المنشورات
لبيد بن ربيعة
هو: لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري، وكنيته: أبو عقيل. وهو صحابي أدرك الجاهلية والإسلام. عاش خمسًا وأربعين سنة بعد المائة: 145، وقيل: بل خمسًا وخمسين بعد المائة: 155.
وكان يقال لأبيه: ربيعة الْمُقْتِرِين؛ لجوده وسخائه.
وقد وَفَدَ وقومَه: بني جعفر بن كلاب، على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم وحسن إسلامه، وأسلم قومه.
وكان لبيد وعَلْقمة بن عُلاثة العامريان من المؤلفة قلوبهم، وهو معدود من فحول الشعراء المجيدين.
كان من شعراء الجاهلية وأجوادهم وفرسانهم.
أسلم "لبيد" قبل الفتح، وحَسُنَ إسلامه، وهاجر، ولم يصحّ عنه أنه قال شيئًا من الشعر بعد الإسلام إلا قوله: [الكامل] :
مَا عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه القرين الصالح
والسبب في عدم قوله الشعر أنه لَمَّا أسلم وقرأ القرآن شغل بما فيه من حكمة رائعة، وموعظة حسنة، وبلاغة مُدهشة، صرفته عن الشعر.
وكان "لبيد" من الأجواد المشهورين. وكان شريفًا في الجاهلية والإسلام، وكان قد نَذَرَ أن لا تهبَّ الصَّبا إلا نحر وأطعم. وكانت له جفنتان يغدو بهما ويروح كل يوم على مسجد قومه فَيُطْعِمهم.
بعد أن وفد "لبيد" هو وقومه على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم هو وإياهم، رجع قومه إلى بلادهم. وقدم هو الكوفة فأقام بها إلى أن مات، وله من العمر مائة وخمس وأربعون سنة، "145" على الصحيح. ويقال: إن وفاته كانت في أول مدة معاوية بن أبي سفيان وهو المشهور.
كان رحمه الله من فحول الشعراء المخضرمين. وقد شهد له النابغة بأنه أشعر العرب؛ لأنه كان يغوص على المعنى الغريب والحكمة البليغة.
وللبيد أخبار كثيرة وشعر أكثر من أن يحصى. فقد رُوِيَ عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: "رويت للبيد اثني عشر ألف بيت".
الحق أن معلقة "لبيد" لم تحوِ ما حواه غيرها من الحكمة والمعاني الاجتماعية إلا أنها حوت سبكًا متينًا، وتشابيه لطيفة، ووصفًا رائعًا، وحماسة جميلة. سوى أبيات يسيرة من الحكمة الجليلة، وقد افتخر فيها بمآثر قومه، ولم نظفر بالسبب الذي دعاه إلى نظمها.
مصادر و المراجع :
١- شرح المعلقات السبع
المؤلف: حسين بن
أحمد بن حسين الزَّوْزَني، أبو عبد الله (المتوفى: 486هـ)
الناشر: دار
احياء التراث العربي
الطبعة: الأولى
1423هـ - 2002 م
16 أبريل 2024
تعليقات (0)