المنشورات

عملية فردان في 10 نيسان 1973:

من هذا المنطلق، قررت المخابرات الإسرائيلية بالتنسيق مع مثيلاتها الأميركية، توجيه ضربة لقادة المقاومة الذين تعتبرهم الرأس المدبر والمؤثر في الثورة، ولترد في الوقت ذاته على هذه العمليات التي نفذها رجال المقاومة ضد كبار المسؤولين في الاستخبارات الصهيونية، في محاولة لإعادة الثقة إلى عملائها الذين أصبحوا بعيشون هاجس الخوف والقلق على مصيرهم بعد أن وصلت اليد الفلسطينية إلى الكثير من رناتهم. لذلك كانت عملية «فردان، في العاشر من شهر نيسان 1973، في قلب مدينة بيروت.
أطلق الجنرال موشي دايان على هذه العملية اسم الؤلؤة جيش الدفاع الإسرائيلي»، حيث كان نتيجتها استشهاد ثلاثة من كبار قادة الثورة الفلسطينية هم کمال ناصر، وكمال عدوان وأبو يوسف محمد النجار، مع عدد آخر من مقاتلي المقاومة. لذا كانت الخسارة جسيمة حيث كان كمال ناصر الناطق الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس تحرير مجلتها المركزية فلسطين الثورة، ومسؤول الإعلام الفلسطيني الموحد. كما كان كمال عدوان مسؤولا عن شؤون الأرض المحتلة، في الوقت الذي كان يشغل فيه أبو يوسف النجار رئاسة اللجنة العليا لشؤون الفلسطينيين في لبنان. و في هذا الوقت، كان السفي زامير، على راس المخابرات الإسرائيلية التي تولت بالتنسيق مع الاستخبارات المركزية الأميركية في بيروت عملية التحري والاستقصاء عن قادة المقاومة هؤلاء، بينما كان رجاييم بنياميني، رئيسا لفرع العمليات في هيئة الأركان العامة، وأحد المخططين الرئيسيين العملية فردان التي ذهب ضحيتها القادة الثلاثة (21). وكان لأحد عملاء المخابرات المركزية الأميركية في بيروت، الدور الأساسي في إمداد الاستخبارات الإسرائيلية بالمعلومات الهامة وعمليات الاستطلاع، وإشراك شبكة العملاء الداخلية ونقل معدات وأسلحة تنفيذ العملية التي قام بها
قادة الح
د المخططين الرئيس
المركزية الأميركية في بير وا: (2 ه
الكوماندوس الإسرائيلي في «فردان، هذا المسؤول الأميركي هو «جون سيدال، الذي كان يشغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية في بيروت عام 1973. وقد قام عملاؤه، (ومنهم (جيمس ناتسيوس، وسفير و أوكونيل ود بانکي،، الذين شاركوا شخصيا في عملية فردان) وبتوجيه منه بتغطية انسحاب القوة الإسرائيلية المهاجمة، التي كان يتولى قيادتها أحد مسؤولي المخابرات الإسرائيلية وهر داهود باراك الذي عين رئيسا للاستخبارات العسكرية في 17 نيسان 1983 خلفا للجنرال
يهوشواع ساغي، الذي عزل على اثر تقرير لجنة كاهان الإسرائيلية الخاص بمجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا بعد أن ثبتت إدانته. وقد شغل مباراك، أثناء الغزو الإسرائيلي اللبنان في حزيران 1982 منصب نائب قائد القطاع الشرقي الجنرال أفيغدور بن غال. كما شغل منصب رئيس شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة (2)
كان «جون سيدال، يرتبط مباشرة بأحد كبار المخططين في جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية، ارمان ماير»، الذي كان سفيرة للولايات المتحدة في بيروت. وعندما تم في الولايات المتحدة تشكيل ما يسمى باللجنة الوزارية لمقاومة الأعمال الإرهابية، برئاسة وزير الخارجية الأمريكي وليم روجرز، انبثق عن هذه اللجنة مركز العمليات الذي أفرغ له الطابق السابع من مبنى وزارة الخارجية في واشنطن. وأسندت رئاسة هذا المركز إلى السفير الأميركي السابق في بيروت أرمان ماير». وقد وصفته صحيفة رعل همشمارة الإسرائيلية في 13 آب 1973 بالعقلية المخططة والذي يملك مقدرة فائقة في مجال التصدي للإرهاب. وقد كان لهذا المركز تنسيق مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي حيث كان يشترك في اللجنة ممثلون عن شعبة المهمات الخاصة في وزارة الخارجية ومؤسسة الاستخبارات العامة (الموساد)، والاستخبارات العسكرية، ومستشار رئيسة الوزراء لشؤون الأمن البريغادير اسرائيل ليؤورا، وقد انبثق عن هذه اللجان جهاز اميركي خاص لمكافحة الإرهاب، الفلسطيني برئاسة ارمان ماير»، وهو جهاز يتخذ من أثينا عاصمة اليونان مركزا له، إلا أن له فرعا مهما في بيروت برئاسة «جون سيدال، الذي يعتبر من أهم الفروع الأميركية في المنطقة (3)
وبالإضافة إلى فرع بيروت، كان هناك فرع آخر في كندا وغيره في النمسا. تولي جوزيف آلون،، الملحق العسكري الإسرائيلي المساعد لشؤون الطيران والبحرية في كندا والولايات المتحدة، مهمة التنسيق في مجال المعلومات السرية بين الاستخبارات الإسرائيلية ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وهو برتبة كولونيل. إلا أن رجال المقاومة الفلسطينية تمكنوا من اغتياله بتاريخ السادس من تموز 1973، أمام منزله في إحدى ضواحي واشنطن؛ وجاءت هذه العملية لتسجل فشلا جديدة لاستخبارات العدو التي أعلنت قبل هذه العملية، عبر الصحافة الإسرائيلية وبكل حماسية وثقة، أن الاستخبارات اتمت الشبكة الخاصة بحماية السفارات والمنشآت في الخارج، وأن الخطر قد زال عن الدبلوماسيين الإسرائيليين. كما أثبتت هذه العملية أن جميع هذه التأكيدات ما هي إلا فقاعات في الهواء (24)
كذلك في النمسا، حيث تولى إدارة جهازها الاستخباري أحد كبار المسؤولين في وزارة الداخلية النمساوية ويدعى «يوهان أبليتنجر). وعندما ألقي القبض عليه اعترف أن «سيمون فيزنتال، الذي يتمركز في العاصمة النمساوية هو الذي قابله وعرفه باثنين من أعضاء الاستخبارات الإسرائيلية، وأستطاع تصوير 70 ملفا موجودة في جهاز الأمن النمساوي تضم معلومات تخدم وكالة المخابرات المركزية الأميركية وإسرائيل
كان يساعد «يوهانه في مهمته، عميل آخر هو «ألويس أويلر»، رئيس قسم الصحافة في حزب الشعب الحاكم في النمسا. اعترف بعد اعتقاله بأنه عمل على خدمة الأهداف الأميركية والإسرائيلية عن طريق التأثير على اتجاهات الصحافة النمساوية (25).









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید