المنشورات

فيلبي، كيم:

كان يعمل في دائرة المخابرات البريطانية في الوقت الذي كان فيه يتجسس للإتحاد السوفيا، وكان يرأس القسم السوفياتي لمكافحة الجواسيس الروس والشيوعية في دول الغرب في الوقت الذي كان يعمل فيه للسوفيات.
ويعتبر الجاسوس البريطاني "فيلي" أشهر جاسوس في العالم کشف النقاب عنه فيما بعد الحرب العالمية الثانية. هذا الجاسوس الذي خدع بريطانيا مدة ثلاثين عاما وهو يعمل لصالح الاتحاد السوفياتي، قررت المخابرات الروسية إحالته على ما يشبه التقاعد، نظرا لخدماته الجليلة للإتحاد السوفياني. فاستدعته روسيا عن طريق بيروت وقد دافع عنه الصحفي البريطاني المعروف "غراهام غرين" قائلا بأن فيلبي لم يكن يقوم بالتجسس للإتحاد السوفياتي لمصلحة شخصية، بل انه كان يتجسس ليقوم بخدمة قضية. ولد "كيم فيلي" في مدينة رامبالا) عام 1912 في الهند وكان الابن الوحيد للمستر هاري سانت جون بريد فيلبي الذي كان موظفا لدى حكومة الهند. ثم انتقل والده المستر فيلي (والد کيم) للعمل كمستشار لوزارة الداخلية في العراق، إبان الإحتلال البريطاني، ثم كمندوب للحكومة البريطانية في شرقي الأردن، وأخيرا حصل على وظيفة كمستشار للملك عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وكان قاسيا في منزله مما سبب لفيلبي لعثمة اللسان التي لازمته حتى الآن.
وحتى والد فيلبي كان ساخطا على سياسة بريطانيا في الشرق الأوسط؛ وهذا السخط ورثه ابنه كيم فيما بعد. إلتحق فيلي في كلية
ترينتي) التابعة لجامعة (كمبريدج) وفي ايام دراسته عصفته الاضطرابات الاشتراكية التي سرت بين المثقفين فتأثر بها، ويعتقد أنه انضم في هذه الأثناء إلى الحزب الشيوعي وتكتم على الأمر، وكان معه زميلان هما: دونالد ماكلين، وجاك بيرجس وكلاهما منتسبان للحزب الشيوعي ومعتنقان المذهب الماركسي عن عقيدة راسخة، حيث تتلمذ كيم على يد بيرجس. تخرج من الجامعة عام 1933 وامتهن الصحافة وسافر الى اوروبا حيث تعرف على فتاة تدعى (ليز) وتزوجها وهي من اصل بولندي وانتقل معها إلى باريس حيث استاجرا منزلا، جعلاه مقرة للشيوعيين حتى عام 1936. وقد تم القاؤه مع (اندريا بيتوفيتش) في باريس، وهو الذي نظمه في شبكة الجاسوسية منذ ذلك الحين. اراد فيلبي ان يشترك في القتال ولكن العثمة لسانه حالت دونه ودون قبوله كضابط. وبعد عودته إلى لندن وكان قد كبر بعض الشيء مخفية شيوعيته ساعده اصدقاؤه في الحصول على منصب كبير في المخابرات البريطانية الفرع ...  M  المختص بالتجسس عبر البحار. وكانت مهمته في الفرع أن يضع الخطط المقاومة الجاسوسية السوفياتية، ومع الأيام اصبح فيلبي (رئيس قسم مكافحة الجاسوسية) وكان عمله هذا يتطلب اتصاله بالمخابرات الروسية او مندوبها، واتصالاته معهم كانت علنية تتم دون أي شك من رؤسائه، مما ساعد على إعطاء الروس اكبر قدر من المعلومات الصحيحة، ومع ذلك فقد انعم عليه بوسام الامبراطورية البريطانية لاخلاصه ... ومنح متر مجانية بميدان كرليل ليعيش فيه عيشة ترف ورفاهية. لم يبق بين فيلبي ورئاسة المخابرات البريطانية شيء، فقد كان جميع رؤساء الأقسام السنة في الانتلجانس سرفيس يتوقعون أن يصبح فيلبي رئيسا للمخابرات البريطانية.
وقد ارسل الى واشنطن عام 1949 برتبة سكرتير اول للسفارة البريطانية. وكانت مهمته الاتصال مع الحكومة الأميركية فيما يتعلق مشاكل الأمن، واتصالاته محصورة على نطاق واسع مع وزاري الخارجية والدفاع بالإضافة إلى وكالة المخابرات المركزية الأميركية. لذلك فوجيء الأميركيون لدى هروبه إلى الاتحاد السوفيات وتأكدوا انه نقل للروس جميع ما سمع وشاهد وعلم في أميركا. ولكن ظهور صديقي دراسته عام 1950 في واشنطن وهما جاك بيرجس ودونالد ماكلين، وشعور فيلي بملاحقتهما وشكوك مكتب المباحث السياسية في امير کا بتجسسهما للاتحاد السوفياتي، عمل فيلبي على تسفيرهما إلى روسيا مما أدى به إلى استجواب مرهق من قبل رؤسائه في المخابرات البريطانية، حيث خرج فيلي بعد ذلك بشيء من الانتصار. وفي عام 1901 استدعي فيلي الى لندن بعد طلب الجنرال ولتربيدل سميث، بالتخلص من فيلبي، بل ومحاكمته وفصل من وظيفته لمدة عام كامل، حيث اعيد بعدها بخطة من المخابرات البريطانية وتبرئته في مجلس العموم البريطاني من وزير الخارجية في حينه هارولد ماكميلان بناء على طلب من المخابرات البريطانية. ووظف في مجلة (الأوبزرفير) و (الايكونوميست) واستلم فيلبي عمله رسمية في بيروت كمراسل بجلتين من اكبر المجلات البريطانية، وذلك في شهر ايلول 1909 وكانت مراقبة المخابرات البريطانية له هنا مراقبة هادئة وتمكن بذكاء نادر ان لا يقع في أي فخ نصب له حيث افلت منها جميعا ببراعة. وفي بيروت تزوج من زوجة مراسل جريدة النيويورك تايمس بعد انفصالها عنه عام 1908، وبقي فيلي على علاقة معها حتى تزوجها في كانون الثاني 1909 وأقام معها في سكن انيق.
ومنذ ذلك الوقت بدأت توجه اليه الدعوات لحضور الحفلات الاجتماعية في بيروت. ونجح في مهمته نجاحا كبيرا مما أبعد عنه جميع الشكوك، الا أن الخطأ الذي وقع به في بيروت عن طريق الشخص الأرمني الذي كان يتسلم اشاراته من شرفة مترله، ادى به للهرب إلى الاتحاد السوفياني في 27 كانون الثاني 1963، حيث أثارت قصة هربه أهمية كبرى في مختلف الأوساط اللبنانية والدولية.








مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید