المنشورات

استنصار امرئ القيس اليمن:

فلمَّا امتنعت بكر بن وائل وتغلب من اتِّبَاع بني أسد، خرج من فوره ذلك إلى اليمن فاستنصر أزد شنوءة، فأبوا أن ينصروه وقالوا: إخواننا وجيراننا فنزل بقيل يدعى مرثد الخير بن ذي جدن الحميري وكانت بينهما قرابة، فاستنصره واستمدَّه على بني أسد، فأمدَّه بخمسمائة رجل من حمير. ومات مرثد قبل رحيل امرئ القيس بهم وقام بالمملكة بعده رجل من حمير يقال له: قرمل بن الحميم، وكانت أمه سوداء، فردد امرأ القيس وطول عليه حتى هم بالانصراف وقال:
وإذ نحن ندعو مرثد الخير ربنا ... وإذ نحن لا نُدعَى عبيدًا لِقَرْملِ فأنفذ له ذلك الجيش. وتبعه شُذَّاذٌ من العرب واستأجر من القبائل رجالًا فسار بهم إلى بني أسد، ومر بتبالة وبها للعرب صنمٌ تعظمه يقال له ذو الخلصة. فاستقسم عنده بقداحه وهي ثلاثة: الآمر، والناهي، والمتربص، فأجالها، فخرج الناهي، ثم أجالها فخرج الناهي. ثم أجالها، فخرج الناهي فجمعها وكسرها وضرب بها وجه الصنم وقال: ويحك لو أبوك قتل ما عقتني. ثم خرج فظفر ببني أسد، وقال في نيله منهم ما أراد من ثأره، أبياتًا مطلعها:
يا دار ماوِيَّة بالحائل ... فالسَّهْبِ فالْخَبْتَيْنِ من عاقل









مصادر و المراجع :

١- شرح المعلقات السبع

المؤلف: حسين بن أحمد بن حسين الزَّوْزَني، أبو عبد الله (المتوفى: 486هـ)

الناشر: دار احياء التراث العربي

الطبعة: الأولى 1423هـ - 2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید