المنشورات

أما استحلبت عينيك إلا محلة ... بجمهور حزوى أو بجرعاء مالك

استدرته "الجمهور": العظيم من الرمل. "جرعاء": رمل مرتفع وسطه، وتكثر وترق نواحيه.
2 - [أما والمصلى واليمين التي بها ... حلفت بمدعى كل ساع وسالك]
3 - أناخت روايا كل دلوية بها ... وكل سماكي ملث المبارك
"روايا السحاب": التي تحمل الماء. "ملث المبارك": ملازمها، لا يفارقها كل وقت. و"المبارك": حيث بركت. "دلوية": مطر بنجم الدلو. وكذلك "السماكي": مطر بنجم السماك. أي: ألث بها كل دلوي وسماكي ملازم دائم.
4 - بمسترجف الأرطى كأن عجاجه ... من الصيف أعراف الهجان الأوارك
أي: الموضع الذي تسترجف فيه الأرطى، أي: تهب الأرطى. وقوله: "كأن عجاجه أعراف الهجان الأوارك": وهي الإبل التي تأكل الأراك. المعنى: أنه شبه العجاج وما جاءت به الريح بأعراف الهجان التي تأكل الأوارك، وذلك أن وبرها يغلظ وينتفش على الأراك ويكثر.
5 - فلم يبق إلا دمنة هار نويها ... وجيف الحصى بالمعصفات السواهك
"الدمنة": آثار الناس وما سودوا بالرماد. و"هار": هدم. و"الرجيف": ما وجفت به الريح. و"السواهك": التي تسحق سحقاً شديداً، تسرع المر.
6 - أنخنا بها خوصاً برى النص بدنها ... وألزق منها باقيات العرائك
"خوصاً": غائرات العيون. و"النص": أرفع السير وأعجله. وألزق منها ما بقي من "عريكتها": وهي سنامها بظهرها.
7 - تذكر ألاف أتى الدهر دونها ... وما الدهر والألاف إلا كذلك
ابن مخلد: " .. آلاف" على وزن أفعال، جمع إلف. يريد: أما استحلبت عينيك إلا محلة "تذكر ألاف أتى الدهر دونها"، أي: جاءت صروف الزمان دونها. "إلا كذلك"، أي: إلا كما بقي من الناس.
8 - كأن عليها سحق لفق تنوقت ... له حضرميات الأكف الحوائك
على هذه المحلة "سحق لفق": وهو ما انجرد من الثياب. شبه آثار المحلة به. "الحوائك": نساة يحكن.
9 - لنا ولكم يا مي أضحت نعاجها ... يماشين أمات الرئال الحواتك
أي: لنا ولكم هذه المحلة. و"النعاج": البقر. "يماشين أمات الرئال الحواتك"، أي: ليس بها إلا النعاج و"الرئال الحواتك": اللواتي يقاربن الخطو 
10 - فيا من لقلب لا يزال كأنه ... من الوجد شكته صدور النيازك
"شكته": طعنته وانتظمته. و"النيازك": الرماح.
11 - وللعين ما تنفك ينحى سوادها ... على إثر حاد حيث حاذرت سالك
لا يزال "ينحى"، أي: يحرف سوادها "على إثر حاد". ويروى: " .. ما تنفك تنحي سوادها".
12 - إذا ما علا عبراً تعسف جفنها ... أسابي لا نزر ولا متمالك
أي: الحادي علا جانباً من الوادي. "التعسف": أن تأخذ الدموع على غير قصد. "أسابي": ضرب من الدموع. "لا نزر": لا قليل. و"لا متمالك"، أي [لا] متماسك.
13 - وما خفت بين الحي حتى تصدعت ... على أوجه شتى حدوج الشكائك
"البين": الفرقة. "تصدعت"، أي: تفرقت وأخذت في وجوه شتى. "حدوج": من مراكب النساء "الشكائك": الفرق، واحدتها شكيكة.
14 - على كل موار أفانين سيره ... شؤو لأبواع الجواذي الرواتك
أي: تصدعت على كل "موار"، أي: بعير يمور من النجابة، أي: ليس تنكر له ضروب سير. "شؤو": سبوق. "لأبواع الجواذي"، أي: التي تتبوع في سيرها، تأخذ في الأرض شيئاً كثيراً.
15 - عبنى القرا ضخم العثانين أنبتت ... مناكبه أمثال هدب الدرانك
ضخم الظهر. "العثانين": شعرات تحت الحنك. "الدرانك": البسط. فشبه وبر مناكبه بهدب الدرنوك.
16 - درفس رمى روض القذافين متنه ... بأعرف ينبو بالحنيين تامك
يعني: الإبل. ["درفس":] غليظ. وقوله: "روض القذافين متنه": "الروض": دارات يستنقع فيها الماء، فيها نبت. "بأعرف"، أي: السنام له عرف. وأراد أنه رعى في هذه الرياض فرمته هذه الرياض بسنام له عرف لأنه سمين فيها. قوله: "ينبو بالحنيين" أي: يرتفع هذا السنام، وهماناحيتا القتب، من ضخمه. و"تامك": مشرف.
17 - كأن على أنيابه كل سدفة ... صياح البوازي من صريف اللوائك
شبه صريفه بصياح البوازي اللوائك الأنياب لأنه يلوك بها. لائك ولوائك.
18 - إذا رد في رقشاء عجاً كأنه ... عزيف جرى بين الحروف الشوابك
أي: في شقشقة. "عجاً": صوتاً. "عزيف": صياح الجن. أي: جرى ذلك العج كأنه عزيف الجن جرى بين حروف الأنياب. "الشوابك": التي اشتبكت.
19 - وفي الجيرة الغادين من غير بغضة ... مباهيج أمثال الهجان البوائك
"مباهج": نساء أمثال "الهجان": وهي الإبل البيض الكرام. و"البواتك": التوام.
20 - بعيدات مهوى كل قرط عقدنه ... لطاف الحشا تحت الثدي الفوالك
"مهوى القرط": حيث يتذبذب من الأذن. و"الفوالك": اللواتي تفلك ثديهن. يقال: "فلك ثديها يفلك فلوكاً وفلكت تفليكاً".
21 - كأن الفرند الخسرواني لثنه ... بأعطاف أنقاء العقوق العوانك
"لثنه"، أي: طوينه. "اللون": الطي. و"الأنقاء": الرمال. و"العقوق": موضع. و"العوانك": ما انعقد من الرمل وارتفع، الواحد: عانك. يقول: "كأنهن اتزرن على رمل. ويروي: "أنقاء الحقوف".
22 - توضحن في قرن الغزالة بعدما ... ترشفن درات الذهاب الركاتك
أي: برزن وظهرن. "الغزالة": ارتفاع النهار.
يعني: العوانك من الرمل بعدما أصابتها الذهاب تلبدت. شبه الأعجاز برمل أصابه المطر فتلبد. و"الذهاب": أمطار ضعاف. و"الركائك": الضعائف. يقال: "رك وركيك".
23 - إذا غاب عنهن الغيور وأشرقت ... لنا الأرض باليوم القصير المبارك
"أشرقت": أضاءت، لأن يوم السرور عندهم قصير، فلهذا قال: "باليوم القصير".
24 - تهللن واستأنسن حتى كأنما ... تهلل أبكار الغمام الضواحك
برقت وجوههن "واستأنسن"، أي: لهن أنس. "أبكار الغمام": أوائل المطر، تضحك بالبرق.
25 - إذا ذكرتك النفس ميا فقل لها ... أفيقي فأيهات الهوى من مزارك
"فأيهات الهوى"، أي: ما أبعد الهوى من مزارك.
26 - وما ذكرك الشيء الذي ليس راجعاً ... به الوجد إلا خفقة من خبالك
يقول لنفسه: وما ذكرك شيئاً ليس يرجع إلا هفوة. و"الخبال": ما خبل العقل، أي: أخذه.
27 - أما والذي حج المهلون بيته ... شلالاً، ومولى كل باق وهالك
"المهلون": الرافعون أصواتهم بالتلبية. أي: يشلون بالإبل شلاً، يطردونها. وقوله: "مولى كل باق وهالك"، أي: ولي كل باق وهالك.
28 - ورب القلاص الخوص تدمى أنوفها ... بنخلة والساعين حول المناسك
29 - لئن قطع اليأس الحنين فإنه ... رقوء لتذراف العيون السوافك
لأنه إذا يئس برد وسكن، فلهذا قال: "لئن قطع اليأس الحنين فإنه .. "، يعني: اليأس رقوء، يعني: يذهب الدمع، أراد المصدر، كقولك: "سعوط ولدود". ولولا ذلك
لكان مرقئ، لأن الفعل لليأس، وهو الذي يرقئ، أي: اليأس دواء "لتذراف العيون السوافك": السائلة.
30 - لقد كنت أهوى الأرض ما يستفزني ... لها الود إلا أنها من ديارك
أي: آتي هذه الأرض من أجليك. و"ما يستفزني"، أي: ما يستخفني. "لها الود"، أي: لا أود هذه الأرض إلا أنها من ديارك.
31 - أحبك حباً خالطته نصاحة ... وإن كنت إحدى اللاويات المواعك
"اللاويات": اللواتي يمطلن. "لويت"، أي: مطلت. "المواعك": "معكته": مطلته.
32 - كأن على فيها إذا رد روحها ... إلى الرأس روح العاشق المتهالك
يقول: قبلها فرد نفسها إلى رأسه فالتقى النفان. يقال للمرأة إذا كانت تتفكك للرجال: "هي تهالك". ويروى: " .. ثم العاشق .. ".
33 - خزامى اللوى هبت له الريح بعدما ... علا نورها مج الثرى المتدارك
يريد: كأن على فيها خزامى اللوى، والمج علا "نورها". أي: زهرتها. يقول: الماء في الثرى فهو يمجه في عروقها وأصولها. و"الثرى": كل تراب ند. ومنه: "مججت الماء من فمي"، إذا أخرجته من فيك دفعة دفعة.
34 - ومقورة الألياط مما ترجحت ... بركبانها بين الخروق المهالك
"المقورة": الضامرة. و"الألياط": جمع "ليط": وهو أعلى الجلد. "ترجحت": تطرحت بهم في البلاد. و"الخروق": جمع "خرق": وهي الأرض البعيدة "تننخرق": تمضي في الفلاة.
35 - وشعث يشجون الفلا في رءوسه ... إذا حولت أم النجوم الشوابك
"يشجون"، أي: يعلون. و"أم النجوم": المجرة. تقول العرب: "سطي مجر ترطب هجر"، أراد: يا مجرة، لأن المجرة تظهر في أيام الرطب أكثر وأبين. يقال للمرأة إذا ولدت غلاماً ثم ولدت بجارية: "قد حولت".
36 - رميت بها أثباج داج تخدرت ... بها القور يثني زمل القوم حالك
أي: بهذه الناقة. "أثباج": أوساط ليل مظلم، قد البس السواد. أي: صارت القور كأنها في خدر من سواد الليل. و"القور": جبال صغار. و"زمل"، أي: ضعيف. زمل وزميل وزمال. و"حالك": أسود، وهو من نعت داج.
37 - إذا وقعوا وهنا كسوا حيث موتت ... من الجهد أنفاس الرياح الحواشك
وقعوا "رهناً": بعد هدو من الليل. أي: بعد ساعة. "كسوا حيث موتت أنفاس الرياح الحواشك". و"الحشك": أن تمر الرياح مختلفة مندفعة مجتهدة. ويقال: "حشكت الدرة"، إذا دفعت بلبنها. و"حشك الوادي"، إذا دفع بالماء، أي: إذا لزموا الأرض.
38 - خدوداً جفت في السير حتى كأنما ... يباشرن بالمعزاء مس الأرائك
"جفت في السير"، أي: لم تطمئن. وقوله: "كأنما يباشرن"، يعني: الخدود "مس الأرائك": وهي الأسرة، الواحدة: أريكة. "المعزاء": أرض غليظة ذات حصى. يقول: كأنهن إذا وقعن على المعزاء وجدن بها مس الأرائك من التعب. أي: ألقوا أنفسهم بالموضع الذي ماتت الريح فيه، سكنت من الجهد. وكأنما أعيت من بعد الأرض. أي: ألقوا أنفسهم فكانوا كسوة للمكان. وأراد: كسوا خدودهم، أي: صيروا المكان ناموا فيه كسوة للخدود.
39 - ونوم كحسو الطير نازعت صحبتي ... على شعب الأكوار فوق الحوارك
أي: قليل بقدر ما يلقي الطائر منقاره في الماء ثم يرفعه. وقوله: "نازعت"، أي: نختله بيننا، يعني: النوم. و"الشعب": النواحي والعيدان. و"الحوارك": الإبل.
40 - تمطوا على أكوارها كل ظلمة ... ويهماء تطمي بالنفوس الفواتك
تمدوا على الرحال. و"يهماء": طريق عمياء. "تطمي": ترتفع. ويقال: "طما يطمو". و"الفواتك": جمع "فاتك": وهو الماضي الجريء الصدر.
41 - إذا صكها الحادي كما صك أقدح ... تقلقلن في كف الخليع المشارك
أي: استخفها في السوق كما يزج بالقداح. "الخليع": الذي خلعه قومه فطردوه مخافة جريرته. فهذا الخليع صاحب قمار، فهو مجتهد في قماره.
42 - يكاد المراح الغرب يمسي غروضها ... وقد جرد الأكتاف مور الموارك
"المراح": النشاط. و"الغرب": الحدة والنشاط. "يمسي": يستل "غروضها" حزمها، من شدة السير. "مور الموارك" ذهابه ومجيئه. و"الموركة" من الرحل: الذي يثني رجله عليه، وذلك الموضع لا يمور، إنما المعنى: مورها في الموارك، يعني: الأكتاف. كأنه أراد: وقد جرد الأكتاف مور الأكتاف في الموارك، فأدغم الأكتاف وأضاف كما قال: ((لقد ظلمك بسؤال نعجتك)). إنما معناه: بسؤاله نعجتك، والنعجة ليس لها سؤال.
43 - بنغاضة الأكتاف ترمي بلادها ... بمثل المرائي في رؤوس صعالك
أي: بناقة تحرك أكتافها من شدة سرعتها. و"المرائي": واحدها مرآة، أي: ترمي بعيون كالمرائي، أي: صغار خفاف، ويستحب ذلك منهن.
44 - وكائن تخطت ناقتي من مفازة ... وهلباجة لا يصدر الهم رامك
أي: وكم، يقول: تخطت ناقتي هذا الرجل وجاوزته. أراد: وكم تخطت ناقتي من مفازة ومن رجل "رامك"، أي: نائم لا يصدر همه. يقال: "رمك بالمكان"، أي: أقام به. و"هلباجة": رجل فيه هوج. ومعنى "لا يصدره": لا يطلعه مطلعاً.
45 - صقعنا بها الحزان حتى تواضعت ... قراديدها إلا فروع الحوارك
أي: صككنا. وكل ضرب على يابس فهو: "صقع". "الحزان": الغلاظ الشداد الكثيرة الحصى.
46 - مصابيح ليست باللواتي تقودها ... نجوم ولا بالآفلات الدوالك
تصبح في مباركها من الشبع. أي: لا تبالي ألا ترتحل. و"الآفلات": الغائبات. "دلكت": مالت للغيوب.

47 - كأن الحداة استوفضوا أخدرية ... موشحة الأقراب سمر السنابك
أي: استحضروا أتنا منسوية إلى "أخدر". و"أخدر": اسم فحل. يريد أن في كشوحهن بياضاً. يقال للخاصرة: "قرب".
48 - نئفن الندى حتى كأن ظهورها ... بمسترشح البهمي ظهور المداوك
أي: استأنفن الأكل "بمسترشح": حيث يطلب وينتظر أن نشب البهمى. "المدارك": الصلاء.
49 - جرى النسء بعد الصيف عن صهواتها ... بحولية غادرنها في المعارك
ماج وأسقط. "النسء": بدء السمن. أي: جرى عن صهواتها "بحولية"، يعني: الوبر. لما سمنت ألقت أوبارها. أي: ألقت العقيقة الأولى لما جاء بدء السمن. و"المعارك": حيث تمعك.
50 - تمزق عن ديباج لون كأنه ... شريج بأنيار الثياب البرانك
"تمزق"، يعني: الحولية، تمزق عن ديباج "كأنه شريج"، أي: كأن الديباج "شريج": مخلوط. و"الأنيار": جمع "نير": وهو العلم على الثوب. و"النير" أيضاً:السدى.
51 - إذا قال حادينا: أيا، عسجت بنا ... خفاف الخطا مطلنفئات العرائك
"أبا": زجر. و"العج": ضرب من السير. "مطلنفئات": لاصقات. "اطلنفأ الرجل"، إذا لصق بالأرض. العرائك": جمع "عريكة": وهي السنام بظهورها.
52 - إذا ما رمينا رمية في مفازة ... عراقيبها بالشيظمي المواشك
"الشيظمي": الحادي الطويل. و"المواشك": المستعجل،وهو "مفاعل" من "الوشك".
53 - سعى وارتضخن المرو حتى كأنه ... خذاريف من قيض النعام الترائك
"ارتضخن": دققن. "المرو": الحجارة البيض، كأنها "خذاريف من قيض النعام"، أي: ينكسرن كما ينكسر "قيض النعام"، أي: قشر البيض. "الترائك": الفواسد، الواحدة: تريكة، لأنها تترك.
54 - إذا الليل عن نشز تجلى رمينه ... بأمثال أبصار النساء الفوارك
"النشز": الموضع المرتفع. "تجلى": تكشف. "رمينه"، أيك رمين النشز "بأمثال أبصار النساء الفوارك". وذلك أن المرأة إذا فركت زوجها نبا طرفها عنه، وطمحت إلى غيره. يقول: هذه الناقة تصبح نشيطة تنظر إلى الشخوص وإلى كل شيء، ثم يكسرها السير كفارك تطمح إلى الرجال.
55 - أذاك تراها أشبهت أم كأنها ... بجوز الفلا خرس المحال الدوامك
أذاك النعت تراها أشبهت. "خرس المحال": التي لا أصوات لها. يقال: "بكرة خروس"، إذا كانت سريعة المر لا يسمع لها صوت. و"المحال": البكرة يستقي بها بعير. و"الدمك": المر.
56 - تجلي فلا تنبو إذا ما تعينت ... بها شبحاً أعناقها كالسبائك
"تجلي": تنظر. "نبا"، إذا لم يصدق. يقول: إذا نظرت هذه الناقة لم تنب عينها عن الشيء، أي: لم ترتفع عيونها عن شيء تنظر إليه.
57 - أتتك المهارى قد برى جذبها السرى ... بنا عن حوابي دأيها المتلاحك
قوله: "قد برى جذبها السرى بنا"، كقولك: "أذهب لحم هذا الفرس ركضه بي". قوله: "عن حوابي": "عن": مدخلة، وهي ضلوع الجنب التي قد انتفخت وأشرفت بالعرض. ولولا "عن" كانت "الحوابي" في موضع نصب. واحدها "حابية": وهي الضلع، والذكر "حاب" كما ترى.
58 - براهن تفويزي إذا الآل أرقلت ... به الشمس أزر الحزورات الفوالك
"براهن": أذهب لحمهن. "تفويزي"، أي: سيري بها في المفازة. "أرقلت به الشمس": أرقلت الأزر بالآل، كقوله: "إذا السيف قتل به السلطان فلاناً. "الحزورات": الأماكن الغليظة المرتفعة وفيها صغر. يقولك بلغ الآل إلى أوساط الحزورات مثل الفلكة. كان الأصمعي يقول: "إذا الآل أرفلت أزر الحزورات"، أي: غطت. أراد: الآل، أرفلت الشمس أزر الحزورات به، أي: بالآل. ولولا الآل ما كانت الحزورات تضطرب. و"الإرقال": الاضطراب كالنزو.
59 - وشبهت ضبر الخيل شدت قيودها ... تقمس أعناق الرعان السوامك
"الضبر": الوثب، وهو أن تجمع قوائمها ثم تشب. "تقمس"، أي: تغوص، كما تغوص أعناق "الرعان": وهي أنوف الجبال في السراب.
60 - وقد خنق الآل الشعاف وغرقت ... جواريه جذعان القضاف النوابك
أي: كاد يبلغ الآل أن يغطي رءوس الجبال. يقال: "خنق فلان الأربعين"، إذا كاد يبلغها. "الشعاف": رؤوس الجبال.
" [جواريه"، أي:] جواري السراب. "جذعان": صغار. "القضاف": جمع "قضفة": وهي قطعة من الأرض مرتفعة، وليست بطين ولا حجارة. ويروي: "البرانك".
61 - وقلت: اجعلي ضوء الفراقد كلها ... يميناً ومهوى النسر من عن شمالك













مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید