المنشورات

لقد جشأت نفسي عشية مشرف ... ويوم لوي حزوي فقلت لها صبرا

"جشأت نفسي" أي: نهضت، و "مشرف": موضع. و"يوم لوى حزوي". و"اللوي: منقطع الرمل. و"حزوى": موضع، فقلت لنفسي: اصبري صبرا.
2 - تحن إلى مي كما حن نازع ... دعاه الهوى فارتاد من قيده قصرا
"النازع": البعير يحن إلى وطنه. قوله: "فارتاد من قيده قصرا"، أي: طلب السعة فوجده مقصوراً. ويقال: "ارتاد جدباً وارتاد خيراً"، أي: طلب الخصب فوقع على جدب.
3 - فقلت أربعا يا صاحبي بدمنة ... بذي الرمث قد أقوت منازلها عصرا
"عصراً": دهراً. و"أربعا": كفا. و"الدمنة": آثار الناس وما سودوا ولطخوا بالرماد. و"أقوت": خلت.
4 - أرشت بها عيناك حتى كأنما ... تحلان من سفح الدموع بها نذرا
123 أ / أي: بكت بهذه الدمنة عيناك حتى كأنما تقضيان نذراً كان عليها، فأهللته بالبكاء.
5 - ولا مي إلا أن تزور بمشرف ... أو الزرق من أطلالها دمناً قفرا
"الزرق": أكنبة بالدهناء. و"مشرف": موضع.
6 - تعقت لتهتال الشتاء وهوست ... بها نائجات الصيف شرقية كدرا
"تعفت": درست. "لتهتال الشتاء"، أي: لمطر الشتاء.
يقال: "هتلت السماء وهتنت"، إذا مطرت، وأصله: الضعيف من المطر. و"هوست": حركت وهيجت بها نائجات الصيف شرقية .. و"النائجات": الرياح الشديدات المر، و"الشرقية": الصبا. و"كدر": فيها غبرة.
7 - فما ظبية ترعى مساقط رملة ... كسا الواكف الغادي لها ورقاً نضراً
"مساقط الرملة": منقطعها، الواحد: مسقط. و"الواكف": المطر يكفء، و"نضر": أخضر.
8 - تلاعاً هراقت عند حوضي وقابلت ... من الحبل ذي الأدعاص آملة عفرا
"التلاع هراقت عند حوضي" أي: كان مصبها عند حوضي. فأراد مساقط رملة تلاعاً. و"التلعة": متصب من مكان مشرف إلى الوادي. و"قابلت": استقبلت. "آملة عفراً من الحبل". و"الحبل" من الرمل: ما طال منه. و"آملة": رملة عرضها قدر نصف ميل. و"عفر": بيض تضرب إلى الحمرة.
123 ب 9 - رأت أنساً عند الخلاء فأقبلت ... ولم تبد إلا في تصرفها ذعرا
هذه الظبية رأت "أنساً" عند الخلاء، أي: إنساناً. "عند الخلاء"، يريد: عند الخلوة. فأقبلت و"لم تبد"، أي: ولم تظهير ذعراً إلا في تصرفها. و"تصرفها": جولانها، لم تشفر نفاراً قبيحاً فتقشعر منه.
10 - بأحسن من مي عشية حاولت ... لتجعل صدعاً في فؤادك أو وقرا
يريد: فما ظبية بأحسن من مي عشية "حاولت": طالبت لتجعل صدعاً في فؤادك. و"الوقر": الهزم في العظم.
11 - بوجه كقرن الشمس حر كأنما ... تهيض بهذا القلب لمحته كسراً
"حر": عتيق. و"قرن الشمس": حرفها وجانبها. و"الهيض": النكس والوجع. و"لمحته": لمحة الوجه، أي: لمحته تهيض القلب، وتكسيره، أي: كأنما كسر عظماً كان مجبوراً، يريد: لمحته.
12 - وعين كأن البابليين لبساً ... بقلبك منها يوم معقلة سحراً
أي: كأنما أصاب قلبك سحر يوم "معقلة": وهو موضع. و"لبساً": خلطاً بقلبك سحراً، يعني: "البابليين": هاروت وماروت.
13 - [وذي أشر كالأقحوان ارتدت به ... حناديج لم تقرب سباخاً ولا بحراً]
["الحناديج": الرمال، واحدها: حندوج].
14 - [وجيد ولبات نواصع وضح ... إذا لم تكن من نضح جاديه صفرا]
["جادي": زعفران. وأدخل الهاء فقال: "جاديه"، كما قالوا: "دقيقة وعسله وما أشبه ذلك"].
15 - فيا مي ما أدراك أين مناخنا ... معرقة الألحي يمانية سجرا
"سجر": تضرب إلى الحمرة، يقال: "ناقة سجراء".
و"معرقة الألحي"، يريد: قليلة لحم 12 أ/ الألحي، جمع: لتحي، وإذا كثر لحم لحييها فهو عيب.
16 - قد اكتفلت بالحزن واعوج دونها ... ضوارب من خفان بحتابة سدرا
قوله: "قد اكتفلت بالحزن"، أي: سرت الناقة الحزن خلفها كالرجل الذي يركب الكفل، فإنما يركب على أقصى الكفل، كما تقول: "اكتفلت الناقة"، أي: ركبت موضع الركوب من الناقة. و"الكفل": كساة يجعل حول سنام البعير. تركب الحزن، فكأنها قد جعلته كفلاً حولها. و"الحزن": ما غلظ من الأرض. و"الضوارب"، الواحد: "ضارب": وهو منخفض كالوادي. و"بحتابة" سدراً، أي: لابسة سدراً. و"خفان": موضع. "اعوج"، يعني: الضوارب ليست على جهة الناقة.
17 - حراجيج ما تنفك إلا مناخة ... على الخسف أو نرمي بها بلداً قفرا
"حواجيج": ضمر. "ما تنفك إلا مناخة": ما تزال.
و"الخسف": الجوع، وهو أن تبيت على غير علف.
18 - أنخن لتعريس قليل فصارف ... يغني بنابيه مطلحة صعرا
"مطلحة": معيبة. و"صارف": يصرف بنابيه من الضجر والجهد. و"صعر": فيها ميل من الجهد والهزال.
19 - ومنتزع من بين نسعيه جرة ... نشيج الشجا جاءت إلى ضرسه نزرا
و"منتزع"، أي: مخرج. "من بين نسعيه"، يريد: من بين الحقب والتصدير، وهو 131 ب/ الغصص أو الحزن فينشج. و"النشيج": إذا أخرج جرته كأنه يتنفس الصعداء. و"الشجا"، أصله: اعتراض العود في الحلق، يقال: رجل شج"، أي: غص بشيء، فهو "ينشج": يقلع النفس قلعاً.
20 - طواهن قول الركب: سيروا إذا اكتسى ... من الليل أعلى كل رابية خدرا
أي: طواهن أيضاً تهجيرنا، أي: أضمرهن وطواهن قول الركب: سيروا، وذلك إذا ألبس سواد الليل كل رابية. و"الرابية": ما ارتفع من الأرض.
21 - وتهجيرنا والمرو حام كأنما ... يطأن به، والشمس بادية، جمرا
"المرو": الحجارة البيض، أي: كأنما يطأن بوطء المرو جمراً، والشمس بادية لا يسترها شيء.
22 - وأرض فلاة تسحل الريح متنها ... كساها سواد الليل أردية خضراً
"تسحل الريح متنها"، أي: تقشر. ويقال للمبرد مسحل لأنه يسحل به الحديد. كأنما كسا المتن سواد الليل أردية خضراً، والخضرة عند العرب سواد.
23 - قموص بخمس الركب تيهاء ما يرى ... بها الناس إلا أن يمروا بها سفرا
"قموص": يعني هذه الأرض "تقمص"، ليس صاحبها على ظمأنينة لأنه لا ماء بها، فكأنها تنزو به لأنه لا ماء بها/ ولا نبت. يقول: لا يدرك الماء الذي وراء هذه الأرض إلا بسير شديد.
24 - طوتها بنا الصهب المهاري فأصبحت ... يناصيب أمثال الرماح بها غبرا
أي: طوت المهاري الصهب الأرض بنا. و"اليناصيب": الصوى، وهو ما نصب علماً، وهي غبر في القتام، لا ترى من القتام.
25 - من البعد خلف الركب يلوون نحوها ... لأعناقهم كم دونها نظراً شزراً
يقول: اليناصيب خلقهم، أي: قد خلقوها فيلوون أعناقهم، أي: يلتفتون إليها من بعدها. كم دون اليناصيب من نظر شزر.
و"الشزر": النظر بناحية العين. وأدخل اللام في "أعناقهم"، والمعنى: يلوون أعناقهم، وهذا كثير، تقول: "ضربت زيداً ولزيد" وأجوده أن تقول: "لزيد ضربت" فتقدم اللام.
26 - إذا خلفت أعناقهن بسيطة ... من الأرض أو خشباء أو جبلاً وعرا
"البسيطة": ما استوى من الأرض. و"الخشباء": الأرض الغليظة. و"الوعر": الغلظ.
27 - نظرن إلى أعناق رمل كأنما ... يقود بهن الآل أحصنة شقرا
"أعناق" رمل: أوائل رمل. "كأنما يقود بهن الآل أحصنة سترا، أي: كان الرمل خيل سار، وذلك أن الرملة تضرب إلى الحمرة.
28 - وسقط كعين الديك عاورت صاحبي ... أباها وهيأنا لموقعها وكرا
13 ب/ و"سقط"، يعني النار حين سقطت من الزند كأنها عين الديك. و"عاورت صاحبي"، أي: هو يقدح مرة وأنا مرة. و"أباها": الزند الأعلى، وهو وكر. "وهيأنا لموقع النار وكرا"، أي: موضعاً يوقد فيه قماش وبعر. ويروى: "نازعت صاحبي".
29 - مشهرة لأتمكن الفحل أمها ... إذا نحن لم نمسك بأطرافها قسرا
"مشهرة"، يعني: النار، و"أمها": الزندة السفلى، والأعلى ذكر. وهي لا تستوي إذا قدح بها حتى تمسك إمساكاً شديداً. و"قسراً": قهراً، "لا تمكن"، يقول: منعته - الزندة السفلى الزند الأعلى- حتى نمسكها قهراً.
30 - قد انتتجت من جانب من جنويها ... عواناً، ومن جنب إلى جنبه بكرا
هذه النار "انتتجت من جانب من جنوبها"، يعني: خروج النار من فرضة الزند. و"الفرضة": الثقب الذي تقدح النار منه. وقوله: "عواناً"، يعني الفرضة التي قدح منها مرة. و"البيكر": التي لم يقدح منها قط غير هذه المرة.
31 - فلما بدت كفنتها وهي طفلة ... بطلساء لم تكمل ذراعاً ولا شبرا
يريد: لما بدت النار، أي: ظهرت "كفنتها"، يريد: صوتها في خرقة وسخة تضرب إلى السواد.
32 - وقلت له: ارفعها إليك فأحييها ... بروحك واقتته لها قيتة قدرا
"ارفعها"، أي: ارفع النار، و"اقتته"، أي: انفخ نفخاً ضعيفاً قوتك. ومعنى: "افتته": افتعله من القوت، كما تقول من: "قتلت": "اقتتله"، و"القوت": ما لابد منه.
33 - وظاهر لها من يابس الشخت واستعن ... عليها الصبا واجعل يديك لها سترا
"الشخت": ما دق من الحطب. و"ظاهر لها"، أي: عاليها بالحطب الرقيق. و"ظاهر لها"، أي: أعنها باليابس، يعني: النار.
34 - فلما جرت في الجزل جرياً كأنه ... سنا الفجر أحدثنا لخالقها شكرا
ويروى: "فلما جرت في الشخت"، يعني: النار. "في الجزل": في الحطب الغليظ. كأنه "سنا الفجر"، أي: ضوء الفجر. و"الشخت" أجود.
35 - ولما تنمت تأكل الرم لم تدع ... ذوابل مما يجمعون ولا خضرا
"تنمت"، أي: ارتفعت وعلت. "ذوابل": وهو ما جف من الحطب. و"الوم": العظام البالية.
36 - أخوها أبوها والضوى لا يضيرها ... وساق أبيها أمها اعتقرت عقرا
قوله: "أخوها أبوها"، يريد: أخو الزندة أبو النار. وإنما صبر الزندة السفلى أخاً للأعلى لأنها من غمن قطيماً. وقوله: "والضوى لا يضيرها"، يقول: لا يضير النار أن يكونا من شجرة واحدة، كالرجل بتزوج قريبته فيخرج الولد ضارياً، فالضوى ها هنا لا يضير النار كما يضير ذلك. وقوله: "وساق أبيها أمها"، يقول: ساق الأب هي الأم. "اعتقرت"، أي: كسرت، وذلك أنهما أخذا من شجرة واحدة.
37 - وقرية لا جن ولا إنسية ... مداخلة أبوابها بنيت شزرا
12 ب/ يريد: قرية النمل. "مداخلة": بعضها في بعض وقوله: "بنيت شزراً"، أي: ليست بمستقيمة، هي معوجة.
38 - نزلنا ولم ننزل بها نبتغي القرى ... ولكنها كانت لمنزلنا قدرا
يقول: لم نقدر أن نجاوزها إلى غيرها.
39 - ومضروبة في غير ذنب بريئة ... كسرت لأصحابي على عجل كسرا
"مضروبة"، يعني: خبز ملة، وذلك أنها إذا أخرجت من الرماد ضربت بعود أو باليد حتى يذهب ما عليها. وكسرها لأصحابه فأطعمهم.
40 - وسوداء مثل الترس نازعت صاحبي ... طفاطفها لم نستطع دونها صبرا
و"سوداء"، يعني: الكبد. و"الطفطفة": جلدة الحاصرة، مثل الترس في عظمها.
41 - وأبيض هفاف القميص أخذته ... فجمت به للقوم مغتصبا ضمرا
و"أبيض"، يعني: الفؤاد. و"هفاف القميص"، أي: رقيق، يعني: الجلدة التي على الفؤاد. و"مغتصباً"، أي لم يمرض قبل ذلك. يقال: "جزور مغصوبة" مثل: معبوطة، أي: ذبحت من غير علة. و"ضمر": لطيف قد ضمر.
42 - ومعقودة منها يداها برجلها ... حملت لأصحابي ووليتها قترا
11 أ/ يعني: الشربة. "ووليتها قترا"، أي: ولاها إحدى ناحيتيه فعملتها و: "قتر الإنسان" و"قطره": ناحبته.
43 - ومكنية لا يعلم الناس ما اسمها ... وطئنا عليها ما تقول لنا هجرا
"ومكنية"، يريد: أم حبين. و"ما تقول لنا هجرا"، أي: فحشاً، و"أم حبين": دويبة صغيرة حمراء تكون أيام النيروز.
44 - إذا ظلمت لم تسأل الله نصره ... ولم تبد ناباً للقتال ولا ظفرا
45 - وأسود ولاج بغير تحية ... على الحي لم يجرم ولم تحتمل وزرا
"أسود ولاج"، يعني: الخطاف. "ولاج": يدخل بيوت الناس. "وزراً": ذنباً.
46 - قبضت عليه الخمس ثم تركته ... ولم أتخذ إرساله عنده ذخراً
قبضت على الخطاف "الخمس"، يعني: خمس أصابعه.
47 - [وخلق بلا روح تضمن صحبتي ... يسايرني ما إن يفارقني فترا]
48 - وشيخ أناس يلبسون شبابه ... قصير الركاب لا تفي رجله شبرا]
[يعني: زق الخمر، لا يبلغ طول رجل شبراً، هي أقصر من ذلك].
49 - وميتة الأجلاد يحيا جنينها ... لأول حمل ثم يورثها عقرا
"ميتة الأجلاد"، يعني: البيضة. "يحيا جنينها"، يعني: الولد الذي فيها. "ثم يورثها عقرا": ثم لا تحمل البيضة بعد ذلك.
50 - وأشعث عاري الضرتين مشجج ... بأيدي السبايا لا ترى مثله جبرا
"أشعث"، يعني: وتد الرحا. و"الضرتان": طبقتاه.
و"مشجج"، يعني: الأشعث، 127 ب/ مما يضرب فصيره "مشججاً".
و"لا ترى مثله جبراً"، أي: لا يجبر مثله، ولكن إذا انكسر طرح. "السبايا": جوار سبين.
51 - كأن على أعراسه وبناته ... وتيد جياد قرح ضبرت ضبرا
"كان على أعراسه"، يريد: معرسها، يريد: معرس الرحى، حيث توضع. "وتيد"، أي: صوت جياد الخيل. "ضبرت": وثبت.
52 - وداع دعاني للندى وزجاجة ... تحسيتها لم تقن ماء ولا خمرا
[يعني: فم المرأة، قبلتها وشرب ريقها. رواية ابن شاذان: "لم تقن". وقال: الصواب: "لم تقن". يقال: "قنا الرجل فنماً أو شيئاً يقنو قنواً" قال: يعني: البربط. و"زجاجة": فم المرأة. "لم تقن": لم تحفظ ماء ولا خمراً. إنما هي فم امرأة. ولو كانت قنينة لاستحفظت. وقوله: "للندى"، أي: دعاني هذا العود السخاء.
53 - [ومنسدح بين الرحا ليس يشتكي ... إذا صح وابتلت جوانبه فترا]
[مطروح منبطح، يعني: اللسان. "بين الرحا"، يعني: الأضراس].
54 - وذي شعب شتى كسوت فروجه ... لغاشية يوماً مقطعة حمرا
يعني: السفود. وقوله: "شتى": متفرقة. و"فروجه": ما بين شعبه. "الغاشية": تقوم غشرة، أي: ملأت فروجه لحماً.
55 - وخضراء في وكرين عرعرت رأسها ... لأبلي غذ فارقت في صحبتي عذرا
"وخضراء": فارورة. "في وكرين"، أي: في غلافين.
و"عرعرت رأسها"، أي: جعلت لها عرعرة، أي: رأساً و"العرعرة": رأس الجبل.
56 - وفاشية في الأرض تلقى بناتها ... عواري لا تكسى دروعاً ولا خمرا
1 أ / يعني: شجر الحنظل. "تلقى بناتها"، يريد: الحنظل. "عواري" لا شيء عليها. و"الخمر" جمع خمار.
57 - إذا ما المطايا سفنها لم يذقنها ... وإن كان أعلى نبتها ناعماً نضراً
"المطايا": الإبل. "سفنها"، أي: شممنها، يعني:شممن الحنظل ولم يذقنها.
58 - [قرائن أتراباً غذين بنعمة ... من العيش إلا أنها أنبتت زعرا]
59 - [محملجة الأمراس ملسا ستونها ... سقتها عصارات الثرى فبدت عجرا]
[يعني: القضبان في الحنظل. "الأمراس": الحبال، وأراد خيوطها التي هي معلقة بها، كأنها "عمر"، يعني: مستديرة].
60 - [وواردة فرداً وذات قرينة ... تبين إذا قالت وما نطقت شعراً]
[يعني: قطاة واحدة. "ذات قرينة": معها أخرى. "تبين"، أي أنها تقول: "قسطاً قسطاً"].
61 - [وبيضاء لم تطبع ولم تدر ما الحنا ... ترى أعين الفتيان من دونها خزراً]
[يعني: الشمس. "تطبع": تدنس. و"الخنا": الدنس].
62 - [إذا مد أصحاب الصبا بأكفهم ... إليها ليصبوها أتتهم بها صفرا]
["أصحاب الصبا": أصحاب الغزل. وأنهم باينهم صفرا" أي: لا شيء فيها].
63 - [وحاملة ستين لم تلق منهم ... على موطئ إلا أخا ثقة صقرا]
64 - [وإن مات منهم واحد لا يهمها ... وإن ضل لا تبغيه في بلد شبرا]
[يعني: الكنانة. "سنين"، يعني: سنين سهما].
65 - [وأسمر قوام إذا نام صحبتي ... خفيف الثياب لا نواري له أزرا]
66 - [على رأسه أم له تقتدي بها ... جماع أمور لا نعاصي له أمراً]
["أسمر": لواء: "على رأسه"، يعني: خرقة العلم].
67 - [إذا نزلت قيل انزلوا وإذا غدت ... غدت ذات برزيق تخال به فخرا]
[أي: إذا نزل العلم نزل الناس. "برزيق": جماعة من الناس، والجمع: برازيق. وقيل: جماعة من الخيل الكاملة].
68 - وأقصم سيار مع الحي لم يدع ... تراوح حافات السماء له صدرا
"أقصم"، يعني: خلال الخيمة. "سيار": يسير مع الحي. و"السماء": سماء البيت. "لم يدع له صدراً"، أي: قد انكسر مما يعمل [به، فيقول: تراوح حافات السماء لم تدع لهذا الأقصم صدراً، يعني: رأسه، أي: انكسر مما يستعمل. وإنما أراد بالسماء سماء البيت، خلال المظلة، ألح عليه المطر فغرقه، وقيل: عني به الهلال].
69 - وأصغر من قعب الوليد ترى به ... قباباً مبناة وأودية خضرا
يعني: عين الإنسان. و"القعب": القدح الصغير.
70 - وشعب أبى أن يسلك الغفر بينه ... سلكت قراني من قياسرة سمرا
"شعب": فوق السهم. و"الغفر": ولد الأروية. و"سلكت قراني"، يعني: الوتر. "من قياسرة"، يعني: إبلاً عظاما. و"قراني": وتر من جاود هذه الإبل القيسرية السير. و"قياسرة": ضخام المام. و"قراني": لأنها من ثلاث قرن بعضها إلى بعض.
71 - ومربوعة ربعية قد لباتها ... بكفى في دوية سفرا سفرا
"المربوعة": الكسماة أصابها الربيع من المطر. و"لباقها"، أطعمتها أصحابي في أول ما خرجت. و"سفرا": من النهار، ومنه يقال: "رأيت أهلك سفرا" أي: نصف النهار. و"سفرا"- ساكنة الفاء-: المسافرون. و"ربعية": خرجت في أول الربيع. و"الربيع": الشتاء.
72 - وأحمر ملء الكف أو فيه ملؤها ... دعوت بها صحبي وقد وضحت فجرا]
[يعني: اللسان. و"وضحت" عني اللسان، أراد: دعوت بها "فجرا": حين انفجر الصبح، فنحت في فوضحت اللسان. ويروي: "دعوت بها والليل ملتبس غمرا].








مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید