدة طلبوا منه الحضور أيضا إلى أوروبا حيث سلموه جواز سفر اسرائيلي وأرسلوه الى تل أبيب ليبحث معه كبار ضباط المخابرات الإسرائيلية الأمور الهامة في مصر على الطبيعة. وتعرض خلال ذلك للعديد من الاختبارات النفسية والعرض على جهاز كشف الكذب) فنجح في جميع هذه الاختبارات. ولم يفطن رجال المخابرات الاسرائيلية الى حقيقته، ولم يتطرق اليهم الشك في اخلاصه (بسبب توجيه المخابرات المصرية له مع مراعاة كافة الاحتمالات).
وفي شهر سبتمبر 1973 ارسلت له المخابرات الاسرائيلية برقية تستفسر فيها عن الموقف العسكري في مصر خاصة على الجبهة، وهل هناك احتمال للحرب مع اسرائيل؟ وكان الرد ضمن خطة الخداع الاستراتيجية الكبرى، حيث أشارت برقيته الجوابية إلى أن ما يجري على الجبهة ليس الا أحد تدريبات الجيش المصري، وأن احتمالات الحرب ليست قائمة على الاطلاق. وصدقت المخابرات الاسرائيلية البرقية ونقلتها إلى رئيسة الوزراء غولدا مائير، على أنها برقية من أحد عملائها المخلصين. وكانت بعد ذلك حرب رمضان / أكتوبر 1973 التي غسلت العار وبرزت الكبرياء المصرية السورية من الأعماق وذلك كدليل على خداع المخابرات المصرية للعدو الاسرائيلي. واستدعي أحمد عبد الرحمن في أعقاب الهزيمة القاسية ليسافر الى تل ابيب، فسافر هذه المرة عن طريق زيوريخ، وكان قد تم إعداده من قبل المخابرات المصرية لهذه الرحلة بعد الحرب للتعرف على الوضع الداخلي في اسرائيل، وما تركته الحرب من بصمات على المجتمع والمواطن الاسرائيلي.
وفي مطار اللد كان كل شيء مختلفة هذه المرة ... الوجوم يسود الوجوه ... الحزن في كل مكان. ووجد أحمد عبد الرحمن وجوه جديدة في المخابرات الاسرائيلية. الوجوه القديمة اختفت بعدما اعتبرت مسؤولة عن الهزيمة، وقوبل بترحاب شديد، ونقلته سيارة من المخابرات الى شقة فاخرة في شارع (ديز نفوت) وهو أفخم شارع في تل أبيب. وأعيد بعد استراحة قصيرة لمقابلة مدير المخابرات الاسرائيلية الجديد الذس سمى نفسه تمويها
داني»، وكانت تقوم على خدمته ضابطة برتبة ملازم أول جميلة جدا. وبعد أن رحب به المدير احاله إلى لجنة من ضباط المخابرات الاسرائيلية تضم حوالي /18/ ضابطا أخذوا يكيلون له الأسئلة والاختبارات عن مصر وعن الأحوال العامة بعد حرب رمضان. وكان أحمد بجيبهم بما درب عليه من الاجابة في المخابرات المصرية. وأخيرا بعد أن اطمأنوا اليه جرى تسليمه أحدث جهاز الكتروني في العالم للإرسال والاستقبال، لكي يستخدمه في إرسال المعلومات لهم. وقد قدر ثمن هذا الجهاز بمائتي ألف دولار ويقوم بإرسال البرقية في حوالي الثانية ولا يمكن التشويش عليه أو اکتشاف موجاته الالكترونية. ومن المعروف أن المخابرات الاسرائيلية لا تعطي مثل هذا الجهاز إلا للعميل الذي تثق به تماما.
وكلفوه باليقظة وابلاغهم أولا بأول عن الاستعدادات العسكرية في مصر وانذارهم بأي حالة من حالات الاستعداد العسكري مهما كانت؛ وهذا يعكس حالة الرعب والفزع التي عاشتها اسرائيل في اعقاب حرب رمضان، والتي زلزلت كيان المجتمع الصهيوني. كما طلبوا منه استئجار شقة في القاهرة لتكون مسرحا لنشاطه خشية اكتشاف أمره من قبل أهله أو أصدقائه، وأعطي مبلغ ألفي دولار لهذا الغرض، مع أنه كان يستلم منهم دفعات شهرية مغرية. وعاد الى مصر ليقدم الجهاز الالكتروني (هدية للمخابرات المصرية). وقد
معه الجهاز وأعطي شقة مفروشة حسب طلب المخابرات الاسرائيلية. واستأنف إرسال البرقيات على الجهاز. وكان مجموع البرقيات التي ارسلها /200/ برقية اشتملت على معلومات مدروسة بدقة متناهية حتى لا تكشف المخابرات الاسرائيلية أي خداع فيها أو أية هفوة تدعوها للشك بعميلها لحظة واحدة.
بعد ذلك سافر مرات عدة إلى أوروبا تحت حماية المخابرات المصرية وإشرافها على كل الاتصالات، حتى لا تتعرض لأي خطر أو ينكشف أمره. كما كانت تدرس كافة الاحتمالات قبل سفره الى اوروبا أو تل ابيب، وتعدله الاجابات المسبقة على كافة الأسئلة التي قد تطرحها المخابرات الاسرائيلية. ونظرا لتكرار سفره إلى أوروبا واسرائيل خلال سنوات فقد زودوه خلال هذه المدة بأحدث ما لديهم من الوسائل اللازمة للتجسس ومنها: |
1- کتب محفورة لتهريب الرسائل والنقود بداخلها. ومن هذه الكتب: المرايا - بائعة الخبز - أول الطريق.
2 - عروس لعبة مجوفة، وعلبة شوكولا تهرب فيها النقود. 3 - علبة مسح أحذية تفرغ ويوضع داخلها کريستالات. 4 - جهاز الراديو العادي أول الأمر. .. الجهاز الالكتروني.
كتب الشيفرة. 7 - الكاميرا التي تصور في الظلام (لكنه لم يستعملها).
استمرت العملية طوال ثماني سنوات دون أن يتطرق الشك أو تتزعزع ثقة المخابرات الاسرائيلية بالعميل، أحمد. واستمرت عملية الاتصالات والسفر الى تل أبيب. وكانت آخر رحلة له في شهر بونير 1979، حيث نقل الى المخابرات المصرية كافة المعلومات المطلوبة بدقة متناهية عند ذلك قررت المخابرات المصرية انهاء هذه العملية مع المخابرات الإسرائيلية بعد أن حققت أهدافها، وبعد جهد شاق وخارق للغاية بذلته المخابرات المصرية الى جانب المواطن المصري الشريف الذي ضرب مثلا رائعة في الوطنية والفداء والاخلاص لوطنه.
لقد كان الاتفاق تامة بين المخابرات المصرية والمواطن الشريف احمد محمد عبد الرحمن على انهاء العملية لاستحالة السير بها أكثر من ذلك بعد أن استنفذت المخابرات المصرية المخابرات الاسرائيلية لأخر نطرة، فقد أعطيت البرقية الأنية لأحمد ليرسلها على الجهاز الالكتروني إلى المخابرات الاسرائيلية:
من المخابرات المصرية إلى المخابرات الاسرائيلية: نشكركم على إمدادنا بأدق وأخطر أسراركم التي كشفت لنا المزيد من عملائکم داخليا وخارجية على مدى ثماني سنوات. والى اللقاء في معارك ذهنية أخرى».
وهكذا أسدل الستار على معركة من حرب الدماء بين المخابرات المصرية والمخابرات الصهيونية التي كان بطلها المناضل العربي المصري أحمد محمد عبد الرحمن، الذي استحق اعجاب وتکريم و احترام كل مجري وكل مواطن عربي شريف.
ولتعلم المخابرات الاسرائيلية وقادة دولة الاحتلال الصهيوني ومن بدعمها بأن الكرامة العربية ما زالت بألف خير، باعتبار أن الأمة العربية من المحيط الى الخليج التي أنجبت أحمد عبد الرحمن، قادرة على إنجاب الملايين أمثاله، وهم بالمرصاد لكل أساليب الصهيونية والاعيبها في معركة الصراع التاريخي العربي - الصهيوني.

- المراجع
سعيد الجزائري والمخابرات والعالم .. الجزء الثاني. منشورات مكتبة
النوري. دمشق. دون تاريخ، ص 149 - 150.









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید