المنشورات

إيمز، روبرت كلايتون:

كان مدير مكتب تحليلات وكالة المخابرات المركزية الأميركية الشؤون الشرق الأوسط، ومن أقدر وأفضل الخبراء الأميركيين في
شؤون الشرق الأوسط والذي تابع تطوراها لعشرين عاما. قتل في انفجار السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 18 نيسان 1983. وذكرت دوائر مطلعة أن "الموساد" قد وضعت منذ عملية صور (وهي تدمير مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية في صور الصيف الماضي 1982 والتي كلفت الجيش الإسرائيلي أكثر من 70 قتيلا و 130 جريحا واقمت فيها المخابرات الأميركية رأس روبرت کلايتون يمز رئيس دائرة الشرق الأوسط في المخابرات الأميركية في قائمة المرشحين للتصفية الثأرية ... وإن عملاء الموساد كانوا يتعقبونه عن كثب في جميع تنقلاته الأخيرة. ويبدو أن الموساد ذات الشبكة المتوغلة في بيروت وكثير من المناطق اللبنانية، قد علمت بوصوله إلى لبنان قبيل أيام قليلة من عملية تفجير السفارة ... وعلمت أن استدعاءه إلى لبنان يتصل بمخطط عمليات سرية وعلنية تستهدف إقناع الإسرائيليين بأن مصلحتهم تقضي بأن ينهوا بسرعة مأزق المفاوضات مع لبنان كما تقضي بوقف معاكسة المخططات الأميركية. وتقول "الحوادث" البيروتية أن إيمز وصل إلى بيروت بأمر خاص من وليم كاسي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في مهمة درس معلومات حساسة جدا عن نشاط الخبراء السوفيات في البقاع، ضمن محاولة اقام الاتحاد السوفياتي بعملية تفجير السفارة. وتقول المصادر الأميركية أن إيمز كان قد استدعي إلى لبنان من أجل دعم الفريق الأميركي الذي يشارك في المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية باعتباره من " أقدر وأفضل الخبراء الأميركيين في شؤون الشرق الأوسط". وكان قد لعب دورا حيوية لكن من وراء الستار في وضع مسودة مشروع الرئيس ريغان ... وهذا أحد أسباب حنق إسرائيل عليه، حيث تكن له نوعا خاصا ومركزا من العداء والكراهية. وهذا ما يوحي بأن " الموساد " هو الذي اغتال روبرت إيمز، في الوقت الذي تشير فيه كثير من المعلومات الى جهات إسلامية معادية السياسة الولايات المتحدة بأنها هي التي نفذت عملية تفجير السفارة الأميركية في بيروت، حيث قضى إيمز تحت أنقاضها. وفي الأشهر الأخيرة قبل وفاته، إرتقى في وكالة المخابرات المركزية الأميركية إلى منصب المسؤول الأول عن تحليل شؤون الشرق الأوسط، والتطورات والأحداث الجارية في المنطقة، وبهذه الصفة كان يعمل بمثابة مستشار دائم وخاص لوزير الخارجية جورج شولتز ولبعض كبار موظفي الخارجية الأميركية. إستدعي إلى بيروت لمساعدة فيليب حبيب وموريس درايبر في دفع عجلة المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية إلى الأمام بيما كان رئيس المخابرات المركزية الأميركية وليم كاسي يقوم بزيارة مفاجئة غامضة إلى إسرائيل قيل أنها تتصل جزئية بتليين، موقف الوفد الإسرائيلي المفاوض، كما تتصل جزئية بتبادل المعلومات عن نشاط المخابرات السوفياتية في المنطقة. كما أوصي باعتماد شبكة من المخبرين المحليين يتوزع أفرادها في مناطق تواجد " المارينز" ويقومون مجمع المعلومات المطلوبة وإبلاغها فورة إلى جهاز أسسه في السفارة الأميركية، وكان يضم ثلاثة من أقدر معاونيه الذين يعملون في لبنان، والذين لقوا مصرعهم كذلك في عملية تفجير السفارة ... وبشكل يؤلف أفدح خسارة بشرية لحقت حتى الآن بالمخابرات الأميركية في أي حادث منفرد في الشرق الأوسط. لم يكن إيمز غريبة عن بيروت، فقد كان يعرفها ويعرف خفاياها " كما يعرف كفه ". كان قد خدم في بيروت فترتين كموظف "دبلوماسي" من 1965 إلى 1967، ثم من 1970 إلى 1972. وفي المرة الأولى غادر بيروت إلى عدن ليكون على كثب من الأحداث والتطورات في اليمن الديمقراطي بمناسبة إعلان استقلالها. ومن ثم توجه إلى طهران " كموظف " في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ... وكان في الحقيقة يعمل كضابط اتصال بين المخابرات الأميركية وقيادة السافاك (البوليس السياسي في عهد الشاه). وبعد فترة خدمته الثانية في بيروت، توجه إلى الكويت حيث
ظل هناك من عام 1975 حتى عهد إليه بمكتب شؤون الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات الأميركية. وفي عام 1981، وقبيل الغزو الإسرائيلي للبنان، قرر إمز تقوية مركز الرصد التابع للوكالة والعامل في نطاق السفارة الأميركية في بيروت، حيث أوفد إليها مساعده "بول ليبنغول" وكان يعمل تحت ستار ملحق بالسفارة، والآنسة "ليزا بياسيلا" وكانت تعمل كزميلها " دوغلاس غرين " كسكرتيرة ثالثة في سلك السفارة الأميركية، وقد قضى الثلاثة نحبهم مع رئيسهم في حادث الانفجار. وتقول أوساط مطلعة أن المخابرات الأميركية لم تفقد كل رجالها في بيروت، وذلك خلافا لما أذيع، ذلك أن الرئيس الإداري لمركز الرصد " ريان کوکر "، كان خارج نطاق دائرة الانفجار في مكان في السفارة بعيد عن واجهتها، وهكذا نجا بأعجوبة من موت محقق.
وعلمت " الوطن العربي " من مصدر مطلع أن إيمز كان في الباكستان وعلى مقربة من ممر خيبر أي على مشارف افغانستان في مهمة لم تعرف طبيعتها بالضبط عندما استدعي إلى بيروت على وجه الاستعجال، حيث جل في فندق مايفلاور في شارع المقدسي الموازي لشارع الحمراء وهو فندق وسط ومتواضع بعض الشيء. وفور إخراج جثته من أنقاض السفارة الأميركية، توجه موظفون أميركيون إلى فندق مايفلاور مع بعض رجال الأمن اللبنانيين ليستردوا أمتعته وليحذروا موظفي الفندق من الإدلاء بأي معلومات عنه إلى أي جهة. وهذه المناسبة، كشفت مصادر مطلعة في واشنطن الستار عن أن إيمز كان ينوي أن يقوم بزيارة خاصة إلى إسرائيل لإجراء مباحثات مع عدد من مسؤولين كبار في المخابرات الإسرائيلية. وقد ذكر الناطق باسم " السي آي إيه " ديل بترسون، أن إيز، ذهب إلى الشرق الأوسط من أجل التوجيه والتشاور. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن اسم مسؤول في الاستخبارات الأميركية ولو ميتا.









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى                      

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید