المنشورات
أمينة المفتي بين الأمانة والخيانة
جميل جدا أن يموت الانسان في سبيل وطنه، ولكن الأجمل أن يعيش لأجله ... وليس من جريمة كبرى في العالم أكبر من أن يخون الانسان وطنه وشعبه وأمنه
وعندما تصبح الشعوب والأوطان سلعة تباع وتشري بالمزاد العلني، تضرب قضية والمساواة والعدالة، أقدامها في الأرض، مثبتة أن لا فرق بين الرجل والمرأة في عملية المتاجرة والخيانة ... وعندئذ، لا مكان ولا وجود، الأقدس المقدسات في قاموس البشرية، والمتمثلة ب: الشرف والكرامة.
وكثيرا ما أثبتت النساء جدارتها في عالم المخابرات والتجسس، وبرعت في هذا المضمار، وفاقت فيه رجالا كثيرين. ومنهن من سقطن في بداية الامتحان، وفي مرحلة الروداج، كما هو الحال مع الدكتورة في علم النفس أمينة داوود المفتي،, الأردنية الجنسية، والعربية المولد، لكنها اسرائيلية الهدف والمبنغي،.
فمن هي أمينة المفتي؟ وكيف جندتها المخابرات الصهيونية؟ وما هي المهمة التي أوكلت اليها في بيروت؟ وماذا كانت نهايتها؟.
ولدت الآنسة أمينة داوود المفتي، في العاصمة الأردنية، عمان، سنة 1939. حصلت على الثانوية العامة بدرجة جيدة، وكانت تميل اثناء دراستها الى علم النفس»، فسافرت الى النمسا، ودرست في جامعتها هذا الاختصاص، وتخرجت وهي تحمل شهادة الدكتوراه، وحين عادت الى عمان بعد حرب يونيو سنة 1997، عملت على استئجار بناء جعلته مستشفى للمعاقين جسديا وعقلية، ثم ما لبثت أن اختلفت مع وزير الصحة في حينه الذي اتهمها بالاختلاس، وفسخ عقدها مع الوزارة بعدما تبين له أن شهادة الطب النفسي التي تحملها مشكوك بها ... وبعد تصفية مستشفاها حقدت. على وزير الصحة وعلى جميع العرب (حسب ادعائها فيما بعد، وعادت الى النمسا للعمل هناك، فتعرفت على طبار نمساوي يهودي سرعان ما تزوجت منه برضاء أهله ومعارضة أهلها، وبقيت معه في النمسا كزوجة حتي اندلعت حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973. وانطلاقا من حقدها على العرب شجعت زوجها على الالتحاق بطيران العدو الصهيوني.
كانت اسرائيل قد فتحت باب التطوع والتعاقد للكثير من الطيارين خاصة اليهود منهم. فحضرت أمينة مع زوجها اليهودي الى اسرائيل، وقد أصبح اسمها بعد زواجها من الطيار «آني داوود». وقد ألحق زوجها نورة بالطيران الاسرائيلي برتبة نقيب طيار، حيث أدخل إلى الخدمة الفعلية باستلامه طائرة قتال «سكاي هوك، توجه بها في أول غارة على الجبهة السورية، فاسقطته وسائل الدفاع الجوي السورية التي كانت له ولامثاله بالمرصاد، واعتبر مفقودة. أما زوجته الخائنة أني، فقد اعتبرته أسيرة لدى الجيش العربي السوري؛ فاستأذنت السلطات الإسرائيلية بالسفر الى بيروت للبحث عن زوجها وتسقط أخباره هناك، فسمح لها. وخرجت بجوازها النمساوي الى قبرص، وهناك أخرجت جوازها الأردني وكان صالحا للإستعمال بسبب تجديدها له في السفارة الأردنية في فيينا لوقت الحاجة
وصلت أمينة المفتي الى بيروت، ونزلت في أحد فنادق شارع الحمراء، حيث تعرفت على سيدة لبنانية تدير محلا لبيع الألبسة النسائية في الشارع نفسه، واشترت منها بمبلغ كبير لتغريها على التحدث عما سمعته عن أخبار أظهروا لها امام زوجها بعدم
المخابرات
الطيارين الاسرائيليين الأسرى في سوريا. ولم تنس أن تسألها عن وجود بعض الصحف السورية لديها من تاريخ فقدان زوجها، ولكنها لم تحصل على نتيجة فقررت العودة الى النمسا بعد أن قطعت الأمل بوجود زوجها الطيار الاسرائيلي على قيد الحياة، وذلك للمطالبة بميراثه هناك والذي يقدر بنصف مليون دولار تعود اليها وحدها حسب القوانين النمساوية.
وصلت إلى فيينا فاستقبلها ذوو زوجها بالترحاب، وقدموا لها العزاء بزوجها، وأحاطوها بالرعاية والعطف، ثم عرفوها على ثلاثة أشخاص (ضباط في المخابرات الإسرائيلية) اظهروا لها اهتماما خاصا بقضية الإرث وأبدوا استعدادهم من أول اجتماع معها أن يقنعوا أمل زوجها بعدم اقامة العراقيل في وجهها على هذا الصعيد (لقاء) تعاملها معهم لصالح المخابرات الاسرائيلية، فوافقت على ذلك انسياقا مع حافزها الأساسي في عدائها للعرب، وحافزها الثاني وهو حصولها على الميراث.
وهكذا بدأت اللعبة ... وأقام لها الضباط الثلاثة دورة تدريبية مكثفة في نفس منزل عائلة زوجها، وهي عائلة يهودية نمساوية، جرى تدريبها في مدة شهر على ما يلي: 1 - أساليب التجسس الأولية. 2 - المراقبة وتشمل مراقبة الأشخاص مع تحديد أماكن اقامتهم ورسم اماكنهم لمعرفة ورصد عناوينهم.
3- التصوير ويشمل التصوير عن بعد والتصوير في الليل.
- الشيفرة والكتابة بالحبر السري.
وباعتبارها دكتورة في علم النفس فقد نجحت في هذه الدورة نجاح جعل مدربيها أن يوعزوا لها بالسفر حالا إلى بيروت لتنفيذ مهمات حددوما لها، وقد دفعوا لها مبلغ 5000/ خمسة آلاف دولار تحت الحساب، وطلبوا منها إرسال عنوانها عندما تصل إلى بيروت لكي يحولوا لها ما تحتاجه من اجل نجاحها في تنفيذ مهمتها.
وصلت إلى بيروت وقررت الاقامة في منطقة عين الرمانة، السكنية. فاستأجرت شقة مفروشة فيها بمبلغ الني ليرة لبنانية شهريا / 2000 ل. ل. وقامت بصرف الخمسة آلاف دولار التي تحملها من أموال المخابرات الاسرائيلية بمبلغ عشرين ألف ليرة لبنانية، وهو مبلغ جيد في حينها. ثم تقدمت بطلب للحصول على خط هاتفي للشقة، فسجل الطلب تحت رقم /3401/ ووعدت خيرة. ولكن الجيران أنادوها بأن تركيب الهاتف يلزمه بواسطة»، فتذكرت عند ذلك صديقتها التي تدير محلا تجارية في شارع الحمراء، فذهبت اليها ورجتها باعتبارها لبنانية (بنت البلد أن تدلها على
واسطة قوية للحصول على الخط الهاتفي المنشود، فرفتها على موظف في إدارة التلفونات اللبنانية الذي أوضح لها أن الخطوط قليلة في منطقة عين الرمانة، ولكنه سيبذل جهده لتامين خط لها بأقرب وقت، خصوصا بعد أن حدثته صديقتها اللبنانية عن الأحوال المادية لهذه السيدة، وأنها على استعداد اللدفع)، حيث لم بن هذا الموظف أن يقدم لها بطاقته (کرت فيزيت) التي تحمل عنوانه ورقم هاتفه للاتصال به عند الحاجة.
شکرت امينة صديقتها وعادت إلى شقتها وهي تفكر في هذا الموظف، فوجدت فيه صيد ثمينا لمعاونتها في عملها التجسسي، تستخدمه کنافذة يمكنها الاطلالة منها على المجتمعات، فضلا عما يمكنها أن تحصل عليه من معلومات عبره نظرا لكونه موظفا في مصلحة التلفونات، فلم تترك الوقت يمضي، وقد أصبحت نفسيتها هي ذاتها نفسية جواسيس اسرائيل من حيث التضحية بكل شيء حتى الشرف) مقابل الحصول على المطلوب. فاتصلت به من محل بقال وطلبت منه الحضور الى شفتها للتباحث في موضوع الهاتف، فحضر مسرعة، وهو الذي يرحب بل ويسعى جهده لإقامة مثل هذه العلاقات من وراء عمله في الهاتف. أما أمينة فقد أكرمت وفادته، ومن ضمن هذا الاكرام تناول الويسكي بعد الطعام، كما أقامت معه علاقة غرامية عربونا لإيصال الخدمة الهاتفية لها.
شر الموظف كثيرا بهذا الصيد (امرأة في ريعان الشباب تقدم له نفسها على طبق من الويسكي) كل ذلك لأجل (التلفون). فقام بإحضار صديق له وعرفها عليه على أساس أنه يساعده في تأمين الهاتف، فقبلت إنشاء علاقة مع الثاني، وهي تضمر في نفسها أن تستدرجه للعمل معها في نطاق خلية جاسوسية لصالح المخابرات الاسرائيلية، فكتبت بذلك كله الى «الموساد» في فيينا مع ذكر عنوانها حسب طلبهم. فجاءها الجواب أن تترك موضوع الكلية الجاسوسية جانبا وتنفذ المهمة التي جاءت من أجلها بمفردها (وهي وضع تقرير ومخطط شامل ومصور عن منازل ثلاثة من قادة المقاومة الفلسطينية وهم: الشهيد زهير محسن، رئيس منظمة الصاعقة، وأبو الزعيم (عطالله عطاالله مسؤول المخابرات العسكرية في حركة فتح، والثالث من آل بسيسو، كما جاء في اعترافها لاحقا).
كانت أولى خطواتها أن استعلمت عن منزل أبو الزعيم في الريحانية على وجه التقريب، لكنها لم تقدر أن تستعلم عن مدخل المنزل وعن القرى التي تحرسه، فقررت الذهاب بنفسها الى الريحانية، ووضعت الكاميرا على كتفها لتبدو کسائحة أجنبية. فاكتشفت مستشفى بالقرب من منزله فدخلته (کمريضة لإجراء فحوصات عامة ليتسنى لها الاقامة فيه ومراقبة وتصوير المنزل. لكنها وجدت أن شقق المستشفى لا تطل على المنزل بالشكل المطلوب، فخرجت منه في نفس اليوم بعد أن دفعت مبلغا لا بأس به، وتوجهت الى بناية تقع أمام بناية أبو الزعيم مباشرة، فاستقبلها الناطور - وكان من الجنسية المصرية - فسألته عن وجود شقة فارغة للإيجار، فأجابها بالنفي. ولكي لا تقطع الحوار معه، سألته اذا كان لديه أولاد، فأجابها بنعم، وقد أوهمته أنها تحب الأولاد وتهوى تصويرهم، ثم طلبت منه أن يأتي بأولاده وزوجته المقيمين معه بنفس البناية لكي تلتقط بعض الصور معهم. ذهب الناطور مسرعة وجاء بزوجته وأولاده للسلام على هذه الست الطيبة، فرحبت امينة بهم وأعطت الزوجة خمسين ليرة لبنانية، وعشر ليرات لكل واحد من الأولاد. ثم طلبت الصعود الى سطح البناية لالتقاط الصور. فأسرع الجميع حيث التقطت الجاسوسة من خلالهم بعض الصور لبناية أبو الزعيم المقابلة، وبعد انتهاء التصوير قدمت لها زوجة الناطور الشاي، فسالتها أمينة ان كانت تطبخ الملوخية لانها تحبها، فاعتذرت زوجة الناطور وصحت لها بأنها لم تذق الملوخية منذ وقت طويل (بسبب ضعف راتب زوجها). فقامت امينة بإخراج مئتي ليرة لبنانية أعطتها للناطور ليعد لها الملوخية. وأنها ستحضر نهار غد لتناول هذه الأكلة التي تحبها معهم وفي منزلهم المتواضع. وعلى اساس المبدأ القائل: (اذكروا الفضل فيما بينكم) فقد تحدث ناطور البناية الى أحد حراس الأمن في بناية أبو الزعيم عن السيدة الأنيقة الطيبة ماوية التصوير والملوخية، فشك هذا الحارس بالامر واعلم رئيسه بذلك فورة، فتقرر کشف حقيقة هذه السيدة. وعندما حضرت في اليوم التالي جرى اعتقالها ثم تسليمها لأجهزة الأمن اللبنانية المختصة التي حققت معها فأنكرت أن تكون قد قامت بأي عمل يمس الأمن، وأنها مواطنة أردنية صالحة ودكتورة في علم النفس تحاول إنشاء مستشفى أو عيادة لها في بيروت لمساعدة اللبنانيين المعاقين عقليا وجسديا، نجري اطلاق سراحها، حيث بادرت اجهزة أمن الثورة الفلسطينية باعتقالها في أول شهر أيلول/سبتمبر سنة 1970 وأخضعت للتحقيق، فاعترفت بكل ما ذكر من أعمال التجسس لصالح المخابرات الاسرائيلية، وصودرت من شقتها أدوات التجسس والفيلم الذي قامت بتصويره لبناية أبو الزعيم من خلال أولاد الناطور.
اما المخابرات الاسرائيلية والموساد التي كانت تنتظر منها المعلومات التي أوفدت لأجلها فقد انتظرت كثيرة. ولدى اطلاعها من الصحف اللبنانية على نبأ اعتقالها جن جنونها، وبدات بإجراء اتصالات ومفاوضات من خلال الصليب الأحمر الدولي من أجل استعادتها. ونجح الصليب الأحمر بعد مفاوضات مع الثورة الفلسطينية على اعادة أمينة الى اسرائيل مقابل اطلاق سراح أسيرين فلسطينيين هما: ا- وليم نصار المعتقل في سجون اسرائيل منذ سنة 1998. 2 - محمد مهدي بسيسو المعتقل في سجون اسرائيل منذ سنة 1971.
بقي على الصليب الأحمر تأمين مكان التبادل، حيث جرى الاتصال مع الدكتور ليساريدس رئيس الحزب الاشتراكي القبرصي الذي قبل القيام بترتيب عملية التبادل على أرض مطار الارنكا الدولي في قبرص، بالتعاون مع وزير الداخلية القبرصي بنيامين، والمخابرات القبرصية، وقد تحدد يوم 13 فبراير سنة 1980 موعدا لإجراء التبادل. فقامت السلطات القبرصية بإجراءات أمن مشددة في مطار الارنكا، الدولي، منها انتشار المصفحات والدبابات حول المطار، وإخلاء المطار من السواتر أو ما يمكن استعماله كساتر لأي عملية عسكرية محتملة تعكر عملية التبادل. كما سحبت جميع السيارات التابعة للخطوط الجوية المختلفة، والسلالم، وأبعدت جميع الطائرات المتواجدة في المطار عن المكان المخصص لوقوف الطائرة الاسرائيلية. ومنعت الحركة تماما في المطار والمباني المحيطة به منذ وصول الطائرة الاسرائيلية التي تفل الأسيرين وحتى إقلاعها. وقد تم التبادل بالتعاون مع السلطات القبرصية التي سهلت العملية، فقد حطت الطائرة الاسرائيلية المقلة للاسيرين في المطار، بعد أن أذن لها برج المراقبة، وبقيت في المدرج المعد لها مدة عشر دقائق بدون أن تفتح الأبواب خشية أن يكون هناك أي كمين أو تغيير في الخطة. ثم فتح باب الطائرة ونزل منها ضابط مخابرات اسرائيلي باللباس المدني ومندوب الصليب الأحمر الدولي، حيث تقدما باتجاه سيارة للامن العام القبرصي کان بداخلها الجاسوسة أمينة المفتي وضابط من قوات أمن الثورة الفلسطينية ومندوب الصليب الأحمر. وقد بقي ضابط المخابرات الاسرائيلية وأمن الثورة الفلسطينية بعيدين عن بعضهما بينما تصافح مندوبا الصليب الأحمر ونقلت رغبة الضابط الاسرائيلي بالتعرف على أمينة، أي مشاهدتها للتاكد فتشاور مندوب الصليب الأحمر مع ضابط أمن الثورة الذي وافق على ذلك، فتقدم الضابط الاسرائيلي من السيارة وهو يحمل صورة الجاسوسة بيده، فتأكد أنها هي نفسها، فعاد الى الطائرة وأنزل منها الأسيرين اللذين تبعاه حتى مكان وقوف مندوبي الصليب الأحمر فوقفا بجانبهما، ثم توجه مندوب الصليب الأحمر مع ضابط المخابرات الصهيوني الى السيارة حيث نزلت منها أمينة وتوجهت معهما إلى الطائرة الاسرائيلية التي عادت بهم الى اسرائيل. ركب الأسيران سيارة الأمن العام ومعهما مندوب الصليب الأحمر وضابط أمن الثورة الفلسطينية وتوجهوا الى مدينة الارنكا، وفي مكان متفق عليه في الطريق كانت سيارة مدنية تقف بانتظارهم، حيث ركب الأسيران والضابط الفلسطيني تلك السيارة وعادوا إلى مطار لارنكا كمسافرين عاديين واستقلوا الطائرة الى بيروت. وفي اليوم التالي أصدرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بيانا شکرت فيه تعاون الصليب الأحمر الدولي وجهوده الانسانية كما شكرت الحكومة القبرصية على موافقتها بان يتم التبادل على أراضيها
ان الثورة الفلسطينية عندما قبلت التفاوض لأجل تبادل الجاسوسة أمينة المفتي بالأسيرين الفلسطينيين (وليم نصار ومحمد مهدي بسيسو) كانت مقتنعة بأن هذين الأسيرين اغلى من أمينة المفتي بملايين المرات، ولأن هذه الجاسوسة لم تقم بنشاط مدام خلال الأيام الأولى من وصولها الى بيروت، من ناحية ثانية.
واذا كانت أمينة المفتي، امينة بالاسم فقط، وليست أمينة على نفسها، فليس من الغرابة أن لا تكون أمينة على شعبها ووطنها وأمتها. وكم في هذا العصر من أناس يحملون اسماءهم الكبيرة، يتسترون بها للقيام بما لا يمت للإنسانية بصلة، في كثير من الأحيان.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
1 أبريل 2024
تعليقات (0)