المنشورات

جون، أوتو:

هو الماني الأصل. معاد للنازية. ثبت اشتراكه في محاولة اغتيال هتلر في 20 تموز 1944، حيث فر الى لندن وانخرط في جهاز الدعاية العسكري البريطاني في التابع للاستخبارات البريطانية، وبث الدعايات والأباطيل باللغة الالمانية لبث التفرقة بين الشعب الألماني وجيشه وفقا المخطط الاستخبارات العسكرية البريطانية. ثم كلف باستنطاق الأسرى الألمان من الضباط الذين القي القبض عليهم، كما كان يلقي عليهم المحاضرات عن ديمقراطية الحكم في بريطانيا، كما كان يكتب تقاريره الى ضباط الحلفاء عن كل ضابط المالي معتقل. وساهم في محاكمة الجنرالات الألمان في هامبورغ عام 1949.
عندما جاء تيودور هويس كأول رئيس للجمهورية في المانيا الغربية، ما لبث أن اختار أوتوجون لتأسيس معهد العلوم السياسية في بون. هناك تعرف اوتوجون إلى وزير الداخلية الذي كان في تلك الأثناء يبحث عن الشخص الملائم لترؤس المكتب الاتحادي لحماية الدستور المؤسس حديثا، فاختاره لذلك. وقد اثارت عملية اختياره الرئاسة المكتب الاتحادي عاصفة استنكار باعتباره خائنا لقومه الالمان. لكن بريطانيا كانت تضغط لتعيين او توجون في هذا المنصب، وقد أراد البريطانيون ذلك ليستطيعوا القول للأميركيين، أن لهم في المانيا مؤسستهم أيضا على غرار مؤسسة غيلن القائمة بأموال أميركية. ولكن نظرة الشعب الالماني كانت مختلفة بالنسبة لغيلن واوتو جون، فالأول وطني والآخر خائن.
ولكن أوتوجون، رغم مركزه في رئاسة المكتب الاتحادي، فقد كان العوبة في أيدي البريطانيين. حتى أن معظم القضايا كانت تحصل في المانيا دون علم أوتوجون. ولم يقتصر الأمر على المخابرات البريطانية وحده، بل أصبح العوبة أيضا في يد الاستخبارات الأميركية، وهذا ما أدى الى سلسلة مشاكل ألصقت مسؤوليتها به مباشرة، منها اعتقال النازيين في المانيا دون علمه، واعتقال تجار المان كانوا يقيمون تجارة مع المانيا الشرقية ووصفوا بأهم عملاء شيوعيون، ثم أخلي سبيلهم ... كما تبين بأنهم تجار سعوا إلى تقوية تصديرهم إلى المانيا الشرقية او استيرادهم منها. والواقع أن التبادل التجاري بين المانيا الغربية والمانيا الشرقية كان في تلك الأثناء قد تقدم تقدما ملموسا، وأن ذلك لم يكن في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية التي كانت سياستها ترتكز على قيام المانيا غربية مستقلة ومسلحة من جديد لتكون حليفة قوية ومنيعا في قلب أوروبا.
وفي 15 تموز 1954، سافر اوتوجون إلى برلين الغربية، بطريق الجو، برفقة زوجته لحضور عملية تجديد انتخاب رئيس الجمهورية الألمانية الغربية تيودور هويس. ثمة داع آخر لوجوده في برلين الغربية في ذلك الحين وهو الاشتراك في حفل رفع الستار
ع ن التمثال الذي نصب تخليدا لذكرى قتلي 20 تموز 1944، وهم أولئك الذين حاولوا اغتيال هتلر، ومن بينهم هائز، شقيق اوتو جون.
وفي برلين الغربية، سعي او توجون للقاء ص ديق قديم هو الدكتور فولغيموت، وفي 20 تموز 1954 " خطف " عن طريق هذا الدكتور الى المانيا الشرقية ومنها إلى موسكو من اجل تجنيده للعمل لصالح المخابرات السوفياتية حيث بدا لهم بأنه فشل. كما حاولت الاستخبارات الألمانية الشرقية تجنيده لصالحها فتبين لها بأنه لا يعرف الكتابة وليست له تلك الآراء الفذة في الدفاع عما يؤمن به. ثم ع اد إلى المانيا الغربية عن طريق المراسل الصحفي الدانمركي ب وندي هنريكسون الذي كان عميلا للاستخبارات البريطانية، حيث دبر معه عملية الهرب إلى المانيا الغربية ومثل للمحاكمة أمام المحكمة الاتحادية بتهمة الخيانة العظمي، فصدر الحكم بسجنه اربع سنوات، وأفرج عنه قبل انجاز المدة.










مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید