المنشورات

ياماموتو، إيزوروكو:

باني الأسطول الياباني الحديث ومطور إنتاج الطائرات:
كان برتبة جنرال في الجيش الياباني. يعود له الفضل في تشييد الأسطول الياباني الحديث (إبان الحرب العالمية الثانية، كما أنه أدخل تحسينات عديدة على فنون القتال البحري الليلي ووسائل استخدام الطوربيد التي ألحقت بالسفن الأميركية أبشع الخسائر.
كما كان من رواد الطيران، وله الفضل أيضا في مضاعفة إنتاج طائرات الزيرو المهلكة والاعتماد على حاملات الطائرات مما سبب انقلابا كليا في الحرب البحرية ... ومع ذلك كان من المعجبين بأميركا، وهو من الطلبة الأوائل في جامعة هارفرد الأميركية.
وبعدها عين ملحقا بحريا في السفارة اليابانية بواشنطن، يتكلم الإنكليزية بطلاقة تامة ومحبة للعبتي البيسبول والبوكر. وكانت بعض العناصر المتطرفة في اليابان تعتبره من أنصار أميركا. وقد تعرض نتيجة لهذا الشك لمحاولة اغتيال ...
وعندما دخلت اليابان الحرب ضد أميركا، تولى " ياماموتو " قيادة الأسطول الياباني بمهارة، ومن أروع منجزاته الهجوم على " بيرل هاربر ".
وعندما اكتشفت المخابرات الأميركية الموجودة في جزيرة ج واد نکال) أسرار (الشيفرة السرية اليابانية) وأخذت تطلع على جميع الأوامر العسكرية اليابانية أولا بأول، حتى علموا بأن الجنرال ايزو روکو ياماموتو) سيكون على مقربة من المواقع الأميركية في جولة تفتيشية على القوات اليابانية، ومن الممكن إسقاط طائرته، قررت التخلص منه.
استشير الرئيس الأمير کي روزفلت شخصية، واستشير معه الأميرال (أرنست کنج) قائد الأسطول الأمير کسي، ودارت بينهما وبين المخابرات الأميركية مشاورات هل يكون ذلك عملا حربية أم (جريمة قتل)، وفي النهاية وافق الرئيس الأميركي روزفلت على العملية بعد أن أقنع بأن الجنرال (ياماموتو) عنصر هام في المجهود الحربي وليس لدى اليابان من يحل محله في وضع استراتيجية الحروب، بالإضافة إلى حقد الأميركيين عليه لأنه واضع خطة
الهجوم الياباني المفاجئ على قاعدة بيرل هاربر الذي زعزع الأسطول الأميركي، وقضى على نحو ألفين من خيرة مشاة الأسطول، وأسقط هيبة أميركا وعظمتها في حينه (مما جعل من اغتياله انتقام).
هذه الرسالة التي اكتشفت كانت أشبه شيء بإعلان نعي لأكبر قائد من قادة العدو.
في مساء يوم 17 نيسان 1943، صدر الأمر إلى الميجور " تاماس لابنهاير " من سلاح الطيران الأميركي في مطار هندرسون بتقديم نفسه إلى إدارة العمليات العسكرية. فوصلها مع الميجور
"ميتشل" قائد سرب المقاتلات (339)، وأهم الأبطال في (جواد النكال).
وعندما دخلا المخبأ المعد للإدارة، أدركا أن في الأمر شيئا ذا أهمية، لأن معظم ضباط القيادة كانوا موجودين. وسلم إلى الميجور "لابنهائر " مظروف كتب عليه (سري للغاية). ولما فتحه وجد فيه برقية تقول: " إن ياماموتو وكبار ضباط أركان حربه يصلون إلى
جزيرة (يوجينفيل) بطريق الجو بتاريخ 18 إبريل (نيسان)، ويجب علي السرب (339) ب 38 الهجوم على طائرته وتدميرها مهما كان الثمن، فإن رئيس الجمهورية يعلق أهمية كبرى على هذه العملية"، وتكفي هذه الجملة هنا لنتأكد أن رئيس الجمهورية في أميركا يطلع على الأمور والمؤامرات الهامة التي ترتبها المخابرات المركزية منذ تأسيسها وحتى الآن. وقد اختتمت البرقية بتوقيع: فرانك نوکس وزير البحرية الأميركية، بالإضافة إلى التفصيلات الدقيقة عن رحلة ياماموتو.
وقد نفذ لابنهائر وميتشل المهمة بنجاح تام بعد أن تعرضا مع طياريهم إلى صعوبات ومخاطر كبرى خرجوا منها منتصرين، حيث أقيمت حفلة على شرفهم في المساء حيث تليت عليهم البرقية التالية: " تهنئتي للميجور ميتشل وصياديه. يبدو أن البطة التي في حقيبتهم طاووس "، حيث علم بعد ذلك أن طائرة الغابة التي أسقطها لابنهاير كانت تحمل الأميرال ياماموتو. وقد عثر عليها وفيها الأميرال لا يزال قابض على سيفه حيث نقلت جثته إلى طوكيو وشيعت جنازة رسمية. وكانت هذه البرقية من الأميرال (بول هالزي) قائد القوات البحرية الأميركية في جنوب الباسيفيكي.










مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید