المنشورات
ليفي، آلتر صموئيل:
جاسوس بريطاني و صهيوني في فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى. هو أحد جواسيس الصهيونية والإنكليز. يهودي أمير کي، هاجر إلى فلسطين قبل إعلان الحرب العالمية الأولى. كان متعلمة تعليما عالية ويحسن عدة لغات حية كما يحسن العربية والعبرية. وكان له مكانة تجارية كبرى ووكالة عدة شركات أوروبية وأميركية. وقد انتسب
آلتر) لدائرة الإستخبارات البريطانية سنة 1911، وظل مقيمة في القدس حتى بداية الحرب. وكان يستخدم في شركاته عمال عرب ويهود، حيث كان يوكل إلى هؤلاء العمال اليهود مهمة التجول في مختلف مناطق فلسطين لحمل الناس على التأمين على أنفسهم ومحلاتهم، بينما هم في الواقع جواسيس يأتون له بالأخبار والمعلومات.
وعندما أعلنت الحرب وجاء جمال باشا إلى القدس عام 1910 للتحضير لحملة السويس، كان (آلتر ليفي) في مقدمة الذين رحبوا به باسم الجالية الأجنبية الموجودة في البلاد، معلنا تبرعه بكميات وفيرة من الأدوية التي يحتاج إليها الجيش الزاحف على القناة. وهكذا نال ثقة أحمد جمال باشا ومنحه وسام الحرب العثماني وكتاب شكر على إخلاصه للوطن. ونتيجة لهذه الثقة حضر آلتر ليفي حفلة عرض القوات المسافرة إلى القناة و أشرف على أمورها.
ثم أوفده أحمد جمال باشا إلى مصر، بعد فشل حملة السويس، لإيقاف الحملة الصحافية على جمال باشا. فنجح نجاحا باهرا كما حمل إليه معلومات أملتها عليه الإستخبارات الإنكليزية، وأخبره بأنه تدبر بمصر جواسيس يوافونه بالمعلومات الحقيقية عن إستعدادات الإنكليز وحركاتهم في جزيرة العرب، وقد تمكن آلتر ليفي، بالمعلومات التي كان يزود بها الباشا، عن خداعه مدة طويلة. وزوده في كثير من الأحيان بتقارير خادعة كانت جميعها لصالح الإنكليز، كما كانت من أكبر الأسباب في هدم السلطنة والقضاء على نفوذها في فلسطين وفي كل بلاد العرب.
وكانت شبكة آلتر ليفي أقوى شبكات الجاسوسية الإنكليزية الصهيونية في فلسطين، نظرا للثقة التي كان يتمتع بها رئيسها لدى أحمد جمال باشا.
وعندما كان أحمد جمال باشا يستعرض القوات في حرج بيروت، كان عرض كبيرة ضد الحلفاء لمقاومتهم إذا حاولوا إحتلال السواحل اللبنانية والسورية، كان آلتر ليفي بين الحضور حيث عمد إلى إلتقاط الصور والرسوم للوحدات العسكرية بصورة سرية، وذلك بواسطة آلة تصوير صغيرة وضع زجاجتها في عروة سترته وكثيرا ما تمكن بواسطتها من إلتقاط صور الأسرار العسكرية العثمانية في كثير من الظروف. وقد لفتت هذه الآلة الفوتوغرافية نظر الملازم صبحي نوري بك أصبح بعد ذلك من نواب المجلس الوطني الكبير) فاقترب من الرجل، ولما تبين الآلة الفوتوغرافية في عروته وقف وراء (فؤاد باشا) رئيس أركان حرب الجيش الرابع، وأسر إليه بالأمر، فأفهمه فؤاد باشا أن الرجل من أصدقاء أحمد جمال باشا، بل عليه مراقبته جيدة. وبعد عرض الأمر على أحمد جمال باشا لم يقتنع بأنه جاسوس ويقوم بعمل خطير. واستمر في خداع الباشا زمنا طويلا وهو الذي حرضه ضد الدكتور عبد الرحمن شهبندر وعبد الكريم الخليل بناء على تعليمات الإنكليز.
وبعد أن تبين خطره بشكل كبير على البلاد، طورد مدة طويلة واعتقل، لكنه تمكن من الحرب في كثير من الأحيان، استمرت المطاردة بعدها إلى أن تبين لعارف بك ابراهيم، رئيس بوليس القدس، إنه يسكن في دار المناضل المنفي خليل السكاكيني مقابل دار الحكومة مباشرة، فاهتدى اليه بواسطة حماة آلتر ليفي بعد حيلة اعدها عارف بك للإيقاع به. وعند لقائه ابلغه بأنه موقوف، فحاول ليفي رشوته بمبلغ عشرين الف دولار، فلم يقبل، مؤكدا له بأنه من المستحيل أن يعدم حتى ولو صار على المشنقة. وعندما وصل به مقر القيادة بدأ الهجوم الانكليزي على القدس فذهب عارف بك واستدعى آلتر ليفي فذهب به الى عمان ثم إلى دمشق، فسلمه الى الديوان العرفي وتلقى ايصالا باستلامه من قبل الديوان فقفل راجعة إلى فلسطين، ولكنه أطلق سراحه دون أن يرسل الى المحاكمة. وبعد اربعة اشهر التقى عارف بك بالجاسوس آلتر ليفي يدخن النارجيلة في احد مقاهي المرجة بدمشق، فاخبره بان محقق الديوان العرفي اطلق سراحه مقابل 400 ليرة ذهبية، كما قام المحقق باتلاف الوثائق، وترك ألتر ليفي حرأ.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
4 أبريل 2024
تعليقات (0)