المنشورات
السويدان، أحمد:
تولى رئاسة المخابرات السورية عام 1964 في عهد الرئيس أمين الحافظ. وهو من اصل ريفي. ولد في عائلة قروية تعيش في أواسط سورية، ودخل الجيش قبل أن يبلغ السن القانونية، وتخرج من كلية حمص العسكرية عندما كان لا يزال في العشرينات. ولما
كانت المراتب في مصالح المخابرات قد تناقصت بسبب تدابير الفصل الجماعية، نقل في أوائل الستينات إلى المكتب الثاني، حيث مكنته خلفياته وعصاميته ومعرفته باللغتين الفرنسية والإنكليزية من التفوق على كثيرين من رفاقه الضباط. وبعد ثلاث سنوات من أعمال الشرطة رفع السويدانية الصامت إلى رتبة مقدم في الجيش السوري. وبعد الانقلاب البعثي عام 1963 تعاون إلى حد بعيد مع العقيد محمد الشنيوي، وساعد على توجيه المنظمة وجهة سوفياتية من جميع النواحي. ولما كان السويداي ماركسية متحمسا، ويشعر بالعطف على الفيتكونغ وعلى الثورة الكوبية، فقد أوفد في بعثة تحري الحقائق إلى الصين، ولدى عودته أصبح قائدا للضباط العقائديين في حزب البعث، وراح يتمتع بنفوذ واسع وراء الكواليس في الجيش وفي الحزب. كما راح يسعى ليصبح اصغر جنرال في الجيش السوري. كان من المقربين جدا من الرئيس أمين الحافظ.
زار موسكو بناء على دعوة رسمية مع وفد عسكري سوري، فاستقبل استقبالا حافلا من قبل رئيس المخابرات السوفياتية الى KGB فلاديمير سميتشاسني، ونائبه الميجر جنرال زاخاروف، وقدما له الخدمات الهامة في حقل التجسس من جميع الجوانب. وعاد السويداني إلى دمشق وهو يحمل ميثاقا من أجل تعاون أفضل بين المصالح السورية والسوفياتية. كما زودته المخابرات السوفياتية بجهاز سوفياي جديد وصل إلى دمشق. وبواسطة هذا الجهاز تمكن العقيد السويداني ومساعده المقدم عزيز معروف من اكتشاف ايلي كوهين جاسوس إسرائيل الهام في دمشق. ولولا تدخل الجهاز الجديد الذي حصلت عليه المخابرات من موسكو لما أمكن الكشف عن ايلي.
وأثناء تولي صلاح جديد حليف السويداني فقد کوفي هذا الأخير على ولائه، إذ اصبح رئيسا للأركان ورقي إلى رتبة عميد. وبعد انهيار الجيش السوري في حرب الأيام الستة، وجدت فيه القيادة فريسة سهلة فأرسل في زيارة طويلة إلى الصين الشيوعية، وبينما كان هناك نقل إلى مركز اقل أهمية حيث عين بدلا منه اللواء مصطفى طلاس. والسويداي شارك شخصيا في إلقاء القبض على ايلي كوهين. وكان من أشد الجميع عنادا وطلبا لإعدام هذا الجاسوس الخطير. وقد اتصل به المحامي الفرنسي الموكل للدفاع عن كوهين يومها فوجده مصر على إعدامه، حتى انه القسم المحامي الفرنسي جاك مرسييه ذاته بعد إلحاحه بضرورة عدم إعدام كوهين، بأنه يعمل لحساب إسرائيل. فكان جواب المحامي انه ليس من هؤلاء الرجال وإنما هو محام يدافع عن قضية.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
4 أبريل 2024
تعليقات (0)