المنشورات

مردخاي، روزا:

جاسوسة صهيونية وبريطانية في بيروت في الحرب العالمية الأولى. هي فتاة يهودية كانت تعمل لمصلحة المخابرات الإنكليزية والصهيونية. كانت تسكن مع والدها في مترل سعيد الشامي في محلة الخندق الغميق في بيروت. جاءت إلى بيروت في بدء الحرب العالمية الأولى. وفي مسکنها هذا كانت تعاشر الضباط الألمان، الذين اكتشفوا أمر هذه الفتاة، في الوقت الذي كان على الأتراك القيام بهذه المهمة، وذلك على أثر فقد بعض المستندات العسكرية. فقد أوفد الضابط الماجور الكونت ويلهلم فون برخولد بمهمة من القدس الى استانبول لمخابرة أنور باشا بضرورة جلاء الجيش عن القدس والإنسحاب إلى خط يمتد من الناصرة إلى الساحل المقابل لإيجاد خط مناسب، ولم تكن القدس قد سقطت في ذلك الوقت من تموز 1917 بين ايدي الانكليز الذين احتلوها في كانون الأول من العام نفسه. وقد اختار هذا الضابط طريق عكا بيروت للسفر إلى استانبول، حيث وصل بيروت في اليوم الثالث. وفي اليوم التالي لوصول الكونت ويلهلم فون برخولد ذهب مع نفر من أصحابه الى دار روزا مردخاي في محلة الخندق الغميق، وتناولوا ما طاب لهم من الخمرة وامضوا فيها سهرة راقصة انصرفوا في هايتها إلى رقادهم.
ولما أفاق الكونت صباحا تفقد حوائجه فلم يجد المحفظة ولا الرسالة التي كان يحملها من المشير فون فالکنهاين الى أنور باشا، فطار صوابه.
وكانت روزا قد أخذت المحفظة وصورت ما فيها من وثائق بما فيها الرسالة ثم وضعت فيها بعض الليرات التركية ورمتها في الشارع، فوجدها رجل بائس من أهالي بيروت يدعي احمد الصاوي، فأخذ المال واحتفظ بها. وعندما عاد الضابط الألماني الى روزا ليسألها عن المحفظة والرسالة، انکرت معرفتها بها، وطلبت منه أن يعلم الشرطة، وهكذا كان. وبعد أن أحضر أحمد الصاوي هذا، انكر في بادئ الأمر إلا أنه عاد واعترف بأنه أخذ الليرات الخمسة التي كانت موجودة فيها لاطعام أولاده الجياع. وهنا تعجب الضابط الألماني لأن محفظته لم يكن فيها ليرات تركية فشك في الأمر حيث لاحظ أن الكتاب السري قد فتح، فأحال هذا الرجل إلى رئيس البوليس العدلي المفوض عارف الياسرجي، حيث لاقى من الضرب ألوانا فظيعة دون جدوى، فحكم عليه بتهمة الجاسوسية، وبعد محاكمة قصيرة حكم عليه بالاعدام من قبل المجلس العرفي في عاليه، ونفذ به الحكم في عاليه نفسها.
لكن مدير الاستعلامات الالمانية في ساحة البرج السيد كارل هوبل، شك في أمر روزا وبدأ يراقبها حيث عرف جواسيسه بأنها على علاقة مع شاب يهودي يدعى (كوهين اوينبرغ) كان يتردد عليها من
فلسطين.
وبعد ثلاثة اشهر تمكن من اعتقال كوهين، وصادر منه بعض الأوراق السرية الدقيقة المتعلقة بمسلك بعض الضباط الألمان في بيروت ومخابراهم مع القيادة فقاده إلى الماجور (فون برت) زعيم الاستخبارات الألمانية في حيفا.
ثم اعتقل روزا مردخاي بعد يومين وتمت مع والدها الى فون برت، ويقال ان فون برت هذا أخلى سبيلهما فيما بعد لوعودهما بالعمل الصالح ألمانيا.








مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید