المنشورات
محطات بارزة في التنسيق الاستخباري الأميركي - الصهيوني:
ذكر «بريان فريمنل Brian Freemantle في كتابه عن المخابرات السوفياتية أو وكالة أمن الدولة في الاتحاد السوفياتي (الكي. جي. بي) انه من الملاحظ في الوقت الحاضر أن عددا كبيرا من العملاء السوفيات الذين فروا للغرب هم من أصل يهودي. وقد ذكر في وقت من الأوقات أن رجال المخابرات هؤلاء ند كانوا يجتمعون في بيت المليونير اليهودي المعروف اللورد روتشيلد، صاحب بنوك روتشيلد الشهيرة. ولكن لم يثبت أن اللورد روتشيلد، وهو ممن عملوا في المخابرات البريطانية، قد كان يعرف حقيقة عمل هؤلاء الذين كانوا يجدون ملجأ لهم في الوناته. وقيل فيما بعد أن تبرير الحنو عليهم ومساعدتهم يرجع إلى كونهم مضطهدين في الاتحاد السوفياتي. ولكن ظهر فيما بعد وقبل قيام إسرائيل، أن الوكالة اليهودية في لندن، وهي الحكومة اليهودية في المنفى كما يقال عنها، قد أقامت خلايا للتجسس في العالم معتمدة على اليهود، وبين هؤلاء يهود الاتحاد السوفياتي
ومن هنا بدات إقامة صلات لها مع المخابرات الأميركية، وعلى هذا الأساس فإن العلاقة الخاصة بين المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأميركية في الوقت الحاضر ترجع إلى تلك المرحلة القديمة من التعاون بين المنظمتين. وقد أدركت الأجهزة الأميركية المعنية أهمية وجود اليهود في الاتحاد السوفياتي، فاستعانت بهم، ويرجح أن هذه الاستعانة تقوم عن طريق المخابرات الإسرائيلية، وإذا صح ذلك، فإن هذه اللعبة الذكية من جانب المخابرات الإسرائيلية، تجعلها في وضع تقدم خدمات لا يمكن تقديرها للمخابرات الأميركية ... حتى ليفال الأن أن الأميركيين لا يشجعوا التهجير الكامل لليهود السوفيات إلى إسرائيل، أو الغرب، على أساس أن ذلك يحرمهم من هذه القاعدة الرئيسية لهم .. ولهذا فإن اليهود هناك يشكلون ورقة رابحة في لعبة السياسة والضغوط بيد «إسرائيل» (29).
وفي معرض ذلك، يشير البعض إلى أن بداية التدخل الأميركي في أوضاع الشرق الأوسط ترجع إلى عام 1950، عندما أصدرت الولايات المتحدة التصريح الثلاثي مع كل من بريطانيا وفرنسا ضمنت به حدود «إسرائيل». وخرجت فيه بمبدأ (ميزان القوى في الشرق الأوسط). وفر هذا المبدأ بأن أي سلاح يرسل إلى الدول العربية مجتمعة يجب ألا يزيد على ما يرسل إلى «إسرائيل». إلا أنه كان من الطبيعي بعد أحداث 1956، أن يتقلص النفوذان البريطاني والفرنسي، ليحل مكانهما النفوذ الأميركي. وقد حاولت أميركا منذ تسلمت المسؤولية، أن تمنع تغلغل النفوذ السوفياتي إلى المنطقة. لكن اتجاه الولايات المتحدة إلى السيطرة واستنزاف الخيرات العربية ومساندتها العلنية الإسرائيل، دفع عددا من الدول العربية إلى طلب العون والمساعدة العسكرية والاقتصادية من الاتحاد السوفياتي (27)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
2 أبريل 2024
تعليقات (0)