المنشورات
عذل العواذل حول قلبي التائه ... وهوى الأحبة منه في سودائه
وهي في الوزن كالتي قبلها, وقافيتها من المتدارك.
يقال: عذل وعذل, والتحريك في هذا الموضوع أحسن؛ لأنه أقوى في السمع والغريزة, فيقال: عذلت فلانًا فاعتذل؛ أي: لام نفسه ورجع. ومعتذلات سهيلٍ: أيام شديدات الحر تأتي قبل طلوعه أو بعده, وبعض الناس يرويها: معتدلات, بالدال؛ أي: أنهن قد استوين من شدة الحر, والذي يروي بالذال يريد أنهن يتعاذلن ويأمر بعضهن بعضًا إما بشدة الحر, وإما بالكف عنه.
وقوله: التائه جاء بالهاء الأصلية مع هاء الإضمار في القوافي, وربما فعلت الشعراء ذلك, وهو قليل, ومنه قول الأنصاري: [الكامل]
أبلغ أبا عمروٍ أحيـ ... حة والخطوب لها تشابه
أني أنا الليث الذي ... تخشى مخالبه ونابه
وسوداء القلب وسويداؤه وأسوده وسواده واحد, وهي علقة من دمٍ أسود تكون فيه.
وقوله: [الكامل]
يشكو الملام إلى اللوائم حره ... ويصد حين يلمن عن برحائه
البرحاء: شدة الشوق والحزن, والمعنى أن الملام يشكو إلى اللوائم اللواتي يلمن هذا المحب؛ لأنه إذا وقع في سمعه صار إلى قلبه, فوجد حرارةً شديدةً, وهذا من دعوى الشعراء المستحيلة.
وقوله: [الكامل]
الشمس من حساده والنصر من ... قرنائه والسيف من أسمائه
السيف من أسمائه: يعني اللفظة دون جوهر السيف؛ لأن الحديدة لا تكون من الأسماء, وإنما يكون اسمها؛ لأن الاسم عرض, والحديد جوهر, ولا يكون أحد الجنسين من الآخر, وعلى ذلك فسره أبو الفتح بن جني.
مصادر و المراجع :
١- اللامع العزيزي شرح
ديوان المتنبي
المؤلف: أبو
العلاء أحمد بن عبد الله المعري (363 - 449 هـ)
المحقق: محمد
سعيد المولوي
الناشر: مركز
الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الطبعة: الأولى،
1429 هـ - 2008 م
18 أبريل 2024
تعليقات (0)