المنشورات

الكتاب:

لغة: هو من الكتب، وهو الجمع، وهو مصدر سمى به المكتوب مجازا، كالخلق بمعنى المخلوق.
يقال: كتبت كتبا وكتابة، والكتب: الجمع.
يقال: «كتبت الفعلة» : إذا جمعت بين شفري حياتها علقة أو سير «لئلا يترى عليها» ، قال سالم بن دادة:
لا تأمنن فزاريا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسبار ومنه: الكتيبة، واحدة: الكتائب، وهو العسكر المجتمع.
تكتب: تجمع، وقيل: هي العسكر الذي يجتمع فيه ما يحتاج إليه للحرب.
ومنه: كتبت الكتاب: أى جمعت فيه الحروف والمعاني المحتاج إليها من شرح الحمامة.
اصطلاحا: اسم جنس من الأحكام ونحوها تشتمل على أنواع مختلفة كالطهارة مشتملة على المياه والوضوء، والغسل، والتيمم، وإزالة النجاسة وغيرها، وهو خبر محذوف: أى هذا كتاب الطهارة: أي جامع لأحكامها، وقيل: اسم لجملة مختصة في العلم ويعبر عنها بالباب والفصل أيضا، فإنه جمع بين الثلاثة، وقيل: الكتاب اسم لجملة مختصة من العلم مشتملة على أبواب وفصول ومسائل غالبا.
والباب: اسم لجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول ومسائل غالبا.
والفصل: اسم لجملة مختصة من الباب مشتملة على مسائل غالبا.
- وقيل: إما عبارة عن الألفاظ أو المعاني أو المجموع منهما فمقدمة الكتاب إما طائفة من الألفاظ أو المعاني أو المجموع منهما.
والذكر ليس بمختص باللفظ كما وهم، فإن كلّا من الألفاظ والمعاني يوصف بالذكر، وفي الكتاب احتمالات أخرى،:
لكنها لا تخلو عن تكلف وارتكاب مجاز. وإنما ذكر مقدمة الكتاب العلامة التفتازاني في «المطول» ، ولهذا قال السيد السند قدس سره. هذا اصطلاح جديد: أى غير مذكور في كلام المصنفين لا صراحة ولا إشارة بأن يفهم من إطلاقاتهم «ولما أثبت» مقدمة الكتاب اندفع الإشكال عن كلام المصنفين في أوائل كتبهم مقدمة في تعريف العلم وغايته وموضوعه.
وتحرير الإشكال: أن الأمور الثلاثة المذكورة بين مقدمة العلم فيلزم، كون الشيء ظرفا لنفسه،، وتقرير الدفع أن المحذور يلزم لو لم يثبت إلا مقدمة، ولما ثبت مقدمة الكتاب أيضا اندفع ذلك المحذور، لأنّا نقول المراد بالمقدمة مقدمة الكتاب.
وتلك الأمور إنما هي مقدمة العلم، فمقدمة العلم ظرف لمقدمة الكتاب. والمعنى: أن مقدمة الكتاب في بيان مقدمة العلم، وإن أردت ما عليه فارجع إلى حواشي السيد السند قدسي سره على «المطول» .
ولا يخفى على من له مسكة أن ما ذكره السيد السند قدس سره من أن هذا اصطلاح جديد ليس بشيء لا إطلاق المقدمة على طائفة من الكلام إلى آخره يفهم من إطلاقات الكتاب التي ذكرناها في تحقيقه، فذلك الإطلاق ثابت فيما بينهم.
والكتاب: هو المسمى بالقرآن، المنزل على نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم أمرنا بالإيمان والعمل به على طريق التعيين، وأما عداه من سائر كتب الله تعالى فأمرنا بالإيمان بها على طريق الإبهام والجملة دون التعيين، بل نهينا عن العمل بها والنظر فيها صريحا، لأنه قد ثبت بنص كتاب الله: أى القرآن تحريف بعضها، قال الله تعالى:. يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوااضِعِهِ. [سورة النساء، الآية 46] ، وإنما عرفنا القرآن كتاب الله تعالى، ووحيه وتنزيله بقول رسولنا محمد صلّى الله عليه وسلم وإخباره بذلك.
لكن الصحابة- رضى الله تعالى عنهم وأرضاهم- عرفوا ذلك بإخباره سماعا ونحن عرفناه بالنقل عنه تواترا، والثابت بالتواتر والمسموع بحس السمع سواء.
«ميزان الأصول ص 78، ولب الأصول/ جمع الجوامع ص 33، وتحرير التنبيه للنووي ص 32، وشرح فتح القريب المجيب ص 5، ودستور العلماء 3/ 312، 313، ومنتهى الوصول ص 45، والروض المربع ص 17، والمطلع ص 5» .
فوائد:
تجد في بعض كتب الفقهاء تراجم لبعض الموضوعات الفقهية واشتهرت بالتصدير بكتاب، مثل: «كتاب الحظر والإباحة» .
والحظر لغة: المنع والحبس، والإباحة: ضد الحظر.
والحظر شرعا: ما منع من استعماله شرعا.
والإباحة شرعا: ما أجيز للمكلفين فعله وتركه بلا استحقاق لثواب ولا عقاب، بل يحاسب عليه حسابا يسيرا.
و «كتاب الحظر والإباحة» ترجمة لكتاب من كتب الفقه لا تكاد تجدها إلا عند الحنفية.
«اللباب شرح الكتاب 4/ 156» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید