المنشورات

ألا يا دار مية بالوحيد ... كأن رسومها قطع البرود

"الرسم": آثار الدار [يقول: أخلقت هذه الدار] وبليت، كما خلقت هذه البرود.
2 - سقاك الغيث أوله بسجل ... كثير الماء مرتجز الرعود
و"الغيث": السحاب، وأصل [السجل]: الدلو فيها ماء، والارتجاز صوت الرعد.
3 - نشاط الدلو أو مطر الثريا ... إذا ارتجزت على إثر السعود
قال الأصمعي: النشاص: السحاب الذي يرتفع بعضه فوق بعض، ليس بمنبسط في السماء. [ويروى]: " .. أونوه الثريا". دعاء للدار بالسقيا، وإنما يريد أن تخصب أرضها، ويكثر نباتها فيحمد مرعاها.
4 - فهجت صبابتي ولكل إلف ... يهيج الشوق معرفة العهود
"صبابتي": شوقي. و"العهود": الأماكن التي [كان] يعهدهم فيها.
5 - غداة بدت لعيني عند حوضي ... بدو الشمس من جلب نضيد
قال الأصمعي: "الجلب": السحاب الذي يعترض في الأفق، رقيق ليس فيه ماء. "نضيد" مركوم بعضه فوق بعض.
6 - تريك وذا غدائر واردات ... يصبن عثاعث الحجبات سود
"الغدائر": ضفائر الشعر. "ذا غدائر"، [يعني:] فروعها. "واردات": [طوال]. و"الحجبات": رؤوس الأوراك، والواحدة حجبة. و"العثاعث": لينها، شبهها بـ "العثاعث": وهي أرض بها شيء من الرمل.
7 - مقلد حرة أدماء ترمي ... محدثها بفاترة صيود
أراد: تريك مقلد حرة وذا غدائر، فقدم وأخر.
و"أدماء"، يعني: ظبية. و"مقلدها": عنقها. "فاترة": ساكنة الطرف، يعني عينها. و"حرة": كريمة. و"الحر": الكريم، و"العتيق" بمعنى واحد.
8 - أقول لصحبتي وهم بأرض ... هجان الترب طيبة الصعيد
9 - عشية أعرضت أدماء بكر ... بناظرة مكحلة وجيد
"أعرضت": سنحت، وأمكنت من النظر، يعني: ظبية "أدماء"، أي: بيضاء. و"الأدم" في الظباء والإبل: بياض. و"الجيد": العنق.
10 - أصدوا لا تروعوا شبه مي ... صدور العيس شيئاً من صدود
11 - ولو عاينتنا لعلمت أنا ... نمد بحبل آنسة شرود
12 - نرى فيها إذا انتصبت إلينا ... مشابة فيك من كحل وجيد
13 - وكائن قد قطعت إليك خرقاً ... يميت منة الرجل الجليد
[أراد:] وكم [قطعت. و] "الخرق": الأرض البعيدة الأطراف، تنخرق فتذهب. "يميت": يضعف. و"المنة": القوة.
14 - وكم نفرت دونك من صوار ... ومن خرجاء مرئلة وخود
"الصوار": القطيع من البقر. و"الخرجاء": نعامة فيها سواد وبياض. والذكر "أخرج". و"مرئلة": لها رئال. و"الرئال": أفراخ النعام، واحدها رال "وخود": فعول من الوخد. و"الوخد": ضرب من السير سريع.
15 - تقاصر مرة وتطول أخرى ... تسف المرو أو قطع الهبيد
يقول: "تقاصر .. ": تخفض عنقها مرة، وترفعه مرة. إذا رعت طأطأت رأسها. وتارة "تسف المرو": تأكله. و"المرو": الحصى، والنعام تأكل الحجارة. و"الهبيد": الحنظل المكسر.
16 - وإن نظرت إلى شبح أمجت ... كإمجاج المعبدة الشرود
"الشبح": الشخص. و"أمجت": عدت وانطلقت بسرعة. ويقال: "أمج" حين يأخذ في العدو.
17 - يشل نجاؤها وتبوع بوعاً ... ظهور أماعز وبطون بيد
"يشل": يطرد. و"الشل": الطرد. و"نجاؤها": سرعتها. "تبرع بوعاً": تبسط. و"الأماعز": أرض صلبة.
18 - بأصفر كالسطاع إذا اصمعدت ... على وهل وأعصل كالعمود
"أصفر" و"أعصل"، يعني: ساقي النعامة. وإنما قال: "أصفر"، لأنها تأكل الربيع، واصفرت ساقها. و"السطاع": عمود الخيمة. و"اصمعدت": جدت في عدوها، واستمرت فيه. "على وهل"، أي: على فزع. و"اعصل": اعوج، يعني: ساق النعامة.
19 - كأن عليهما قطعات بيت ... نحيت الرق من كرش الجلود
"الرقد": الريش وانقباضها. ويروى:
"كأن عليهما قطعات نبت [نحيت] الرق من كرش الجلود".
20 - تطير عفاءة غبرت عليها ... كجل الرهب من خلق اللبود
"العفاء": الريش، وهو الأوبار أيضاً. "غبرت"،أي: بقيت. يقول: يطير ريشها من شدة عدوها. و"الجل": الجلال. و"الرهب": الناقة المهزولة. شبه ريش النعام بالجلال.
21 - ويوم يترك الآرام صرعى ... يلذن بكل هيدبة برود
"الآرام": الظباه، الواحد "رتم". و"الصرعى": من شدة الحر. "الهيدبة": شجرة كثيرة الورق. و"برود": باردة.
22 - إذا غرق الرواتك في الهوافي ... أرن على جوانبها بهيد
"الرواتك": [الإبل] ترتك في سيرها. "رتكت رتكاً ورتكاناً"، إذا قاربت خطرها وأسرعت. يقول: فتغرق في الآل، وهي "الهوافي". شبه الآل في سرعة جريه وانطراده بطائر يهفو. وقيل: "الهوافي": الإبل "تهفو"، أي: تمر مراً سريعاً، فتغرق "الرواتك" من الإبل في "الهوافي" السراع، لأن "الهوافي" أسرع من الرواتك. ["أرن"] أي: صوت، يعني: الحادي. وقوله: "بهيد": زجر، وهو حكاية صوت الحادي.
23 - بحثن جوانب الأرطاة حتى ... كأن عروقها شعب الوريد
24 - رأيت الناس ينتجعون غيثاً ... بسائفة البياض إلى الوحيد
25 - فقلت لصيدح: انتجعي برحلي ... وراكبه أبان بن الوليد
26 - إليه تيممي وإليه سيري ... على البركات والسفر الرشيد
27 - تلاقي إن سبقت به المنايا ... تلاد أغر متلاف مفيد
"إن سبقت به المنايا"، يقول: إن بلغت بي إليه قبل الموت. و"التلاد": المال القديم المورث. و"الأغر": الأبيض، يعني: الممدوح. والممدوح "متلاف": يتلف ماله بالعطايا- و"مفيد": يفيد المال، أي: يكسبه.

28 - كنصل السيف أخلصه صقال ... ولم يعلق به طبع الحديد
29 - كريم الوالدين وتستغيثي ... بأروع لا أصم ولا صلود
"كريم": مجرور على الصفة، أراد: تلاد أغر كريم الوالدين. ويجوز نصبه على المدح، كأنه قال: أعني "كريم الوالدين". و"الأروع" من الرجال: الذي يروعك بجماله ومنظره. يقول: ليس أصم بداعيه عن النداء. "الصلود"، أي: جامد الكف، مأخوذ من قولك: "صلد الزند"، إذا لم يور ناراً.










مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید