المنشورات

تعرفت أطلالاً فهاجت لك الهوى ... وقد حان منها للخلوقة حينها

2 - فلم يبق منها بين جرعاء مالك ... ووهبين إلا سفعها ودرينها
"تعرفت": تبينت حتى استبنت. يقال: "إئت القوم فاعترفهم وتعرفهم". يقال: "خلق بين الخلوقة والخلوق". "صفعها": أثافيها، سفعتها النار. و"الدرين": يابس النبت.
3 - ومثل الحمام الورق مما توقدت ... به من أراطى حبل حزوى إرينها
4 - أفي مرية عيناك غذ أنت واقف ... بحزوى من الأظعان أم تستبينها
"ومثل الحمام الورق"، يعني: الرماد، والرماد أورق. و"الورقة": سواد في كدرة. و"أراطي" جمع أرطأة. و"الإرين" جمع "إرة": وهي موقد النار. "المرية": الشك.
5 - فقال أراها يحسر الآل مرة ... فتبدو وأخرى يكتسي الآل دونها
6 - نظرت إلى أظعان مي كأنها ... نواعم عبري تميل غصونها
"يحسر": يمصح ويذهب. " [يكتسي] الآل دونها":يسترها عنك فلا تراها، وذلك أنهم إذا صاروا في هبوط لم يرهم، وإذا أنشزوا وأربوا جزاهم له السراب. "العبري" و"العمري": ما كان على شطآن الأنهار من الأشجار.
7 - فلما عرفت الدار قفراً كأنها ... رقوم هراقت ماء عيني جفونها
يقول: لما استبنتها بكيت على من كان بها. و"الرقوم": الآثار التي عرفها في الديار، و"الرقوم": الدارات، و"الرقم": الكتاب. ويقال للكاتب التحرير: "إنه ليرقم في الماء".
قال الشاعر:
سأرقم في الماء القراح إليكم ... على حرة لو كان للماء راقم
وفي مثل: "طاح مرقمة" يضرب مثلاً لما ....
8 - أجدك قد ودعت مية إذ نأت ... وولى بقايا الحب إلا أمينها
9 - وإني لطاو سرها مجدل الحشا ... كمون الثرى في عهدة لا يبينها
"أمينها"، أي: ما يؤمن منها. يقول: أكتم سرها كما يكتم الثرى مواقع العهد. و"العهد": أول مطر الوسمي، والأرض له أشد قبولاً.
10 - وأجعل فرط الشوق بالعيس إنني ... أرى حاجة الخلان قد حان حينها
11 - إذا شئن أن يسمعن والليل دامس ... أذاليله والريح تهدي فنونها
12 - تراطن جون في أفاحيصها السفى ... وميتة الخرشاء حي جنينها
"فرط الشوق": ما سبق إليه منه. و"الخلان": الأصدقاء. "أذاليله": أوائله. و"فنونها": ضروبها.
"تراطن": صوت لا يفهم، وهي الرطانة والرطانة. ويقال: "ما رطيناك". و"الجون": القطا. و"أفاحيصها": جمع "أفحوصة": وهو مبيضه. و"السفى": شوك البهمى. و"الخرساء": قشر البيضة.
13 - فلما وردن الماء في طلق الضحى ... بللن أداوى ليس خرز يبينها
14 - إذا ملأت منه قطاة سقاءها ... فلا تنظر الأخرى ولا تستعينها
"وردن الماء"، يعني: القطا. و"طلق الضحى": أوله. و"الأداوى"- ها هنا-: حواصلها. وقوله: "ليس خرز يبينها"، أي: يتبين فيها. و"لا تنظر": لا تنتظر.
و"سقاؤها": حوصلها.
15 - لئن زوجت مي خسيساً لطالما ... بغى منذر مياً حليلاً يهيمها
16 - ترينك إن جردتها من ثيابها ... وأنت إذا جردت يوماً تشينها
17 - فيا نفس ذلي بعد مي وسامحي ... فقد سامحت مي وذل قرينها
18 - ولما أتاني أن مياً تزوجت ... خسيساً بكى سهل الربا وحزونها











مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید