المنشورات

موت لبيد بن ربيعة

لَمّا حضرته الوفاة قال لابن أخيه -ولم يكن له ولد ذكر: يا بني إن أباك لم يمت ولكنه فني، فإذا قبض أبوك فأقبله القبلة وسجه بثوبه، ولا تصرخن عليه صارخة وانظر جفنتي، اللتين كنت أصنعهما، فاصنعهما ثم احملهما إلى المسجد. فإذا سلّم الإمام فقدمهما إليهم فإذا طعموا فقل لهم فليحضروا جنازة أخيهم، ثم أنشد قوله:
وإذا دفنت أباك فاجـ ... ـعل فوقه خشبًا وطينًا
وصفائحًا صُمًّا روا ... سيها يسددن الغضونا
ليقين وجه المرء سفـ ... ساف التراب ولن يقينا1.
وقد اختلف في عمره يوم مات. فقد جاء في الأغاني ما يلي: "قدم لبيد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وفد بني كلاب بعد وفاة أخيه أربد وعامر بن الطفيل فأسلم وهاجر وحسن إسلامه، ونزل الكوفة أيام عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- فأقام بها، ومات هناك في آخر أيام معاوية بن سفيان، فكان عمره مائة وخمسًا وأربعين سنة، منها تسعون في الجاهلية وبقيتها في الإسلام2.
وذكر ابن قتيبة: وأدرك لبيد الإسلام، وقدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وفد بني كلاب، فأسلموا ورجعوا إلى بلادهم. ثم قدم لبيد الكوفة وبنوه، فرجع بنوه إلى البادية بعد ذلك، فأقام لبيد إلى أن مات بها، فدفن في صحراء بني جعفر بن كلاب.
ويقال إنّ وفاته كانت في أول خلافة معاوية، وأنه مات هو ابن مائة وسبع وخمسين سنة3.
وهكذا نرى أن لبيدًا عمّر كثيرًا، فعمره في رأي المكثرين مائة وسبع وخمسون سنة، وفي رأي المقلّلين لا يقل عن مائة وعشر سنوات] .












مصادر و المراجع :

١- شرح المعلقات السبع

المؤلف: حسين بن أحمد بن حسين الزَّوْزَني، أبو عبد الله (المتوفى: 486هـ)

الناشر: دار احياء التراث العربي

الطبعة: الأولى 1423هـ - 2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید