المنشورات

أزيف، إيفنو:

كان أحد عملاء البوليس السري القيصري الروسي، كما كان في الوقت نفسه رئيسا " لمنظمة الكفاح " التي نفذت الاغتيال بوزير الداخلية الروسي أسبيراجين عام 1904، وأطلقت النار على الأمير أبولينسكي، واغتالت المحافظ بوجدا نوفيتش المسؤول ع ن قمع إحدى حركات الإضراب. وكان آزيف مهندس كهربائي.
وقد عين آزيف في هذا المنصب بناء على وصية رئيس المنظمة السابق جير شوي الذي وقع بين يدي الشرطة في كييف. وكانت أول مهمة أسندت إلى آزيف هي إعادة تنظيم لجنة سان بطرسبرغ، ثم اهتم بعد ذلك بتنظيم الاستيراد السري للكتيبات الممنوعة وللأسلحة المخصصة للمنظمة. وكان رجلا قصير القامة، قبيح المنظر، مشيرة للنفور الغريزي.
وبرغم هذا كله، فإنه كان لهذا الرجل نوع من السحر الفتان إلى درجة أنه عرف فيما بعد أنه يحمل عدة أسماء شهرة مثل " فينوغرادوف " و "فالنتين " و " فيلبيو فيتش "، وأنه عميل يتقاضي أجرة من البوليس السري (الأوخرانا)، لم يصدق أحد من رفاقه هذا الاقام وظل الجميع يؤمن به ويحيطه بكل عطف. وفي الواقع، إن هذا الرئيس الخطير الذي كان يتزعم " منظمة الكفاح " والتي تناثرت سمعته في جميع بقايا العالم نظرا لعملياته السرية المدهشة، كان ينتمي فعلا إلى البوليس السياسي منذ عام 1893. ومن المذهل أن هذا الرجل لم يكن قد ضلل الحزب الاشتراكي الديمقراطي فحسب، بل خدع أيضا البوليس السياسي بممارسته طوال عدة أعوام لهذه اللعبة المزدوجة. بمعنى أنه كان عمية مزدوجة. وبفضل آزيف، ارتبط تاريخ " الإرهاب " الاشتراكي الديمقراطي ارتباطا وثيقا بنشاط البوليس.
وبعد ثورة 1905 الفاشلة، اضطر آزيف إلى الحد من نشاطه ومن اشتراكه الفعلي في أعمال المنظمة بسبب تغيير مفاجئ في إدارة البوليس، وكان قد اضطر إلى أن يسلم لرئيسه الجديد، الجنرال جراسيموف، كتائب بأسرها وحتى نائبه في رئاسة المنظمة، سافينكوف، اضطر أن يسلمه للبوليس كدليل على ولائه لجهاز المخابرات. وقد أدت كل هذه الظروف والمضاعفات إلى تصفية المنظمة تصفية نهائية، لا سيما بعد أن ظهرت خلافات خطيرة بين أعضاء اللجنة المركزية. توفي في برلين يوم 24 نيسان 1918.







مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى                      

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید