الخائن العراقي الذي هرب بطائرة" الميغ 21"

إلى إسرائيل: هو طيار عراقي من بغداد. اتصلت به المخابرات الإسرائيلية أثناء وجوده مع رفاق له في دورات في أميركا وألمانيا (قائد تشکيل)، واتفقت معه على الهرب بطائرته (الميغ 21) إلى إسرائيل، حيث وافق مشترطة تأمين سحب عائلته من بغداد مسبقا من بين يدي السلطات. واستطاع تقريب عائلته إلى لندن بعد أن سلم أحد أطباء المخابرات الإسرائيلية لمنير روفا حبة طبية أحضرت خصيصا من تل أبيب ليبتلعها ابنه فيصاب بعوارض يطلب منير على أثرها نقل ابنه للعلاج في لندن. ونجحت العملية.

وبتاريخ 16 آب 1966، خرج سرب من طائرات سلاح الجو العراقي (ميغ 21) للقيام بأعمال الدورية في المجال الجوي العراقي، وكان النقيب منير روفا في عداد هذا السرب. تأخر روفا بطائرته عن السرب ولم يلب نداء رئيسه الذي غاب عن نظره مع بقية السرب نظرا لسرعة الميغ. وهنا تحول منير إلى الحدود الإسرائيلية متخطيا الحدود الأردنية (حيث حاولت طائرتان أردنيتان من نوع هنتر) اعتراضه، فلم تتمكنا بسبب ضعف سرعتهما). وفي الساعة

7 , 52 صباح كان يدخل الأجواء الإسرائيلية.

ثلاث رادارات اكتشفته بوقت واحد، وتحركت شبكة الإنذار. أقلع النقيب الإسرائيلي (ران) الذي يعتبر بطل الطيران البهلواني في أثناء "عيد الاستقلال" في الكيان الصهيوني، فورا مع سرب طائرات الميراج الإسرائيلية، وبلحظات كان (ران) أعلى من الطائرة القادمة ويحميه سربه. عند ذلك تلقى مع سربه أمرا قاطعا باللاسلكي من الجنرال (موبي هود) قائد سلاح الجو الإسرائيلي: لا تطلقوا النار بأي ثمن. القضية قضية دولة وبأمر رئيس الوزراء. ونقد (ران) الأمر بعد أن تأكد من صوت قائده الذي قاله له: إياك أن تلعب دور البطولة ... هذا الميغ سيتبعك بلطف، ويرسو عندنا. أقلع (ران)

ع ندها عن المطاردة وبعد دقائق كانت طائرة الميغ تستقر على أرض المطار الإسرائيلي. ورحب الجنرال (موبي هود) لمشاهدة (الميغ 21)، وكم كانت دهشتهم عظيمة، خاصة الكولونيل فونه الأميركي الذي قهقه فرحا وهو يلمسها لأنه أول أميركي في العالم يلمس ويرى بأم عينه هذه الطائرة السوفييتية التي كانت بالأمس القريب لغزا محيرة لهم.

هذا وقد كان الأشخاص الذين يعرفون عملية تهريب الميغ 21) لا يتعدون أصابع اليد وهم: - ليفي أشكول رئيس الوزراء الذي أصدر أمره من ثلاث سنوات

للحصول على هذه الطائرة. - وزير الدفاع الإسرائيلي. - الجنرال إسحق رابين رئيس الأركان في حينه. - رئيس الأمان - مخابرات الجيش. - قائد سلاح الجو - موبي هود.

وعندما انتهت مهمة منير روفا، استقبل بعد ذلك في مطار اللد زوجته وولديه القادمين من لندن وانتقلوا إلى مسكن فخم أعد لهم في إحدى ضواحي تل أبيب تحت اسم جديد. وفي اليوم التالي، قبض منير روفا ثمن خيانته ووضعه في بنك (هاتسو فيه) وعاد إلى منزله ليعيش بقية حياته ذليلا. بينما يخرج أولاده للعب مع أولاد اليهود، وقد تعلموا اللغة العبرية بطلاقة ...

مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م