وفي الجمعية الوطنية بدأ النائب العمالي الجديد عمله الذي كان يهدف إلى بث الانشقاق بين البولشفيك والمانشفيك بناءا على طلب البوليس السياسي الذي كان يريد بذلك أن تظل الجهة المعارضة للحكومة في حالة انشقاق تضعف من قوها. ومن ناحية أخرى ولأسباب أخرى، كان لينين يريد هو الآخر أن يتم الانشقاق نهائيا بين الجناحين. وهذا ما حدث بالفعل. ونتج عن ذلك وضع في غاية التناقض، فكان مالينوفسكي يمد الأوخرانا معلومات دقيقة. فهو كان يعلم جميع أسرار الحزب حيث أنه كان قد عين عضوا في اللجنة السرية، وكان يحتل أيضا منصب أمين صندوق صحيفة "برافدا" لسان حال البولشفيك، ومن هنا كان يطلع البوليس على حساب الجريدة مع قائمة أسماء المشتركين والممولين وعناوينهم كاملة.
وفي نهاية الأمر، تكشف الجاسوس. ولكن لم يصدق لينين التهم الموجهة إلى مالينوفسكي "ذلك النائب العمالي الهائل" على حد قوله، ولم يقتنع بخيانته إلا عام 1917، بعد أن نجحت ثورة أكتوبر وبعد ان فتحت ابواب الأواخرانا على مصراعيها، وثبت من الملفات الموجودة في هذا الجهاز الرهيب، ان مالينوفسكي كان حقا قد عمل لحساب المخابرات.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
تعليقات (0)