المنشورات
يعقوبيان، كيفورك:
جاسوس مصري في إسرائيل:
ه و أحد عملاء الاستخبارات المصرية في إسرائيل. وهو شاب أرمني مصري، ولد في القاهرة عام 1938، وعمل مصورة، وكان يتمتع بعدة صفات أهمها حبه لبلده الذي اتخذ منه وطنا، فاندفع لحمايته عندما تعرض للغزو عام 1909. يتقن ثلاث لغات، وكان مظهره يوحي بأنه أجنبي أوروبي.
وقد أفي يعقوبيان في منتصف كانون الأول 1907 فترة الاختبار التي وضعت له لقياس مقدرته وحسه الفطري للعمل السري. وانتقل إلى مركز خاص للتدريب في إحدى الفيلات الخاصة.
واستمر التدريب لمدة عشرة أشهر كاملة، استطاع خالها اتقان اللغة العبرية، ودراسة تاريخ اليهود والصهيونية والديانة اليهودية، والتعرف على عادات وتقاليد المجتمع الإسرائيلي، بالإضافة إلى إجادته استعمال وصيانة أجهزة اللاسلكي، والتصوير (وهو مهنته)، واستخدام الحبر السري، والتدريب على فتح الخزائن، وإجراءات الأمن الوقائي للعدو وكيف يمكن تخطي العوائق التي يضعها أمامه، والإفلات من المراقبة دون أن يترك ذلك انطباعة لدى العدو بأنه مدرب على ذلك.
وأجريت له بعد ذلك عملية ختان، وطلب منه بعدها التردد على الكنيس اليهودي الموجود في القاهرة، وقدم نفسه للمصلين هناك على أن يهودي تركي قدم بزيارة عادية، ولم يثر في تصرفه أي شك. وكان هذه علامة أنه قارب على التخرج بالنسبة للمشرفين على تدريبه ..
عندئذ تم تسليمه بطاقة تثبت أن اسمه " إسحق بن سايمون کو تشوك ". يهودي ولد في تركيا، وأقام فترة شبابه في مصر. وفي آذار 1909 سافر إسحق إلى ريو دي جنيرو البرازيل) بعد أن حصل على هوية لاجئ من مكتب رعاية اللاجئين التابع للأمم المتحدة.
واستطاع أن يعمل مصورا ويقم علاقة مع يهودي إسرائيلي يدعي "ارجامان " الذي وعده بالاستيطان في مستعمرته " برور حاييم " إذا ما هاجر إلى إسرائيل.
عندها تقدم إلى دائرة الهجرة مع عشرات المهاجرين إلى حيفا، وانتقل إلى مستعمرة صديقه الإسرائيلي، ومنه إلى مدرسة تعلم العبرية في كيبوتس " نغما" في النقب. وحتى نهاية 1960، لم تطلب الاستخبارات العربية منه أي اتصال إمعانا في الحيطة والحذر، ولإعطائه الفرصة لتثبيت أوضاعه.
وفي مستعمرة " نغما " وقع إسحق في حب فتاة تدعى " ميرا " واتفق معها على الزواج.
ثم جند في الجيش الإسرائيلي وألحق بسلاح المدرعات، واستطاع نقل معلومات عسكرية دقيقة وفي غاية من الأهمية، وبعد انتهاء خدمته الإجبارية عمل مصورا.
وبناء على التعليمات التي تلقاها، استأجر محلا صغيرة في الحي الجنوبي من ميناء عسقلان وحصل على منظار لمراقبة السفن الإسرائيلية بعد أن استخدم الجيش الإسرائيلي هذا الميناء المنعزل كمرسى لتفريغ شحنات الأسلحة.
واستطاع لفترة طويلة (حتى أوائل 1992) تزويد رؤسائه معلومات متناهية في الدقة والأهمية عن النشاط البحري.
ثم طلب منه الانتقال إلى تل أبيب، وجمع صورة عسكرية تم تسليمها إلى مندوب أرسل خصيصا للقائه واستلام أفلام التصوير وإبلاغه الموافقة على زواجه من " ميرا " بعد أن أثبتت التحريات أها غير مدسوسة عليه، لكن قبل أن تتم الخطبة، حدثت المفاجأة عندما شك به أحد ضباط الاستخبارات الإسرائيلية عندما رآه يلتقط صورة تذكارية لمجموعة من جنود المظلات، حرص فيها أن تظهر أسلحة هؤلاء الجنود في الصورة.
وتحولت الشكوك إلى مراقبة، واكتشف إسحق المراقبة وتخلص م ن جهاز الإرسال والأفلام واحتفظ بآلة التصوير. وداهم رجال الأمن منزله، لكنهم لم يجدوا أي إثبات يدينه، بل
ض بطت ست بطاقات سياحية " كارت بوستال " المناظر طبيعية. لكنه أدين مع ذلك بتهمة التجسس لسبب بسيط هو أنه لم يكن
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
5 أبريل 2024
تعليقات (0)