المنشورات
أللربع ظلت عينك الماء تهمل ... رشاشاً كما استن الجمان المقصل
يريد: أللربع ظلت عينك الماء تهمل لعرفان أطلال وللنؤي. و"المفصل"، أي: مفصل بغيره من الخرز و"استن": تتابع حين انقطع.
2 - لعرفان أطلال كأن رسومها ... بوهبين وشي أو رداء مسلسل
3 - أربت بها الهوجاء واستوفضت بها ... حصى الرمل نجرانية حين تجهل
"استوفضت": طردته الريح. "أربت": أقامت.
4 - جفول كساها لون أرض غريبة ... سوى أرضها منها الهباء المغربل
["الهباء المغربل": ما يخرج من كوة البيت وكوته].
5 - نبت نبوة عيني بها ثم بينت ... يحاميم جون أنها الدار مثل
156 أ 6 - جنوح على باق سحيق كأنه ... إهاب ابن آوى كاهب اللون أطحل
"باق"، يريد: الرماد. و"سحيق": مسحوق. و"أكهب": يضرب إلى السواد. و"إهاب": جلد و"أطحل": يضرب إلى الخضرة.
7 - وللنؤي مجنوباً كأن هلاله ... وقد نسفت أعضاده الريح جدول
"مجنوباً": جعل له جانبان. و"أعضاده": نواحيه. فأراد كأن هلاله جدول، يريد: النؤي.
8 - مقيم تغنيه السواري وتنتحي ... به منكباً نكباء والذيل مرفل
"السواري": أمطار الليل. وقوله: "منكباً": ناحية. يريد: النكباء تعتمد به ناحية منها. و"الذيل": مآخيرها. و"مرفل": سابغ.
9 - عهدت به الحي الحلول بسلوة ... جميعاً، وآيات الهوى ما تزيل
[قوله: "ما تزيل"، أي: ما تفرق. وقوله: "بسلوة" أي: رخاء من العيش وغرته].
10 - وبيضا تهادى بالعشي كأنها ... غمام الثريا الرائح المتهلل
"وبيضا تهادى"، أي: وعهدت به بيضا تتهادى بين اثنتين، تمشي.
11 - خدالاً قذفن السور منهن والبرى ... على ناعم البردي بل هن أخدل
"خدال": ضخام. و"السور"، جمع: "سوار".
و"البرى": الخلاخل.
12 - قصار الخطا يمشين هوناً كأنه ... دبيب القطابل هن في الوعث أوحل
15 ب 13 - إذا نهضت أعجازها خرجت بها ... بمنبهرات غير أن لا تخزل
14 - ولا عيب فيها غير أن سريعها ... قطوف وأن لا شيء منهن أكسل
15 - نواعم رخصات كأن حديثها ... جنى الشهد في ماء الصفا متشمل
يقول: كأن حديثها "متشمل" بجني النحل، أي: قد سمله.
16 - رقاق الحواشي منفذات صدورها ... وأعجازها عما بها اللهو خذل
رقاق "حواشي" الحديث: جوانبه. و"ينفذن" أوائل الحديث. و"أعجازها": أواخرها. "مما بها اللهو خذل"، أي: لا يجدن لنا بشيء.
17 - أولئك لا يوفين شيئاً وعدنه ... وعنهن لا يصحو الغوي المعذل
18 - فما أم أولاد ثكول وإنما ... بنو بطنها في بطنها حين تثكل
19 - أسرت جنيناً في حشا غير خادج ... فلا هو منتوج ولا هو معجل
"أم أولاد": الأرض. "أسرت جنيناً"، يريد: الحب وما يزرع فيها. "فلا هو منتوج": إنما هو حب، ليس هو ولداً.
20 - تموت وتحيا حائل من بناتها ... ومنهن أخرى عاقر وهي تحمل
157 أ / الأرض "تموت وتحيا حائل"، أي: تعمرز و"حائل": قد كانت خراباً. "بناتها": القرى. "ومنهن أخرى عاقر": لا تنبت شيئاً، وهي تحمل الناس.
21 - عمانية مهرية دوسرية ... على ظهرها للكور والحلس محمل
22 - مفرجة حمراء عيساء جونة ... صهابية العثنون دهماء صندل
"مفرجة": لها "فروج"، أي: طرق حمراء، فيها حمرة. و"عيساء": بيضاء. و"جونة": فيها سواد. وصهابية "العثنون": ما تقدم من الرياح. و"صندل": عظيمة الرأس، يريد: الريح، يريد: أولها.
23 - تراها أمام الركب في كل منزل ... ولو طال إيجاف بها وترحل
24 - ترى الخمس بعد الخمس لا يفتلانها ... ولو فار للشعري من الحر مرجل
"لا يفتلانها"، أي: لا يردانها. يقال: "فتله عن وجهه"،أي: صرفه. يريد: لا يردان الريح، "خمس بعد خمس". و"فار": اشتد الحر.
25 - تقطع أعناق المطي ولا ترى ... على السير إلى صلدما لا تزيل
رجع إلى الأرض: هي تقطع أعناق الركاب: "إلا صلدما"، يريد: الأرض. "لا تزيل"، أي: ما تحرك. "صلدم": شديدة، يريد: الأرض.
26 - ترى أثر الأنساع فيها كأنه ... على طي عادي يعاليه جندل
ب/ "عادي": قليب. "الأنساع": صغار الطرق، تشتق من الطريق الأعظم.
27 - ولو جعل الكور العلا في فوقها ... وراكبه أعيت به ما تحلحل
يريد: لو جعل الرحل وراكبه فوق الأرض ما "تحلحلت"،أي: ما تحركت الأرض، كالبعير الذي قد أعيا فلا يتحرك، والأرض لا تحرك.
28 - يرى الموت إن قامت فان بركت به ... يرى موته عن ظهرها حين ينزل
29 - ترى ولها ظهر وبطن وذروة ... وتشرب من برد الشراب وتأكل
ترى هذه الأرض ولها ظهر وبطن وذروة جبال. و"البطن": ما اطمأن و"تشرب من برد الشراب"، أي: تسقى الماء و"تأكل": يزرع فيها. يرى الموت راكبها إن قامت، وهي لا تقوم إلا عند القيامة. لقول الله [تبارك وتعالى]: ((ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره)). وقوله: "فإن بركت به"، أي: صار في بطنها، وكذا، الإنسان، إذا نزل عن ظهر الأرض مات، وصار في بطنها.
مصادر و المراجع :
١- ديوان ذي الرمة شرح أبي
نصر الباهلي رواية ثعلب
المؤلف: أبو نصر
أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)
المحقق: عبد
القدوس أبو صالح
الناشر: مؤسسة
الإيمان جدة
الطبعة: الأولى،
1982 م - 1402 هـ
عدد الأجزاء: 3
(في ترقيم مسلسل واحد)
11 أبريل 2024
تعليقات (0)