المنشورات

يوشيکاوا، تا کيويو:

 الجاسوس الياباني على " بيرل هاربر
:1941"
هو الجاسوس الياباني الذي لعب الدور الأول في إنزال الضربة الكاسحة في الأسطول الأميركي في " بيرل هاربر " أثناء الحرب العالمية الثانية، انتهت بإلغائه من المحيط الهندي لسنوات.
ولد يوشيكاوا في عام 1914 في أيام الإمبراطورية اليابانية العظيمة حين كان عرق ياماتو يتمدد عبر آسيا.
التحق يوشيكاوا بالأكاديمية البحرية اليابانية عام 1929 في أتياجيما، وبعد أربع سنوات تخرج الأول على دفعته. وتوقعت اليابان منه إنجاز عظيمة وخاصة بعد تميزه في معركة أساما. وتدرب بعدها على الغواصات وعلى الطيران، وصار من المتوقع أن يصبح طيارة أو أميرالا.
لكن وظيفته في الأسطول انتهت بغتة، فقد اضطر بسبب م رض في معدته
إلى ترك العمل بعد سنتين. وكان الأمر مفجعة ل ه
حتى أنه فكر في قتل نفسه، ولكن بعد أسابيع قليلة، قام ضابط برتبة كبيرة بزيارته وقدم له عرضا بالعمل في الاستخبارات البحرية. وهكذا بدأت مهمته كجاسوس.
وبدأ يوشيكاوا يتخصص بالأسطول الأميركي، فقضى أربع س نوات وهو يدرس العلوم العسكرية الأميركية وخاصة منها البحرية مع متابعة متواصلة على الصحف والمجلات والكتب.
لم تكن مهماته التجسسية الأولى مثيرة كما يقول، ولكن المهمة في عام 1940 صارت أكثر إثارة. فقد تقيا يوشيکاوا لمهمة تجسسية في الخارج بعد أن نجح في فحص وزارة الخارجية، ووظيفته في السلك الدبلوماسي ستكون تغطية عمله التجسسي.
وحتى حين كان في المدرسة، كان يوشيكاوا يشكل خطرة على الحلفاء، فقد نجح مرة في قطع إرسال إذاعي ناطق بالانكليزية كان يبث معلومات عن 17 سفينة حربية إنكليزية، وقام اليابانيون بتحويل هذه المعلومات إلى ألمانيا النازية، وقد تلقي يوشيکاوا فيما بعد رسالة شكر شخصية من هتلر. وعن هذه الرسالة يقول بأنه التقدير الرسمي الوحيد الذي حازه على عمله كجاسوس.
وفي عام 1941، استعمل يوشيکاوا جواز سفر دبلوماسي وسافر إلى هونولولو تحت اسم (تاداشي موريمورا). كان نائب القنصل في القنصلية اليابانية، واكتشف فيما بعد أن الأميرال تسورو کا ياماموتو كان قد هيأ خطة للهجوم على " بيرل هاربر " في أوائل 1941، وأن الخطة قد قدمت إلى هيئة الأركان العليا في آب من العام نفسه.
ويقول يو شيکاوا: كان عملي هو التجسس الميداني دون أن أعلم هذا السر، ولكنني رأيت أن واجبي هو العمل على هيئة الهجوم الناجح على بيرل هاربر،. وهذا رحت أعمل ليلا نهارا للحصول على المعلومات الضرورية. كان الأميركيون حقى، فقد كنت أستطيع التجول بين الجزر و کدبلوماسي دون أن يعترضني أحد، حتى أنني كنت أحيانا استأجر طائرة صغيرة أحلق بها فوق المواقع الأميركية لأخذ الملاحظات. لم أكن أسجل ملاحظات مكتوبة أو أرسم خرائط أو مصورات. كنت أحتفظ بكل شيء في رأسي. وكسباح مسافات طويلة كثيرا ما كنت أسبح في الميناء بين المنشات الأميركية وأحيانا كنت أبقى فترة طويلة تحت الماء وأنا أتنفس بمساعدة قصبة.
كان مكاني المفضل للمراقبة محل ياباني لشرب الشاي مطل على الميناء واسمه شنکورو. وقد عرفت من خلال محاولاتي هذه أي نوع من السفن في الميناء ونوعية وكمية حمولتها وأسماء ضباطها ونوع المؤونة فيها. كان الضباط الصغار الذين يزورون مشرب الشاي هذا من أجل الفتيات يتحدثون لهن عن كل المعلومات اللازمة. وما لم أكن أحصل عليه عن طريق الفتيات، كنت أحصل عليه عن طريق الضباط أنفسهم عن طريق توصيلهم بالسيارة.
كان العمل خطرة. فذات مرة، رآني حارس بحري أميركي مختبي قرب سياج كهربائي، فأطلق على النار لكنه لم يصبني.
كان يوشيكاوا يتنكر أحيانا في شخصية فيليبيني ويدخل إلى بيوت الضباط ليغسل لهم الصحون حيث يصغي إلى أحاديثهم. واقترب اليوم الموعود، وسلم يوشيكاوا إلى رسول ياباني سري 97 إجابة على أسئلة الاستخبارات اليابانية التي طالب بها الأميرال ياماموتو حول السفن والطائرات والأشخاص في " بيرل هاربر ".
وماعرفه الأميرال مثلا أن معظم السفن الأميركية ترل مراسيها أيام الآحاد، وهذا خطط أن يقوم بالهجوم يوم أحد. وفي السادس من ديسمبر، أرسل يوشيکاوا رسالته الأخيرة: لا بالونات تغطية على مد النظر. السفن الحربية دون تغطية، لا توجد أية إشارة على وجود استنفار جوي أو بحري ولم يبرق بشيء من هذا أيضا إلى الجزر المجاورة. حاملتا الطائرات: أنتربرايز وليکستغترون أبحرتا من " بيرل هاربر ".
وقام المسؤولون في الخارجية اليابانية بإيصال المعلومات إلى الأميرال ياماموتو. وأبرق مخطط الهجوم إلى أسطوله للتحرك. وإنفجر الهجوم صباح اليوم التالي في 7 ديسمبر 1941 في الساعة السابعة وأربعين دقيقة حسب توقيت الباسيفيكي.
واستمع يو شيکاوا مع القنصل إلى راديو طوكيو وهو يعطي أمر الاشتباك: " ريح شرقية وأمطار ". وباعادة هذه الكلمات مرتين، ص ار واضحا أن اليابان قررت خوض الحرب ضد الولايات المتحدة الأميركية، وتصافح يوشيكاوا والقنصل.
لقد نجح في عمله وابتدأ الهجوم واندفع الاثنان إلى المكتب الإحراق كافة الأوراق والوثائق المتعلقة بعملهما الجاسوسي.
كانت نتيجة الهجوم خسارة اليابان ثلاثين رجلا مقابل ثلاثة آلاف أميركي. وأحاط الجمهور الغاضب بالقنصلية، فأغلقت أبواها حتى جاء البوليس الفدرالي أف. بي. أي. واعتقلهما.
ظل يوشيکاوا عشرة أيام سجينا في القنصلية ثم نقل إلى سفينة من حرس الشواطئ. وانتهى به الأمر إلى الولايات المتحدة حيث تمت مبادلته مع أسرى الحرب دون أن يعرف الأميركيون أنه
الجاسوس الذي كان وراء النصر الياباني. وحين انتهت الحرب واحتل الأميركيون اليابان، خاف يوشيکاوا من الشنق، فاختبأ في الريف متنكر بهيئة راهب بوذي.











مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید