المنشورات

دالاس، آلان:

يعتبر من مؤسسي المخابرات الأميركية لارتباط اسمه بالجاسوسية الأميركية منذ عام 1947، هذا الرجل الذي توفي عام 1968 عن عمر يناهز السبعين عاما تاركا وراءه تاريخ حافلا بالمغامرات والمؤامرات والأسرار والفضائح وشراء الضمائر في جميع أنحاء العالم حيث جعل من الجاسوسية بالنسبة له اكثر من مهنة.
بعد إتمام " آلان دالاس " دراسته الثانوية التحق بالجامعة حيث تخرج محامية، ثم عين في وزارة الخارجية الأميركية، ثم الحق بالسفارة الأميركية في فيينا، وهو لم يبلغ الثالثة والعشرين من عمره حيث تبدأ علاقته بالمخابرات و الجاسوسية في فيينا.
ويكتب في مذكراته) عن هذه الفترة: في الواقع كنت جاسوسا اکثر مما كنت دبلوماسيا. وفي سويسرا ارتكب اول خطأ في حياته التجسسية عندما رفض مقابلة (فلاديمير اوليانوف لينين) لأنه بعد ذلك لم يحظ بمقابلة (لينين) مطلقا.
وبعد الحرب العالمية عاد " دالاس " إلى أميركا حيث عمل في قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية إلا أن المهنة الدبلوماسية لم ترق له، لأنه كان يطمح إلى افتتاح مكتب للمحاماة فترك الوظيفة وافتتح هذا المكتب مع شقيقه جون دالاس، ومع ذلك لم ترق له مهنة المحاماة فعاد إلى الأعمال الحكومية المخابرات بالذات) حيث اوفد إلى
بون) وعين رئيس مكتب الخدمات الاستراتيجية هناك، حيث انشأ علاقات وطيدة مع جواسيس اوروبيين استطاع بواسطتهم ارسال اکثر من الفي وثيقة الى واشنطن.
ثم أوفد إلى المانيا حيث لعب دورا هاما في اطلاع رؤسائه على ما يدور داخل المانيا الهتلرية إبان الحرب العالمية الثانية، ثم اعيد في 1947 الى واشنطن ليبدأ بتكليف رسمي بانشاء وكالة المخابرات المركزية). وكان التكليف من الرئيس ترومان بالذات، فانتقي معه للعمل في وكالة المخابرات نخبة من الرجال قليلي العدد نسبيا لا يحبون الظهور والمظاهر، وجهدهم محصور في عملهم الخاص (المخابرات). ونتيجة لبعض الأخطاء قام الرئيس ترومان بابعاد آلان دالاس عن المخابرات، وعين عوضا عنه الجنرال فالتر سميث لرئاستها، فصبر دالاس على مضض حتى استدعاه سميث وعرض عليه أن يكون مساعدة له، وأفهمه بأنه حصل على موافقة الرئيس ترومان نظير خبرته في عمليات التجسس والتجسس المضاد.
وبعد انتخاب الجنرال ايز هاور رئيسا للولايات المتحدة أعفي الجنرال سميث من رئاسة المخابرات وأعاد دالاس الى رئاستها، بينما كان شقيقه جون فوستر دالاس وزيرا للخارجية. وعندما جاء الرئيس جون كنيدي إلى الرئاسة اقنعه دالاس بامكانية ترتيب غزو إلى كوبا من قبل عملاء كوبيين تابعين للمخابرات الأميركية وبعض عسكرييها بمساندة بعض قطاعات البحرية الأميركية. واشرف دالاس على التنفيذ شخصية، ففشلت العملية فشلا ذريعة، وأحرجت أميركا، وتعرضت علاقاتها مع دول العالم الثالث إلى هزات، وكادت تؤدي إلى مجاجة نووية مما اضطر کنيدي إلى تنحية دالاس عن رئاسة المخابرات وتعيين المستر (جون ماك كون عوضا عنه وهو من رجال الأعمال البارزين واداري ممتاز، بقي في رئاستها إلى حين قتل کنيدي بالحادث المعروف ونصب جونسون رئيسا للولايات المتحدة فعين الجنرال رابورن لرئاستها. ولم يبق فيها طويلا حتى عين بتاريخ 30 حزيران 1966 المستر ريتشارد هيلمز رئيسا لها، وهو أول رئيس للمخابرات الأميركية من ضمن جهاز موظفيها.
وقد تمكن " دالاس " في عهده بمساعدة " قسم الخطط " من الحصول على الخطاب السري الذي القاه نيكيتا خروتشوف في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي في موسكو عام 1956 وهجم فيه على ستالين للمرة الأولى، ثم دفع به إلى صحف الغرب لنشره. وفي عهده ايضا كان "قسم الخطط " وراء الانقلاب العسكري الناجح في ايران عام 1953 والذي اطاح بحكومة د. محمد مصدق التي أقمت النفظ. كما كان " قسم الخطط " في عهده ايضا وراء الانقلاب العسكري الناجح في غواتيمالا عام 1954. وفي عهده ايضا فشل التجسس الأميركي فوق ارض الاتحاد السوفياتي من خلال اسقاط السوفيات " طائرة يو 2" التي كانت تطير على ارتفاع 98000 قدمأ كما أسر طيارها فرنسيس باورز.
هي من أصل فرنسي. وصلت إلى مصر مع زوجها حينما نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914. وفي غضون عام قدمت الكونتيسة وزوجها في حفل استقبال دبلوماسي في القاهرة إلى ضابط مخابرات إنكليزي دمث الخلق اسمه (ت. لورانس) أو " لورنس العرب " كما عرف فيما بعد وأجرى لورنس كثير من التحريات عن الكونتيسة وزوجها لأنهما كان فرنسيين، فلا بد وانه اعتبرهما حليفين طبيعيين.
وفي أثناء ثالث مقابلة للورنس مع مارجريت انتحي بما جانبا، وفي فندق شبرد سأل عما إذا كانت تريد العمل معه، وحذرها من مخاطر الجاسوسية، وقال انه ستصادفها بدون شك ظروف قد تضطرها إلى الانفصال عن زوجها ثم عقب في النهاية قائلا ها: "جزاؤك الوحيد هو شعورك بأنك تقدمين خدمات لبلادك و بريطانيا".
قبلت الكونتيسة ذلك، وأعطاها لورنس مهمة التعرف على كبار المصريين وكذا تنمية صداقاتها والاستحواذ على ثقتهم، حتى تستطيع أن تعرف أي معلومات عن نشاطهم المناوي لبريطانيا.
وقد تمخض نشاط الكونتيسة عن نتائج هامة. فقد أدى نشاطها وعلاقتها مع بعض الزعماء المصريين إلى أحداث جسيمة ابتدأت باقتحام العملاء البريطانيين والشرطة المصرية التي كانت تحت إشراف الإنكليز في شهر مايو 1916 فيلا في أطراف بور سعيد، وعثروا بها على مستودع ضخم من الأسلحة ووثائق خاصة بمنظمة سرية، منها خطة لسد قناة السويس في نقط استراتيجية، وكان هذا الحادث لطمة قوية لآمال الوطنيين المصريين، وانتهى بنفي سعد زغلول واثنين من أصحابه إلى جزيرة مالطة.
وفي عام 1917 أرسل لورنس الكونتيسة إلى الجزيرة العربية، وقد نجحت الكونتيسة في مهمتها السياسية إلى حد كبير ولكنها لم توفق إلى النهاية.
وفي عام 1932، طلقت الكونتيسة زوجها بعد أن اعتنقت الدين الإسلامي، وتزوجت وهي في سن السابعة والثلاثين عربيا يدعي بن سليمان يصغرها بعشر سنوات، وكان هدفها أن تتمكن من الحج إلى مكة، لكنها لم تتمكن من ذلك، واحتجزت في السجن م ع زوجها الذي مات اثر نوبة من النوبات ويقال انه قتل بالسم. ثم حوکمت وأصدرت المحكمة قرارا برجها بالحجارة حتى الموت، لكنها نجحت في الاتصال بالقنصل الفرنسي الذي توسط لدى السلطات للإفراج عنها.
واستمرت الكونتيسة مغامراتها في الحرب العالمية الثانية، تارة تعمل مع النازي وتارة أخرى تعرض خدماتها على المخابرات البريطانية والفرنسية. وحاولت الاتصال بالروس واستقلت يختا تملكه متجهة نحو البحر الأسود. ولكنها ماتت قبل أن تصل وانتهت بذلك حياة شخصية من أقدر الجاسوسات.









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید