المنشورات
الموساد وحرب تشرين 1973
تفرغت المخابرات الإسرائيلية بعد حرب تشرين 73، بمساعدة المخابرات المركزية الأميركية وحلفائها في الدول الأوروبية والإفريقية، إلى استمرار ملاحقتها للمقاومة الفلسطينية وخصوصا على الساحة اللبنانية، بعد عملية فصل القوات التي تمت على كل من الجبهة المصرية والسورية. هذا في الوقت الذي أحدثت فيه عملية تغيير هامة في صفوف قادة الاستخبارات الإسرائيلية على اثر التوصيات التي خرجت بها لجنة التحقيق المعروفة ب الجنة إغرانات، خاصة بعد أن أوصت بمزيد من التنسيق بين الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية كرستها التجربة الناجحة في عملية
عنتيبي، بأوغندا عندما استطاعت تحرير الرهائن الإسرائيليين من ايدي مختطفي طائرة الخطوط الجوية الفرنسية بتاريخ الرابع من تموز 1979. وبموجب ذلك أصبح قادة المخابرات الإسرائيلية الجدد في موقع المسؤولية القصوى تجاه القوة الوحيدة التي بقيت اتعبث بالأمن الصهيوني وتهدد حياة مستوطنيه في كل يوم، متمثلة بالثورة الفلسطينية.
إزاء هذا الوضع، كان لا بد من تكريس جدارة المنصب والمسؤولية لتحقيق انتصارات هامة على هذا الصعيد تظهر في الوقت نفسه عودة الثقة بهذا الجهاز الذي اثبت - عبر مسؤولية السابقين. فشله امام حرب أوكتوبر بعد حملة من النقد والشكوك التي ارتفعت في معرض تقييم النتائج التي أفرزتها حرب رمضان هذه، كما تثبت أيضا عامل المقدرة الشخصية للمسؤول القيادي في هكذا جهاز حساس، وكذلك كفاءته العملية في هذا المضمار.
على هذا الأساس، برز إلى قيادة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بعد هذه الحرب قيادات هامة أثبتت جدارتها ومقدرتها إزاء الوضع الجديد حيث أخذت على نفسها أمر مواجهته. فجاءت على النحو التالي: 1. عين الجنرال ويتسحاق حوفي، على رأس مؤسسة الاستخبارات والمهمات
الخاصة (الموساد) خلفا لرئيسها السابق الجنرال السفي زاميره. وكان رحوفيه قد استقال من الجيش في 15 نيسان 1974 احتجاجا على عدم تعيينه رئيسا لهيئة الأركان العامة. 2 - عين الجنرال شلومو غازيت بدلا من إلياهو زعبرا على رأس المخابرات العسكرية. 3. عين يشعياهو رافيف مديرا لشعبة الأبحاث في مديرية الاستخبارات خلفة دارييه
شاليف،، 4 - عين تسفي شاليف، رئيسا لفرع المخابرات في قيادة المنطقة الجنوبية خلفا
للمقدم «غدالياء
أحرزت هذه القيادة في الواقع سلسلة من النجاحات كان لها أثرها الهام في مجرى التطورات الداخلية والخارجية، أعادت إلى هذا الجهاز الثقة المفقودة به.
وكان من أهم الإنجازات التي حققت على هذا الصعيد تحرير الرهائن الإسرائيليين من أرض تبعد عن «إسرائيل» مسافة أربعة آلاف كيلومتر. تلك العملية التي أطلق عليها الإسرائيليون اسمأ حركيا: البرق»، في مطار عنتيبي الأوغندي.
فكيف حصلت هذه العملية؟ ما هي أسبابها ومراحلها؟ وكيف كانت نتيجتها؟.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
2 أبريل 2024
تعليقات (0)