المنشورات
بير، إسرائيل:
كان إسرائيل بير عمية للاتحاد السوفياتي ومن خريجي مدارسه وكلياته وعضوا من أركان الحزب الشيوعي في فيينا. كان بير الذي اشتهر بأنه خبير في الشؤون العسكرية وواحد من أقرب المقربين إلى دافيد بن غوريون، شخصية بارزة في الحياة الإسرائيلية العامة. هاجر إسرائيل بير هذا من النمسا إلى فلسطين، وانخرط في جيش الهاغاناه السري، وعمل بتفوق في الجيش عدة سنوات. وقد ساعدته قدرته الذهنية على التحليل وما حظي به من تدريب عسكري أكاديمي على الرقي السريع في معارج الجيش، حتى أصبح برتبة كولونيل أخيرة.
وفي أثناء ما ستمي ب" حرب الاستقلال " اختير إسرائيل بير لرئاسة قسم العمليات والتخطيط في مقر قيادة الجيش. وكان كثيرا ما يرى بصحبة رئيس الوزراء في المناسبات الرسمية.
وخرج بير من الجيش في عام 1950 ليمتهن السياسة، ولكنه حافظ على اهتمامه بالأمور العسكرية وعلى صلته ما. وكان يحضر اجتماعات رئاسة الأركان البالغة السرية، ويحصل على ما يشاء من معلومات، وكانت خطط الجيش ومخططاته ووثائق الدفاع ذات الأهمية القصوى تجد سبيلها إلى يده. وفي عام 1955، طلب منه أن يكتب تاريخا رسميا " لحرب الاستقلال " وخصصت له غرفة في وزارة الدفاع ليقوم بأبحاثه فيها. فقد كان المؤرخ الرسمي للجيش الإسرائيلي ومستشار بن غوريون الحميم.
وشاعت شهرة بير بوصفه خبير عسكريا حتى في خارج إسرائيل، وكان يلقي المحاضرات فيما يتصل بالحرب من موضوعات في العديد من البلدان الأوروبية ولا سيما في ألمانيا، التي ترك فيها انطباعة عميقا لدى بعض الشخصيات البارزة كالسياسي فرانتس جوزيف شتراوس ورئيس جهاز الاستخبارات راينهاردت غيلن. واستحوذ بير على إعجاب قيادة حلف الأطلسي - الناتو - في أوروبا للتحليلات البارعة التي قدمها عن الاستراتيجية اللازمة في حال نشوب حرب برية في أوروبا. وقد أثنى عليه موظفو وزارة الدفاع الفرنسية علانية، لتفهمه الواسع المدى لمختلف الشؤون العسكرية.
وفي ذات مساء من خريف عام 1990، طلبه رئيس المخابرات الإسرائيلية أيسر هرئيل للتحقيق معه حول سفره وزياراته إلى ألمانيا الشرقية وبولندا. عندها غضب بير وخرج من مكتب أيسر قائلا له: اهتم بشؤونك الخاصة، فسوف أشكوك إلى رئيس الوزراء، بل سأشكوك للحزب أيضا. هذا وقد كان أيسر يشك بعلاقة بير بالمخابرات الشيوعية. وبعد مراقبة دقيقة له من أيسر، رغم ثقة بن غوريون به، تبين أنه يعمل لمصلحة المخابرات السوفياتية رك. ج. ب.) واعتقل بالجرم المشهود مع حقيبته الجلدية التي كان قد سلمها إلى أحد الدبلوماسيين السوفيات الذي عرف عنه أنه أكبر جواسيس روسيا في إسرائيل، وأعادها إليه بعد منتصف الليل حيث كانت تحوي عددا من الوثائق السرية البالغة الخطورة والسرية ومنها قائمة مفصلة لمصانع الأسلحة الكبرى في إسرائيل، وفوق ذلك كله، شاهدوا مفكرة بن غوريون الخاصة، التي استعارها البروفسور حين عبر له عن رغبته في كتابة سلسلة من المقالات عن فلسفة بن غوريون في القيادة والحكم، ولم تكن هذه المفكرة تحتوي على أكثر أفكار بن غوريون خصوصية فحسب، بل كانت تحتوي أيضا على عدد من أسرار الدولة التي كان وزراء الحكومة يجهلون بعضا منها.
اعتقل في 31 آذار 1991.
وبدأت محاكمة إسرائيل بير في حزيران 1961، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات واستأنف الحكم، ولكن عقوبته زيدت إلى 15 سنة. وبقي في السجن حتى أيار 1968 عندما أصابته نوبة قلبية توفي على أثرها.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة:
الاولى
تاريخ النشر:2002
م
3 أبريل 2024
تعليقات (0)