ومن وجهة نظر جان توماس أصبح " محمد حسن " في موقف يحتم عليه أن يقوم بما يطلب منه دون تردد، وفي إحدى السهرات عرض عليه " جان " أن يمده بمعلومات ووثائق عسكرية في مقابل خمسون جنيه شهريا، وأفهمه أن سيحضر الوثائق من مقر عمله ليقوم جان بتصويرها ثم يعيدها هو ثانية إلى مكانها، وأنه بذلك لن يكون عرضة لأن يكتشف أمره وإن أحدا لن يشك فيه، وتحت ضغط احتياجات " باتريشيا " المستمرة قبل محمد حسن القيام بما يكلفه به جان. ودفع له الأخير مائة جنيه مرتب شهرين مقدمة، ثم كلفه باستئجار شقة في مصر الجديدة باسمه لتكون مكانا لمقابلاهما وليتم فيها تصوير الوثائق التي يحضرها محمد حسن من عمله.
وقام محمد حسن باستئجار الشقة في شارع المكبات بمصر الجديدة، واتخذ منها مكانا لمجونه وعلاقاته النسائية، بجانب ممارسة أعماله السرية مع جان. وأكثر محمد حسن من علاقاته النسائية وبدت عليه علامات ثراء لا تتفق ودخله الذي كان لا يتعدى مرتبه الشهري من وظيفته.
ونفذ " محمد حسن " تعليمات جان له بإحضار الوثائق العسكرية من عمله إلى الشقة، حيث يقوم جان بتصويرها ثم يعيد محمد حسن هذه الوثائق إلى عمله مرة ثانية. ولجأ جان أيضا إلى استخدام محمد حسن ليكون دليلا له في التعرف على أسماء ومواقع الوحدات العسكرية، واصطحبه معه في السيارة ومعهما زوجة جان وكأنهم يقومون في رحلة صيد، وعلى طريق السويس - بور سعيد، يقوم جان بتصوير المنشآت العسكرية من نافذة السيارة ويقوم محمد
حسن بتحديد الوحدات العسكرية ومواقعها. واستمر محمد حسن في خيانته لوطنه، مقابل حمسين جنيها ينفقها على ملذاته وخاصة علاقته بالراقصة باتريشيا إلى أن تم القبض على جميع أفراد الشبكة التي کوها جان ليون توماس للعمل لمصلحة المخابرات الإسرائيلية وحكم علي محمد حسن بالإعدام.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
تعليقات (0)