كان ضابط استخبارات في الجيش الأميركي برتبة كولونيل في الهيئة المشتركة لرئاسة الأركان. كان جاسوسا للبوليس السري السوفياتي. اعتقلته السلطات الأميركية حيث نظم ضباط مكافحة التجسس في الوكالة تقريرا بالتعاون مع وزارة الدفاع في سنة 1966 حول الاضرار الناجمة عن تجسس الكولونيل (والين لمصلحة الاستخبارات السوفياتية. وأظهر التحقيق أن حوالين) كان بحكم عمله يطلع على جميع تقديرات الاستخبارات الأميركية للطاقات العسكرية الستراتيجية السوفياتية خلال المناقشات حول "الثغرة في برامج الصواريخ" وبدا واضحا أنه أرسل نسخة عن هذه الوثائق المكتومة جدة إلى البوليس السري السوفياتي. غير أن نتائج أعمال (والين) جاءت بعد دراستها مفاجئة بقدر ما هي مخيبة للاستخبارات الأميركية. فمن الأسباب البسيطة التي حملت محللي الوكالة والبنتاغون على الاعتقاد بوجود "ثغرة في برامج الصواريخ" في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، الاشارات الكثيرة التي تضمنتها الخطب التي ألقاها (خرتشوف) وغيره من الزعماء السوفيات بشأن تطوير صواريخ سوفياتية نووية بعيدة المدى ووضعها في الخدمة. وكانت هذه الخطب التي وقتت بعناية لتتفق مع مراحل التقدم في أبحاث الصواريخ الموجهة عابرة القارات، وتجربتها وانتاجها، ووضعها في الكرملين في الاستخبارات الأميركية.
وما أن اطلع محللو المعلومات من العلماء الأميركيين العاملين في برامج الصواريخ السوفياتية، على برنامج تطوير الصواريخ عابرة القارات، وبعد أن شاهدوا تلك الظاهرة المدهشة في تكنولوجيا الفضاء السوفياتية التي تجلت في اطلاق القمر الاصطناعي سبوتنيك، حتى توصل هؤلاء إلى الاستنتاج "بأن السوفيات كانوا متفوقين كثيرا على الأميركيين في سباق الصواريخ"، وقد اعتمد المحللون في تقدير اقم على خطب الزعماء السوفيات التي تركزت على هذا الموضوع. وهذا ما دفع بالولايات المتحدة إلى المضي قدما وبسرعة في تنفيذ برامجها الاستراتيجية الضاربة وعلى الأخص في تطوير صاروخها
ماينيومان) عابر القارات وغواصة (بولاريس). وهذا ما دفع الاتحاد السوفياتي الى اتخاذ الموقف الاستراتيجي المقابل. وبالطبع، فقد أثر عمل الكولونيل (والين لمصلحة الاتحاد السوفياتي تأثيرا بالغا على الولايات المتحدة، بالاضافة الى موقعه الحساس و الهام في الهيئة المشتركة لرئاسة الأركان.
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
تعليقات (0)