المنشورات
اسرائيل مستمرة في دعم قوتها العسكرية
لا تزال اسرائيل تبذل الجهود الحثيثة لتعزيز قوتها العسكرية، وذلك بالحصول على أسلحة حديثة، وتطوير التكنولوجيا العسكرية لديها، واستغلال القوة البشرية على أفضل وجه، وإعادة تنظيم المؤسسات العسكرية، وتطوير القدرة الهجومية أو إعداد الجبهة الداخلية لمواجهة حرب جديدة، مستغلة بذلك الوقت الذي يفترض أن يمر حتى الوصول إلى تسوية جزئية أو شاملة، التحقيق تفوق عسكري، حتى لو تحقق لها السلام الذي تطلبه. ويجري هذا النشاط بنفس الوتيرة التي سار عليها في السابق، منذ توقيع اتفاقيات الفصل على الجبهتين المصرية والسورية، حيث تم خلال هذه الفترة إعادة تنظيم الجيش وتوسيعه وتعويض ما فقده من الحدود، واستيعاب دروس الحرب وتطبيقها (انظر أيضأ قضايا اسرائيلية، العدد ه (12)، 70
/ 3 /
9، ص 157).
زيادة القوى البشرية في الجيش:
يتم توسيع الجيش عن طريق تقليص دائرة المعفيين من الخدمة الاجبارية، بإلحاق الآلاف منهم في الجيش الدائم، والاحتياط، والدفاع المدني، وكانت هذه الحملة قد بدأت في أوائل سبتمبر 1974 عندما أصدر رئيس مركز التجنيد في الجيش أمرا يدعو فيه جميع المعفيين، البالغ عددهم نحو 150 ألفا، للحضور الى مراكز التجنيد وإعادة نحصهم. وقد دخلت هذه الحملة مرحلة جديدة عندما أعلن ضابط كبير (دافار، 70
/ 3/ 10) في شعبة القوى البشرية في رئاسة الأركان ربان التجنيد بدا بنسب عالية، أعلى من الماضي، حيث أصبح من الممكن ان تجنيد أصحاب الليانات البدنية المتدنية (حتى 21?
) والذين كانوا مصنفين حتى الآن على أنهم غير صالحين للخدمة العسكرية. كما سمح باستيعاب أصحاب الموانع الصحية في مناصب مناسبة في الجيش، بموجب برنامج وضعته شعبة الطاقة البشرية في رئاسة الأركان، بهدف تفريغ الجنود لمهمات ميدانية (ر إإ، 70
/ 2/ 0). وتم للغرض نفسه توسيع دائرة المهام التي تشغلها الفتيات في الجيش المصدر نفسه 3/ 18 / 70).
ومن جهة أخرى، سيجري فحص جميع الذين كانوا معفيين في السابق الأسباب تتعلق بالحاجة اليهم في القطاعات الاقتصادية، وذلك لتحديد نسبة صلاحيتهم للخدمة، في ضوء احتياجات الوضع الاقتصادي في حالات الطواريء. وبدأت مؤخرا أيضا عملية إجراء دراسة لأوضاع الجنود الاحتياط. إذ تم توزيع استمارات على هؤلاء لتعبتها، لاستيضاح أي تغيير طرا على كل منهم، بما في ذلك المهن التي تعلمها أي منهم منذ تسريحه من الجيش هارتس، 70
/ 3/ 10). وذكر أيضا أن معالجة مسألة جنود الاحتياط الذين يعيشون خارج اسرائيل بدأت تعطي ثمارها، فقد تم حتى الآن تحديد طرق الاتصال بالجنود ذوي المهن الحيوية، الذين يعيشون بشكل مؤقت في مختلف الدول المصدر نفسه).
أسلحة حتى التخمة:
ومن حيث التسليح، استطاعت اسرائيل منذ وقف اطلاق النار تعويض كل ما فقدته في الحرب وتأمين كميات اضافية كبيرة، تشمل أنواعا لم تكن تملكها قبل الحرب، وقد عبر رئيس وزرائها، اسحق رابين، عن ذلك في رده على ممثلي كتل المعارضة في الكنيست) بقوله: .... أن سياسة الحكومة أتاحت استغلال الوقت لضمان استعداد جيش الدفاع الاسرائيلي وتعاظم قوته بسرعة لم نشهدها من قبل ... ويضمن أسلوب تسليح الجيش، سواء بصفقات الأسلحة من الخارج أو بالإنتاج المحلي، أنه خلال سنة 1970، وحتى لو نفذت طلبات مصر من الاتحاد السوفياتي بأكملها، لن تتبدل نحو الأسوا نسب القوى بيننا وبين الدول العربية، بوسائل القتال الأساسية، بالمقارنة مع نسب القوى عشية حرب يوم الغفران». وكانت نسبة الزيادة في المعدات التي حصلت عليها اسرائيل، كما ذكرها رابين كما يلي: بالدبابات. 50?، بالمجنزرات والمدرعات - 20?، بالطائرات المقاتلة - أكثر من 20? وبالمدفعية. أكثر من 85%. وهذا بالإضافة إلى تحسين نوعية المعدات والقدرة النارية والتنظيم والادارة واستيعاب معدات جديدة (المصدر نفسه).
وذكر خبراء كبار في البنتاغون بهذا الصدد أن كمية الأسلحة التي تملكها اسرائيل اليوم، تفوق ما تملكه أي دولة أخرى باستثناء بعض الدول الكبرى (دافار، 70
/ 1/ 28). وبناء على تقديرات الخبراء تملك اسرائيل حاليا 200 دبابة مقابل 1700 دبابة في اكتوبر 1973 و 520 طائرة حربية مقابل 480 طائرة عشية الحرب، كما ساعدت أميركا اسرائيل علي أعداد احتياطي من السلاح يكفي 21 يوما من القتال (يديعوت أحرونوت،
75/ 3 / 18)، واستمر تدفق السلاح الأمريكي على اسرائيل لدرجة أن قادة في جيش الولايات المتحدة اشتكوا وتذمروا من النقص في الطائرات والدبابات وحتى بالذخيرة، اذ بقيت وحدات كاملة من الجيش الأمريكي في وضع غير صالح لدخول معركة، وذلك بسبب تلبية طلبات اسرائيل، وتسليمها الأسلحة المعدة لتلك الوحدات (ر إل، 1
/
14/ 70). مناورات عديدة
وكان الجيش الاسرائيلي، منذ أن انتهى من إعادة بناء نفسه تنظيمية، قد أخذ يخصص جهدا كبيرا للتدريبات التي تطبق فيها دروس الحرب الأخيرة. بينما يجري التشديد على شكل المعارك المتوقعة في الحرب القادمة، فقام خلال هذه الفترة بعشرات المناورات، كان آخرها ما قام به تشکيل مدرع في صحراء سيناء، وتم تنفيذها بالذخيرة الحية، وجرى التدريب على اختراق سلسلة من المواقع تستند الى مانع مائي. وتم التشديد في المناورة على التنسيق مع وحدات أخرى مثل سلاح الجو، وسلاح الهندسة، ووحدات مدفعية كانت تتابع القوات في جميع مراحل التقدم، بالإضافة الى وحدات من سلاح المشاة والمظليين استخدمت في مهام خاصة (معاريف
(70/ 2/21
تحصينات جديدة:
كذلك انتهت منذ مدة عملية بناء التحصينات على الجبهات المختلفة، وهي العملية التي بدات قبل أن تباشر اسرائيل بالانسحاب الى تلك الخطوط، والتي وضعت بها كل المعرفة والدروس التي استخلصت من الخطوط السابقة. وذكر أن اسرائيل أنفقت في هذا المجال أكثر من مليار ليرة على الجبهة السورية، ومبلغا مماثلا على الجبهة المصرية، و 300 مليون ليرة على الجبهة الأردنية (معاريف، 79
/ 12/ 18)، وذلك بالإضافة الى السياج الأمني الذي أقيم على طول الحدود اللبنانية. ولكن بالإضافة إلى هذه التحصينات، ومن ناحية ثانية، ذکر ضابط اسرائيلي بان اسرائيل تركز دفاعها الآن على المدرعات والقوات الميكانيكية والمدافع ذاتية الحركة القادرة على الوصول بسرعة إلى أي من نقاط الضعفه. (يديعوت احرونوت، 70
/ 0 /
17). تنظيم جديد:: أما على صعيد استخلاص دروس حرب تشرين فقد انتهى الجيش منها منذ آب الماضي، عندما قدم اربعة من العمداء، هم قادة المخابرات والبحرية والجو ورئيس شعبة العمليات، تقريرا للحكومة حولها. وذكر بمناسبة انتهاء تجنة اغرانات من تحقيقاتها، أن جميع التوصيات التي رفعتها على الصعيد العسكري - المهني، قد نفذت، حتى قبل صدور الجزء الأخير من التقرير (هآرتس، 70
/ 2/ 2) ويجري العمل حاليا على تنفيذ التوصيات المتعلقة بطريقة عمل الحكومة وجهاز الحكم والعلاقة المتبادلة بين القيادة السياسية والعسكرية وإعادة تنظيم الجهاز الأمني بفروعه المختلفة. ومن بين ما تم تنفيذه حتى الآن تشكيل لجنة وزارية له ژون الأمن، وتوزيع الصلاحيات
بين وزير الدفاع ورئيس الأركان والبدء ببحث القانون الأساسي للجيش (انظر أيضا بقضايا اسرائيلية، العدد ه (12)، 70
/ 3/ 9، ص 157)، وكان قد تم في وقت سابق إعادة تنظيم وزارة الدفاع، فقد أحاط وزير الدفاع نفسه بهيئة أدمغة تضم كلا من يوفيل نثمان، سعاديا عميئيل ويهرشفاط هرکابي، الذين سبعون بالتخطيط الاستراتيجي على المدى البعيد. ومن الجدير بالذكر أن نئمان وعميئيل عملا في السابق في مجال الذرة. وتضم هذه الهيئة أيضا الجنرالان، يسرائيل طال وعاموس حوريب، كخبراء من الدرجة الأولى للتكنولوجيا الحديثة. وكلاهما ... يستطيع توظيف تجاربه في مجال التخطيط العملي والاستراتيجي ... أما هود فهو خبير في مجال الطيران، وهو الذي قاد سلاح الجو في حرب الأيام الستة وحرب الاستنزاف ... ، (بديعوت احرونوت، 70
/ 1/ 24). بالإضافة لهذا أقيمت في وزارة الدفاع أكثر من هيئة، منها ما يعني بدراسة نظريات القتال العربية، ومنها ما يعمل على تطوير التكنولوجيا وإدخال التحسينات على الأسلحة المستوردة والمصنوعة محلية. والجدير بالذكر أن اسرائيل تعمل على تحسين أسلحتها باستمرار كتعديل تسليح الدبابات والطائرات وغيرها، أو توصية منتجي هذه الأسلحة بإدخال التعديلات التي تريدها. وقد نجحت مؤخرا في إدخال عدد من هذه التحسينات على اسلحتها كان منها مثلا، نجاح الصناعة الجوية في تحسين جهاز لقيادة الطائرات المقاتلة، يعتبر بمثابة طيار أوتوماتيكي، يلعب دورا في جميع مراحل قيادة تريدها. وقد نجحت مؤخرا في إدخال عدد من هذه التحسينات على أسلحتها. الطائرة مما يسمح للطيار بالتفرغ للمهام الرئيسية (دافار، 75
/ 3/ 4)، واعلن أيضا عن اختراع کندي اشترته اسرائيل يزيد مدى إطلاق المدفعية ب 7
50 (را، 75
/ 1/ 3)، وعن بدلة بستخدمها جنود المدرعات لوقايتهم من الاحتراق (بمحانيه، 70
/ 2/ 19)، وعن أقنعة واقية للعيون مصنوعة من البلاستيك، وذلك بعد تزايد حالات هذا النوع من الاصابات وخطورتها (را، 70 وتأخذ اسرائيل بالحسبان لدى تطوير أسلحتها وإدخال التحسينات عليها، مسألة التوفير في القوة البشرية، فاستطاعت، مثلا، تشغيل نوع معين من المدافع بواسطة طاقم من 9 جنود، في حين يتطلب تشغيل المدفع نفسه طاقما من 13 جنديا في الجيش الأمريكي (دافار، 70
/ 1 /
30). خطط لتقوية الجيش الاسرائيلي:
بالرغم مما أنجزته اسرائيل في مجال تعزيز قوتها العسكرية، منذ توقيع اتفاقيات الفصل، فإن العمل لا يزال جارية لتوسيع الجيش وتقويته، وذلك العدة أهداف، لخصها وزير الدفاع، شمعون بيريس بقوله: ران السياسة الاسرائيلية في المستقبل ستكون مستندة إلى أربعة مباديء أساسية هي: المحافظة على ميزان القوي لمنع نشوب الحرب أو تحقيق الانتصار، اذا نشبت، وتقليل ارتباطنا بالخارج قدر الإمكان، وتحقيق تفوق من الناحية التكنولوجية، وأن نوضح للعربي بأن من يريد حشد جيوش ضدنا، عليه أن يوزع جيشه في بلاده لكي يدافع عن ممتلكاته (دافار، 75
/ 1/ 21). وذكر بيريس ايضا ان اسرائيل ستخصص للأمن مبلغ 100 مليار ليرة في السنوات الخمس القادمة، هذا عدا ما تقدمه الولايات المتحدة من مساعدات اذ تقدر الطلبات الاسرائيلية للسنة القادمة ب 2?5 مليار دولار، منها 1?79 - 1?91 مليار دولار كمساعدات عسكرية، وعلم أيضا أن المذكرة الاسرائيلية تضم طلبات للمشتريات تزيد باكثر من 20? عن كل من السنتين السابقتين (معاريف،
70/ 1 / 31)، وذكر أيضا أن اسرائيل استطاعت الحصول على أنواع جديدة من الأسلحة أثناء زيارة وزير الخارجية، يغتال الون، الأخيرة الى واشنطن را، 70
/ 1/ 19)، اذ أعلن أن الولايات المتحدة وافقت على تسليمها قذائف موجهة بأشعة لايزر، وذلك بعد مقابلة شلزينغر - الون. وكانت هذه القذائف، بالإضافة إلى صواريخ لانس على رأس قائمة الطلبات الاسرائيلية في السنة الماضية (دافار، 70
/ 1/ 28). ومن ناحية ثانية، ذكر أيضا أن بيريس قد يسافر الى فرنسا لشراء السلاح (يديعوت احرونوت، 70
/ 2/ 20). ومن جهة أخرى، وفي مقابل الارتفاع في مصاريف الجيش، انخفضت اسعار الأعتدة الأمنية بعد قرار الغاء عمولات السماسرة عليها. ويصر وفد وزارة الدفاع الاسرائيلية في الولايات المتحدة على الغاء العمولة في الاتفاقيات الجديدة أيضا (ر!!، 70
/ 1/ 14). كما صادق رئيس الأركان، اللواء مردخاي غور، على خطة شاملة، تهدف إلى زيادة التوفير في المصاريف الأمنية، اذ ستقلم وزارة الدفاع مشترياتها من السوق المحلية بنسبة 10 - 20?، كما أن الجيش سيقلل من عدد المباني التي خطط الإقامتها. وستتخذ خطوات جادة للتوفير في الأغذية والوقود والورق (رال، 19، 70/ 1). بالإضافة إلى تخفيض مستوى الحياة لمختلف الرتب في الجيش الاسرائيلي. وتدخل هذه الخطة حيز التنفيذ في بداية السنة المالية الجديدة اعتبارا من الأول من نيسان / أبريل 1975 (معاريف، 70
/ 1/ 9).
الاهتمام بسلاح الجو والبحرية:
يبدو أنه بعد اعادة بناء سلاح المدرعات على أسس جديدة، هي دمج الدبابات والمشاة والمدفعية في تشكيلات مدرعة (دافار، 70
/ 1/ 28) والانتهاء من المشروع الكبير لتصليح الدبابات التي أصيبت أثناء الحرب، وبعد أن ازدادت قوة هذا السلاح بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الجيش الاسرائيلي، على حد قول قائده، العميد موشي بيليد، انتقل الاهتمام الى سلاحي الجو والبحرية، وتدور بين قيادة سلاح الجو وقادة القوات مجابهة حول تحديد الميزانيات والأولوية في التعاظم، كما ولا يزال النقاش حول مقدرة سلاح الجو على مواجهة قوات العدو البرية مستمرة، بينما يعلن قادة سلاح الجو أنهم اذا أرادوا المحافظة على التفوق في المعارك الجوية نان عليهم تحسين نوعية الأسلحة التي بأيديهم. وسيعتمد سلاح الجو في الفترة الانتقالية على ما لديه من طائرات، بالإضافة إلى سربين من طائرات ف - 15، بينما ستصبح الطائرة ف - 19 الطائرة الأولى في قائمة المشتريات في نهاية السبعينات (دافار، 75
/ 3/ 9) وذكر أن اسرائيل تستلم حاليا طائرات ميراج - 5، التي توقفت عن استلامها منذ حزيران / يونيو 1997 (معاريف،
(70/ 3/1
وبالرغم من أن سلاح الجو مقتنع بأنه غير قادر على تقديم الدعم للقوات البرية، كما في السابق، بسبب ظهور صواريخ سام والمدفع السوفياتي المضاد للطائرات ذاتي الحركة، إلا أنه يسعى لتحقيق أكثر من مهمة، وذلك في ضوء دروس تشرين وإزاء ازدياد قوة الدول العربية غير المواجهة لاسرائيل (يديعوت أحرونوت، 70
/ 3/ 13). ومن بين المهمات التي ذكر أن سلاح الجو بسعى لتحقيقها تأمين استمرار التفوق الجري عن طريق تحسين نوعية الطائرات وتحسين تسليحها - وتم بهذا الصدد مثلا، استبدال المدفع 20 ملم في طائرة السكايهوك بمدفع 30 ملم (معاريف، 70
/ 3/ 9) وذكر أيضا أن سلاح الجو يبذل جهودا كبيرة ليتمكن من تدمير الصواريخ المضادة للطائرات المعادية في المراحل الأولى من أي صدام عسكري في المستقبل، بالإضافة الى ضرب الطائرات التي تطير على ارتفاعات منخفضة، وذلك ازاء ما أنزلته هذه الطائرات من خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية في ثغرة الدفرسوار (معاريف، 70
/ 3/ 9). وهو ما دفع سلاح الجو الاسرائيلي الى دراسة امكانية الحصول على رادار طائر. وعلم أن وزارة الدفاع الأميركية تعد تفاصيل صفقة يتم بموجبها تزويد اسرائيل بطائرات انذار متطورة تبلغ قيمة كل منها 20 - 20 مليون دولار (المصدر نفسه). وتعمل اسرائيل أيضا على زيادة مدى طائراتها باستبدال اسطول الطائرات الناقلة للوقود القديمة بطائرات بوينغ 707 تم تحويلها لهذا الغرض، كما تعمل على اقامة شبكة امدادات جوية واسعة، وذلك بزيادة طائرات النقل العملاقة، من أجل تقديم الامدادات للقوات البرية، والعمليات الجوية الأمامية، وذلك بعد أن أثبتت حرب تشرين أن عملية نقل المعدات التي وصلت بواسطة الجسر الجوي الأميركي، لم تكن سريعة بما فيه الكفاية، وكذلك يبذل سلاح الجو جهودا كبيرة لزيادة قدرته على القتال ضد الدبابات، والتي تقلصت جدا في حرب تشرين. وأعلن أيضا أن اسرائيل حصلت على أعداد كبيرة من الطائرات بلا طيار، التي توجه من الأرض أو الطائرة الأم التي تستطيع اطلاق عدد منها لأهداف محددة (المصدر نفسه).
ويجري، جنبا الى جنب مع تطوير سلاح الجو، تطوير سلاح البحرية وتكليفه بمهام جديدة وتحويله من قوة طابعها الدفاع عن الشواطيء الى اسطول بعيد المدى، قادر على العمل بعيدا عن الموانيء الأم. وذكر ضابط كبير في هذا السلاح أن المهام الجديدة ستشمل مطاردة هجومية للعدو في قواعده وشواطئه، والقدرة على حماية السفن الاسرائيلية من صقلية حتى باب المندب. كذلك يشدد سلاح البحرية على احتمالات حرب برمائية على شواطئ مصر أو سوريا. ويركز لدى بنائه للسفن على الأطقم الصغيرة لأن أفراد الطاقم يصابون جميعا، على الغالب، عندما تصاب القطعة البحرية بصاروخ (دافار، 70
/ 3/ 9). ويقوم سلاح البحرية حاليا بتوسيع اسطول زوارق الصواريخ من طراز ريشت»، التي يحمل كل منها ثمانية صواريخ غبريئيل، وهي معدة للعمل بشكل خاص في البحر الأحمر، ويبلغ مدى هذه الزوارق، التي خططت بكاملها في اسرائيل، 1000 کم، وقد أقامت أحواض بناء السفن في اسرائيل خط انتاج آخر لبناء هذا الطراز من الزوارق، مما سيزيد من انتاجها ويقلص مدة بنائها بنصف سنة، ويبلغ ثمن الزورق الواحد 40 مليون ليرة اسرائيلية تقريبا، كما تكلف الأسلحة التي يزود بها مبلغا مماثلا، (معاريف،
70/ 2 / 19). وتم ايضا تدشين السفينة الأولى من طراز «دنورا، وهي طراز تطور عن الزوارق الأمريكية، تصنع في اسرائيل (دافار، 3
/ 9/ 70). ومن جهة أخرى يدرس سلاح البحرية امكانية إدخال طائرات الهليوكبتر للقيام بمهام الهجوم والدورية، بدل طائرات الفانتوم التي يعتمد عليها حاليا، وكذلك سيستعين بالأسطول الأميركي للحصول على معدات للقتال ضد الغواصات.
إعداد الجبهة الداخلية:
لا تعمل اسرائيل على إيجاد الحلول لما برز من مشاكل في الحرب الأخيرة فحسب، بل تبذل جهودا واسعة للتغلب على المشاكل المتوقعة في الحرب القادمة وأهمها التبدل البارز في قدرة الجانبين على ضرب المراكز المدنية المأهولة، ومشكلة صمود الاقتصاد الاسرائيلي في حالة الطواريء،. بالإضافة إلى احتمال فرض حصار اقتصادي على اسرائيل، وإغلاق الطرق الجوية وربما البحرية. وقد ذكر وزير الداخلية، يوسف بورغ، أن جهاز الطوارئ للجبهة الداخلية في استعداد مستمر، كما أن جميع أدوات التنفيذ التابعة للحكومة مستعدة لإدارة اقتصاد الدولة في حالة الطواريء. وأعلن بورغ ايضأ بأن تقدما كبيرا تم في بناء الملاجيء العامة حيث بنيت حتى الآن ملاجيء تكفي ل 70? من السكان. كذلك أعدت وسائل دفاعية أخرى مثل الكمامات الواقية من الغاز السام وغيرها. وأوضح وزير الداخلية بأنه في حالة تجدد العمليات الحربية فإن الجبهة الداخلية قد تتلقى ضربات بالصواريخ، وتعمل بهذا الصدد لجنة خاصة من المدراء العامين لتنظيم الخدمات العامة في حالة الطواريء. وبناء على اتفاق خاص مع الجيش لن پسندعى رؤساء السلطات المحلية الى الاحتياط، ليستطيعوا القيام بمهام رئاسة اللجان المحلية في حالة الطواريء (دانار، 70
/ 2/ 19). . وتحدث العميد يتسحاق زايد، قائد الدفاع المدني، عن وضع الجبهة الداخلية أمام المراسلين العسكريين فذكر بأنه تم تخصيص 2?5 مليار ليرة الإقامة الملاجئ والمنشات الدفاعية الأخرى في السنوات الثلاث القادمة. وأعلن أيضا أن لجنة أقيمت بعد حرب تشرين تمثل مختلف الوزارات برئاسة ممثل وزارة المالية، للإشراف على هذه الأعمال، وتم خلال سنة 1974 بناء نحو 600 ملجا في جميع أنحاء البلاد، وتقي هذه الملاجيء من هجمات الصواريخ. وأشار العميد زايد، إلى أنه خلال سنتين أو ثلاث سنوات ستكفي الملاجئ لجميع سكان خطوط المواجهة و 70 - 80? من سكان المدن الكبيرة. وأضاف بأنه توجد في قيادة الدفاع المدني كمية من الكمامات الواقية من الغازات السامة تكفي لجميع سكان الدولة (دافار، 3
/ 17/ 70). وذكر مدير شعبة خدمات الطوارئ في بلدية تل أبيب، المقدم نورپرت سومفاف، أن البلدية اتخذت الخطوات المناسبة لمجابهة العقبات التي قد تبرز اذا نشبت حرب جديدة، وأشار الى أنه توجد اليوم في خدمات الطواريء في المدينة قوائم دقيقة باسماء المتطوعين وإمكانات لتشغيلهم. وتم أيضا شراء كميات من صهاريج المياه والوقود وأعداد من المولدات الكهربائية لتكون بديلا في حالة انقطاع المياه أو التيار الكهربائي (دافار، 70
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
1 أبريل 2024
تعليقات (0)