المنشورات

المقاومة الفلسطينية تلاحق عملاء الاستخبارات الإسرائيلية:

إزاء ذلك، كثفت المخابرات الإسرائيلية نشاطها في ملاحقة المقاومة الفلسطينية، إلى الحد الذي برز دورها واضحا بالتعاون مع المخابرات المركزية الأميركية في احداث ايلول 1970 في الأردن، وكذلك في أحداث تموز 1971، حيث أدى ذلك إلى تصفية المقاومة عسكرية هناك، اضطرت إلى نقل مركزها وكل ما يتعلق بوضعها، إلى لبنان. ومما أثر في هذا القرار التصفوي بحق وأنبل ظاهرة أنجبها الوطن العربي، على حد قول الرئيس جمال عبد الناصر، تلك الضربات التي وجهها رجال المقاومة ضد العدو الصهيوني في مناطق العمق من الأرض المحتلة بعد أن ملت الأردن قاعدة الارتكاز الهامة والمنطلق نحو الداخل، وبصورة خاصة نحو تطاع غزة، حيث تصاعدت حدة المجابهة في هذا القطاع إلى الحد الذي اعترف فيه الجنرال موشي دايان في أيلول 1999 قائلا بأن غزة يحكمها جيش الدفاع الإسرائيلي في النهار، بينما بحكمها الفدائيون في الليل، ولم تنفع أساليب الردع الإسرائيلية في قهر مقاومة القطاع، حتى سمي عام 1970 «بعام القنابل، بعد سيطرة الثوار عليها
وجهت المقاومة بعد انتقالها إلى سوريا ولبنان، ضربات هامة للعدو الصهيوني في الداخل والخارج على السواء، حققت من خلالها تحطيم نظرية الأمن الإسرائيلية وأظهرت هشاشتها في الوقت نفسه. نذكر منها على صعيد المثال لا الحصر:: في الثلاثين من أيار 1972، قام ثلاثة من ثوار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،
والجيش الأحمر الياباني، وهم من اليابانيين: أوكاديرا وياسودا وأوكاموتو، بهجوم عنيف على مطار اللد نتج عنه مصرع (29) إسرائيليا وجرح ثمانين. بينما قتل إثنان
من المهاجمين وأسر أوكاموتو. وفي الخامس من أيلول 1972، قام ثوار فلسطينيون من المنظمة أيلول الأسود
بعملية جريئة في ميونيخ في ألمانيا الغربية، كان من نتيجتها مصرع أحد عشر
رياضية إسرائيلية واستشهاد اربعة فدائيين فلسطينيين و في التاسع عشر من أيلول 1972، صرع مستشار بالسفارة الإسرائيلية نتيجة انفجار
ظرف، أرسله رجال المقاومة الفلسطينية له وفي السادس والعشرين من كانون الثاني 1973، أطلق أحد الثوار الفلسطينيين النار
على أحد كبار الضباط الإسرائيليين من جهاز الأمن الخارجي في المخابرات الصهيونية وهو «باروخ أشر كوهين، والمعروف باسم «موشي حنان يشاعي، وقد حصل منه على وثائق مهمة كانت في حوزته. وقد كشفت «إسرائيل، بعد ايام عن مقتله وأعلنت اسمه الحقيقي. عمره 37 عاما، ويعمل في المخابرات منذ عام
و في الثاني عشر من آذار 1973، تمكن رجال الثورة الفلسطينية من مصرع ضابط مخابرات إسرائيلي في قبرص، وهو سيمحا جيتزر (2).
لم تكن هذه العمليات في كل ما قامت به الثورة الفلسطينية ضد العدو، بل كان ذلك نموذجا لعملية الرصد الفلسطيني خاصة لرجال الاستخبارات الإسرائيلية ونصفينهم انطلاقا من أهمية الدور الملقى على عاتق هؤلاء في تزويد السلطات الصهيونية بأدق المعلومات عن المقاومة وتحركاتها.








مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید