المنشورات

أأن ترسمت من خرقاء منزلة ... كالوحي في مصحف قد مح منشور

["مح": درس. ويقال: مصحف ومصحف].
2 - أودى بها الدهر قدماً واستحال بها ... بكل داج مسف الودق مبحور
"الداجي": المظلم، يعني: السحاب. "مسف": دان من الأرض. "الودق": المطر. "مبحور": مأخوذ من البحر. "أودى بها"، أي: ذهب بها.
3 - داني الرباب كأن البلق تحفزه ... إذا استقل فويق الأرض مهمور
"الرباب": سحاب يتعلق بالسحاب من تحته. "تحفزه": تدفعه. و"البلق"، يعني: الخيل البلق. يقول: هذا السحاب فيه برق، كأن خيلاً تضربه بأرجلها. "مهمور": منهمر.
4 - منازل الحي إذ حبل الصفا علق ... من آل مي جديد غير مبتور
5 - اضحت، وكل جديد صائر عجلا ... يوماً إلى قلة منه وتغيير
6 - أعراض ريح الصبا تزهي جوانبها ... عند الصباح مع الحصباء بالمور
يقول: أصبحت هذه المنازل أعراض ريح الصبا "تزهي جوانبها": ترفع. و"المور": التراب الناعم. "الحصباء": الحصى الصغار.
7 - ومنهل آجن كالغسل مختلط ... باكرته قبل ترنيم العصافير
8 - تكسو الرياح نواحيه بمختلف ... من التراب إذا ما رحن مدحور
9 - في صحن يهماء تهوي الخامعات بها ... من قلة الكسب للغبس المغاوير
"بهماء": فلاة يتاه فيها. و"الخامعات": الضباع. و"الغبس": الذئاب. و"الغبسة": لون أغبر يضرب إلى السواد. و"المغاوير": الذين يكثرون الغارات، والواحد "مغوار".
10 - تنزو القلوب بها منها إذا اشتملت ... في الآل أعلامها خوفاً من القور
"الآل": السراب. و"القور"، جمع "قارة": وهي الأكمة. و"أعلامها": ما يهتدى به فيها.
11 - ونص حرباؤها فيها ذوائبه ... في صامح من لعاب الشمس مسجور
يقال: "صمحته الشمس"، إذا أصابته بشدة حرها. "مسجور": مملوء. و"المسجور" بشدة الحر، من قولك: "سجرت التنور".
12 - بأينق كقداح النبع قد ذبلت ... منها الثمائل أمثال القراقير
"القداح": السهام. و"النبع": شجر. و"الثمائل": ما بقي في أجوافها من العلف، الواحدة "ثميلة": يقول: ضمرت بطونها. و"القراقير": السفن. و"القرقور": السفينة.
13 - تشكو إذا وقفت بالقوم في بلد ... من آخر الليل ناء غير مهجور
14 - جذب البرى في عرى أزرار آنفها ... براجع من عتيق الجوف منشور
أراد: تشكو البرى. و"البرى" جمع برة: وهي الحلقة في أنف البعير، يعني راجع الزبد.
15 - كأن أعينها من طول ما نزحت ... منها إذا خزرت خضر القوارير
يقول: من طول ما نزحت منها الدموع. "خزرت": نظرت إلى جانب. و"القوارير": الزجاج.
16 - من اللواتي بها دهن منصفها ... قد غيرتها الفيافي أي تغيير
يقول: من القوارير اللواتي قد "نصفها" الدهن، أي: صار في أنصافها. و"الفيافي": الفلوات.
17 - يتبعن شأو علنداة مذكرة ... خطارة حرة إحدى المماهير
"الشأو": الطلق في الشوط. "علنداة": شديدة. يعني: ناقة: "مذكرة": تشبه الذكر. "خطارة": تخطر في سيرها. و"المماهير": الماهرة في السير.
18 - كأن رحلي وقد لانت عريكتها ... على أحم أجم الروق مذعور
"عريكتها": سنامها. وقوله: "لانت عريكتها"، أي: ذلت، انقادت. "أحم": أسود. يعني ثوراً وحشياً. وأراد بقوله: "أحم": السواد الذي في قوائمه ووجهه. و"الروق": القرن. "مذعور"، أي: فزع.
19 - ضاحي المراتع بالبيداء ذي قرب ... يدنو به الليل في ظلماء ديجور
"ضاحي المراتع"، يقول: مراتعه في الضحى ظاهرة، أي: بارزة. و"القرب" ما يتقرب به من السير. و"الديجور": الظلمة الشديدة.
20 - فبات ضيف ألاء يستغيث به ... من قطقط في سواد الليل محدور
"ألاء": شجر. ينبت في الرمل، الواحدة "ألاءة". و"القطقط" المطر الخفيف.
21 - كأنه والدجا في الليل مغتمس ... ذو يلمق من عتيق القهز مقصور
"الدجا": الظلمة. و"اليلمق": القباء. و"القهز": ضرب من الحرير، ويروى: "القز". و"العتيق": الكريم الجيد من كل شيء.
22 - إذا جلا البرق عنه قام مبتهلاً ... لله يتلو له بالنجم والطور
["المبتهل": الداعي].
23 - حتى إذا ما الدجا مالت أواخره ...... مثل الرواق ولاحت جبهة النور
["الرواق": مقدم البيت. و"النور"، يعني: الصبح].
24 - باكره قانص يسعى بطاوية ... شم الملاطم أمثال الزنابير
"طاوية": جياع، يعني: الكلاب. "شم الملاطم"، أي: طوال الخدود. و"الملطم": الخد. و"القانص": الصائد.
25 - حتى إذا قال قد نالت أوائلها ... وأدركته جميعاً بالأظافير
26 - كر يهز سلاحاً ما يقومه ... قين بمطرقة يوماً على كير
"كر"، يعني: الثور، رجع إلى الكلاب، وعني بالسلاح قرني الثور. و"القين"- هنا-: الحداد.
27 - أسمر يطرد ما لاقى ومنعقد ... في الرأس قرن جديد غير مسمور
"أسمر"، يعني: القرن "غير مسمور": إنما هو خلقة.
28 - فغادر الغضفا يسعى وانصمى جنفاً ... يمر مر شهاب انقض محدور
"فغادر": ترك. و"الغضف": مترخية الآذان. يعني: الكلاب. "انصمى": انقض يعدو و"الشهاب": النجم.
29 - فذاك شبهت عيسى في معاقدها ... إذا انتحت في سواد الليل بالعير
[يقول:] فذاك الثور شبهته عيسى. ["انتحت"، أي:] أعرضت. و"العير": الإبل التي تحمل المتاع. و"العيس": الناق.












مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید