المنشورات
فون تادين، أدولف:
هو الزعيم الألماني الذي كان يقود إحدى منظمات النازية الجديدة تشدد، وتطرفا، وكان عميلا للمخابرات البريطانية المعروفة بإسم (إم). ففي الستينان كان أدولف فون تادين اکثر زعماء اليمين الألماني تطرفة وتأثيرا في الساحة السياسية، بعد الحرب العالمية الثانية، فالحزب الديمقراطي الوطني الألماني الذي تولى فون تادين قيادته ظهر تأثيره في الإنتخابات الألمانية التي كانت تجري في المقاطعات والأقاليم إلى حد أثار مخاوف شديدة من تحقيق النجاح في الإنتخابات البرلمانية الإتحادية والفوز بعدد من المقاعد في "البوندستاج" (برلمان المانيا الغربية).
وكانت صحيفة "كولنبرشتادت أنتسايغير" التي تصدر في كولون قد نشرت في بداية العام 2002 نبأ يقول إن هذا الرجل الذي لقب ب" الفوهرر الجديد"، (هتلر هو الفوهرر الأول - أي الزعيم) كان عميلا لصالح المخابرات البريطانية أثناء الفترة الممتدة من عام 1963 حتى عام 1971.
ويقول احد المسؤولين السابقين في المخابرات الألمانية لصحيفة "الغارديان" البريطانية أنه علم بوجود علاقة بين فون تادين وجهاز رام 1) للمخابرات البريطانية طالت زمنا اكثر مما جرى الحديث عنه ويؤكد هذا المسؤول ان معلوماته تشير إلى إمكانية أن يكون جهاز المخابرات البريطانية هو الذي اسس مع قادة اليمين الألماني المتشددين النازية الجديدة تحت اسم الحزب الديمقراطي الوطني الألماني عام
1964
ويقول هانز جوزيف هورشيم الذي كان يرأس مكتب هامبورغ للمخابرات الألمانية منذ عام 1969 حتى عام 1981: إن ضباط اتصال من المخابرات البريطانية كانوا يقومون بزيارته في مكتبه بشكل منتظم لتبادل النقاش حول مسائل أمنية. وفي أحد هذه اللقاءات التي وقعت في السبعينات أبلغه هؤلاء الضباط آن فون تادين على اتصال بهم منذ الخمسينات لكن هورشيم لا يذكر أن وكالتي المخابرات البريطانية والألمانية كانتا تنتهجان علاقات تعاون واتصال مشترك في الستينات والسبعينات.
وكان زعيم النازية الجديدة فون تادين بموجب ما نشرته الصحيفة الألمانية التي تصدر في كولون وسمحت الرقابة الألمانية بنشره، يجتمع بممثلي المخابرات البريطانية في مدينة هامبورغ الألمانية في احد فنادقها. وتحاول الحكومة الألمانية بعد هذه المعلومات حظر وجود الحزب الديمقراطي الوطني الألماني بحجة أن برنامجه السياسي يشكل خرقة للدستور الألماني.
لكن الحكومة مع ذلك تخشى من أن يؤدي حظر الحزب إلى الكشف عن عمالة بعض أعضائه المهمين مع المخابرات الألمانية ايضا. وقد اثارت هذه الأنباء جدة وخلاف داخل الساحة السياسية الألمانية حول مدى الدعم الذي كانت المخابرات الألمانية تقدمه لليمين المتطرف الالماني ونازته الجديدة، خصوصا بعد الكشف عن العلاقة بين فون تادين والمخابرات البريطانية ومعرفة المخابرات الألمانية وتقول صحيفة الغارديان أن هذه الفضائح تثير ايضا تساؤلات مشروعة حول ما إذا كانت المخابرات البريطانية قد طلبت من حركات النارية الجديدة المساعدة في التصدي للموجة الكفاحية التي ظهرت لدي احزاب وحركات اقصى اليسار التي كانت تجتاح اوروبا بعد انتفاضة ايار عام 1968 في باريس (ما عرف بإسم ثورة الطلاب الجامعيين في فرنسا) وكان فون تادين قد ترك الحزب الديمقراطي الألماني عام 1975 وتوفي عام 1996 وهو في الخامسة والسبعين من العمر.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
4 أبريل 2024
تعليقات (0)