المنشورات
هرئيل، أيسر:
أخطر رؤساء المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، ومن أوائل مؤسسيها.
كان أيسر هرئيل رئيسا للاستخبارات الإسرائيلية، ويعتبر من أخطر الرؤساء الذين تولوا قيادة هذه المخابرات وأقواهم. وهو الذي أرسي قواعد الاستخبارات الإسرائيلية واسلوب العمل الذي ما زال قائما فيها حتى اليوم. فهو يعتبر بحق "مهندس" الاستخبارات الإسرائيلية. وكان الرجل الثاني القوي في اسرائيل بعد بن غوريون. وقد سيطرت وساوس السرية على أيسر منذ الأيام التي كان فيها قائدة المنظمة "شاي" في منطقة تل أبيب. وبعد الحرب العالمية الثانية جمع أيسر ارشيفا ضخما يشتمل على طائفة متنوعة من المعلومات عن قضايا الأمن الداخلي، ومجرمي الحرب النازيين، وكل ما اعتقد انه قد يكون ذا فائدة في يوم من الأيام. عين في هذا المنصب بتاريخ 30 حزيران
وخشي أيسر أن يتمكن البريطانيون من اكتشاف أرشيفه الثمين، فاستأجر شقة صغيرة في تل ابيب، واستخدم أحد عمال الطوب في بناء حائط خادع له باب سري وهناك خبأ وثائقه عدة شهور، وكثيرة ما فتشت القوات الانكليزية الشقة ولكنها لم تعثر على غرفة الوثائق السرية الصغيرة. ثم نقله إلى غرفة سرية في بناء شيد حديثا. واصبحت سرية أيسر أسطورة. وكان جاسوسة مطبوعة وفي السنوات العشر التي شغل فيها منصب رئاسة قسم الجواسيس، قام بتخطيط أكثر عمليات الجواسيس جرأة مما عرفت البلاد، ولم يكن يكتفي بالجلوس وراء مكتبه، وباصدار الأوامر منه، بل كثيرة ما ذهب إلى الميدان ليدير العمليات في موقعها، وكان يجد لذة خاصة في الانفعال بمطاردة فريسة من فرائسه. وفي مساء كل يوم هيس كان كبار شخصيات اسرائيل وجنرالاقا ووزرائها ورجال الدولة فيها، وغيرهم ممن لم يكن احد يعرف حقيقة عملهم على وجه التحديد، كان هؤلاء يجتمعون في منزل أيسرهرئيل التناول القهوة والكعك وبذور الخشخاش. ومن خلال الاطلاع على تاريخ أيسر هرئيل، يتوضح بأن حياته كلها مليئة بالمخاطر والمغامرات، وهو الذي قاد حملة اختطاف ادولف ايمان، النازي الكبير الذي لعب دورا اساسيا في صياغة ما يسمى الحل النهائي للمسألة اليهودية، وشارك عملية في عملية الاختطاف. حيث نقله الى اسرائيل وحوکم. وحكم عليه بالاعدام في 31 ايار 1992. وهو الذي أرسل كوهين إلى سوريا وأبلغه موافقته على العملية. بالاضافة إلى مشاركته في حملة الطرود الملغومة والمتفجرة ضد العلماء الألمان في مصر لعرقلة تطوير الصناعة العسكرية المصرية، وشارك "لوتز" مشاركة فعلية في هذه الحملة حيث نجحت نجاحا باهرة. وقد اختلف مع "بن غوريون" واعتزل عمله عند أزمة العلماء هؤلاء، حيث عارض بن غوريون هذه الخطوة بحجة ان اسرائيل بحاجة إلى المساعدات الألمانية، ولا يجب عليها احراج حكومة بون ولا اغضابها. ويعترف "هرئيل" بأن شبكات الجاسوسية ما هي الا نوع من الحرب الباردة، ولكنها حرب أدمغة لا حرب سلاح ونار. وقد اعترف هرئيل بهذه المناسبة بأنه لولا الضجة التي أثارها اسرائيل حول هؤلاء العلماء لكانت نجحت مصر في توثيق علاقاتها مع بون. وبما ان بن غوريون قد عقد اتفاقا سرية بدون علم هرئيل مع المستشار الالماني اديناور لذلك فقد فضل الابتعاد لأنه لم يستسغ اي تعاون مع الالمان.
وخرج من الموساد نهائيا ولم يعترض بن غوريون على خروجه لأنه كان يؤمن بضرورة التعاون مع ألمانيا للحصول على المزيد من التعويضات والأسلحة الالمانية. واستقال هرئيل في 20 آذار 1993.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
5 أبريل 2024
تعليقات (0)