المنشورات

المعلقون الاسرائيليون يكشفون ثغرات التدريب على استدعاء الاحتياط

أجرى الجيش الاسرائيلي، بوم 20 آب (اغسطس) 1974، تدريبا على استدعاء قوات الاحتياط. وقد شمل هذا التدريب عشرات الألوف من افراد الاحتياط في قوى البر والبحر والجو، ووحدات قتالية وأخرى مساندة. وفي الوقت الذي أثنت فيه الصحف الإسرائيلية على هذا التدريب، ذكرت بعض اسبابه ونواقصة، وأكدت هذه الصحف أن الجزء الأكبر من القوات، التي استدعيت الى الخدمة، سرح قبل انتهاء فترة ال 24 ساعة المخصصة للتدريب. وفيما يلي أهم ما ذكرته الصحف الإسرائيلية عن التدريب، وتعليقاتها عليه. ذكرت يديعوت احرونوت (74
/ 8/ 29) أن تدريب التعبئة حقق نجاحا بنسبة 100? لبعض الوحدات، على الرغم من أن هناك وحدات وصلت الى نسبة من النجاح أقل من ذلك. وأضافت الصحيفة أنه لم تكن هناك عثرات جادة، ووصل جميع الرجال تقريبا الى وحداتهم خلال الساعات الأولى من الاستدعاء، وستنتهي المعطيات الأولى للتدريب اليوم (8
/ 21)، وتنقل الى الحاسبات الالكترونية. وقالت الصحيفة أيضا، أن وزير الدفاع ورئيس الأركان كانا في طور إعداد تقرير اولي. أما عن الثغرات، فقالت الصحيفة أن هذا التدريب لم يكن مفاجئا، فقد سبقته استعدادات شاملة. كما أن كثيرين تکهنوا بموعده، وعرف كثيرون بتوقيته، وبالتالي ليس من السهل استخلاص العبر منه، بالنسبة الى التعبئة الشاملة. كذلك نرا المذيع من راديو اسرائيل رموز الوحدات التي استدعيت، مرة واحدة، وليس مرتين كما طلب منه. وأصلح الخطا فيما بعد. وعند وصول رجال الاحتياط الى وحداتهم، طلب منهم ملء استمارات كان السؤال الأساسي فيها عن كيفية معرفتهم باستدعائهم. فأجاب معظمهم انهم سمعوا رموز وحداتهم من الراديو وذكرت دافار (74
/ 8/ 29) أن عبر التدريب ستستخلص في الأيام المقبلة. واستخدمت وسائل جديدة لاستدعاء الاحتياط، منها أن طائرة خفيفة اخذت توزع مناشير فيها أسماء الوحدات التي استدعيت. كما أن سيارات الشرطة والمطانيء جابت الشوارع طالبة من الأهلين، بمكبرات الصوت، الاصغاء الى اذاعة اسرائيل. ونقلت دانار (74
/ 8/ 27) عن الجنرال مردخاي غور، رئيس الأركان، قوله أن التدريب كان ناجحا، وانه كلف نحو مليون ليرة اسرائيلية. واختبر الجيش الاسرائيلي الاستعداد الكامل لمختلف اسلحنه ووحداته. وأضاف رئيس الأركان، أن التدريب استغرق وقتا أقل مما كان متوقعة، وانتهى الجزء الأساسي منه بعد 12 ساعة.
وقد انتقد ايتان هيفر، المعلق العسكري لصحيفة يديعوت حرونوت (27/ 8/ 74)، رئيس هيئة الأركان الذي تمادى في امتداح التدريب على تعبئة الاحتياط، ولا يجوز أن ننسي، لحظة واحدة، أن التدريب اختبر في ظروف بعيدة عن كونها واقعية. واضاف هيفر ان التدريب جرى في ظروف مثالية تقريبا: سبقته بيانات كثيرة وصاخبة، أعدت الجمهور لمواجهة يوم صدور الأمر، وخلقت توترة ممزوجة بالفضول، وجرت استعدادات دقيقة في وحدات الجيش، وترتيبات خاصة لدى شركات المواصلات التعاونية ووضعت الشرطة في حالة تأهب سلفة. وهكذا حدث أنه لم يبق، ظهر امس الأول، سوى القليل من المفاجآت للجمهور الواسع، وللمدربين والمتدربين معا.
وثمة ماخذ آخر سجله ميفر على التدريب، اذ قال أن استدعاء الجمهور، بوسائل الاعلام، للإمتثال فورا، معناه: ان العدو بالذات، هو الذي فاجا وبدا الحرب، أو أنه ليس لدى الجانب الذي يستدعي الاحتياط وقت كاف لتوجيه دعوة صامتة وسرية. وهذا ما حدث، فعلا، ظهر يوم الغفران. ونظرا إلى أن المفاجات كانت تامة، أذيعت دعوات لوحدات الاحتياط الى الامتثال فورا، مع البيانات عن الهجوم المصري - السوري في آن معا. لا في حرب سيناء ولا في حرب الأيام الستة - باستثناء ذلك الاستدعاء التعيس والخاطئ الذي أذيع من أجل التعبئة في 1 نيسان (ابريل)
1909
وأشار هيفر الى أحد أهداف التدريب العلني، وهو أن الجيوش العربية منظمة بصورة تمكنها دائما من القيام بهجوم مفاجيء، وقد لا يكون هناك متسع من الوقت لاستدعاء الاحتياط سرة. لهذا الغرض جرت التعبئة العلنية، وليتنا لا نحتاج اليها». وأضاف أنه كان يجب أن يجري التدريب في ظروف أقرب الى الواقع، وعلى الرغم من ذلك بالإمكان أن نتعلم منه كثيرة، ولكن لا تجوز المبالغة بالعبر، لأن الواقع قد يكون مختلفة تماما
وأشار المعلق العسكري الاسرائيلي إلى أهمية أخرى للتدريب، وهي أنه أضفى على الجمهور: «احساسأ بالخطر والحرب التي تقترب، على الرغم من رغبتنا في السلام). وعلقت دافار (74
/ 8/ 20) على التدريب بقولها: «ان التدريب مطلوب الملاءمة أساليب ووسائل تعبئة الاحتياط مع الوضع المرتقب للحرب المقبلة ... التي ستكون، في جميع أوجهها الأساسية، مختلفة عن جميع الحروب التي وقعت حتى الآن، وخصوصا تلك الأخيرة». . وقالت معاريف (7
/ 8/ 20) ان التدريب اختبار لأعصاب المواطنين، ولقدرتهم على الانضباط، ولاستعدادهم للمساعدة المتبادلة، ولتحمل قدر معين من العناء.









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید